X
جديد الموقع
حزب الله يهنئ الشعب الفلسطيني على كسر قيود الاحتلال عن المسجد الأقصى المبارك
حزب الله: ما قام به أبناء عائلة الجبارين في القدس درس لأحرار الأمة..
الإمام الخامنئي: الجرائم بحق الشعب الايراني لن تزيده إلا كرهاً للادارة الأميركية وأذنابها بالمنطقة كالسعودية
بيان صادر عن حزب الله تعليقاً على اقتحام النظام البحراني لمنزل آية الله الشيخ عيسى قاسم
حزب الله يدين بأشد العبارات : الحكم ضد آية الله الشيخ عيسى قاسم جريمة
السيد حسن نصر الله يهنئ الشيخ روحاني بإعادة انتخابه رئيسا للجمهورية الاسلامية

آخر الأخبار :: السيد نصر الله في حوار شامل مع جريدة الأخبار 14-08-2014( النص الكامل- الجزء الأول)

img

أن يعيش اليقين!

ابراهيم الأمين

بعد انتخابه أميناً عاماً لحزب الله، خلفاً للشهيد السيد عباس الموسوي، كان السيد حسن نصرالله لا يزال في سن الثانية والثلاثين. كان شديد الحساسية إزاء الدور الموكل إليه. صار الرجل في مواجهة العالم كله؛ ناسه وأهله والمريدون من جهة، والجاهلون به وبحزبه من جهة أخرى، والأعداء والخصوم على أنواعهم وكثرتهم من جهة ثالثة.

لم يكن ممكناً، لمن لا يعرفه مباشرة، إدراك حجم التجربة التي خاضها الرجل قبل توليه هذه المهمة. كان، ببساطة، قد أمضى نصف عمره في ذلك الوقت، أي 16 سنة، في مواجهة تحديات الحياة العامة، وفي اختبار قدرته على تحقيق طموحاته كشاب، وفي انخراطه المبكر في عملية نضالية فيها كل شيء، من السياسة والدرس والتحصيل العلمي وبداية العمل التنظيمي، ومتابعة العمل الجهادي، إضافة إلى دور تعبوي كان مدخله المباشر إلى عقول وقلوب آلاف المريدين والمناصرين، وكانت إطلالاته اليومية مع المناصرين اختباره المفتوح لصقل موهبة الخطابة لديه.

من خارج الحزب، تساءل كثيرون عن هوية الشاب الذي لم يظهر سابقاً في وسائل الإعلام، ولا في بيانات أو أنشطة.

أما داخل الحزب والبيئة اللصيقة، فكان هو النجم الذي تجتمع فيه أبرز مواصفات القائد المطلوب في تلك اللحظة. جاءت تزكية السيد علي الخامنئي لاختياره أميناً عاماً كلمسة نهائية، على قرار لم تعترضه أي مساجلات أو استفسارات داخل الجسم القيادي في الحزب. وخلال وقت قصير، انطلق الرجل في إدارة أكبر عملية تطوير لأكثر الأحزاب العربية تنظيماً ودقة وإنتاجاً. وهي عملية استوجبت منه التفرغ كلياً، بحيث لا يبقى مجال لأمور أخرى يحب الناس القيام بها، وهو منهم.

ميزة السيد حسن أن من يتاح له متابعته، بدقة عالية نسبياً، يلمس حجم التطور الذي طرأ على منظومة التفكير عنده: كيفية تلقي الأحداث، كيفية التعامل معها بهدوء، كيفية إشعار من حوله بأن كل شيء قابل للاستيعاب، كيفية جعل العقل مسيطراً على كل الجهاز العصبي. لا يتعطل القلب، ولا إيمانه العميق بالقدر الإلهي، لكن التوازن مع العقل يسمح بالسيطرة على الموقف، والتحكم في معظم مفاصله، واتخاذ القرار الأقرب إلى الصواب، وفوق كل ذلك، الاستعداد لتحمّل المسؤولية.

هل يعرف الناس معنى ألا يكذب هذا الرجل أبداً. معنى أن يجامل ويمازح ويستوعب من دون أن يخالف اقتناعاته الراسخة. معنى أن يحفظ أصل الصورة، رغم كل الطبعات والتحديثات. معنى أن يبقى واقفاً على رجليه، بينما يرسمه الناس أيقونة معلّقة في السماء. معنى ألا يتجرأ الفساد أو الزهو أو الغرور أو الكذب أو الممالأة على الاقتراب من عقله وقلبه.

خلال عشرين سنة، وتحديداً بعد حرب تموز 1993، بنى السيد من حوله آليات عمل وفرق مساعدين، وحشداً من العاملين في هيكلية شديدة التعقيد. ورغم كل التوسع البشري والتنظيمي والعسكري والأمني والمادي الذي أصاب الحزب خلال ربع قرن، فإنه لا يزال العالم المجهول على الأقربين كما على الأبعدين. هو العالم الذي يحفظ السيد سره. صحيح أن عملية تقديسه هي الأكثر إيذاءً له ولتاريخه ولحاضره، لكن الصحيح، أيضاً، أن هذه الهالة لم تؤثر في قناعته، ولا في حساباته، بل تحولت عبئاً حقيقياً. هل يعرف الناس، حقاً، أنه يخشى على مشاعر شخص أو مجموعة إذا ما كان كلامه حاداً أو قاسياً؟
لكن أين هو اليوم، وفي أي موقع يعمل؟ كثيرون لن تعجبهم حقيقة الدور الكبير الذي يتصدى له الرجل. ثمة حقائق لن تخرج من فمه يوماً على الإطلاق، ولن يكون مسروراً إذا ما سمع تكرارها من حوله... لكنها الحقائق التي تزيد من الطمأنينة عند حشد كبير، وكبير جداً من الناس، وتزيد من القلق، عند كل حشود الأعداء.

اليوم، يتابع السيد حسن ملف المقاومة في لبنان، وملف لبنان بكل تشعباته. هو في قلب القرار الذي سيرسم مستقبل الصراع مع إسرائيل. هو في قلب القرار الذي يرسم مستقبل سوريا. وهو صار، أيضاً، في قلب المشهد الذي يقود العراق في هذا الاتجاه أو ذاك، وهو في قلب المشهد الحساس جداً، والشديد التعقيد الذي يلف الجزيرة العربية، من شمالها إلى شرقها إلى جنوبها. وهو جزء أساسي من معادلة تفرض عليه أن يكون حاضراً، شخصياً أو عبر ممثلين، في أكثر من دائرة عمل تخص منطقتنا العربية والإسلامية. والثقة التي يحظى بها من قبل قادة وجماعات وجمهور، تجعله أكثر حذراً، وأكثر دقة، وأكثر حرصاً، ولو أنه يكرر دائماً إيمانه بـ"اليقين الذي سيقودنا إلى النصر!".

هل يعرف الناس أي سلطة موجودة في يد هذا الرجل؟

 

وفيق قانصوه ـ "الاخبار"

وقع اقدام يتناهى إلى مسامعك من الطابق العلوي هو على الأغلب طفل يركض بين الغرف، يخترق صوت الأذان من أحد المساجد النوافذ التي أسدلت عليها ستائر سميكة، مطرزة بورود تتناسب ألوانها مع الوان الصالون وتضفي عليه لطافة تعوّض عن حجب امتداد النظر، "السيد" يعيش بين الناس وليس تحت الأرض هو نفسه سيؤكد ذلك في ما بعد، وسيخبرنا كيف يتجول في شوارع الضاحية واماكن اخرى وكيف يراقب تطورها العمراني ويحفظ شوارعها ويألف اهلها الذين يحبهم ، تتأكد كم يألف حياتهم عندما تنقطع الكهرباء فتبقى لمبة ال"يو بي اس" مضاءة قبل ان يشتغل موتور "الاشتراك" كما عندما يحدثك عن اشتراك "الساتالايت" وكيف يفرض اصحابه عليك ما يمكنك مشاهدته.

