ست لاءات اختصرها تقرير مطول اعده خبير عسكري صهيوني نشرته مجلة "يسرائيل ديفينس" للحال التي كان عليها الكيان الصهيوني عشية الاشتباك الجوي الذي خاضته وسائل الدفاع السورية ضد عدوان الطائرات الصهيونية على الأراضي السورية وكانت نتيجته المباشرة اسقاط طائرة اف 16 من الطراز المتقدم صوفا واصابة أخرى فيما غير المباشرة اصابت هيبة درة تاج الكيان الصهيوني، سلاح الجو، الذي يعتبر حامي الكيان وذراعه الطولى.
وتلخصت هذه اللاءات بالآتي:
أولاً: ليس لدى القيادة السياسية والعسكرية الصهيونية ولا قرار استراتيجي عندها بضرب اهداف إيرانية وبعض المواقع السورية داخل سوريا.
ثانياً: حتى الان، لا تريد السلطات السياسية والعسكرية الصهيونية تغيير قواعد اللعبة وضرب اهداف إيرانية داخل أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ثالثاً: لا تملك القوات الحربية الصهيونية صواريخ تصيب أهدافها بدقة داخل سوريا ولهذا تستخدم الطائرات لضرب الأهداف.
رابعاً: لم تستطع الطائرات تحقيق الأهداف المقررة لها.
خامساً: لم تتمكن قوات الاحتلال من إبقاء مطار بن غوريون بأمان فاغلقته.
سادساً: حتى الان، لا قدرة للسلطات السياسية او قرار على منع "التواجد الإيراني" في سوريا عسكرياً.
هذه الخلاصات جاءت في قراءة لما تناوله تقرير "الخبير العسكري الصهيوني" عمير ربابورت الذي اعد بطريقة الأسئلة والأجوبة وما اعتبره الحصاد النهائي من التوتر العسكري الأخير على الجبهة الشمالية، معتبرا أن ما حصل هو يوم المعركة الأول بين إيران وإسرائيل.
وجاء التقرير على الشكل الآتي:
س: هل القرار الاستراتيجي بتوجيه ضربات محكمة لأهداف إيرانية وبعض المواقع السورية ردا على إسقاط الطائرة الإسرائيلية، تم اتخاذه من أعلى المستويات السياسية والعسكرية في تل أبيب، يعني بصورة مباشرة من المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت"، أم اتخذته المستويات الميدانية في الجيش؟
ج: من الصعب بعد مرور أسبوع على انتهاء الحادث الخروج بإجابة واضحة محددة، فالتوتر مع إيران حول تزايد نفوذها في سوريا لم يبدأ فجأة، وربما طرحت دوائر صنع القرار في تل أبيب العديد من السيناريوهات المتوقعة بصورة مسبقة من البداية.
مع العلم أن التدهور العسكري حصل خلال دقائق وساعات قليلة فقط، بالتزامن مع بدء الاجتماعات الهامة بمقر وزارة الدفاع "البئر" بتل أبيب بحضور نتنياهو ووزير الحرب (ليبرمان) وقيادة الجيش، مما يرجح الاستنتاج أنهم جميعا أرادوا استغلال فرصة إسقاط الطائرة الإسرائيلية لمهاجمة 12 هدفا استراتيجياً سوريا.
س: لماذا تم مهاجمة أهداف إيرانية داخل سوريا، ولم يتم معاقبة إيران على أراضيها؟
ج: يبدو أن إسرائيل تعمل حالياً ضمن قواعد اللعبة الأكثر ملاءمة للإيرانيين، فقد فتحوا جبهة مسلحة مباشرة ضدها، تحديداً على حدودها مع سوريا، وأرسلوا طائرة مسيرة لأجوائها، دون أن يخشوا أن يكون رد إسرائيل في بلادهم ذاتها، لكن في حال تواصل التدهور بين الجانبين قدماً إلى الأمام، فإن إسرائيل قد تضطر لانتهاج قواعد جديدة، رغبة منها بتحصيل مزيد من الردع أمام الإيرانيين.
س: لماذا تمت مهاجمة الطائرة الإيرانية التي اخترقت أجواء إسرائيل بطائرة مقاتلة، وليس بصاروخ موجه؟
ج: حافظ سلاح الجو الإسرائيلي خلال عشرات السنين على نمط معين من هجماته في عمق أراضي العدو، في ظل امتلاكه حرية عمل هناك، لكن الجيش لم يحز على صواريخ برية ذات دقة متناهية بمسافات تزيد عن عشرات الكيلومترات.
مع العلم أن الصناعات العسكرية الإسرائيلية باعت مثل هذه الصواريخ لدول مختلفة حول العالم، ورغم بدء الجيش مؤخرا عملية لاقتناء مثل هذه الصواريخ، لكن مهاجمة أهداف معادية ما زالت حكرا على طيران سلاح الجو، وليس الصواريخ.
س: هل نجحت هجمات إسرائيل بتدمير المضادات الأرضية السورية التي أسقطت الطائرة الإسرائيلية؟
ج: هناك شكوك كبيرة حول ذلك، فسلاح الجو لم ينشر صورا حول هجماته هذه، كما جرت العادة، وربما أن جزءا من هذه المضادات تم تدميرها، وليس كلها.
س: لماذا تم إغلاق مطار بن غوريون صباح السبت الباكر، فور اندلاع التوتر؟
ج: من الواضح أن الجيش الإسرائيلي خشي تكرار سابقة حصلت في أوكرانيا قبل سنوات حين تم إطلاق صاروخ باتجاه طائرة عسكرية روسية، لكنه أخطأ الهدف فأصاب طائرة مسافرين مدنية ماليزية.
س: هل أن إسرائيل مصممة على منع التواجد الإيراني في سوريا بوسائل عسكرية فقط؟
ج: أبدا لا، المعركة العسكرية متزامنة مع نظيرتها السياسية، بين موسكو وواشنطن، لكن المشكلة أن الرئيس فلاديمير بوتين الحاكم الحقيقي لسوريا يفكر أولا وقبل كل شيء بمصالح روسيا، وليس إسرائيل.
س: هل أن التوتر الأخير بات خلف ظهورنا؟
ج: أبدا لا.. فوزير الدفاع أفيغدور ليبرمان قال بعدة تصريحات له إن المواجهة القادمة مع إيران مسألة وقت فقط، ونحن والإيرانيون نعتقد بصحة هذا التقدير العسكري، فإيران مصممة كما يبدو على تثبيت حضورها العسكري والاقتصادي في سوريا، مما يمنح كلام ليبرمان صدقية ودقة، بأن المواجهة القادمة معها آتية لا محالة.
