أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الأخيار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
موضوع حديثي هذه الليلة هو المعركة الدائرة منذ يوم السبت الماضي في جبال لبنان وسوريا عند الحدود الشرقية. لكن في البداية يجب أن نوجه أجمل التحيات وأسمى آيات التقدير للمقاتلين المضحين في هذه الجبهات الذين يصنعون هذه الملحمة، لقادتهم ـ وهنا أتحدث عن الجيش اللبناني والجيش السوري ومقاتلي المقاومة الإسلامية في لبنان ـ إلى قادتهم، إلى كل الضباط، إلى كل الكوادر وإلى كل الجنود والمقاومين والمقاتلين في الميدان، ونخص بالذكر دائماً الشهداء الأعزاء الذين قدموا أرواحهم ودماءهم من أجل هذه الأهداف العالية والغالية التي نعمل لها جميعاً، وأسأل الله تعالى لهم الرحمة وعلو الدرجات، وكذلك نخص بالذكر الجرحى الذين أصيبوا بجراح مختلفة: بعضهم بترت أقدامهم أو أيديهم أو فقدوا أجزاءً من أجسادهم، وأسأل الله سبحانه وتعالى لهم الشفاء العاجل والعافية الكاملة، ولكل الذين دعموا وساندوا وأيّدوا ووقفوا إلى جانب هذه المعركة من أجل أن تنجز أهدافها بكل الوسائل وبكل أساليب الدعم والتأييد والمساندة.
أنا أريد أن أتحدث بعناوين كالعادة، العنوان الأول: أهداف هذه المعركة، الأهداف الطبيعية أو الأهداف المفترضة.
في البعد اللبناني: أولاً، طرد داعش من كامل الأرض اللبنانية التي كانت ما زالت تتواجد فيها، في بقية جرود عرسال وجرود رأس بعلبك والفاكهة والقاع، وصولاً إلى الحدود اللبنانية السورية، هذا واحد.
اثنين: تأمين الحدود اللبنانية السورية بالكامل، وهذا يقتضي بالحد الأدنى، إذا قلنا فقط لبنان، يقتضي بالحد الأدنى إبعاد داعش عن الحدود إلى داخل الأراضي السورية حتى لا تبقى تشكل تهديداً واستنزافاً للجيش اللبناني الذي سيصل إلى الحدود ويتمركز عند الحدود، هذا موضوع مفهوم، يعني إذا وصل الجيش على الحدود وتمركز، وبالمقابل داعش ما زالت موجودة على الحدودةوفي الجبال وفي التلال، هذا يعني أن التهديد الإرهابي للبنان ما زال قائماً وأن الجيش اللبناني أصبح في وضعية استنزاف ومواجهة يومية ودائمة ومستمرة، إلا إذا قررت الحكومة اللبنانية أن يدخل الجيش اللبناني إلى داخل الأراضي السورية في القلمون الغربي للقضاء على داعش.
إذاً الهدف الثاني هو تأمين الحدود اللبنانية السورية بالكامل.
ثالثاً، كشف مصير الجنود اللبنانيين المختطفين لدى داعش واستعادتهم وإعادتهم إلى عائلاتهم الكريمة وإلى مؤسستهم العسكرية.
هذه هي الأهداف المفترضة في الجانب اللبناني.
في الجانب السوري، الهدف الأساسي هو استعادة السيطرة على كامل القلمون الغربي حتى الحدود اللبنانية السورية، يعني طرد داعش بالكمال من هذه المنطقة أو إنهاء وجودها بالكامل، وبالتالي بالنسبة إلى البعد السوري، يكون هناك أرض واسعة وجبال وتلال ووديان شكلت خلال سنوات قاعدة تنطلق منها داعش باتجاه داخل الأراضي السورية، كانت تشكل تهديداً لبقية بلدات القلمون الغربي، كان يمكن أن تشكل قاعدة تهديد لطريق دمشق حمصـ وكانت هذه القاعدة ـ قاعدة تهديد داعش ـ تتفاعل وترتفع آمالها عندما اقتربت داعش من تدمر، أخذت تدمر ووصلت إلى بلدة القريتين وما شاكل.
2 - اليوم في البعد السوري عندما ينتهي وجود داعش في القلمون الغربي معنى هذا أن كل القلمون الغربي أصبح آمناً، طريق دمشق حمص أصبحت آمنة بالكامل، وخصوصاً أنه من الجهة الشرقية أصبحت داعش بعيدة بعيدة جداً ومنحصرة في ولاية ما يسمونه هم ولاية دير الزور، في محافظة دير الزور.
إذاً هذا الهدف في البعد السوري.
بالنسبة للمقاومة، نحن نتبنى الأهداف في البُعدين ونقاتل من أجل الأهداف في البُعدين ونقدم الدماء من أجل كل هذه الأهداف، في بعدها اللبناني وفي بعدها السوري، لأننا نؤمن أن المعركة لا يمكن تجزئتها أو تفكيكها.
حسناً، هذا أولاً، هذه هي الأهداف.
ثانياً، في مجريات المعركة: حتى الآن، بعد أيام من العمل التمهيدي في الجبهتين وقبيل فجر يوم السبت الماضي أعلنت قيادة الجيش اللبناني بدء عملية فجر الجرود في الأرض اللبنانية. في الجهة الأخرى وبشكل متزامن أعلن الجيش السوري وحزب الله عملية "وإن عدتم عدنا" في الأرض السورية.
