اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا خاتم النبين ابي القاسم محمد بن ابي عبد الله وعلى اله الطيبين الطاهرين وصحبه الاخيار المنتجبين وعلى جميع الانبياء والمرسلين.
السلام عليك يا سيدي ومولاي يا ابا عبد الله وعلى الارواح التي حلت بفنائك، عليك مني سلام الله ابداً ما بقيت وبقي الله والنهار، ولا جعله الله اخر العهد مني لزيارتكم.
السلام على الحسين، وعلى علي ابن الحسين، وعلى اولاد الحسين، وعلى اصحاب الحسين.
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته، ارحب بكم جميعاً في هذا اللقاء المبارك ان شاء الله هنا في الضاحية الجنوبية وفي بعلبك وفي الهرمل وفي النبطية وفي دير قانون النهر.
اجدد العزاء لصاحب العزاء، لإمام الزمان عليه السلام، ومن قبله وبعده لرسول الله الاعظم (صلى) واهل بيته الاطهار في ذكرى أربعين الحسين (ع).
مضي أربعين يوماً على الشهادة المظلومة والعظيمة والحدث الكربلائي الذي حصل في سنة 61 للهجرة في العاشر من محرم. نحن اليوم نلتقي في هذه المناسبة وفي مناسبة يوم شهيد حزب الله، اليوم الذي اقتحم فيه فاتح عصر الاستشهادين والعمليات الاستشهادية الاستشهادي احمد قصير مبنى ومقر الحاكم العسكري الاسرائيلي في مدينة صور عام 88 ليبدأ عصراً جديدأ من الجهاد والمقاومة والعمليات الاستشهادية ولذلك صحّ ان نقول عن الاستشهادي احمد قصير أنه أمير، أمير الاستشهاديين.
الأمير احمد قصير، أمير ليس كالامراء بل أمير في الفداء والعطاء والتضحية، وفي البذل، وفي السخاء، وفي الجود بالنفس من أجل عزة وكرامة وحرية لبنان وكل الامة، واتخذنا هذا اليوم، يوم شهيد حزب الله نحتفي فيه بكل شهدائنا من قادتنا ومجاهدينا واستشهادينا الذين مضوا في هذا الطريق والذين يتقدمون في كل يوم ليصبحوا شهداء.
أود أولاً أيها الاخوة والاخوات الكرام، أن القي كلمة في ذكرى الأربعين وستكون مختصرة، وكلمة في مناسبة يوم الشهيد والشهداء، وأيضاً كلمة في الوضع السياسي الذي سيكون المستجد الحالي وهو محور الاهتمام في هذا الحديث.
اولاً في ذكرى أربعين الامام الحسين عليه السلام، هذه التظاهرة العظيمة التي نشهدها منذ أعوام وخصوصاً في الأعوام الأخيرة، أود في هذه الكلمة أن ألفت النظر اليها، هذه التظاهرة الانسانية العاطفية الاخلاقية والروحية المنقطعة النظير، يعني اليوم في كربلاء وعلى مدى الأيام القليلة الماضية، شهدنا على طريق مدينة كربلاء حشود مليونية، الملايين يلبسون السواد ويبكون ويمشون بحزن الى سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (ع)، التقديرات الرسمية اليوم تقول أن عدد الزائرين الذين وصلوا الى كربلاء، وأغلبيتهم الساحقة، وصلوا مشياً على الاقدام بلغ 20 مليون زائر، طبعاً من الممكن أن يفترض أحد ويقول هل تتسع مدينة كربلاء لعشرين مليون؟ بل هم يدخلون الى الزيارة والكثير منهم يخرجون حتى يفسحوا الفرصة لبقية الزائرين والمواكب الآتية.
20 مليون يأتون من مختلف العالم، ليس فقط من العراق، بل من إيران لوحدها قدر عدد الزائرين بما يزيد عن مليوني زائر، من كل دول العالم يأتون ويمضون مشياً، من الممكن ان تسير الناس من النجف الى كربلاء والبعض الاخر من بغداد الى كربلاء.
من الداخل العراقي يمشون من البصرة، أقل مسير من النجف هو 80 كلم ، مئات الكيلومترات وهناك ناس يمشون 300 كلم، ويوجد زوار اتوا من مشهد ومن منطقة طبس في ايران ومن الحدود الايرانية الباكستانية، ويوجد أناس ساروا اكتر من 1000 كلم حتى وصلوا الى كربلاء.
