(..) يتوفى نحو 6 ملايين شخص سنوياً في العالم منهم 5 ملايين مدخن وأكثر من 600 ألف غير مدخّن فقط جراء تعرضهم للتدخين غير المباشر.
مضار التدخين كثيرة كما اوضحت رئيسة الجمعية اللبنانية للأمراض الصدرية الدكتورة ميرنا واكد للـ"النهار"، وابرزها الامراض السرطانية وامراض الشرايين والقلب والرئتين، خصوصا الانسداد الرئوي المزمن، وهو مرتبط شبه كلي بالتدخين ويسد تدريجاً القصبات الهوائية إلى درجة الاختناق في مراحل متقدمة، وهو "أمر مميت ومحزن، خصوصاً أنه من أكثر الأمراض التي يمكن تجنبها. ومن الضروري أن تعالج الهيئات المعنية والمجتمع اللبناني مشكلة التدخين والتدخين غير المباشر بطريقة أكثر جدية للحد منه".
والمدخن لا يأتي بالاذى لنفسه فقط، بل يقتل غيره من غير المدخنين من خلال تنشقهم لدخان سيجارته، اذ اشارت دراسات اربع مترابطة إلى أن تلوث الهواء في منازل المدخنين أعلى بعشر مرات مقارنة مع منازل غير المدخنين، وأن التدخين غير المباشر يعرّض غير المدخنين اكثر بثلاثة أضعاف من المستوى المقبول من التلوث بالجزيئات الذي تحدده منظمة الصحة العالمية. و"هي مزيج معقد من الجزيئات الصغيرة والقطرات السائلة التي تحتوي على الحمض والمواد الكيميائية العضوية والمعادن والتراب أو جزيئات الغبار، وتؤثر في غير المدخنين بالمعدلات نفسها التي يتعرض لها شخص غير مدخن، فيصبح كأنه في بيئة شديدة التلوث مثل بيجينغ مثلا".
"في
لبنان 60 في المئة من إجمالي السكان من المدخنين وفقاً لتقديرات هيئات الصحة.
واثبتت الدراسات المحلية أن معدل انتشار الانسداد الرئوي المزمن يشكل 9.7% من
إجمالي عدد السكان الذين يتجاوزون الـ40 من العمر، و14 في المئة من المدخنين
الحاليين أو السابقين، ونسبة الانسداد عند غير المدخنين كانت 3،4 في المئة واحد
ابرز اسبابها تدخين الزملاء في مكان العمل، وعند النساء في المناطق النائية بسبب استعمال
الحطب والمازوت للتدفئة والطبخ. كما يضر التدخين السلبي بصحة الاطفال اذ تزيد
لديهم نسبة الربو والالتهابات الرئوية والتهابات الاذن.
وشددت الدكتورة واكد على أن "النرجيلة تعرّض المدخن إلى المواد السامة عينها الموجودة في السجائر، على عكس المعتقدات الشعبية التي تفيد أنها غير مضرة. فقد أثبتت الدراسات المحلية أن تدخين النرجيلة وإدمانها يزيدان خطر الإصابة بمرض الإنسداد الرئوي المزمن، والامراض الاخرى، خصوصاً لدى الذين يستهلكونها منذ أكثر من 20 عاماً، ومدمنيها".
وعن اعراض المرض، الذي غالباً ما يظهر لدى المدخنين أو
المدخنين السابقين الذين تجاوزت أعمارهم الـ40 عاماً، اوضحت ان ابرزها
"السعال المتكرر وإنتاج البلغم في مراحله المبكرة وأزيز مستمر وضيق في التنفس
عند المشي حتى ولو لمسافة قصيرة أو القيام بمهمات يومية بسيطة في الحالات
المتقدمة. وتقويم حالات المرض تتم من خلال قياس القدرة على التنفس".
واوضحت انه "في الامكان الوقاية من الانسداد الرئوي
المزمن من خلال الإقلاع عن التدخين، ويتم العلاج باستخدام موسّعات القصبات وهي
العلاج المعروف لضيق التنفس، وفي الامكان زيادة الكورتيزون في بعض الحالات وتُترك
المعالجة بالأوكسيجين إلى مراحل لاحقة من تقدم المرض".
ووفق منظمة الصحة العالمية، سيصبح الانسداد الرئوي المزمن المسبب
الثالث للوفاة في العالم بحلول السنة 2020، في حال لم ينخفض استهلاك التبغ، ويشكل
حالياً المسبب الخامس للوفيات عدا انه يجعل نوعية حياة المريض رديئة، ويدخله مرات
عدة سنويا الى المستشفى بسبب المرض.
رلــى معـوض
جــريدة النهــار
بتوقيت بيروت