"السيد" يعيش بين الناس تتأكد اكثر، تذكر بأن المصعد حملك الى طابق علوي لم تشأ ان تسترق النظر لتعرف ان كان الخامس او السادس لأن احساساً ينتابك بأنك بت معنياً بأمن السيد، تشعر رغم لهفتك للقاء بعقدة ذنب من تسببك في هذه "اللبكة" له ولـ "الشباب" اللطيفين جداً الذين لا يملّون من الاعتذار عن اجراءات امنية، كانوا في غنى عنها لولاك أنت، الذي يعتذرون منه شباب يكادون ان يكونوا "آليين" لشدة دقتهم وقلة كلامهم ولعنايتهم بأدق التفاصيل من "تكييف" السيارة الى الحرص على وجود زجاجات مياه باردة داخلها اثناء الرحلة.

الحاج محمد عفيف مسؤول العلاقات الاعلامية في حزب الله المستشار الاعلامي للسيد وعرّاب الزيارة بأدق تفاصيلها يشير الى الكنبة الواقعة في اليسار "هنا مقعد السيد" نتوزع على المقاعد الاخرى ونوزع النظر بين المقعد الذي ينتظر صاحبه وبين الباب البني الذي ننتظر ان يفتح صحون من التمر والزبيب والجوز وزجاجات مياه وكؤوس موضوعة بعناية شديدة على الطاولات تأتي "كاسات" الشاي سريعاً يحملها الشاب الخجول الذي لا تكاد تسمع صوته.

يبدأ اختبار الانتظار، بعدما اجتزت الاختبار الأصعب وهو ان تعرف انك ذاهب للقاء مع السيد وتخفي ذلك عن أهل بيتك وعائلتك وزملائك واصدقائك بل وتتجنب ان تحدث نفسك به مرة اخرى هو ذاك الإحساس بأنك حتى إشعار آخر، بتّ من المعنيين بـ "الأمن" .

ينفرج الباب البني "سلام عليكم" ها نحن اخيراً امام السيد تسبقه بسمته المشعة ووجهه البشوش ويده الممدودة الثواني التي يستغرقها السلام خططت لها كثيراً سابقاً لكن "خططك" كلها تذهب أدراج الرياح، لن تضيّع الثواني المتاحة لك في "مسرحة" السلام والعناق تحاول ان تستغل الثواني هذه حتى الثمالة فتسارع الى سرقة اكبر عدد من القبلات اثناء العناق فيما هو يكاد يذوب خجلاً وتواضعاً، خجل وتواضع سيسمان "الجلسة" التي يحرص خلالها على مخاطبتك ب "جنابك" حرصه على التأكد من ان جهاز التسجيل "شغال" ومن توزيع نظره بين الجالسين بالتساوي، هو "السيد" امامك لا من خلف شاشة، تذهلك المقارنات التي لا تلبث ان تبدأ بالانعقاد في رأسك يبدو أصغر عمراً من مقاطع "فصل الخطاب" التي تعرضها "المنار" تفتش عن الإصبع التي تثير حنق كثيرين فتجد يدين بيضاويين ناعمتين ، لا تملك الا ان تسأل نفسك وانت تحاول التركيز لسماع صوته الهادئ أهو الرجل نفسه الذي يلهب جمهوره من على المنبر؟

هو "السيد" الذي يحب المفاجآت ليس مع العدو فحسب بل ومع الضيوف ايضاً مفاجأة "الأخبار" التي اكد انه انه قارئ دائم لهم بالإطلالة من على صفحاتها في عيد الانتصار المدوي على العدو وعيد تأسيسها الثامن، هي التي انطلقت في "مغامرة محسوبة" وفي توقيت صائب بحسب وصف رئيس التحرير المؤسس جوزف سماحة مختارة "معسكرها" بشكل واضح ومن دون اي مواربة، ومفاجأة ثانية باستضافتنا على العشاء الى مائدته ومفاجأة ثالثة ب"سهرة " استمرت حتى الفجر.

هو السيد الذي كنا في حضرته وكان هذا اللقاء.

 


 

* السيد نصر الله: اتخذنا قرار الأسر قبل شهور.. وتسلل المجاهدون مرات عدة الى فلسطين


ـ اذا عدنا الى 12 تموز 2006 هل كنت تعلم بأن عملية أسر الجنديين الاسرائيليين ستنفذ في ذلك اليوم؟ ما هي الاجراءات التي اتخذتها؟ وكيف تطورت الأمور؟

اساساً القرار بأسر جنود اسرائيليين كان قد اتخذ في شورى حزب الله قبل اشهر من تنفيذ العملية في آلية العمل لدينا، عندما تتخذ الشورى قراراً من هذا النوع يحول الاجراء والتنفيذ الى المجلس الجهادي الذي يرأسه بحسب نظام الحزب الأمين العام، هذا المجلس يتألف من مجموعة من القيادات الجهادية الأساسية على المستوى التنفيذي نوقش الأمر في المجلس الجهادي ومن جهات عدة كاختيار المكان المناسب لتنفيذ عملية ناجحة ، الزمان، التكتيك، خطة العمليات، المشاركون ادارة العملية وردود الفعل المحتملة والاحتياطات التي يجب اتخاذها ، هذه الأمور كلها تناقش عادة في المجلس الجهادي ويتخذ القرار بالاجماع او بشبه اجماع اي ليس بالتصويت.

تم اختيار المكان وتحديد المجموعات المشاركة وادارة العملية لكن الأمر لم يكن بسيطاً واحتاج تنفيذه الى اشهر دخل الاخوة الى المنطقة وحتى الى داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة، أكثر من مرة وكانوا يكمنون لمدة ثم يخرجون ثم يعودون وينتظرون الفرصة المناسبة احياناً كانت تتوافر اهداف لكن لم يكن واضحاً ان كانت مدنية او عسكرية ونحن كنا نؤكد على ضرورة اسر جنود لا مستوطنين لئلا يقال لاحقاً اننا خطفنا مدنيين كل هذا استغرق وقتاً الى ان نفذت العملية ، طبعاً كان المعنيون بإدارة الموقف في بيروت على مستوى القرار وعلى المستوى الجهادي عندما نقترب من احتمال تنفيذ العمل يطلعون على ذلك لم يكن احد متفاجئاً قبل تنفيذ العملية بأيام قليلة، قبل تنفيذ العملية بأيام قليلة كان لدينا احتمال قوي جداً بأن الاخوة سيوفقون لتنفيذ العملية خلال أيام.

وفي لحظة تنفيذ العملية كنا على اطلاع واتخذنا الاجراءات والاحتياطات التي خططنا لها وانتقلت مجموعة قيادة العمليات الى المكان الذي يجب ان تكون فيه منذ الدقائق الاولى في الساعات التي تلت العملية لم تكن التداعيات التي تلت العملية لم تكن التداعيات كبيرة وخطيرة كل ما كان متوقعاً في اليوم الأول جرى استيعابه بشكل جيد لأننا حضرنا لمواجهته جيداً وبعد التأكد من نجاح العملية وان الأسرى نقلوا بعيداً عن خط النار انتقلت من غرفة العمليات الى المؤتمر الصحافي وجرى الاعلان عن اسر الجنديين بهدف التفاوض غير المباشر لإطلاق الأسرى لدى العدو.


