قد يبدو اعادة السنة الدراسية امرا اعتياديا بل ومنطقيا: لم تنجح في السنة ؟ اذا ما عليك الا ان تعيدها. ولكن هل اعادة السنة الدراسية حقاً هي الحل المثالي للتغلب على الصعوبات (الاشكاليات) التي يواجهها الطالب في التعليم.

حسب ما اوردته الرابطة الوطنية لعلماء النفس, اعادة السنة الدراسية حل غير مجدي وقد يترتب عليه آثار ضارة. وقد انتقده البروفيسور شاين جيمرسون بجامعة كاليفورنيا بعبارات قوية واصفه بأنه “عادة تعليمية سيئة”. اذا, يا ترى ما هي المضار التي تطويها اعادة السنة؟ اليكم ما توصلت اليه الدراسات:

·        الفوائد المجنية مؤقتة. في البدء قد يتحسن مستوى الطالب في الدراسة ولكن بمرور عامين الى ثلاث أعوام ستطرأ على الطالب نفس المعوقات التي وجدها في السابق لأن تكرير السنة لا يساهم في علاج المشاكل التي تواجه الطالب في التعليم.

·        المضار تفوق الفوائد: بالطبع يكون لدى المراهقين اهتمامات وتطلعات مختلفة عن الاطفال, وعادة ما تواجههم في هذه المرحلة اشكالات معقدة في علاقاتهم بالاصدقاء وعادة ما ينحرف سلوكهم اذا لا يصلح احتكاك من هم دونهم سنا في نفس القاعة الدراسية لأن ذلك قد يكون له تأثيرات سيئة عليهم. كما وجدت البحوث نسبة عالية من التسيب الدراسي بين المراهقين, واعادة السنة الدراسية تكاد تكون مؤشرا لانسياب الطالب عن الدراسة كلياً.

·        اعادة السنة الدراسية امر محبط للأطفال، بقدر اهمية تعليم الطالب تحمل مسؤلية افعاله وما يترتب على اهمال الدروس من عواقب, الا ان اعادة السنة الدراسية لا تؤدي هذا الغرض وانما تسبب لدى الطالب الشعور بالاحباط وتفقده الثقة بقدراته وتشعره بخيبة الامل وعدم الكفاءة. وهذا ما اكدته الدراسة التي استطلعت اراء الطلاب بالصف السادس حول اعادة السنة الدراسية.

·        اعادة السنة الدراسية قرار يفتقد النزاهة (غير منصف). اعلى نسب المتراجعين موجودة بين فئات الطلاب الفقيرة والتي تشكل اقليات. حيث يشكل الطلاب المنحدرين من اصول هيسبانية وافريقية حوالي نصف معدل الطلاب المتراجعين, وعادة ما يتم ارغامهم لاعادة السنة الدراسية اكثر من مرة. وهذا يدل على وجود خلل في مستوى نزاهة هذا القرار.

بعد ان راجعنا مضار اعادة السنة الدراسية وعدم اسهامه في تحسين وضع الطالب الدراسي, يبقى السؤال هو: اذا ما هو العلاج الامثل للصعوبات التي يجدها الطالب في الدراسة؟

وتجيب بريتون تشنر اختصاصية علم النفس على هذا السؤال بأن الحل الامثل يكمن في علاج المشكلة من جذورها وهذا يعني معرفة مصدر المعوقات التي تعرقل مسار الطالب الدراسي, التحقق منها من قبل الوالدين, فقد تكون المشكلة متعلقة بتراكم الواجبات الدراسية, او العلاقات الاجتماعية , او المنهج الدراسي.. فكل هذه العوامل قد تلعب دورا مهما في بروز هذه المشكلة ولها تأثير كبير في اداء الطالب. وتدخل الوالدين يلعب دورا مهما في العلاج, لا سيما اذا بذلت الجهود المتضافرة مع ادارة المدرسة.

ترجمة: مدارسنا

رابط النص الأصلي

Should Struggling Students Repeat a Grade?