أحبتي
تعرفون أنّ البشر يخطئون، وأنّ النّفس أمّارة بالسّوء إلا ما رحم ربي. وأنّ بين النّاس من هو مؤمن ومن هو فاسقٌ، والفاسق هو من يخرج عن طاعة الله إلى معصيته، فيفتري على الآخرين ويكذب، وقد يتّهمهم بما هو ليس فيهم، وما لم يفعلوه. هؤلاء الأشخاص موجودون وسيبقون في حياتنا، كما كانوا موجودين في حياة الرّسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم .
وقد نزلت هذه الآية الكريمة برجل اسمه الوليد بن عقبة، إذ أرسله النّبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى الحارث بن ضرار الخزاعيّ ليستلم الزّكاة، وفيما هو في الطّريق أحسّ بالخوف، فرجع وأخبر النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بأنّ الحارث رفض أن يعطيه الزّكاة وأنّه حاول قتله!
في ذلك الوقت شعر الحارث بتأخّر النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم عن إرسال من يأتيه ليقبض الزّكاة، فخشي من أن يكون ذلك لغضب الرّسول منه صلّى الله عليه وآله وسلّم فذهب إليه.
لَمّا سمع النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم كلام الوليد أرسل من يستطلع الأمر، فعلم بذلك الحارث، وجاءه ليقول له: " والّذي بعثك بالحقّ ما رأيته ولا رآني، وما أقبلتُ إلاّ حين احتبس عليّ (تأخّر) رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم خشيت أن يكون سخطة من الله ورسوله!"
فنزلت هذه الآية الكريمة، لتكون عبرة لكلّ المؤمنين ولكي ترشدهم إلى ضرورة التّحقّق مِمّا يسمعونه، كي لا يصلوا إلى النّدم والاعتذار.
بالتعاون مع جميعة القرآن الكريم في لبنان
بتوقيت بيروت