ـ كيف يتصرف الأمين العام في هذه اللحظات؟ ما هو دوره تحديداً؟ وهل كانت لديك كل التصورات والخطط البديلة حول اليات الإخلاء والانتقال وغيرها؟


الأمين العام هو جهة قرار في ادارة العمل الجهادي بالطبع هو لا يدير الوحدات الجهادية والقتالية والميدانية بشكل مباشر ولا يدير العمليات بالمعنى العسكري التقني القيادات الجهادية او من نسميهم نحن المعاونين الجهاديين هم من يتولون ذلك طبعاً هم يتابعون العمل مع الامين العام لأن السياسات المرسومة من شورى القرار موجودة لديه بشكل واضح وهو مفوض بهامش من الصلاحيات ومطلع على الوضع الجهادي وعلى الامكانات المتاحة وعلى الوضع السياسي، اذاً الأمين العام هو جهة قرار، حتى في الشأن الذي يرتبط بالميدان احياناً وهو يتخذ القرار بالتشاور واحياناً بالتوافق مع اعضاء المجلس الجهادي على سبيل المثال المناطق التي كنا نستهدفها بالقصف داخل فلسطين المحتلة ليس الميدان هو الذي يقرر اين نقصف هذا قرار نتخذه نحن عندما يؤخذ القرار يتابع المسؤولون الجهاديون تنفيذه ويعملون على التنسيق بين الوحدات وبين جهات المعلومات وجهات المدفعية وإطلاق الصواريخ يعني عندما نقول اننا دخلنا في مرحلة حيفا فهذا قرار نوع السلاح الذي يجري استخدامه قرار استهداف "ساعر خمسة" قرار ايضاً هذا النوع من القرارات يتخذه المجلس الجهادي والامين العام كونه رئيس المجلس بالتشاور والتفاهم مع الاخوان والجهات الاجرائية هي التي تدير وانا اخذ علماً بالإجراء.

لماذا نقول ان هذا قرار؟ لأن لكل خطوة حيثيتها مثلاً ضرب "ساعر خمسة" يعني اننا قررنا ان نضرب هدفاً نوعياً له تداعيات كبيرة ثانياً بما اننا نستخدم سلاحاً لأول مرة فهذا يعني ان المجلس الجهادي قرر ان يكشف عن سلاح لم يكن معروفاً انه موجود لدينا بعد هذا القرار يصبح النقاش تقنياً فنياً اجرائياً تنفيذياً لا علاقة لي به ولا اتدخل فيه هنا موضوع أهل اختصاص، نعم عندما يكون الاخوان على تواصل معي يقولون لي "ماشي الحال" او ان هناك عقبات او صعوبات لكن معالجة هذه الأمور من مسؤولياتهم.

هناك مثل آخر يتعلق بموضوع قصف تل ابيب هنا ليس موضوعاً اجرائياً بل قرار كبير عندما كانت تقصف الضاحية ومدن اخرى في الجنوب والبقاع جرى نقاش جدي حول ما اذا كان ينبغي ان تقصف تل ابيب الآن او لا بنتيجة النقاش ثبتنا معادلة تل ابيب بيروت الضاحية وبقية المناطق كانت على كل حال تتعرض لقصف شديد قلنا فلننشئ معادلة جديدة اذا كنا نستطيع من خلالها ان نحمي بيروت او نساهم في حمايتها لأسباب كثيرة فليكن ذلك وهذا افضل.

ـ لو حصل ذلك عام 2006 هل كانت تل ابيب ستضرب كما تضرب اليوم من غزة؟

بالتأكيد واقوى بكثير هذا معروف الاسرائيليون يعرفون ذلك، انت تتحدث عن صواريخ بأحجام ونوعيات وكميات مختلفة بالتأكيد كانت لدينا القدرة على ضرب تل ابيب والا فنحن لا نطلق تهديداً او نتحدث عن معادلة لسنا قادرين على تنفيذها.


ـ هل تعرضتم لأي خطر مباشر خلال الحرب؟

لم اتعرض لأي اصابة مباشرة، والاماكن التي كنت موجوداً فيها لم تتعرض لأي قصف، لكن بطبيعة الحال المنطقة التي كنا موجودين فيها كانت تتعرض للقصف.

ـ هل صحيح ان صواريخ سقطت بالقرب منك اثناء انتقالك في احد المواكب؟

غير صحيح.

ـ كيف كنت تقضي نهارك في الأيام الأولى للحرب؟ نعرف ان الجهاز التنفيذي كان يقوم بمهمات كبرى والمفاوضات السياسية لم تكن قد بدأت هل كانت متابعتكم لمجريات الحرب متواصلة؟

عندما اقول انني لا اتدخل بالميدان فهذا يعني انني لا اديره لكنني معني بأن اعرف على مدار الوقت المستجدات في الجبهة في الجنوب وفي المواقع الامامية وفي البقاع والاماكن التي تتعرض للقصف الشهداء الجرحى المهجرين الناس الجو الاعلامي والجو السياسي ، هذا كله يحتاج الى مواكبة.

 


ـ هل رأيت أفراد عائلتك اثناء الحرب؟

نعم رأيتهم مرة واحدة.


ـ من كان اول من تفقدته عندما انتهت الحرب؟

عندما انتهت الحرب، كانت امكانية الحركة معقدة قليلاً تذكرون ان الحرب لم تنته بوقف إطلاق النار بل بوقف للأعمال العدائية كنا نعتبر اننا لا نزال في قلب المعركة لذلك بعد الحرب مباشرة ولفترة بقيت حركتي محدودة هناك شخصيات الحّت في طلب لقائي فكنت أقول لهم ان هناك حرباً عليّ وعليكم، كان تشخيص الإخوان ان الوضع خطر، وان ظهوري في أي مكان قد يعرضني ويعرّض الموجودين للخطر المكان الوحيد الذي ذهبت اليه بعد الحرب هو المكان الذي كان فيه المرحوم سماحة السيد محمد حسين فضل الله ، زرته وعدداً من الاخوان لشكره على موقفه اثناء الحرب ، الوحيدون الذين كنت التقي بهم هم الاخوة المعنيون بالعمل الجهادي وعلى الشبكة الداخلية، كنت اتحدث مع المنار ومع العلاقات الاعلامية على الشبكة الداخلية لم تكن هناك مشكلة كانت هناك مشكلة في الكلام على الخلوي او اللاسلكي احياناً كنت اسجل كلمة ثم تبث على اللاسلكي للشباب الذي ليس لديهم داخلي هذا حصل.


ـ هل تفقدت النازحين أثناء الحرب؟

الأمر لم يكن يحتاج الى تفقد شخصي لأن طبيعة الحركة كانت صعبة لكنني كنت على تواصل مع الاخوان المعنيين بأمور النازحين ، التشكيل الحزبي كله كان شغالاً وكنت على تواصل مع كل المسؤولين وبالتالي كانت لدي صورة يومية واضحة عن القصف والدمار وعن المهجرين وكيف تعالج مسائلهم والمشاكل التي يواجهونها، كان موضوع المهجرين والموقف الشعبي والناس واوضاعهم ومزاجهم ومعنوياتهم اساسياً بالنسبة الينا وتبنى عليها قرارات.