ما هذه الظاهرة والتي تحتاج واقعاً الى التأمل، الناس يمشون من مسافات طويلة مشياً على الاقدام، وعلى طول الطريق لا يوجد دولة تقدم خدمات بل الدولة ترعى الأمن أما الخدمات الأساسية فيقدمها العراقيون أنفسهم، الشعب العراقي الكريم والمعطاء، أو مواكب وهيئات تأتي من دول أخرى وتشارك أيضاً في تقديم الخدمات، الطعام والشراب والمأوى.
العراقيون وكثيرون من الناس هناك يخلون منازلهم ليستضيفوا بها الضيوف والزوار، يطعمونهم ما جمعوه خلال عام، ويتقربون الى الله تعالى بهذه الخدمة ويتواضعون للزوار ويقبلون أيديهم، بل في بعض الأحيان يقبلون أقدامهم. هذا التواضع الشديد وهذه الدمعة التي ترافق الجميع، واقعاً انا شاهدت أفلام وثائقية ويمكن انتاج الكثير من الافلام الوثائقية التي تأخذ عينات وشواهد راقية وعظيمة وانسانية وعفوية وعاطفية من الكبار والصغار والنساء.
ما هذا الحب؟ من هو هذا الرجل الذي استشهد قبل 1372 عاماً ويأتيه الملايين من كل انحاء العالم زواراً ومشياً على الأقدام ويتحملون الأحوال الجوية والأوضاع الأمنية والمخاطر المختلفة ويبكونه بحرقة وبولعة أكثر مما يبكون آبائهم وأمهاتهم أو أبنائهم أو بناتهم لو فقدوا هؤلاء الاعزاء.
هذا السر يحتاج الى مراجعة في الحقيقة علمية وفكرية واجتماعية، ودراسة عميقة لفهم هذه الظاهرة الانسانية. لو أردنا أن نبحث عن الحب في الكرة الارضية اليوم وعن الشوق وعن العشق وعن الإخلاص وعن الصدق وعن نقاء العلاقة وعن الاستعداد للعطاء بلا حدود، وعن هذه العاطفة الجياشة سنجد أن الكم الهائل والمشهد العظيم هو المجتمع اليوم في كربلاء وهذا لم يحصل في التاريخ، على طول التاريخ وحتى الحاضر ما حصل أن يأتي 20 مليون الى ضريح رجل. لماذا يأتون الى ضريح هذا الرجل؟ لانه الشهيد ابن الشهيد، لانه الإمام ابن الإمام ولأنه حفيد رسول الله (صلى) المجاهد الذي قدم روحه ونفسه وعياله وماله وكل ما يملك دفاعاً عن دينه ودين جده، وعن القيم الإنسانية والأخلاقية، وعن أمته جده وعن مستقبل البشرية وهذه هي الكرامة التي منحه الله سبحانه وتعالى إياها، هذا بعض من الكرامة التي أعطاها الله سبحانه وتعالى لسيد الشهداء ومن هنا أدخل الى العنوان الثاني.
هذه بعض جوانب الكرامة الإلهية التي منحها الله تعالى للحسين في زيارة الحسين، في زيارة الاربعين. وعن الإمام الصادق في الزيارة يقول "اللهم اني أشهد أنه وليك وابن وليك، وصفيك وابن صفيك، الفائز بكرامتك". اذاً هناك كرامة الالهية فاز بها الحسين. ما هي هذه الكرامة الالهية؟
أكرمه بالشهادة، وأحاطه بالسعادة، و"اهتديته بطيب الولادة، وجعلته سيداً من السادة، وقائداً من القادة، وزائداً من الزادة".
اليست هذه هي الزيارة التي نقرأها اليوم، ويقرأها أيضاً جميع الناس في كربلاء.
