X
جديد الموقع
حزب الله يهنئ الشعب الفلسطيني على كسر قيود الاحتلال عن المسجد الأقصى المبارك
حزب الله: ما قام به أبناء عائلة الجبارين في القدس درس لأحرار الأمة..
الإمام الخامنئي: الجرائم بحق الشعب الايراني لن تزيده إلا كرهاً للادارة الأميركية وأذنابها بالمنطقة كالسعودية
بيان صادر عن حزب الله تعليقاً على اقتحام النظام البحراني لمنزل آية الله الشيخ عيسى قاسم
حزب الله يدين بأشد العبارات : الحكم ضد آية الله الشيخ عيسى قاسم جريمة
السيد حسن نصر الله يهنئ الشيخ روحاني بإعادة انتخابه رئيسا للجمهورية الاسلامية

مختارات :: دور المرأة المسلمة في الطف

img

 

 

أختاه..

وبعد، فما أروعه من لقاء يجمعنا على صفحة قرطاس، وفي غضون هذه الأيّام أيّام محرّم الحرام، وبعد أن عشنا الأسبوعين المنصرمَين مع أعظم كارثة إسلاميّة نستعيد ذكراها المستقرّة في أعماق نفوسنا نحن المسلمين، ونمجّد خلودها الصاعد من العصور، ونتابع حوادثها البطوليّة الرائعة، لنستمدّ منها أسمى معاني الكفاح المتبلور بالإشاعات السماويّة والزاخر بالمُثل الروحانيّة، المليء بكلّ المعاني الخيّرة التي تمثّلت في يوم الطفّ من عاشوراء، ذلك اليوم الذي لم يزل ولن يزال عبرة في صدور المسلمين وغرّة في تاريخ الإسلام ومشعلًا وهاجًا ينشر معالم العزّة القعساء والإيمان الصحيح، وطريقًا مهيعًا للخلود الروحيّ، والبقاء الأدبيّ المعنويّ.

وإنّي لحَريصة في مقالنا هذا أن أغتنم هذه الفرصة لأتحدّث فيها عن دور من أهمّ أدوار هذه الذكرى المقدّسة الذي يجيء أثر دور الإمام عليه السلام مباشرةً فأذكر (زينب) (زينب).. بنت عليّ عليه السلام وأخت الحسين عليه السلام سليلة البيت الهاشميّ العريق، وعقيلة الطالبَين، وزهرة أهليها الأعلين وريحانة النبوّة السماويّة، وقداحة الشجرة المباركة، التي أصلها ثابت في الأرض وفروعها في السماء (زينب)، هذه التي ربت وترعرعت في مهد الحنان الفاطميّ والعطف المحمّديّ، والتي هُيّأَتْ منذ اليوم الأوّل لتسجّل أروع صفحة في جهاد المرأة المسلمة، والتي أحاطتها ظلال عاشوراء منذ الفجر الأوّل لولادتها، فهذا التاريخ يحدّثنا صادقًا وحتّى على لسان المستشرقين أمثال (رونالدسون) في كتابه (عقيدة الشيعة) (ولامنس) في كتاب (فاطمة وبنات محمد). نعم، يحدّثنا أنّ البيت النبويّ في وليدته الصغيرة جيشًا صامدًا أمام حوادث الدهر المقبلة فأخذ يهيّئها لذلك، ويوقد في حناياها النور المقدّس والنار الحماسيّة، وعندما لمّح لها الإمام عليه السلام في يوم من الأيّام عن دورها المقبل أجابته في جدًّ رصين: "أعرف ذلك يا أبي أخبرَتني به أمّي لتهيّئني لغدي".

 

 

يا لله ويا لروعة عقيلة بني هاشم، ويا لعقيدة الإسلام، التي تهبّ الروح المسلمة طاقةً تتقاصر دونها الطاقات.

ثم درجت زينب عليها السلام وتقدّمت بخطاها نحو صباها الحزين بعد فقد الرسول الكريم صلّى الله عليه وآله وسلّم والأمّ الرؤوم ومضت مضطلعة بوصيّة الأمّ النائية، وأصبحت للحسن عليه السلام والحسين عليه السلام أمًّا ثانيةً لا يعوزها حنان الأمومة بما فيه من إيثار وتضحية، ثم تتابعت الحوادث وتعاقبت وعقيلتنا تتابعها عن بعد وقرب، وقد اندمجت مع رسالة جدّها الخالدة تستمدّ منها النور الوهّاج والقبس المضيء حتّى وقفت بها عجلة الزمن في يوم عاشوراء يوم النور الخالد، ويوم الجهاد الشامخ، فكانت هي أوّل من تحسّس مواطن الخطر في كربلاء وحينما سمعت الإمام عليه السلام يقول: "يا دهر أفّ لك من خليل".

تخرج إليه وهي تقول: "وا ثكلاه ليت الموت أعدمني الحياة".