ـ هل فاجأكم موقف المهجرين؟

لم يكن مفاجئاً لي، لكنه كان كذلك لكثيرين لأنه كان هناك رهان كبير على المهجرين وجرى تحريض في وسائل الاعلام وفي اوساط المهجرين في المدارس وغيرها، كانت بعض الجهات السياسية تأمل ان يخرج هؤلاء في تظاهرات تطالب بوقف المقاومة او بنزع سلاحها او باستسلامها حصل شغل على ذلك عظمة موقف الناس ليس فقط بسبب ارادتهم واقتناعهم ووعيهم ، بل لأنهم بقوا على هذه الاقتناعات في ظل حرب ودمار وتهجير وقتل ومجازر وفي ظل تحريض هائل لو كان هناك انسجام وطني والكل يشجع ويثبت ويقوي العزائم، يمكن ان تعطي علامة اقل لموقف الناس، لكن في الواقع كان هناك مناخ من تثبيط العزائم والتخوين وتحميل مسؤوليات للمقاومة عن كل ما يجري ومحاولات لحث الناس على الخروج في تظاهرات لكنهم رفضوا.

ـ خلال الحرب ما هو اكثر موقف آلمك؟

ما كان يؤلم هو المجازر، العسكر عادة يكونون صلبين، لكن اخواننا رغم صلابتهم كانوا يتأثرون وبعضهم كان يبكي عندما يرى مشاهد النساء والأطفال والمجازر، ما كان يؤلم كثيراً هو المس بالمدنيين، المباني يعاد اعمارها والمهجر سيعود في نهاية المطاف لأنه كان واضحاً لدينا اننا ان شاء الله سننتصر. حدثت مجازر عدة ولا يمكن القول ان واحدة كانت اكثر ايلاماً لكن هناك خصوصية لقصف مجمع الامام الحسن، اولاً بسبب عدد الشهداء الكبير، وثانياً بسبب ما اشيع في لبنان بأن الاستهداف جرى لاعتقاد الاسرائيليين بأنني كنت موجوداً فيه. طبعاً انا لم اذهب الى ذلك المكان ابداً في اي لحظة اثناء الحرب.


ـ من هو الشخص الذي كنت تخشى عليه؟

ليس هناك شخص محدد، هناك مجموعة من الاخوة من بينهم الأخ الحاج عماد ، كنت اعتبر بقاءهم على قيد الحياة امراً مهماً كونهم من الاساسيين في مسار الحرب وكنت دائماً مهتماً بأوضاعهم.


ـ ما هو دور سوريا خلال الحرب وماذا كان دور العميد محمد سليمان؟ وهل سقط أحد شهيداً من الجيش السوري؟

خلال الحرب لم يتوقف نقل السلاح من سوريا، لم يكن واضحاً كم ستطول الحرب لذلك كلما كانت لدينا امكانات وسلاح وذخيرة اكثر كان الوضع افضل وكانت امكانات النقل لا تزال متاحة رغم ان الاسرائيلي كان يستهدف تقريباً كل المعابر مع ذلك لم يسقط شهداء من الجيش السوري لأنه لم يحدث قصف داخل سوريا.

بالنسبة الى الشهيد العميد محمد سليمان اعتقد ان الاسرائيليين هم الذين قتلوه بسبب دوره قبل الحرب واثناءها لأنه كان مكلفاً من الرئيس الاسد بمتابعة هذا الملف، كان دوره ممتازاً جداً وايجابياً جداً لذلك بعد الحرب بحث الاسرائيليون عن الحاج عماد وعن العميد سليمان، بعض الاعلام العربي تحدث عن تصفيات داخلية من الواضح تماماً لدينا، من التحقيق والمعطيات الميدانية ان اسرائيل وراء هذا الأمر.


ـ هل صحيح ان الرئيس بشار الأسد كان مستعداً لفتح الجبهة؟

احتمال تطور الحرب الى سوريا كان وارداً، ان الاسرائيلي كان يحمّل سوريا جزءاً من المسؤولية عن صمود المقاومة وعن تزويد المقاومة بجزء من السلاح الذي كان له تأثير نوعي في مسار الحرب، لذلك كان هذا الاحتمال وارداً نتيجة تطورات الميدان وخصوصاً عندما بدأ الحديث عن عملية برية قد تحصل باتجاه حاصبيا وراشيا والبقاعين الغربي والأوسط يومها تقريباً في الاسبوع الثاني من العدوان ارسل اليّ العماد اصف شوكت الذي كان على تواصل معنا اثناء الحرب طالباً رأيي في فكرة تدرس في دمشق بأنه في حال حدوث عملية برية واسعة قد تجد سوريا نفسها مجبرة على الدخول الى جانب المقاومة في الحرب، لا ادعي ان القرار اتخذ ، لكن الأمر كان مطروحاً لدى الرئيس والمجموعة المعنية باتخاذ القرار وهم كانوا يواكبون كل شيء وعلى اطلاع تفصيلي على ما يجري.

كان جوابي لهم ، بعدما تشاورت مع الاخوان: لستم مضطرين لذلك والأمر ليس بهذه الخطورة وامكانيات المواجهة البرية لدينا عالية جداً، لا نتمنى ان يدخل الاسرائيلي في عملية برية.


عملياً العملية البرية التي كان يفترض على اساسها ان يناقش موضوع دخول سوريا في الحرب لم تحصل ولذلك انتفى الأمر ولم يحصل نقاش لاحق.

 

 


*
السيد نصر الله: العدو "علق" في غزة.. وانتصار المقاومة الفلسطينية يؤخر اي عدوان على لبنان


ـ الى أي مدى فاجأتكم غزة 2014 وخصوصاً ان موقف الحزب كان متريثاً في الأيام الأولى على صعيد الموقف وعلى صعيد السلوك الاعلامي هل كانت هناك خشية من ان المقاومة تستدرج الى فخ؟

هل كان المسار الفلسطيني متوقعاً؟ لا، لكنه لم يكن ايضاً مفاجئاً المفاجئ ما يكون خلاف السياقات الواضح ان الاسرائيلي ، لا المقاومة، هو من دفع الأمور في هذا الاتجاه منذ خطف المستوطنين الثلاثة الطريقة التي تعاطى بها الاسرائيلي ليست طريقة من يفتش عن مخطوفين ، بحجة البحث عن المستوطنين الثلاثة، فعل كل ما يستطيع فعله في الضفة الغربية، يمسح حماس والجهاد والجبهة الشعبية، وكل ما يتصل ببنية المقاومة تطورت الأمور من مستوى الى مستوى، وانا أميل الى أن ما حصل هو تدحرج، لأن الاسرائيلي تدحرج والمقاومة تدحرجت، بمعنى انه ما من احد خطط للحرب ، البعض للأسف، اتهموا المقاومة بأنها ذهبت الى الحرب لكي تحيي دورها السياسي او لإحياء المحور التركي والقطري والاخواني أنا لا ارى ذلك.

