مع بداية ملايين الطلبة حياتهم الجامعية، يتعرضون لسيل من النصائح قبل هذه المرحلة وأثناءها وبعدها، وحول هذا الموضوع يقدم كل من: جلين ألتشيلر، أستاذ الدراسات الأمريكية في جامعة كورنيل، وديفيد ويبمان، رئيس جامعة هاملتون، 10 نصائح للمستجدين من طلاب الجامعة مستقاة عبر عقود من الخبرة كأساتذة ومرشدين ومدراء.
يقول جلين وديفيد في المقال الذي نشرته صحيفة «ذا هيل» الأمريكية بأن أي مساق تختاره يجب أن يفي بواحد أو أكثر من المعايير التالية:
أن تكون مادة يقدمها شخص معروف داخل الحرم الجامعي بكفاءته في التدريس.
أو مادة تهمك معرفتها حتى وإن لم تكن تفيدك عمليًا بالمعنى الدقيق للكلمة.
أو هي متطلب جامعي أو تخصصي.
أو تقدم مهارة ترغب في اكتسابها (مثل: الكتابة، لغة أجنبية، الخطابة، أساسيات الحاسوب، المحاسبة المالية).
ولا تختر أي مساق لمجرد أنه سهل ويزيد من درجاتك.
قيّم ما تعلمته في نهاية سنتك الأولى عن المساقات التي أثارت اهتمامك أكثر والتي تفوقت فيها واستخدم هذه المعرفة لتؤكد رغبتك في إكمال التخصص الذي اخترته أو تغييره عندما تصبح في سنتك الثانية.
ليست هناك قاعدة تنطبق على الجميع، لكن القليل من التجربة سيساعدك في تحديد أفضل وقت بالنسبة لك، فبعض الأشخاص يكونون أكثر يقظة في الصباح، والبعض الآخر يشعر بالخمول وقت الظهيرة، بينما يفضل آخرون وقت المساء لقلة المشتتات.
يقترح جلين وديفيد ساعتين إلى ثلاث ساعات دراسة في أيام الأسبوع مقسمة بين المحاضرات وبعد الغداء. ومن ساعة إلى ساعتين ليلًا. وفي نهايات الأسبوع، أربع ساعات يُعتبر وقتًا كافيًا. من الأفضل لك أن تأخذ استراحة لمدة 15 دقيقة بعد كل ساعة تقضيها في الدراسة.
معظم الأشخاص الذين يفضلون وقت الليل للدراسة والإنجاز نادرًا ما يحصلون على نتائج جيدة، فعلى عكس ما هو عليه الحال في الثانوية، تكون الامتحانات في المساقات الدراسية مجدولة لمرة أو مرتين فقط خلال الفصل الدراسي. لذلك من المهم متابعة الواجبات الدراسية أولًا بأول أو استباقها قليلًا.
يرشدك جلين وديفيد إلى الاحتفاظ بدفتر تدون فيه النقاط الأساسية في المحاضرات وواجبات القراءة، راجعها كل مساء وقارنها بملاحظات زميلك واعرضها على أستاذك ليرى إن كنتَ قد أغفلت شيئًا من النقاط المهمة في الدرس.
وإن كنت تجد الواجبات مربكة أو تستغرق وقتًا طويلًا أو تستحيل على الإنجاز فاطلب المساعدة من أستاذك، وبإمكانكِ الاستفادة أيضًا من موارد الكلية الأخرى مثل مراكز الكتابة والرياضيات
قد يبدو الأساتذة وكأنهم شخصيات منعزلة ومحصنة وتشعر وكأنك تقاطع بحثًا لجائزة نوبل عند طلبك موعدًا من أحدهم، ولكن الكثير منهم يحبون وحريصون على التعرف بطلابهم. ينصحك جلين وديفيد بالمبادرة بزيارة كل واحد من مدرسيك خلال الشهر الأول من التحاقك بالجامعة.
