X
جديد الموقع
حزب الله يهنئ الشعب الفلسطيني على كسر قيود الاحتلال عن المسجد الأقصى المبارك
حزب الله: ما قام به أبناء عائلة الجبارين في القدس درس لأحرار الأمة..
الإمام الخامنئي: الجرائم بحق الشعب الايراني لن تزيده إلا كرهاً للادارة الأميركية وأذنابها بالمنطقة كالسعودية
بيان صادر عن حزب الله تعليقاً على اقتحام النظام البحراني لمنزل آية الله الشيخ عيسى قاسم
حزب الله يدين بأشد العبارات : الحكم ضد آية الله الشيخ عيسى قاسم جريمة
السيد حسن نصر الله يهنئ الشيخ روحاني بإعادة انتخابه رئيسا للجمهورية الاسلامية

مختارات :: الأسـاليب التعليمية فـي القرآن الكـريم والسيـرة النبـوية..

img

تعتبر الأساليب والوسائل التعليمية من المواضيع الهامة في الميدان التربوي ، لأنها تسهل عملية التعلم والتعليم وتوضح المعاني وتشرح الأفكار.

ومنهج التربية الإسلامية لحظ أساليب ووسائل متعددة سواء كان ذلك في القرآن الكريم أو في سيرة النبي (ص) وأهل بيته الطاهرين (ع).

فقد ورد في القرآن الكريم وسيرة أهل البيت عليهم السلام العديد من الأساليب والوسائل التعليمية والتربوية تعتبر من أرقى الأساليب و أكثرها تأثيرا ًمن الناحية النفسية و التعليمية, حيث تمتاز بالقدرة على إيصال الإنسان بسرعة قياسية إلى الحقائق و بلوغ اليقين, و تبعث فيه روح التحقيق و البحث العلمي. نحاول في هذه المقالة إلقاء الضوء على بعضها.

 

على مستوى الأساليب :

أولاً : أسلوب الخطاب

استخدم القرآن الكريم أسلوب الخطاب المباشر مع الناس لما له من أهمية بالغة ، فهو أسلوب يخاطب العقل والقلب والارادة ويثير في النفس عناصر الخير والصلاح ، وقد أورد القرآن الكريم نوعين من الخطاب المباشر :
1.خطاب إلهي مباشر لعامة الناس: (24 مرة ) مثل :

" يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم"

2. خطاب إلهي مباشر للمؤمنين : (87 مرة ) مثل :

" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و ابتغوا إليه الوسيلة و جاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون "

وقد مارس أهل البيت عليهم السلام هذا الأسلوب في تربية أصحابهم وسائر أبناء المجتمع المسلم ، وسيرتهم حافلة بالخطابات التي توجه العقول والقلوب إلى يوم الحساب ويوم الثواب والعقاب وإلى عذاب القبر ، محذرة من مزالق الشيطان والنفس الأمارة بالسوء .فمن خطبة لأمير المؤمنين (ع) في نهج البلاغة : " ألا وإنّ هذه الدنيا التي أصبحتم تتمنّونها ، وترغبون فيها ، وأصبحت تُغضبكم وتُرضيكم ليست بداركم ولا منزلكم الذي خلقتم له ولا الذي دُعيتم إليه . ألا وإنّها ليست بباقية لكم ولا تبقَون عليها ، وهي وإن غرتكم منها فقد حذرتكم شرها ، فدعوا غرورها لتحذيرها ، وأطماعها لتخويفها وسابقوا فيها إلى الدار التي دعيتم إليها .. وكلنا يعرف خطبة المتقين التي أثرت وأبلغت في أحد أصحابه فصعق ومات .

 


ثانياً: القصص

استخدم القرآن الكريم أسلوب القصة لما فيها من مفاهيم وقيم متنوعة في مجالات النفس الإنسانية وفي مجالات المجتمع الإنساني فقال تعالى: " نحن نقص عليك أحسن القَصَص بما أوحينا إليك هذا القرآن .."

و قال تعالى: " لقد كان في قَصَصهم عبرةٌ لأولي الألباب ،ما كان حديثاً يفترى و لكن تصديقَ الذي بين يديه و تفصيلَ كلِ شيء و هدىً و رحمةً لقوم يؤمنون "

وذكر القرآن الكريم العديد من القَصص كقصة يوسف (ع) ، وأصحاب الكهف وصاحب الجنتين وقصص موسى (عليه السلام ) وغيرها .. لتكون عبرة لمن يعتبر.

وقد حفلت سيرة أهل البيت عليهم السلام بتربية أصحابهم عن طريق القَصَص ، و ذكروا عليهم السلام قَصصاً عديدةً عن تاريخ ومسيرة الأنبياء والأولياء والصالحين ودورهم في الحياة الإنسانية وخصائصهم الحميدة وقَصَصاً عن إيمانهم وعباداتهم و أخلاقهم وعلاقاتهم مع الناس ، وعن زهدهم وإيثارهم وصبرهم واحسانهم إلى غير ذلك من الصفات النبيلة.