في المقابل الاسرائيلي الذي يراقب تطورات المنطقة وتحولاتها ليس مستعجلاً على الحرب، لكن عندما تتدحرج تصبح هناك فرصة وتهديد، الاسرائيلي هنا يود الاستفادة من الفرصة، والمقاومة تواجه هذا التهديد وتحاول ان تحوله الى فرصة هكذا نفهم ما جرى الطرف الاسرائيلي رأى انه طالما ذهبنا الى المواجهة فهذه فرصة، وخصوصاً ان غزة محاصرة والعالم العربي ممزق، والوضعين الاقليمي والدولي في مزاج آخر وكذلك اهتمامات الشعوب العربية في الأيام الأولى ، ضرب العدو كل الأهداف التي لديه معلومات عنها ومع ذلك استمرت الصواريخ تطلق من قطاع غزة لذلك وجد نفسه امام مشكلة كبيرة.

اما المقاومة وطالما ان الحرب فرضت عليها فهذه فرصتها لرفع الحصار لذلك واضح ان المقاومة لا تبحث عن نصر معنوي او عن مخرج يحفظ ماء الوجه، وانما عن انجاز حقيقي هو رفع الحصار، ولو كان مكلفاً ، وهذه نقطة قوة للمقاومة اولاً لأن هذه ارادة كل فصائل المقاومة في غزة وثانياً لأن هناك ارادة شعبية حقيقية في موضوع رفع الحصار.

ربما يختلف الناس مع حماس على ادارة القطاع وعلى السلطة والحكومة وقد تتباين الفصائل في ما يتعلق بالموقف من الأحداث الاقليمية ، لكن في موضوع رفع الحصار ، هذا مطلب شعبي جماهيري غزاوي اجماعي، هذا فهمنا لطبيعة المعركة لذلك عندما عرض في البداية وقف اطلاق نار او تهدئة في مقابل تهدئة، كان اجماع الفصائل على انه لا يمكن ان نناقش ذلك من دون تحقيق انجاز رفع الحصار. منذ بداية المعركة ، هذا كان هدف المقاومة الاسرائيلي، في تقديري، "علق" وهو حاول كثيراً ان يستفيد من اضرار حرب تموز، منذ بداية حرب غزة كانت حرب لبنان الثانية حاضرة في الاعلام الاسرائيلي.


ـ هل توافق على ان اهداف العدو كانت متواضعة؟

هذه من عبر تموز الاسرائيلي حاول ان يستفيد من العبر لكنه "علق" في المشكل ولذلك لم يحدد هدفاً تابعت الحرب منذ بدايتها. ليس واضحاً لدّي ما هو الهدف، ولا يوجد كلام رسمي نهائي، أحدهم يتحدث عن اسقاط نظام حماس وآخر عن نزع سلاح المقاومة، أو وقف الصواريخ، او منع دخول الصواريخ او تصنيعها او تدمير الانفاق، حتى موضوع الاسيرين يتجاهلونه ما امكن، لأنهم يعرفون انه لا يمكن استعادتهما من دون تفاوض ومن دون ثمن، ولن يصلوا اليهما بالضغط السياسي او العسكري.


الإسرائيلي في مأزق وربما كان تقديره ان المقاومة لا تملك ارادة الصمود، وان الناس لن يتحملوا هذا الحجم من التضحيات واعتقد ان العدو كان يراهن، كما راهن شيمون بيريز في حرب عناقيد الغضب عام 1996، على نفاد مخزون صواريخ المقاومة، وعندما يقول انه أوقف اطلاق الصواريخ من دون ان يعطي مكسباً للفلسطينيين لكن هذه الحسابات كلها "ما ظبطت".


ـ هل تبلغتم من الفلسطينيين طلباً بالتدخل المباشر؟

الأخ موسى (ابو مرزوق) تحدث في هذا الموضوع لم يتحدث احد معنا من بقية الفصائل واعتقد ان الكل يتفهم.

ـ هل يعبّر كلامه عن موقف حماس الحقيقي؟

اذا كان هذا مطلباً جدياً فإنه يناقش ضمن الدوائر المغلقة لا في وسائل الاعلام . خطوط الاتصال بيننا وبين حماس لم تنقطع في يوم من الأيام حتى في الفترة التي قيل فيها عن تراجع العلاقة خطوط الاتصال قائمة والتواصل دائم كان يمكنه هو او احد قيادات حماس ان يطلب مناقشة الأمر، اما طرحه في الاعلام، ففي رأيي يثير تساؤلات ولم أجده مناسباً لا اريد ان احلل، والأصل هو حسن النية والتفهم ، ربما رأى ان الظروف صعبة قليلاً فطرح الفكرة، لكن موضوعاً بهذه الأهمية والخطورة لا تتخاطب به عبر وسائل الاعلام، ولذلك لم نعقب على الطلب اعلامياً لأن هذا الأمر يناقش في ما بيننا، وما إذا كانت هناك مصلحة أم لا.


ـ هل تواصلتم مع حماس في هذا الشأن؟

لا.

ـ لم تراجعوهم في الأمر؟

هناك تواصل مستمر، لكن لا نحن تحدثنا في الأمر ولا هم.

ـ في رأيكم كم أخّرت حرب غزة الحرب الاسرائيلية المقبلة على لبنان؟

يمكنني القول انها أخّرت، لكن لا يمكنني أن أقول كثيراً او قليلاً، لأنه ليس واضحاً ضمن أي ظروف أو معطيات يمكن الاسرائيلي ان يشن حرباً لو اراد ذلك الاسرائيليون بعد حرب تموز والعبر التي استخلصوها يفترضون ان اي حرب مقبلة يجب ان تؤدي الى نصر سريع وحاسم وبيّن في حرب تموز الكل قال ان اسرائيل هزمت لكن قد يخرج من يدعي غير ذلك، كما حصل اخيراً عندما قال البعض انهم اكتشفوا الآن انهم انتصروا لأن جبهة جنوب لبنان لم تفتح، علماً ان هذه الجبهة لم تفتح لا في الانتفاضة بعد عام 2000 ولا أثناء عملية السور الواقي او في 2008 او حرب الأيام الثمانية.

اشترط الاسرائيليون بعد تموز لأي حرب في لبنان أن يكون النصر، اولاً، سريعاً لا يستغرق وقتاً، ولا تتحول الحرب استنزافاً وقصفاً للمدن وثانياً ، ان يكون حاسماً لا محدوداً او مؤقتاً، وان يحقق كل الأهداف لا اهدافاً متواضعة، وثالثاً، ان يكون واضحاً لا نقاش فيه من الاسباب المهمة لذلك هو تقديرهم ان اي حرب مقبلة ستكون اصعب بكثير من حيث استهدافاتها، ومن حيث قدرات المقاومة وامكاناتها الصاروخية وفي المجالات المختلفة العدو لا يحتمل حرب استنزاف ونراه حالياً "مضغوطاً" مع ان عدد الصواريخ الذي يطلق من غزة على تل ابيب وغيرها محدود جداً . هو يتحدث عن فعالية القبة الحديدية، لكن هذا فيه نقاش، لأن القبة الحديدية قد تتمكن من اسقاط عدد محدود من الصواريخ، لكنها ستواجه مشكلة حقيقية في وجه عدد كبير من الصواريخ.

عمل العدو على الاستفادة من عبر تموز تدريباً وتجهيزاً وذهب ليطبّق ذلك في غزة ، مفترضاً انه عالج كل الثغر فضلاً عن امتلاكه احاطة معلوماتية هائلة بأوضاع غزة، برغم ذلك نجد انه فشل وهو من يقول ذلك لا نحن لذلك، عندما يفشل في مواجهة غزة المحاصرة وامكاناتها المعروفة ، فبالتأكيد يجب ان تكثر حساباته، اعتقد ان الموضوع يختلف ما بعد حرب غزة عما كان عليه قبلها.