نحن اليوم في اليوم السادس لبدء العمليات لهذه المعركة، سواءً بفجر جرودها أو بـ "وإن عدتم عدنا"، بالإجمال يمكن القول إن ما تحقق على الجبهتين كبير جداً ومهم جداً وبكل المقاييس.
سابقاً بآخر حديث غير خطاب تموز لما تكلمنا عن هذه المعركة قلنا إن طبيعتها الجغرافية، جبالها العالية، جرودها الجرداء، استحكام المسلحين فيها، طبيعة المعركة، الطبيعة المفترضة للعدو، أقول مفترضة لأنه بان في سير العمليات الذي واجهناه في الجبهتين أنه لم يكن سهلاً ولكن ليس بحجم الافتراض أو الانطباع عن داعش وقتال داعش، ومساحة العمليات لا يوجد شك أن الذي حصل كان كبيراً جداً ومهماً جداً وبكل المقاييس.
في الجزء اللبناني، أعلنت قيادة الجيش من خلال المؤتمرات الصحافية والبيانات الرسمية الصادرة عنها عن تحرير مئة كيلومتر مربع وبقاء عشرين كيلومتراً مربعاً من الأرض اللبنانية وهي التي ستعمل عليها في المراحل المقبلة، هذا أمر يعني قيادة الجيش هي تعلن متى وكيف، وقد قام الجيش اللبناني فعلاً خلال المراحل السابقة بعمل دقيق ومحترف وحقق هذا الإنجاز الكبير وبأقل كلفة بشرية ومادية ممكنة وبكفاءة عالية.
قبل بدء المعركة، يعني أيضاً في الحديث ما قبل بدء المعركة، أنا ذكرت في كلامي حينها لما كنت أقول المساحات التي تسيطر عليها داعش وبالتالي المنطقة الذاهبون لنجري فيها عمليات سواءً الجيش اللبناني في الجبهة اللبنانية أو الجيش السوري والمقاومة في الأرض السورية ذكرت في ذلك الحين أن داعش تسيطر في الأرض اللبنانية على 140 كيلومتر مربع. حسناً، قيادة الجيش أعلنت أنها حررت 100 كيلومتر وما زال هناك 20 كيلومتر، لا يوجد تناقض. كلام قيادة الجيش صحيح ودقيق. اسمحوا لي الليلة، أولاً من أجل الاعتراف بتضحيات المقاومين لأنه الذي سأقوله قدّمت فيه دماء أيضاً، وثانياً من أجل المصداقية، أن أقول لكم إن 20 كيلومتراً مربعاً من الأرض اللبنانية تم تحريرها يوم السبت في بداية المعركة وفي بداية عمليات "وإن عدتم عدنا"، الذي يريد أن يعرف جغرافياً أين بالتحديد يستطيع أن يذهب إلى الخريطة داخل الأرض اللبنانية: قلعة الحصن، قلعة يونين باتجاه معبر الزمراني، هذه أرض لبنانية، عشرين كيلومتراً كانت داعش ما تزال تسيطر عليها وتم تحريرها في عملية "وإن عدتم عدنا". طبعاً هنا ليس هناك أي خلل بالموضوع لأنه أساساً هذه المنطقة كونها متداخلة مع منطقة الزمراني وهناك تعقيد ميداني معين ومنطقة الزرماني هي منطقة عمليات للجيش السوري، بقيت هذه المنطقة في عهدتنا ولذلك المقاومة هي التي قامت بتحرير هذه العشرين كيلومتر من الأرض اللبنانية الموصلة إلى معبر الزمراني، وبالتالي تصبح ـ طالما نوصف الذي حصل ـ تصبح مساحة الأرض اللبنانية المحررة من داعش وتم طرد داعش منها 120 كيلومتراً مربعاً، 100 كيلومتر مربع أنجزها الجيش اللبناني، 20 كيلومتراً أنجزتها المقاومة الإسلامية، وبقي 20 كيلومتراً مربعاً. طبعاً هم على عهدة الجيش اللبناني بالكامل، هذا في الجزء اللبناني من المجريات.
3 - في الجزء السوري، أيضاً أنا ذكرت في حديثي قبل المعركة الماضية أن المساحة السورية التي تسيطر عليها داعش مباشرة هي ما يزيد على 160 كيلومتراً مربعاً، لكن يجب أن نضيف إليها في مسار العمليات المنطقة التي تسيطر عليها بالنار، يعني أنا حكيت عن مكان تواجد مسلحي داعش ومتاريسهم وجبهاتهم، لأنهم كانوا موجودين في جبال عالية وأمامهم مساحة طويلة على طول الجبهة، فهناك مساحة من الأرض كانت تسيطر عليها داعش نارياً وبالتالي لم تكن تحت سلطة الدولة السورية والجيش السوري وتبلغ هذه المساحة على امتداد الجبهة ما يزيد على 150 كيلومتراً مربعاً، لما أقول ما يزيد يعني أكيد ليس أقل، أنا أحتاط - الإخوان قالوا لي أكثر من 160 أكثر من 150 أعطوني أرقام - لكن أنا دعوني أقول ما يزيد عن 160 وما يزيد عن 150، يصبح مجموع الأرض السورية المستهدفة في عملية "وإن عدتم عدنا" ما يزيد على 310 كيلومترات مربعة، يعني فجر السبت عندما بدأت العمليات وفتحنا النار كان المطلوب استعادة السيطرة على 310 كيلومترات مربعة.
