بمناسبة الذكرى السنوية الاولى لاستشهاد القائد الاممي اللواء الحاج قاسم سليماني وتكريماً لعطاءاته الحافلة بالجهاد والعمل في سبيل الله, أقامت هيئة التعليم العالي في التعبئة التربوية ندوه افتراضيه بعنوان: "الهيمنة الأميركية في المنطقه وسبل المواجهة" شارك فيها أساتذة من الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة.

 في المحور الاول تحدث المفكر الإسلامي منير شفيق فاعتبر ان لشهادة سليماني ثلاثة ابعاد الاول اعلان الجاني دونالد ترامب ارتكابها يعني انها شهادة من الاخير على ما انجزه سليماني وابو مهدي المهندس لدورهما في مقاومة اميركا ومناهضتها وخصوصا في العراق.

اما الثاني فهو ان جريمة نكراء يرتكبها رئيس دولة وفقا للقانون الدولي ويدخلها في اطار الارهاب بما لا يقبل اللبس وان السكوت عنها وعدم ادانتها هو وصمة عار في جبين اميركا كما في جبين مجلس الامن الذي لم يأخذ قرارا حازما ضدها.

وفي البعد الثالث قال شفيق: ان قرار ترامب ــ الاغتيال ـ جاء متأخرا ولم يقلب الموازين لمصلحة اميركا لأن الشهيد سليماني سبقهم وان استشهاده سيعزز ميزان القوة لغير مصلحة اميركا والكيان الصهيوني وان دعم وتطوير المقاومة الإسلامية في لبنان وغزة تعدى الإجابة للتحديات الراهنة، وإن كل الانجازات التي حققها بجهوده وقيادته المباشرة في الحالتين اللبنانية والفلسطينية وغيرهما، ما كانتا لتصلا الى ما وصلتا لولا قيادة وتوجيه الامام الخامنئي ودعمه.

الباحث الاستراتيجي السيد محمد صادق الموسوي اشار الى ان مدرسة الحاج قاسم, ترجمة عملية لمدرستي الإمام الخميني (رضوان الله عليه) والإمام الخامنئي (دام ظله الشريف)، وهي مدرسة تقوم على الاقدام والعمل الحركي والحيوي، والوفاء لهذه القيم الخروج من القطرية دفاعاً عن المستضعفين وأهم قضية تلخص لمستضعفي العالم اليوم هي قضية فلسطين،مشيرا الى انه عندما اضطر الأمر الى خوض معارك حقيقية دفاعاً عن الولاء والوفاء لقيم الثورة انتقل بسرعة إلى لبنان فسوريا وبعدها الى العراق، ونقل هذه التجارب طبعا باتجاه فلسطين واليوم مع اليمن.

الاستاذ الجامعي الدكتور محسن صالح قال ان المبادئ الاساسية التي عمل وفقها الشهيد سليماني وضعت الجمهورية الاسلامية في وضع يفرض الحصار على الولايات المتحدة الامريكية وقواتها في العراق أو في سوريا في ما بعد أو العدوان الصهيوني، وبدل ان يفرض العدو حصاره على لبنان وعلى فلسطين أيضاً كانت قوى المقاومة قد إنتقلت الى مرحلة أخرى.

واشار صالح الى وصف قائد قوات التحالف الامريكية في العراق مكري ستول، للشهيد سليماني بأنه إستراتيجي وعملي ودقيق الخطى، إنه زعيم إيراني فريد، وهو نتاج القيم والامال والطموحات لهذه الثورة الايرانية. وهو في وضع فريد بوضعه خريطة شرق أوسط جديد نراها الان في سوريا والعراق واليمن وفي كل المنطقة.

واضاف صالح: أن الجمهورية الاسلامية رغم كل الحصار وكل محاولات الاستضعاف، إستطاعت أن تنشئ قدرات عسكرية هائلة بقيادة الحرس الثوري وأن تضم اليها أيضاً محور المقاومة ليصبح في هذه الروحية. مشيرا الى المناورة المشتركة التي نفذتها حركات المقاومة في غزة وهي دليل على أن روح الشهيد سليماني إستطاعت ان تتجسد في عقول المقاومين وتقنعهم بأن زمناً جديداً ثورياً أتى وأن محور المقاومة بكافة قواه وبكل فصائله عليه أن يكون متضامناً متوحداً في كل الساحات لان المعركة هي معركة مشتركة، بيد واحدة على الزناد، بقلب واحد في العلاقة وأيضاً بعقل واحد في التخطيط والاستراتيجية.