 


ثالثاً : الأمثال

استخدم القرآن الكريم الأمثال لتقريب الأفكار وإرشاد الناس إلى الحقائق والوقائع باعتبار أن ذلك له تأثير محسوس وواقعي على شخصية الإنسان ، إضافة إلى انّه ـ أي المثل ـ يُضرب باختصار وإيجاز ، فلا يصيبُ المستمعَ بسماعِه مللاً بل يتوجه ( أي المستمع ) بكل جوارحه ليستمع إليه.
قال الله تعالى : " مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون ".

و قد استخدم القرآن الكريم التمثيل و التشبيه لتقريب المعقول بالمحسوس فقال تعالى: " ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمةً طيبةً كشجرة طيبة أصلها ثابت و فرعها في السماء تؤتي أُكُلَها كلَّ حين بإذن ربها و يضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ، و مثلُ كلمةٍ خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار ".

ونجد في سيرة أهل البيت عليهم السلام ضرب الأمثال كوسيلة من وسائل التربية في طريق الهداية والاستقامة بالحثّ على الالتزام بمفاهيم وقيم الإسلام.

فقد مثل أمير المؤمنين عليه السلام الدنيا بالحيّة فقال : " أما بعد فإنّ مَثلَ الدنيا مثلُ الحية ، لينٌ مسّها ، قاتلٌ سمّها ".

ومثّلها الإمام الصادق عليه السلام بماء البحر فقال : « مَثَلُ الدنيا كمَثلِ البحر كلما شرب منه العطشانُ ازداد عطشاً حتى يقتلَه ".


رابعاً : البيان العملي

و البيان العملي هو توضيح مرئي لحقيقة أو فكرة أو عملية عامة فيقوم العارض بإيضاح كيف تعمل الأشياء .

وقد استخدم القرآن الكريم البيان العملي وذلك في قصة ابني آدم(ع) عندما قتل أحدُهما الآخرَ فتوضح القصةُ الطريقةَ التي تمت بها الجريمة وتصف الموقف بتفاصيله ، قال تعالى:

" فبعث الله غراباً يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه قال يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين".

و استخدم أهل البيت عليهم السلام هذا الأسلوب أيضاً لوعظ القوم، فقد روي عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام أنه قال : « إنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله نزل بأرض قرعاء ، فقال لأصحابه : ائتوا بحطب ، فقالوا : يا رسول الله نحن بأرض قرعاء ما بها من حطب ، قال : فليأت كلُ إنسان بما قدر عليه ، فجاءوا به حتى رَموا بين يديه ، بعضَه على بعض ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : هكذا تجتمعُ الذنوب ".

 


خامساً : العبرة والموعظة

استخدم القرآن الكريم أسلوب العبرة والموعظة ، قال تعالى :

قال تعالى : " يا أيها الناس قد جاءتكم موعظةٌ من ربكم وشفاءٌ لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين".

وقد اتخذ أهل البيت عليهم السلام من العبرة والموعظة وسيلة تربوية لتنوير العقل والقلب ، فبالعبرة والموعظة يقلع الإنسان عن الممارسات المنحرفة ، ثم يتوجه لإصلاح نفسه لتسمو وتتكامل.
ومواعظ أهل البيت عليهم السلام لا تعد ولا تحصى ، وكان لها دور ملموس في تربية أصحابهم ومخالفيهم.
جاء في وصية أمير المؤمنين عليه السلام للإمام الحسن عليه السلام : " أحي قلبك بالموعظة... وأعرض عليه أخبار الماضين ، وذكّره بما أصاب من كان قبلك من الأولين"..


سادساً : القدوة والاقتداء

استخدم القرآن الكريم أسلوب القدوة باعتباره وسيلة هامة من وسائل التربية ؛ لأنّ الناس يتأثرون بمن يقتدون به ، فقد جاء في القرآن الكريم :" لقد كان لكم في رسول الله أسوةُ حسنة لمن كان يرجو الَله و اليومَ الآخر و ذَكرَ الله كثيراً ".

وهذا أيضاً ما أكّد عليه أئمة أهل البيت عليهم السلام في منهجهم التربوي .

- قال أمير المؤمنين عليه السلام : « اقتدوا بهدى نبيكم فانّه أصدق الهدى ، واستنّوا بسنّته فانها أهدى السنن ".