النتيجة حتى الآن تم استعادة السيطرة حتى صباح هذا اليوم على ما يزيد على 270 كيلومتراً مربعاً من المساحة المذكورة أعلاه، تمت إعادة السيطرة على مراحل على ما يزيد عن 270 كيلومتراً مربعاً في الأرض السورية، استعادة السيطرة عليها بالكامل، وبالتالي ما بقي تحت سيطرة داعش، سواءً الوجود الفعلي أو السيطرة بالنار ما يقارب الـ40 كيلومتراً مربعاً، الآن ممكن أن يزيدوا عدة كيلومترات أو ينقصوا، أنا أحتاط لأنه في الحقيقة أعود وأقول لكم لا أحد "ماسك المسطرة ويقيس بالتحديد"، لكن هذا الوضع هكذا، ما يقارب الـ 40 كيلومتراً مربعاً داخل الأراضي السورية.
أيضاً في تلك الجبهة وخلال أيام قليلة عندما يتحقق انجاز كبير وعظيم بهذا الحجم، تتكلم عن 270 كيلومتراً مربعاً من الجبال والوديان والمرتفعات التي ليس لها طريق "زفت" وحتى أغلبها ليس لها حتى طرق ترابية، لا يوجد شك أنه كان انجازاً أيضاً كبيراً وعظيماً وشاهدنا فيه مثل ما تكلمنا في الجهة اللبنانية عملاً دقيقاً ومحترفاً من الجيش السوري، سواءً سلاح الجو في الجيش السوري أو القوات البرية، ومن رجال المقاومة في الميدان.
هذا بالمجريات الميدانية.
ثالثاً ما نحن فيه الآن، لأنه رابعاً سنقول إلى أين ذاهبون؟ وخامساً التوصية النهاية.
ثالثاً: ما نحن فيه الآن حالياً: مسلحو داعش باتوا محاصرين في هذه المنطقة، في وسط منطقة العمليات الواسعة. إذا أخذنا مثلاً ـ وربما كنا نحتاج لإحضار خريطة ـ إذا قلنا مثلا هذه منطقة هم بالضبط بوسطها باتوا ضمن شبه مستديرة 20 كيلومتر منها داخل الأراضي اللبنانية و40 كيلومتر منها داخل الأراضي السورية.
بهذه المنطقة الوسطى، مسلحو داعش محاصرون هناك. إذا بحثنا عن عنوان جغرافي من أجل تداوله كعنوان مركزي لما بقي في هذه المعركة هو بالحقيقة نأخذ أعلى مرتفع في ما بقي، وهو أعلى مرتفع في كل منطقة العمليات هذه، ولعل في كل القلمون الغربي بعد تلة موسى يأتي هذا المرتفع الثاني ـ على ما قيل ـ هذا كله يحتاج لتدقيق، لأننا نتحدث عن أمتار، لكن فعلاً فيما بقي من منطقة العمليات أعلى مرتفع هو حليمة قارة ما يسمى بمرتفعات حليمة قارة.
طبعا هو ليس رأس جبل مسنّن، هو جبل وله مرتفعات، ومن الملفت أنه على قمة هذا الجبل العالي جداً هناك الحدود اللبنانية السورية مرسمة وبالتالي على المرتفع هناك جزء من المرتفع هو أرض لبنانية وجزء من المرتفع هو أرض سورية، "حلها إذا بتنحلّ"، لأنه من المفترض أن يصل الجيش السوري والمقاومة إلى نقطة الحدود السورية وأن يصل الجيش اللبناني إلى نقطة الحدود اللبنانية، وإن شاء الله سيصلون.
لكن نأخذ العنوان الجغرافي لبقية المنطقة وبقية المعركة، بالحقيقة وهذا اسم ستسمعونه كثيرا خلال الأيام المتبقية ـ الله أعلم إن كانت أيام أو أسابيع أنا لا أود وضع سقفاً زمنياً ـ إسم مرتفعات حليمة قارة.
أيضا فيما نحن فيه الآن، الموجودون داخل هذه المنطقة المحاصرة في حليمة قارة ومحيطها من تلال ووديان هم مسلحو داعش ومعهم بعض المدنيين من عائلاتهم، لا يوجد إحصاء دقيق. كل ما تسمعونه في وسائل الإعلام عن أعداد المسلحين أو عن أعداد المدنيين هو غير دقيق بالتأكيد هو غير دقيق لأنه دائما هناك تغيرات وتبديلات.
سقط للمسلحين عشرات القتلى والجرحى في كل المعركة في الجبهتين. في الجبهة السورية هناك عشرات المسلحين الذين استسلموا وسلموا أنفسهم، بعضهم سلم نفسه للجيش السوري وبعضهم سلم نفسه للمقاومة. طبعاً غير ما أعلن عنه في البداية في وسائل الإعلام. بعدها حصلت عمليات إستسلام متعددة لكن نحن لن نظهر هذا في افلام الفيديو والصور لأن هذا كان إلتزامنا الأدبي والأخلاقي مع الذين استسلموا ومع الذين أيضا سيستسلمون في المرحلة المقبلة.
