عندما يخطئ الإنسان في فهم الحياة، فإنّه يجني على نفسه، ويقودها إلى الدمار، وقد لا يشعر بخطئه هذا إلا بعد فوات الأوان. ولتفهم الحياة – عزيزي الشاب – تمعن معي في النقاط التالية:
1- قال تعالى: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) (آل عمران/ 14)، هذه هي حال الدنيا، فما هو حسن المآب؟ (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة/ 25).
2- ولن يكتب لأحد الخلود في الدنيا لأن "الدنيا دار مجاز والآخرة دار قرار، فخذوا من مممركم لمقركم" الإمام علي (ع).
3- وبيدك أنت أن تجعل الدنيا دار سعادة أو دار شقاء "ما الدنيا غرتك، ولكن بها اغتررت، ولقد كاشفتك العظات وآذنتك على سواء، ولهي بما تعدك من نزول البلاء بجسمك والنقص في قوتك أصدق وأوفى من أن تكذبك أو تغرك" الإمام علي (ع).
4- ثمّ إن الركون إلى الحياة الدنيا – مهما التذذت بنعمها – فلن يورثك في النهاية إلا شقاء الروح والبدن "من لهج قلبه بحب الدنيا التاط – التصق – منها بثلاث: هم لا يغبه – لا يتأخر عنه –، وحرص لا يتركه، وأمل لا يدركه" الإمام علي (ع).
5- وأخيراً فاستفد من تجارب السابقين، وانظر إلى أين انتهى بهم الطريق؟ ".. لتستقبل بجد رأيك من الأمر ما قد كفاك أهل التجارب بغيته وتجربته، فتكون قد كفيت مؤونة الطلب، وعُوفيت من علاج التجربة، فأتاك من ذلك ما كنا نأتيه، واستبان لك ما ربّما أظلم علينا منه..." الإمام علي (ع).
وعندما توفِّر لنفسك – أيها الشاب – فهماً سليماً للحياة، على ضوء الشريعة والعقل وتجارب الماضين، تستطيع أن تتعامل معها بوعي ونجاح.
مركز آل البيت العالمي للمعلومات
بتوقيت بيروت