ـ ما نصيحتك للمقاومة وللشعب الفلسطيني في غزة؟

هذه قناعتهم وإرادتهم وثقافتهم عندما يوضع الانسان بين خيارين، اما ان يستسلم او الحرب، فلا خيار بين السلة والذلة، ثقافة المقاومة وخيار المقاومة تناميا لدى الشعب الفلسطيني لأنه لا افق اخر له، جرب المفاوضات ، وانتظر الوضعين الاقليمي والدولي بما يكفي، بل مرت، في ما يتعلق بمصر، فرصة ذهبية بالنسبة الى قطاع غزة والى مجمل القضية الفلسطينية ولكنها سرعان ما ضاعت، من يعش في غزة فما هي الخيارات لديه؟ ان يقاوم، او ان يستسلم للشروط الاسرائيلية او ان يرمي بنفسه في البحر ، او يهاجر وينضم الى مخيمات اللاجئين ، اعتقد، بعد كل هذه التجارب انه ليس امام الفلسطينيين غير الخيار الذي يتبعونه اليوم اللاخيار، هنا ، بمعنى انه اذا كان الانسان حريصاً على كرامته وعلى بقائه وعلى وجوده يلجأ الى هذا، والا فان هناك ناساً يستسلمون، اهل غزة اخذوا قرارهم بعدم الاستسلام، ويتحملون تبعات هذا الموقف ولو كان مكلفاً، ولديهم ثقة بالمقاومة وبأن طريق المقاومة قد يوصل الى نتيجة، المنطق والعقل لا الشعارات، يقولان عليهم ان يقاتلوا.

ـ واضح اننا امام مشكلة بين محور المقاومة والقيادة المصرية ، المسألة لا تخص حماس وحدها كيف تتعاملون مع موقف حكومة السيسي من ملف العدوان على غزة والضغط على المقاومة؟

اريد ان استعير كلام احد قادة المقاومة الفلسطينية بأن مشكلة غزة الآن انها بين مشكلتين: مشكلة ثقة مع الاسرائيلي وهي مشكلة اساسية وجوهرية وبين انها اصبحت واقعة بين محورين قطري ـ تركي ـ ومصري ـ سعودي ـ اماراتي ، هذا الانقسام اسبابه مفهومة ومعروفة، لكنه للأسف الشديد انقسام حاد وقاس، في الوقت الذي يجب فيه تجاوز هذا الانقسام بشكل او آخر، نحن، مثلاً، بالتشاور مع الاخوان في الفصائل الفلسطينية ومع الأخوة الايرانيين اقترحت على الايرانيين ان يتصلوا بالأتراك والقطريين والمصريين وبالسعوديين ولو عبر الامارات او عمان، بالنسبة الى محور المقاومة ، لسنا معنيين بتسجيل نقاط او بتوظيف حركة مقاومة في حسابات داخلية او اقليمية هناك هدف اساس هو وقف الحرب على غزة ورفع الحصار ، في اوقات الاشتباك الأولوية هي ان يحكي الناس مع بعضهم بعضاً، لكن في غمرة الأحداث، كان الموقف المصري مثلاً، صعباً ، فيما شنّ رئيس الوزراء التركي رجب أردوغان هجوماً شخصياً على الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي حتى القطريون، ومن خلال "الجزيرة" كان موقفهم سلبياً من مصر ، اذا كانت تريد مساعدة غزة فإنه يجب ان تحكي مع مصر، والفلسطينيون انفسهم يقولون ان أي حل او تسوية غير ممكنة بمعزل عن مصر.
هذا يتطلب من هذين المحورين اللذين تقع غزة بينهما بشكل او آخر ان تتقدم اولوية غزة على كل النقاشات والصراعات الأخرى، وهو ما لم يحصل حتى الآن في الشكل المناسب.

ـ كيف ترون علاقتكم بحركة حماس في المرحلة المقبلة، ليس فقط كحزب بل ايرانياً وسورياً، وخصوصاً بعد حرب غزة؟

حتى قبل حرب غزة نحن اختلفنا على مقاربة الحدث السوري، ولكن لم تنقطع الاتصالات واللقاءات كل شيء بقي طبيعياً جداً.

ـ والدعم؟

بطبيعة الحال كل وضعنا تأثر نتيجة احداث سوريا والعراق والمنطقة، في الموضوع السوري ، في كل اللقاءات التي كانت تعقد بيننا كانت الدعوة هي التي ان نتفهم موقفهم وان يتفهموا موقفنا، وان كنا على خلاف في تقويم ما جرى دارت نقاشات كبيرة بيننا حول هذا الموضوع طبعاً موضوع غزة يعيد هذا المسار الى اولوياته لكي نتواصل ونتعاون اكثر ، وبالتأكيد سيكون لذلك تأثير دافع في العلاقة بين حزب الله وحماس، وبين حماس والجمهورية الاسلامية، موضوع سوريا مختلف ومعقد، ويحتاج الى وقت وهو رهن التطورات الاقليمية، وليس له افق في المدى المنظور.

ـ سندخل الى القدس؟

لدي يقين بذلك.

ـ هناك مزاج شعبي يسأل اليوم ما هي علاقتنا بفلسطين، ولماذا يجب علينا ان نحرر القدس؟

أخطر المشاكل التي نواجهها الآن، سواء في المزاج اللبناني او في المزاج العربي، ان نصل الى وقت تعتبر فيه شعوب المنطقة وجود اسرائيل طبيعياً، وانها لا تمثل تهديداً للمنطقة ولا لشعوب المنطقة ، وان اسرائيل اذا كانت مشكلة، فهي مشكلة للشعب الفلسطيني فقط، لا لكل شعوب المنطقة، وهذا الكلام مرتبط بالسياسة وبالأمن وبالاقتصاد، اسرائيل اولاً هي كيان غير شرعي وهي تهديد للمنطقة وهي تهديد دائم لكل المنطقة، ولا يمكن التعايش مع هذا التهديد، ولذلك يجب ان يكون الهدف النهائي لهذه الأمة هو ازالتها من الوجود، بمعزل عن كل المشاكل والحساسيات، وعن كل ما حصل او يمكن ان يحصل بين الفلسطينيين وغير الفلسطينيين ، بين الشيعة والسنة، بين المسلمين والمسيحيين كل النزاعات والحساسيات والخلافات والصراعات لا يجوز ان تسقط ثقافة ان اسرائيل غدة سرطانية، وهي شر مطلق، وخطر على كل شعوب وحكومات هذه المنطقة، وعلى كرامتها ومقدساتها، وبالتالي الهدف النهائي يجب ان يكون ازالتها.

هم يريدون ايصالنا الى هذه النقطة وهناك مراحل ينجحون فيها ونحن يجب الا نصل اليها طبعاً هذا اذا تحدثنا بالسياسة والاقتصاد والأمن والعسكر والبيئة وما الى ذلك، ولكن اذا تحدثنا من منطلق عقائدي فهذا موضوع لا يمكن ان يقارب النقاش فيه على الاطلاق، في الموضوع العقائدي تضيق المساحة الشعبية التي تتأثر بالمزاج وبالعواطف، حيث يؤكد الناس ان لديهم موقفاً عقائدياً من موضوع اسرائيل، وهو موقف لا علاقة له بما اذا كنا متصالحين مع الفلسطينيين او مختلفين معهم.