وضعية المسلحين: هم في حالة إرتباك شديد، يبحثون عن أي سبيل للخروج، عن أي تسوية. لو خلّي الموجودون في هذه الجرود في هذه المنطقة وأنفسهم فالكل يريد تسوية ـ أتحدث عن معلومات ولا أحلل ـ الكل يريد تسوية لهم ولمن معهم في كل الأحوال. إذا لم تتحقق تسوية فحتى الموجودين حاليا بعضهم يريد الاستسلام، لا يريد القتال إلى نهاية المطاف، وبعضهم يريد أن يقاتل حتى النهاية.
هذه حالة المسلحين الحالية.
حتى الآن أيضا قيادة داعش المركزية التي تدير هؤلاء المسلحين، المسؤولة عنهم، يبدو بحسب معلوماتنا ومتابعتنا أنها غير معنية بخروج مقاتليها سالمين من المنطقة وتفضل لهم أن يُقتلوا جميعا هنا ـ هذه معلومات ـ وهذا ليس بعيدا عن عقلية داعش وثقافة داعش والأمراء في داعش.
وهذه النقطة أعود لها في إلى أين لاحقا.
في المقابل، سواء عند الجيش اللبناني أو الجيش السوري أو المقاومة الوضع النفسي والمعنوي ممتاز جداً، عند الجميع، قادة وضباط ومقاتلين وجنوداً ومقاومين، والكل يشعر بأن جميع عوامل تحقيق النصر الحاسم والنهائي والقريب متوفرة لديهم، والمسألة هي مسألة وقت فقط، بل هي مسألة بعض الوقت فقط.
هنا يجب أن أعود وأذكّر بعدم التسقيف الزمني، بعض وسائل الإعلام أو بعض المحللين يخرج ويقول لك إنتهت العملية أو لم تنتهِ وشارفت على النهاية. دعوا هذا جانبا. لنترك القيادات العسكرية التي تدير هذه المعركة وأثبتت حكمتها وحرفتيها وحرصها أيضاً، لأنه الآن عندما ضاقت المسافة كل الناس يعرفون هذا الموضوع سواء في لبنان من يتابعون الجبهة اللبنانية أو في سورية يتابعون الجبهة السورية وكل من يتساءلوا أين أصبحنا وكم هناك من وقت، أن يعرفوا أنه عندما تضيق المساحة على المسلحين طبعاً القتال سوف يصبح أشد، وتيرته ستصبح أقسى قليلاً، هذا يعني المزيد من الكلفة. إذا كانت القيادات العسكرية حريصة على التقليل من الكلفة معنى ذلك أن عليها العمل بهدوء وبالسرعة أو البطء الذي يقتضيه الميدان وتقليل الكلفة.
من جهة ثانية، هنا سيستجد عامل مؤثر في المعركة، وهو أن المدنيين الذين يتواجدون مع المسلحين الذين كانوا متوزعين على مساحة مئات الكيلومترات، إذا قلنا مثلا 300 ومن دون منطقة السيطرة النارية، الآن باتوا متواجدين ضمن منطقة ضيقة وبالتالي حرص الأطراف التي تقاتل في هذه المعركة على عدم إلحاق الأذى بالمدنيين أيضاً، هذا سيكون مؤثراً، وداعش عادة تتمترس بالمدنيين، شهدناها بكل التجارب السابقة حتى في الموصل.
وتكرر هنا الذي شاهدناه بالموصل، مثلاً من كان يخرج من العائلات أو بعض الأفراد ليسلّموا أنفسهم كان يُطلق عليهم النار في ظهورهم، وكنا نسمع هذا في وسائل الإعلام، وكان البعض يشكك في هذه الأخبار، ولكن هذه المجموعة التي سلّمت نفسها وظهرت على وسائل الإعلام فيه عائلة نزلت، والد وولد أطلقوا عليهم النار وقُتل الولد عمره 15 سنة أو 14 سنة، وبقيت جثته في الأرض، ولاحقاً سحبت.
داعش هذه هي نفسها داعش، ولذلك وجود المدنيين أو تمترس المسلحين بالمدنيين طبعا سيضع القيادات العسكرية أمام الحاجة إلى عمل أكثر دقة وأكثر احترافاً.
لذلك لا يضغط أحد. أسهل أمر أن يكون الشخص يجلس تحت المكيف ويقول أين صرتم، تأخرتم ولم تفعلوا شيئا اليوم ولمَ 10 كيلو وبالعادة تأخذون مئة كيلو.
جيد، "اعمل معروف أنت واذهب إلى الجبهة وشوف الجرود والجبال والأودية والصخور" وثم إجلس ونظّر على الناس، لذلك هذا الموضوع لا يضغط فيه أحد ولنترك القيادات العسكرية في كلا الجبهتين هي تقدر وتقرر وتسير وتوقت وتسقّف، وهذا في عهدتهم بالكامل.