فيروح أخوها الحبيب يسلّيها ويواسيها. ثمّ يشرح لها الوضع الراهن على حقيقته، ويوصيها بوصاياه.

 

 

ومنذ تلك الساعة، أخذَت على عاتقها تحمّل المسؤوليّة الكبرى واضطلعت بأروع مهمّة تاريخيّة، وهي تركيز نداء الحقّ الذي استُشهد لأجله آلها الميامين. فنراها وقد خرجَت من المعركة، بعد أن فقدت أعزّ ما يُفقد، شامخةً كالطود، راسخةً كالجبل الأشمّ، تخاطب يزيد، فتقول:

أظننت يا يزيد، حيث أخذت علينا أقطار الأرض، وآفاق السماء، فأصبحنا نساق كما تساق الاُسارى أن بنا على الله هوانا، وبك عليه كرامة وأن ذلك لعظم خطرك عنده فشمخت بأنفك، ونظرت في عطفك، جذلان مسروراً، حين رأيت الدنيا لك مستوثقة، والأمور متسقة..فمهلاً مهلاً، أنسيت قول الله تعالى: {وَلَا يَحسَبَنّ الذِينَ كَفَرُواْ أنَّما نُملِي لَهُم خَيرٌ لِّأَنفُسِهِم إِنَّمَا نُملِى لَهُم لِيَزدَادُواْ إِثمًا وَلَهُم عَذَابٌ مُّهِينٌ}. فوالله ما فريت إلا جلدك ولا حززت إلا لحمك.. ولأن اتخذتنا مغنماً لتجدنا وشيكاً مغرماً، حينما لا تجد إلا ما قدمت يداك.

 

هكذا خرجت بنت عليّ عليه السلام من الطفّ وهي أرفع ما تكون روحًا، وأرسخ ما تكون عقيدةً وثباتًا، ولقد كانت خطبتها المأثورة في الكوفة في الشرارة الأولى للأخذ بالثأر وحركة التوّابين، فلقد كفكفت دموعها وهي تلمح الكوفة مهد صباها اليانع، وعاصمة عزّها الشامخ وأشارت للدموع الباكية بالسكوت ثمّ قالت:

أمّا بعد يا أهل الكوفة.. أتبكون، فلا رقأت الدمعة ولا هدأت الرنّة، إنّما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوّة أنكاثاً، تتّخذون إيمانكم دخلاً بينكم.. ألا ساء ما تزرون، أي والله فابكوا كثيرًا واضحكوا قليلًا فلقد ذهبتم بعارها وشنارها، ولن ترخصوها بغلّ بعدها أبدًا، أتعجبون لو أمطرت السماء دمًا، ألا ساء ما سوّلت أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون..

 

 

استمرّت بنت الرسالة تدعو إلى رسالة الإسلام على يقين وبصيرة. لم يشغلها المصاب الهائل، ولم تقعد بها الشدائد عن المضي قُدُمًا في طريق الدعوة والهداية، حتّى أنّها كانت امتدادًا لحياة أخيها الحسين عليه السلام وآلها الأطهار، فلنقتبس ومضةً من روحها الجبّارة ولنستمدّ طاقةً من طاقاتها المثاليّة، لنحتفظ بكياننا الاجتماعيّ، الذي بَنَتْه لنا، هي وآلها الميامين تحت راية الإسلام الشامخة ولواء القرآن المظفّر، ولا يقعدن وهن أو كَلّ، فهذا الغد المشرق يفتح ساعدَيه لاستقبالنا لنرقى إليه، بيميننا القرآن وبشمالنا كلمة (لا اله إلا الله فالغد لنا إن شاء الله).

غـــد لنـــا لا لمبــــادي العـــــدى

غـــد لنـــا تزهـــــر في أفقـــــــه

غـــد لنـــا إذا تركنــــا الــــــونـى

غـــد لنـــا إذا عقــــدنا الـــــــولى

لا وهـــــن لا تــــشتيت لا فرقــة

إذ ذاك لا نرهــــب كــــل ألــــدنا

غـــد لنـــا ومـــــا احيلـــي غـــدا

إذ ينتـــــشر دســــتور إســــلامنا

ولا لأفـــــــــــكارهم القاحلـــــــة

أمجادنــــا وشمـــــسهم مائلــــــة

ولم تعـــــد ارواحنــــا خاملــــــة

لـــديننا في اللحظـــة الفاصــــلة

نـــصبح مثل الحلقـــة الكاملــــة

ولا نبــــــالي نكبـــــة نازلــــــة

كـــل الأمــاني في غـــد مائلـــة

تهـدي الـورى أفكاره الفاضـــلة

 

 

بقلم الشهيدة آمنة بنت الهدى

شقيقة آية الله السيد محمد باقر الصدر(رضوان الله عليهما))

 

تعليقات الزوار


مواقيت الصلاة

بتوقيت بيروت

الفجر
5:36
الشروق
6:49
الظهر
12:22
العصر
15:29
المغرب
18:12
العشاء
19:03