وبالتالي صلة حزب الله بالصراع مع العدو الاسرائيلي ، وحتى بالوقائع الميدانية داخل فلسطين لا نقاش فيها.

 

 

* كنت مع الارجنتين في المونديال وقرأت جبران وشاهدت التغريبة الفلسطينية


ـ هل تحب كرة القدم؟

نعم أحبها وكنت العبها، قبل ان اضع العمامة وبعدها، مع الأصدقاء، هل تشجع منتخباً معيناً؟ في وقت سابق نعم من باب التسلية وتغيير الجو وغالباً ما كنت مع البرازيل، واحياناً مع الارجنتين، وخصوصاً عندما كان مارادونا في المنتخب، إذ كان لعبه يعجبني.


ـ وفي المونديال الأخير؟

قيل انني مع منتخب البرازيل، لكنني لست مع احد، في جو حزب الله عموماً هناك تأييد للبرازيل، وهو تأييد قديم ناجم عن تقنياتهم ولعبهم الجميل، وبعد ذلك صار البعض يقولون ان هذا التأييد مرده الى ان علم البرازيل مكوّن من اللونين الأصفر والأخضر، وهما اللونان المميزان لدى الشيعة.


ـ هل تابعت المونديال هذا العام؟


في الحقيقة هذا العام لم يكن المزاج يسمح بمتابعة هذه المسائل، بسبب ما يحصل في لبنان وسوريا، ومن ثم حصل ما حصل في غزة وفي العراق.

ـ لم تشاهد أي مباراة؟


شاهدت جزءاً من المباراة النهائية، وذلك من أجل ابني، لا من أجل المباراة بحد ذاتها، وبما أن ابني كان مع المانيا، اردت ان اخلق جواً من المنافسة والتشويق، فوقفت في صف الارجنتين.

ـ هل تتعامل مع الفايسبوك؟

بسبب الظروف الأمنية فإن كل شيء له علاقة بالتلفون الخلوي والانترنت يجب ان ابقى بعيداً عنه ، ولذلك لا علاقة مباشرة لي بالفايسبوك، ولكنني مطلع على نحو دائم على ما يحصل على مواقع التواصل الاجتماعي من نقاشات واشاعات ومحادثات من خلال الملخصات والتقارير التي تصلني عن الموضوع.

ـ في العادة يألف الانسان الأمكنة ، الفراش، المخدة، ويعتادها، فإذا غير يوماً ما، لا يستطيع النوم، كيف تتكيف مع واقع التغيير الدائم الذي تعيشه؟

هذا صحيح، لكن عندما يصبح تغيير الأماكن والانتقال من مكان الى مكان جزءاً من حياة الانسان يتحول هذا الواقع المعتاد، بالنسبة اليّ، باتت هذه الأمور هي الطبيعية عندي وخصوصاً بعد عام 2006، أما قبل ذلك، فما تقوله دقيق.


ـ ما هو طبقك المفضل؟

في الماضي كانت هناك أطباق مفضلة، أما الآن، فما من طبق معين، آكل أي شيء متوافر، وحتى اذا سئلت ماذا تحب ان تأكل اجيب انه ليس لديّ مشكلة هذا الأمر استجدّ في الفترة الأخيرة اذ بتّ آكل ما تيسر، كما العسكري في الجبهة الذي لا يملك خيار ترجيح الأكلات المفضلة لديه، ولكن ايام زمان نعم كنت احب العديد من الأكلات كالملوخية والمجدرة برز، والسمك.


ـ هل مضى زمن طويل لم تقد فيه سيارة؟

نعم بالحد الأدنى من عام 1986.


ـ تغيرت الضاحية الجنوبية بعد عام 2006 هل لديك تصور عنها كيف أصبحت؟

طبعاً، فأنا لست غائباً عن الضاحية، واعرف تفاصيلها، يروّج الاسرائيلي لفكرة ما، ويساعده على ترويجها بعض الاعلام العربي، مفادها بأنني مقيم في ملجأ بعيداً عن الناس ، فلا اراهم ولا اتواصل معهم ومنقطع حتى عن اخواني، انا لا اقيم في ملجأ والمقصود بالاجراءات الأمنية هو سرية الحركة، ولكن هذا لا يمنعني نهائياً من ان اتحرك وأتجول واتعرّف وأرى كل ما يحصل، المشكلة تكمن في أن يراني الآخرون، ولذلك انا مطلع على مشهد الضاحية وبنائها وأماكن التقدم والتأخر ، وماذا يحصل في الجنوب وفي البقاع بالتحديد.

ـ ما هي المنطقة التي تحبها في لبنان؟

نمط الحياة الذي يعيشه الانسان يجعل من عاطفة الانسان تجاه القضايا المطروحة على مسافة واحدة انا عشت في البقاع في مرحلة تكوّن الشخصية، مرت سنوات اذا قلت اريد ان ارتاح وهذا قبل عام 2000 وحتى بعد عام 2000 بقليل، " اطلع" الى بعلبك، لأنه في تلك الفترة تكوّنت لي هناك صداقات شخصية.

عملياً، ومع الوقت يصبح شعور المرء تجاه الناس الذين تحبهم ويحبونك، بعيداً عن امكانية المفاضلة، فلا يمكنك القول انك تحب هذه المنطقة اكثر من تلك المنطقة او انك تحب هذه المجموعة اكثر مما تحب تلك، يصبح شعورك بأنك تحب الكل وانت مع الكل، تريد ان يكون الكل معك، اذا دخلت الى قلبي لترى ان كنت احب منطقة ما اكثر او حياً ما اكثر او قرية ما اكثر، فلن تجده.


ـ هل تشاهد افلاماً او مسلسلات؟

عندما يتوافر لدي وقت شاهدت حلقات من مسلسلات مثل التغريبة الفلسطينية ، النبي يوسف، الحجاج بن يوسف، الغالبون وامثالها.

ـ هل تقرأ روايات؟


"
أيام زمان" قرأت العديد من الروايات ولكن منذ خمس سنوات وحتى الآن لم اقرأ شيئاً في هذا المجال من فترة قصيرة وصلني كتاب هدية بعنوان عين الجوزة فقرأته، عندما تصبح في اطار المسؤولية كل هذا يتوقف، وتصبح الأولوية في القراءة هي ما هو راهن مثلاً الآن في الموضوع الثقافي انا اقرأ الموضوعات التي تعالج ظاهرة التكفير، تاريخ التكفير، اسبابه، اتجاهاته، وهناك مجموعة من الكتب الممتازة في هذا المجال، شيعياً وسنياً، لأن هذا الآن هو موضوع الابتلاء الحقيقي وفي الفترة التي سبقت عام 2006، تركزت قراءاتي على الموضوع الاسرائيلي، كمذكرات الجنرالات والسياسيين وقادة الأحزاب، لأن هذه معركتنا، وقد اصبح لدينا تخصص في هذا المجال.

ـ هل تقرأ جريدة الأخبار؟

طبعاً، وهل نستطيع ان لا نقرأها؟ كانت تصلني مع صحف اخرى. واخيراً حصلت تغييرات معينة، فصرت اطلع عليها من خلال المقتطف الذي يعده المركز الاستشاري وهو يضم معظم مقالات الجريدة والملخصات.