رابعاً: إلى أين؟
نحن حالياً وصلنا تقريبا إلى نفس السناريو السابق في آخر المعركة مع جبهة النصرة. الآن يوجد خطان يعملان في وقت واحد: الخط الأول وهو الميدان ولن يتوقف ويعمل بشكل دائم، والخط الثاني الذي فتح جديدا هو خط التفاوض
التفاوض الذي سأتحدث عنه قليلاً، التفاوض يحصل في الأراضي السورية وأتحدث عن التفاوض الذي نتابعه نحن، وهو تفاوض داخل الأراضي السورية بناءً على طلب قيادة المسلحين، (يقولون) يا أخي نريد أن نتفاوض ونتحدث ونبحث عن مخرج بهذا الموضوع. بطبيعة الحال عندما ستتحدث عن تسوية أو حل فالمعني بالدرجة الأولى أن يسهل الحل أو يقبل به أو يسهله هو الدولة السورية والقيادة السورية.
بعد مراجعة القيادة السورية وأخذ موافقتها على أصل التفاوض، على قاعدة أن نكون نحن الجهة التي تباشر التفاوض مع قيادة المسلحين في القلمون الغربي، هذا بالفعل بدأ. طبعاً هذا التفاوض محكوم بأصول، وهذا تم تبليغه لقيادة المسلحين في القلمون الغربي، فيما بقي من القلمون الغربي:
أولاً: لن يكون هناك وقف لإطلاق النار قبل التوصل إلى اتفاق. عندما نتفق على كل الأمور والتفاصيل يكون وقف إطلاق النار هو البند الأول في التنفيذ، هو بند تنفيذي لكن لا يوجد وقف إطلاق نار من أجل التفاوض.
ثانياً: هدف أو غرض التفاوض هو تحقيق الأهداف التي تحدثت عنها في مطلع الحديث: أن لا يبقى داعش لا في الأرض اللبنانية ولا في الأرض السورية. وبالتأكيد وهذا عنوان ثالث للطمأنة، والتأكيد عليه إذا كنا نفاوض في الجانب السوري فالقيادة السورية والجيش السوري والمقاومة ملتزمون بأن أي اتفاق كامل سيحصل مع جماعة داعش سيكون شرطه الأول كشف مصير الجنود اللبنانيين واستعادتهم إلى عائلاتهم ومؤسستهم. هذا الموضوع فيه التزام إنساني وأخلاقي وقومي ووطني وعقائدي.. سواء عند القيادة السورية أو عند قيادة المقاومة.
لا يتصرفنّ أحد أننا جبهتان الآن يوجد في لبنان أحد ما يتصرف أنه يوجد جبهة هنا (في لبنان) ولا يوجد شيء هناك في الجهة الأخرى، لا يوجد قتال ولا أحد يقاتل ولا أحد يستشهد وما شاكل... كلا نحن نتصرف على أساس أننا مصير واحد وجبهة واحدة وأمن واحد ومعركة واحدة، وبالتالي لا يخطر ببال لا بقيادة الجيش اللبناني ولا عائلات الجنود اللبنانيين المختطفين لدى داعش، أنه إذا كان التفاوض في تلك الجهة معناه أنه يوجد أحد سيقبل بحلّ يتجاوز هذا الهدف، الذي هو هدف إنساني وأخلاقي.
يمكن هنا أن تأتي حكاية أن اللبنانيين هم الذين يريدون أن يفاوضوا، أي الحكومة اللبنانية أو الجانب اللبناني يريد أن يفاوض هو مباشرةً مسلحي داعش في الجرود. لا توجد مشكلة، يستطيع الجانب اللبناني الرسمي أن يدخل في مفاوضات، لكن أي التزامات تحتاج إلى تطبيق سوري، أنا لا أتكلم تحليلاتي بل معلوماتي لأننا تواصلنا وناقشنا هذا الموضوع مع القيادة السورية، هذا سيكون لو مثلاً افترضنا أن اللبنانيين وصلوا إلى نتيجة من لوازمها أن عائلات المسلحين وأن المسلحين يجب أن ينتقلوا مثلاً إلى المنطقة الفلانية في سوريا، طيب من سيأخذهم إلى المنطقة الفلانية؟ معناه أن الدولة السورية سوف توافق على أي اتفاق، هنا الموضوع هو مختلف عن ذاك الاتفاق الذي حدث مع جبهة النصرة، بسبب بعض الالتباسات والأخطاء التي وقعت في لبنان وبعض المناخات في لبنان، لذلك القيادة السورية ـ على ما أبلغنا وعلمنا ـ أنها ستكون بالتأكيد متجاوبة وستكون حريصة جداً على نجاح هذا الاتفاق ، ولكن هذا شرطه الطلب الرسمي اللبناني والتنسيق العلني، وليس تحت الطاولة بل فوق الطاولة، الحكومة اللبنانية رسمياً تبعث إلى دمشق لتقول للقيادة السورية أو الحكومة السورية نحن تفاوضنا مع المسلحين من جماعة داعش ووصلنا إلى الاتفاق الفلاني، الذي لوازمه كذا.. وكذا.. وكذا..، "شو رأيكم" نحن نطلب منكم رسمياً أن نتعاون لإنجاح هذه المهمة، بالتأكيد التعاطي هناك سيكون من المنطلقات التي تكلمت عنها قبل قليل، لا منطلقات نكاية ولا منطلقات نكد، ولكن هذه الحيثية مفهومة ولن نغوص فيها أكثر من هذا.