سابعاً : الحوار

الحوار من الوسائل المعمول بها في التربية والاصلاح ، فبه يرد الإنسان على شبهات المحاورين ، ويطرح الأدلة والبراهين ويجيب على حجج المقابل. وقد استخدم القرآن الكريم أسلوب الحوار في عدة مواضع لهذه الغاية على قاعدة " وجادلهم بالتي هي أحسن"

قال تعالى: " و لقد آتينا إبراهيم رشده من قبل و كنا به عالمين, إذا قال لأبيه و قومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون, قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين, قال لقد كنتم أنتم و آباؤكم في ضلال مبين, قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين, قال بل ربكم رب السموات و الأرض الذي فطرهم و أنا على ذلكم من الشاهدين "..

واستخدم أهل البيت عليهم السلام الحوار كوسيلة لإثبات حقهم في الإمامة ودورهم الريادي في الأُمة، ولإثبات المفاهيم والقيم الصالحة كأُسس للتعامل وللتقييم ، وكانوا يحاورون مخالفيهم وأنصارهم حول مختلف القضايا والأمور وفي جميع مجالات العقيدة والشريعة.


ثامناً : المراسلة

قد ذكر القرآن الكريم نموذج المراسلة في قصة النبي سليمان (ع) وملكة سبأ ، وذلك عندما أرسل لها رسالة مع الهدهد: " اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون * قالت يا أيها الملا إني ألقي إلي كتاب كريم * إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ".

و استخدم أهل البيت عليهم السلام أسلوب المراسلات مع مواليهم ومخالفيهم و ذكروا فيها الكثير من الإرشادات والنصائح والأوامر والمواعظ ، وقد حقّقت نتائج ملحوظة في حركة التربية ، ونكتفي هنا بذكر واحدة :

كتب أمير المؤمنين عليه السلام إلى عبدالله بن العباس : « أمّا بعد ، فإنّك لست بسابقٍ أجلَك ، ولا مرزوقَ ما ليس لك ، واعلم بأنّ الدّهرَ يومان : يوم لك ويوم عليك ، "..

حيث تضمن الكتاب الكثير من الإرشادات والنصائح والمواعظ .ويشهد نهج البلاغة على الكثير من الكتب التي أرسلها أمير المؤمنين (عليه السلام ) لعماله ، وللحكام وغيرهم يدعوهم فيها أن يتركوا الدنيا ويضعوا نصب أعينهم الآخرة .


تاسعاً : الشعر

وباعتبار الشعر له دور في التربية والتوجيه والتثقيف عند جميع الأمم وفي جميع الحضارات ، وله دور في تحريك العقول والقلوب والضمائر ، لم يغفل أهل البيت عليهم السلام هذا الأُسلوب في الجانب التربوي ، فقد تمثّلوا بأشعار كثيرة في الموعظة والإرشاد ، ورويت لهم بعض الأشعار الموجزة المعبّرة عن المفاهيم والقيم الصالحة ، نكتفي هنا بذكر نموذج واحد يهز القلوب والنفوس ويعظها ، وذلك عندما اُدخل الإمام علي الهادي عليه السلام على المتوكل والكأس في يده ، فلما رآه هابه وعظّمه وأجلسه إلى جانبه... وقال له : أنشدني شعراً ، فقال الإمام عليه السلام : أنا قليل الرواية للشعر ، ولما ألحّ عليه المتوكل أنشد الإمام الهادي(عليه السلام ) شعراً ليعظه قائلاً:

باتوا على قلل الأجبال تحرسهم غلب الرجال فما أغنتهم القلل
واستنزلوا بعد عز عن معاقلهم فأودعوا حفراً يا بئس ما نزلوا
ناداهم صارخ من بعد ما قبروا أين الأسرة والتيجان والحلل
أين الوجوه التي كانت منعمة من دونها تضرب الأستار والكُلل
فأفصح القبر عنهم حين سائلهم تلك الوجوه عليها الدود يقتتل
....
فبكى المتوكل حتى بلّت لحيته دموع عينه وبكى الحاضرون.


عاشراً : الرحلات التعليمية

استخدم القرآن الكريم أسلوب الحث على السير الواعي في الأرض للتعلم والتفكر وأخذ العبر ، قال الله تعالى: " قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق " . وقال تعالى: " قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كانت عاقبة المجرمين ".


حادي عشر : التجربة العملية

استخدم القرآن الكريم أسلوب التجربة العملية لإيصال الحقائق والمفاهيم العظيمة ، قال تعالى: " و إذا قال إبراهيم ربّ ارني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى و لكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة ً من الطير فصرهنّ إليك ثم اجعل على كل جبل منهنّ جزءاً ثم ادعهن يأتينك سعياً و اعلم أن الله عزيز حكيم ".

منتدى مهدي الكشفي

 

 

تعليقات الزوار


مواقيت الصلاة

بتوقيت بيروت

الفجر
5:36
الشروق
6:49
الظهر
12:22
العصر
15:29
المغرب
18:12
العشاء
19:03