ـ هل تتابع محطات تلفزيونية غير المنار؟

بالنسبة الى التلفزيونات فأنا اقلب بينها على نحو دائم انا في الأساس لديّ نقاش في نظرية ان هناك تلفزيوناً لديه شعبية بحدود معينة كما تظهرها استطلاعات الرأي واعتقد ان هذه الاحصاءات غير دقيقة لا أرى ان هناك تلفزيوناً لديه جمهور مقفل، اعتقد انه كما يحصل معي يحصل مع الآخرين، عندما يجلس احدنا امام التلفزيون يحمل الريموت كونترول (جهاز التحكم) ويقلب بين القنوات ، فإذا شاهد مقابلة لافتة لشخص يناقش وحديثه مفيد ، يقف عند هذه المحطة، بغض النظر عن اسمها اما بالنسبة الى نشرات الأخبار فإنا الاحق مجموعة قنوات ولا اعتمد قناة واحدة، بالنسبة الى الفضائيات العربية اتابع ثلاثاً منها وهي الميادين والجزيرة والعربية، أتابع الميادين على نحو اكبر بالتأكيد، ولكنني أطل على العربية والجزيرة، لأنني أحاول ان أعرف عما يتحدثون، بغض النظر عن الموقف مما يقولونه، ولا سيما على صعيد الأخبار.

بالنسبة الى القنوات اللبنانية، فأنا أقلّب بينها كلها، وهذا الأمر له علاقة بمعرفة ماذا تقول هذه القنوات كما اطلع على الخلاصات التي تعدها العلاقات الاعلامية عما يرد في الاذاعات والتلفزيونات ومواقع الانترنت، وعندما تقرأ هذه المادة يمكن تكوين فكرة عامة.

ـ هل هناك كتّاب محددون تقرأ لهم؟

لا ابداً هناك من هم معنا وهناك من ليسوا معنا لا يكفي ان تقرأ من هو معنا فقط يجب ان تقرأ من الجهتين لتتعرف الى مختلف وجهات النظر المطروحة.

ـ هل تتقن لغات غير العربية والفارسية؟

كنت اتقن اللغة الانكليزية لكن بسبب قلة الممارسة بت افهمها ، لكن لا اتحدث الا قليلاً، استمع لنشرة الأخبار وأفهم ما يرد فيها وعندما كنت التقي سفراء اجانب او وسائل اعلامية اجنبية كنت افهم الأسئلة والنقاش اما بالنسبة الى اللغة الفارسية فأنا اتقنها بالكامل مع ان علاقتي بها بدأت سياسية بالدرجة الاولى لكن مع الوقت تكتشف ان هناك جزءاً من الثقافة الاسلامية العرب محرومون منه لأنه باللغة الفارسية.

 

 

ثأر «الحاج رضوان» ثأران

تكرّرون القول إن الحاج عماد مغنية هو قائد الانتصارين. ماذا يعني هذا القول عملياً؟

بحسب الهيكلية التي كانت معتمدة أواخر التسعينيات في الحزب، جمعت كلّ إدارة العمل الجهادي التنفيذية تحت إمرة الحاج عماد، وكان عدد كبير من الإخوة يعاونونه. وقد استمرّت هذه الصيغة حتى استشهاده. ولذلك، عندما حصل التحرير في عام 2000، وحرب تموز في عام 2006، كان الحاج عماد رحمة الله عليه هو المسؤول عن إدارة العمل الجهادي. وإن لم يكن ممكناً القول إنه في حرب تموز، كان فلان أو فلان مسؤولاً بشكل محدّد.

نحن لا ننسب الفضل لشخص واحد لأن حرب تموز هي عمل جماعي في المقاومة وفي الوضع الوطني العام. لكن الحاج عماد لعب دوراً أساسياً ومركزياً في الانتصار الأول وفي الانتصار الثاني، ولو بقي على قيد الحياة لما قلنا إنه قائد الانتصارين.

أين أصبح وعدكم بالانتقام له؟

هذا موضوع مفتوح. في أكثر من مناسبة قلت إن بعض الناس يفترضون أنه يمكن أن تستهدف مجموعة أشخاص، مجموعة مستوطنين أو إسرائيليين مسافرين إلى هذا البلد أو ذاك، أو قد تشن عملية تستهدفه في مكان ما وانتهى. تحقق ثأر الحاج عماد. في الحقيقة، نحن لا نفكر بهذه الطريقة. نحن نرى أن ثأر الحاج عماد ثأران. أولاً، في نفس استمرار بنية المقاومة وتطويرها وإمكاناتها واقتدارها واستعدادها لأي مواجهة وبصنع نصر جديد في أي مواجهة، لأن اسم الحاج عماد وروح الحاج عماد وعقل الحاج عماد موجودة في هذا كلّه. ثانياً، هو أن المحتل الإسرائيلي يعي أن الثأر آت حتى لو طال الوقت.

وهم يفكرون بأننا نبحث عن شخص أو هدف يقاربه. وفي الحقيقة، لا يوجد من يوازيه عندهم، ما قد يوازيه يُقارَب في الاعتبار السياسي والمعنوي للحاج عماد. يعني مجموعة أشخاص أو مجموعة قادة أو مجموعة اتخاذ القرار؟ نعم. الإسرائيليون يفترضون أن الهدف هو بهذا الحجم. لذلك يشددون إجراءاتهم الأمنية حول رئيس الوزراء ووزراء الحرب ورؤساء الأركان الحاليين والسابقين وقادة الأجهزة الأمنية الحاليين والسابقين. هم يفترضون أن أي ثأر للشهيد عماد مغنية لا يمكن أن يكون بأقل من هذا المستوى ولو طال الوقت.

هل تذكر سماحتك أنك سئلت عنه مرة وقلت لا نعرفه ولا نعرف أين هو؟

لم أقل أي مرة لا نعرفه. مرة واحدة قلت، في أول مقابلة أجريتها مع تلفزيون لبنان في عام 1993، ورداً على سؤال عما إذا كان الحاج عماد قيادياً في حزب الله، قلت لا. وحقيقة، وقتها لم يكن الحاج عماد في حزب الله. لم يكن هو ومجموعة من الإخوة الأساسيين في العمل الجهادي قد دخلوا إلى تشكيلات حزب الله. كان لديهم تشكيل مستقل وكانوا يعملون من خلاله، بمعزل عما إذا كان هذا التشكيل المستقل ما زال قائماً أو موجوداً. هذا بحث ثانٍ حتى لا نكون نقترب من أماكن حذرة.

هل تضع اغتيال الحاج حسان اللقيس في سياق اغتيال الحاج رضوان نفسه، أو هو رسم خط إسرائيلي أحمر جديد لأن حزب الله خرق خطاً أحمر في مكان ما؟

أنا أعتقد أنه جزء من الحرب الأمنية المفتوحة مع العدو. الموضوع ليس موضوع خطوط حمراء. نحن نعرف أن هناك عدداً من الأشخاص إذا استطاع الإسرائيلي أن يصل إليهم في أي وقت فلن يتأخر ولن ينتظر خطوطاً حمراء، تماماً مثلنا نحن الآن عندما كنا نتحدث عن موضوع الحاج عماد رحمة الله عليه. بالنسبة إلينا، أيضاً هناك مجموعة من الأهداف ترتبط بملف الحاج عماد مغنية، وهذا جزء من الحرب الأمنية المفتوحة بيننا وبين الإسرائيلي.

 

 


 

 

 

 

تعليقات الزوار


مواقيت الصلاة

بتوقيت بيروت

الفجر
5:36
الشروق
6:49
الظهر
12:22
العصر
15:29
المغرب
18:12
العشاء
19:03