الآن في كل الأحوال، للاستفادة من الوقت، هذا الأمر لا نقوم بمنعه عن الحكومة اللبنانية، هذا الأمر متاح، لكن للاستفادة من الوقت، نحن في الجانب الآخر نفاوض طبعاً من دون تكليف من الحكومة اللبنانية، ومن دون تنسيق مع الحكومة اللبنانية، نحن نفاوض من دون تكليف حتى لا يخرج أحد ليقول من كلّفكم، ومن دون تنسيق، وكونوا مرتاحين وقولوا الذي تريدونه، نحن نفاوض لتحقيق الأهداف التي خرجت قيادة الجيش اللبناني وضباطه وجنوده لتحقيقها وخرجت قيادة الجيش السوري وضباطه وجنوده لتحقيقها وخرجت قيادة المقاومة وكوادرها ومقاوموها لتحقيقها، بمعزل عن كل هذه الشكليات التي يتوقف عندها البعض.
جيد، فيما نحن ماضون إليه، أنا شخصياً بكل المعطيات المتوفرة لدي أعتقد أن الأرجحية ستكون للعمل العسكري، وأننا في كلا الجبهتين ذاهبون إلى الحسم العسكري، والسبب هو عقلية قيادة داعش الموجودة في الخارج، معلوماتي داعش الموجودة في الجرود تريد تسوية، وقيادة داعش الموجودة في الخارج عقليتها وثقافتها وطريقة تفكيرها واستهانتها بمقاتليها واستهانتها بالدماء وبالمقاتلين والمدنيين على حد سواء، يجعل هذه الأرجحية موجودة، لكن أنا لا أجزم ، كلا يمكن بلحظة من اللحظات أن نجد مساراً مختلفاً، وبالتالي تسلك عملية التسوية طريقها بما يحقق الأهداف التي ذكرتها كاملةً، لكن أنا أتكلم عن هذه الأرجحية.
ولذلك أنا أريد أن أقول لقيادة داعش التي تدير عن بعد ولكل جماعة داعش الموجودين في هذه الجبال والوديان، هذه المعركة قرارها حاسم ونتيجتها حاسمة، وأريد أن أضيف اليوم ليس لدينا وقت طويل لنضيعه ونستهلكه في هذه المعركة، نحن عندما تنتهي هذه المعركة لا زال لدينا (شغل الدنيا)، وبالتالي لعبة الوقت وتضييع الوقت وربح الوقت من خلال إطالة أمد المفاوضات لن يكون مجدياً، وإنما الأمور ذاهبة إلى خواتيمها، إن بالتسوية إن قبلتم بالتسوية، أو بالقتال الذي سوف يكون قتالاً حاسماً ونهائياً، لكن طبعاً بالاحتراف وبالحكمة وبالمسؤولية الإنسانية والأخلاقية المطلوبة.
خامساً: أقول للبنانيين جميعاً، كل الشعب اللبناني، أنتم مقبلون على نصر كبير جداً يجب أن تعتزوا به وأن تفرحوا به وأن تفاخروا به ايضاً، هذا الإنجاز سيتوج في الأرض اللبنانية عندما تخرج داعش نهائياً، وفي الأرض السورية عندما تطرد داعش نهائياً وتأمن حدودنا، نحن سنكون أمام المشهد التالي أن الحدود اللبنانية من آخر نقطة مشتركة في الحدود مع فلسطين المحتلة وسوريا إلى طول الحدود اللبنانية السورية إلى البحر إصبحت الحدود اللبنانية السورية آمنة من الارهابيين، سواءً من الجانب اللبناني أو في الجانب السوري، وهذا إنجاز عظيم جداً وكبير جداً ومهم جداً، لذلك أنتم أمام هذه الفترة المقبلة ـ وأعود وأكرر قد تكون أياماً أو أسابيع أكثر أو أقل فالله أعلم لكن إن شاء الله في العام ألفين وسبعة عشر، لن ننتظر أكثر ـ أنتم امام إنجاز عظيم جداً وكبير جداً، لا تسمحوا لبعض المنغصات أن تؤثر على فرحتكم وعلى إنجازكم. هذا الإنجاز أولاً تحقق، قراره هي إرادة لبنانية وعندما تنتهي المعركة هناك أشياء يجب أن نحكي بها، من كان يريد أن تحصل هذه المعركة ومن كان يضغط لعدم حصولها في الأساس. هذا سنتكلم به لاحقاً.
الآن يجب أن ننتهي وأن نحيي العيد ونفرح، ولاحقاً تأتي مرحلة أخذ العبر لمعرفة الصديق والعدو ومن هو الحريص على البلاد وأمن البلد وعلى الشعب اللبناني وعلى سيادة الدولة وبقاء الدولة والجيش .....
لذلك بعض الالتباسات التي تحصل سنتجاوز عنها، ليس مشكلة، كذلك بعض الأخطاء من بعض وسائل الاعلام اللبنانية، أنا سأذكرها فقط لإعطاء فرصة للمعالجة، ونتمنى أن تتم معالجة هذا الموضوع. فمثلاً على سبيل المثال أنا أعلم تماماً وأشهد أنه بمعركة جرود عرسال كل وسائل الاعلام اللبنانية ـ باستثناء تلفزيون واحد فقط وهو تلفزيون المستقبل ـ جميع التلفزيونات اللبنانية تعاطت بمستوى عالٍ جداً من التعاطي وتحمل المسؤولية ومن الشعور الوطني وهذا ما كنا نراه، حتى للمذيعين الذين من الممكن أن نختلف معهم في السياسة والمراسلين والمراسلات في الميدان الذين عبروا عن التعاطف.