لا تتردد في السؤال إن كان لديك استفسارًا حول المادة الدراسية أو القسم أو التخصص. أو فقط توقف لإلقاء التحية. وإذا شعرت بأن هناك تفاهمًا بينكما، قل شيئًا عن نفسك وتحدث عن وطموحاتك وما يقلقك. كرر الزيارة بعد أسبوع أو اثنين فربما يحالفك الحظ وتحظى بمعلّم ومرشد.
تشير الدراسات بأن المراهقين ينفقون وقتًا طويلًا جدًا ملتصقين بالشاشات، ولا يقضون وقتًا كافيًا في الانخراط من بعضهم البعض ومع العالم من حولهم. يقول جلين وديفيد بأن الاتصال لفترات طويلة بالإنترنت يرتبط بمستويات منخفضة من السعادة ومعدلات عالية من التوتر والقلق. حدد وقتًا للإنترنت واغلق هاتفك ليلًا وحاول أن تقضي أكبر وقت ممكن بعيدًا عن الشاشات.
يذكرك جلين وديفد بالمقولة التي لابد وأنك سمعتها من قبل: العقل السليم في الجسم السليم. إذا كنت جزءًا من فريق رياضي أو عضوًا في نادٍ أو محترفًا في فريق فهنيئًا لك. إن لم تكن، فجد طريقة لتتحرك وتحافظ على لياقتك. فالرياضة تكفل لك نومًا جيدُا وشعورًا وأداءً أفضل.
لدى الكليات أنشطة عديدة للانخراط مع الطلاب والتعارف خارج الصفوف الدراسية، من فرق رياضية ومجموعات غناء ومسرح إلى إعداد مجلة الكلية. لا تتردد في الالتحاق بهذه الأنشطة في سنتك الأولى ويُفضل أن تختار نشاطًا أو اثنين تستمتع بهما وتتعمق في متابعة فعالياتهم.
يضيف جلين وديفيد أن الكثير من الأشخاص في يومنا هذا يستقون كل الأخبار من مواقع التواصل الاجتماعي التي يختارون صفحاتها بما يتوافق مع رؤاهم وما يعتقدون. ستتعلم الكثير عن نفسك وعن العالم عند التقائك بأشخاص يتحَدُّون أفكارك.
وإن كنت ليبراليًا يشرح لك الكاتب أن تقرأ صحيفة «وول ستريت»، أما إن كنت من المحافظين فاقرأ «نيويورك تايمز»، والتقِ طلابًا من خلفيات ومشارب مختلفة تثري بها أفكارك.
إذا كنت تظن بأن جميع زملائك يتقدمون في دراستهم دون عقبات فأنت مخطئ. يطمئنك جلين وديفيد بأن كل طالب عاجلًا أم آجلًا سيحتاجُ للمساعدة في أمر ما لم يستطع فهمه، وعلى عكس أي وقت سابق، المساعدة متاحة على مدار الساعة.
لا تتردد في التواصل مع مرشد الكلية، أو المدرب، أو المرشد الطلابي، أو المستشار، أو صديق، أو الاتصال على الخط الساخن للحصول على المساعدة، هذه الأفعال لا تدل على ضعف، بل على حسن تقديرك للأمور.
بحسب المقال، كان والداك محقين، أنت بحاجة من سبع إلى تسع ساعات نوم كل ليلة، فاحصل على نوم كافٍ.
يحسّن النوم الجيد الذاكرة، والقدرة على التعلم، والأداء الرياضي، والصحة العقلية، بينما ينخفض أي أداء من أي نوع نتيجة الحصول على ساعات نوم غير كافية. هذه نقطة مهمة كما يقول جلين وديفيد لأنها أول شيء يهمله طلاب الجامعات عندما تتراكم علي حياتكِ.
يختصر الكاتبان كل ما سبق بالنصائح السريعة التالية: اعمل بجد، وادرس بذكاء، وكوّن صداقات، واحتفظ بحماسك وفضولِك المعرفي، امرح، اعتنِ بنفسك. فإذا فعلت، فستكون السنوات القادمة هي الأفضل.
بتوقيت بيروت