أنا أعلم ايضاً ـ وهذه معلوماتي لأن المعركة انتهت بسرعة بجرود عرسال ـ من بعدها السفارة الامريكية أرسلت وهددت بعض وسائل الاعلام، بعض الصحف اللبنانية المعروف اتجاهها ومنحاها كتبت على وسائل الإعلام اللبنانية التي تعاطت بهذا الشكل مع معركة حزب الله في جرود عرسال أن تحاذر وأن تنتبه ان لا يصيبها أمريكياً ما أصاب البنوك والمصارف، يعني سريعاً أرسلوا تهديدهم للوسائل الاعلامية، هؤلاء هم الأمريكيون، هددوا وسائل الإعلام وأنا اقول هذا من أجل تخفيف الملاحظة الشعبية ولكن ايضاً من باب تحميل المسؤولية لبعض الوسائل الإعلامية، انه حقيقةً الأمريكيون أرسلوا تهديداً أنه إذا أكملتم على هذا النحو ـ طبعاً، هم بالتأكيد لم يكذبوا أو يكبروا ولم يخترعوا بطولات أو انتصارات وهمية. بالطبع لا فهم كانوا يصورون الحقيقة ومن الممكن أن لا تكون كل الحقيقة ـ لكن الإدارة الامريكية والسفارة الامريكية في لبنان يزعجها جداً جداً جداً أن تبدو المقاومة في لبنان في مشهد ومظهر المنتصر والقوي الذي يسحق الجماعات التكفيرية التي صنعتها الإدارة الأمريكية بنفسها، وأيضاً أن تُقدم المقاومة على أنها جزء من حماية لبنان وأمن الشعب اللبناني ومحاربة الإرهاب ومكافحة الإرهاب، وهي التي تسعى دائماً أن تصنّف المقاومة في لبنان بأنها منظمة إرهابية، وهذا منطقي، لذا فإن الامريكيين يعملون عملهم الطبيعي، لكن نحن اللبنانيين كيف نتصرف وكيف نتعاطى؟ لذلك معلوماتي أيضاً ـ وهذه سنتكلم فيها لاحقاً إذا كنا سنتكلم أرقاماً واسماء فسنتكلم لاحقاً ـ أنه عمل الأمريكان وعمل بعض الناس في لبنان وبعض الجهات اللبنانية التي اتصلت ببعض وسائل الاعلام وقالت لهم إذا ممكن الجبهة الأخرى حيث يقاتل الجيش السوري وحزب الله لا نتكلم عنها نهائياً سيكون ذلك جيداً، ولذلك بعض وسائل الاعلام من يوم الأحد عندما تشاهده لا تستطيع معرفة أنه يوجد جبهة ثانية، ممكن إذا حصل أي حدث بالعالم تراه بنشرة الأخبار، ولكن لا ترى أنه يوجد قتال في القلمون عند الحدود اللبنانية والمعركة التي تخدُم أهدافاً لبنانية غيّبوها بشكل كامل، أو يعرضونها بشكل عام وبسيط.
أريد أن أقول شيئاً لهؤلاء الامريكيين وهذه القنوات: إن عقلكم صغير جداً، من الممكن القول (ولدنة)، مثل شخص عندما تكون الشمس مشرقة ويريد أن يثير بعض الدخان وبعض الغبار من أجل حجب الشمس وحضورها وتأثيرها.
الناس عليهم أن لا يحزنوا ولا يعتبوا.
(هلقد) لكن انا أين أعتب؟ إن هذا يدل أن بعض وسائل الإعلام التي خضعت ومشت بهذه الطريقة هي تفقد بالدرجة الأولى مصداقيتها ولم تعد وسيلة اعلام، حدث بحجم المعركة الدائرة بالقلمون الغربي لا يذكر نهائياً في بعض وسائل الإعلام أو يذكر في شكل عابر جداً؟ هذه لم تعد وسيلة إعلام باتت شيئاً آخر، سمّوها ما تريدون، والأسوأ من ذلك هو السقوط الأخلاقي لبعض وسائل الإعلام، لأن هذا بالطبع يحز بأنفس الناس، بالنهاية الناس مشاعر، أنا أستوعب هذا الموضوع ولكن يوجد الكثير من الناس موجودون في هذا البلد ويعيشون ويضحون ولا يقبلون ولا يستوعبون أنه على أرض واحدة وفي معركة واحدة وضد عدو واحد ولمصلحة نفس الأهداف، هذا الشاب قتل فهو شهيد وهذا الشاب قتل فهو قتيل، دلوني عليها يا أخي؟ بالأخلاق، بالقانون، بالإنسانية، "اسطفلوا" تستطيعون أن تكملوا بهذه الطريقة، هذا سقوط أخلاقي، ولكن انا كلبناني، كإنسان أشعر بأنني أيضاً معني بشكل أو بآخر أنا وإخواني بمسؤولية عن بلدنا وبأن تعيش الناس مع بعضها وأن تحب بعضها وأن نخفف الحساسيات والمشاكل.
أنا أتمنى إن شاء الله على وسائل الإعلام ـ انا لا أضغط على أحد ولا أهدد أحداً، لا يخرج أحد غداً ويقول حزب الله يهدد وسائل الإعلام، كلا، خذوا راحتكم ولا تأتوا بسيرتها نهائياً لهذه المعركة وقولوا الذي تريدونه واخضعوا للأميركيين لتشبعوا لتعرفوا نتيجة هذا الذل إلى أين يوصل، هذا شأنكم ـ لكن أنا أعتقد أن المصلحة اللبنانية، المصلحة الأخلاقية، مصلحة الشعب اللبناني، أن تتصرف بعض وسائل الإعلام اللبنانية بأخلاقية وبمهنية وبمسؤولية وأن لا تخرب الإنجاز الذي قامت به وتقدمت عاطفياً في قلوب اللبنانيين عندما تعاطت بأخلاقية وبإنسانية وبوطنية مع معركة جرود عرسال.
أخيراً، بكل الأحوال أمام هذا الانتصار الكبير، بطبيعة الحال، القوى السياسية اللبنانية كل واحد يريد أن يقدم تفسيره للموضوع، وسمعنا وبدأنا نسمع تحليلات وتفسيرات وغيره، جيد لا يوجد مشكلة بهذا الموضوع، المهم المنطق، المهم الحجة، المهم الدليل، المهم الوقائع.
نحن نعتبر أن هذا الإنجاز الكبير الذي تحقق حتى الأن والذي سيكتمل إن شاء الله في وقت قريب هو واحد من النتائج الممتازة جداً للمعادلة الذهبية "الجيش والشعب والمقاومة" هنا سنضيف عليهم والجيش السوري، الذي يريد أن "يزعل" فليزعل، والجيش السوري، لأن بالمنطق عندما تتحدث عن مساحة 300 كلم مربع وما يزيد غير السيطرة النارية بشكل شبه دائري وكم طول الجبهة؟ وانت تتكلم عن عدو مثل داعش، والكل كان متهيباً من المعركة، لا يخرج أحد ليقول أنا لم أكن متهيباً، كلنا كنا نفهم إننا ذاهبون الى معركة صعبة جداً، الله سبحانه وتعالى يسّر، ولكن من أهم العوامل انه تم فتح النار 360 درجة. يوجد جبهة تم الهجوم عليها من كل الجوانب، أين كان هؤلاء الموجودون في المنتصف سيرتبكون، وسيتزعزعون، وسينرعبون، وسيخافون، وسيفشلون، هذا المنطق.
هذا التكامل الذي حدث بين الجبهة اللبنانية وبين الجبهة السورية هو الذي عجّل من هذه الانتصارات الكبيرة وبأقل كلفة ممكنة، هذه من نتائج المعادلة الذهبية الماسية ـ وإذا كان يوجد شيء أكثر من الماس فليدلني أحد، أنا معلوماتي هكذا ـ هذا من نتائج المعادلة: الجيش والشعب والمقاومة، وهنا في هذه المعركة الجيش العربي السوري.
المهم النتائج، الآن كل شخص يستطيع أن يستدل على المنطق الخاص به وعلى الفكرة التي هو مقتنع فيها والتي يمثلها ولذلك نحن ندعو الى التعاطي مع الانتصار القادم الذي كما ذكرت قبل قليل الذي هو خاتمة معركة تحرير كل الحدود وطرد الإرهاب عن كل الحدود اللبنانية ـ السورية داخل الأراضي اللبنانية وداخل الأراضي السورية على انه التحرير الثاني.
25 ايار 2000 في عيد المقاومة والتحرير هذا من اليوم وصاعداً نحن سنسميه التحرير الأول، خلال سنوات كان يجثم على مساحات طويلة جداً، فيما بعد في لقاء آخر إن شاء الله نتحدث ونقدم تقريراً للشعب اللبناني ولكل شعوب المنطقة عن هذه المعركة التي اسمها معركة تحرير الحدود اللبنانية السورية من هيمنة الإرهابيين والتكفيريين الذين كانوا يهددون البلدين وكانوا يحتلون مساحات واسعة من الأرض اللبنانية ومن الأرض السورية، هذا هو التحرير الثاني الذي يجب أن نحتفي به جميعاً، ونحتفل به جميعاً، ونقدر تضحيات الجميع، ونعرف عظمة الشهداء الذين استشهدوا لتحقيق هذا الانتصار الكبير والعالي، وإن شاء الله هذا اليوم قادم وسنحتفل به جميعاُ، ولكن إلى حينه علمه عند الله سبحانه وتعالى، الان لدينا 25 ايار 2000 (التحرير الاول)، الذي واضح عندي 2017 (التحرير الثاني) اليوم والشهر هذا بمشيئة الله سبحانه وتعالى وبإرادة القيادات والمقاتلين الذين هم يصنعون الانتصارات ويحسمون هذه الأمور في الميدان. سنملأ اليوم والشهر بالكلمات المناسبة ليكون لنا عيد جديد للانتصار وعيد جديد للتحرير وتأكيد جديد للمعادلة الذهبية.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.