"الفائز بكرامتك، أكرمته بالشهادة"، الشهادة عندما يحصل عليها أي إنسان يحصل على الكرامة الالهية، هذا الذي نردده في المناسبة عن الإمام السجاد ابن الامام الحسين عليه السلام، "القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة"، أعظم كرامة يمكن أن يقدمها الله سبحانه وتعالى للانسان أن يوفقه ليكون شهيداً في سبيل الله سبحانه وتعالى على طريق الحسين. نال هذه الكرامة الالهية عدد كبير من أحبائكم أنتم يا عوائل الشهداء ويا أيها الاخوة والاخوات الكرام، نال عدد كبير من أحبائكم وأعزائكم وابنائكم وبناتكم هذه الكرامة الالهية فكانوا شهداءً وكانوا لائقين بهذه الكرامة لأنهم أهل الإيمان وأهل اليقين وأهل الجود والعطاء وأهل التضحية، ولأنهم الصادقون المخلصون، لأنهم لا يريدون في كل جهادهم وعطائهم شيئاً من الدنيا، حتى لا ينتظرون كلمة شكر من أحد. ولأنهم المجاهدون الذين بذلوا مهجهم كالحسين (عليه السلام) في سبيل الله دفاعاً عن دينه العظيم وعباده المظلومين فقبلهم الله تعالى بقبول حسن وقلّدهم هذا الوسام الالهي وشملهم بالكرامة.
كرامة الأخرة وكرامة الدنيا، أما كرامة الآخرة فلا توصف، عقولنا وأوهامنا وخيالنا لا تستطيع أن تصف لأنفسنا وللناس الكرامة التي أعدها الله تعالى لهؤلاء الشهداء في الاخرة.
هؤلاء الشهداء الذين هم أحياء منذ شهادتهم ولكن نحن لا نعرف عظمة الحياة التي يعشونها. لا نشعر بها، ولا نفهمها، هي حياة مختلفة عن حياتنا في هذه الدنيا، حياتنا في هذه الدنيا فيها الكثير من الحدود ومن الضوابط ومن الزوايا المغلقة والمقفلة ومن المخفيات عن الماضي وعن المستقبل أما الشهداء الاحياء اليوم، كيف هي حياتهم؟
نحن لا نعلم هذا كله يدخل في دائرة "ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر" أما كرامة الدنيا فنحن نشهدها وإياكم، نحن ببركة تضحيات هؤلاء الشهداء ومعهم كل المضحين من عائلاتهم الشريفة، من الجرحى وعائلات الجرحى، من الأسرى المحررين والأسرى وعائلاتهم، من المجاهدين وعائلاتهم، ومع كل الذين يتحملون مسؤولية في لبنان وفي المنطقة على هذا الصعيد ويتحملون الضغوط الكبيرة والهائلة ويقدمون أشكال التضحيات المختلفة.
نحن معهم تمكنا حتى الأن من تحرير أرضنا وأسرانا في التحرير الاول في 25 أيار 2000 في عام المقاومة والتحرير، واستطعنا أن نسقط كل المشاريع الإسرائيلية التي ترتبت على إجتياح 1982 وسقطت معها إسرائيل الكبرى وسقطت معها اسرائيل العظمى عام 2006، واستعطنا أن نحرر أرضنا وأسرانا في التحرير الثاني في آب 2017، واستطعنا أن نوجد قوة ردع لحماية بلدنا من الأطماع الإسرائيلية والتهديدات الإسرائيلية، واستعطنا أن نساهم الى جانب كل اللبنانيين في الحفاظ على أمننا وإستقرارنا هذا ايضاً قدم في طريقه شهداء، واليوم نساهم في الإجهاز على أعظم مؤامرة في المنطقة وعلى شعوب المنطقة بمختلف إنتماءاتهم الدينية والمذهبية والعرقية وبمختلف إنتماءاتهم الوطنية وأعظم مؤامرة على الإسلام على دين محمد (ص) الذي أستشهد من أجل الدفاع عنه الإمام الحسين عليه السلام وأعظم مؤامرة على القيم الإنسانية والأخلاقية في عالمنا والذي جسدتها داعش.
داعش الإرهابية، داعش الوهابية، داعش التي صنعها أوباما وكلينتون والإدارة الأميركية والسعودية وسهل أمرها الكثير من القوى الإقليمية.
داعش هذه اليوم تلفظ أنفاسها الأخيرة ودخلت في مرحلتها الأخيرة، في الحد الأدنى في لبنان إنتهينا من داعش، في العراق وفي سوريا داعش في أيامها أو أسابيعها الأخيرة اذا أرنا أن نحطاط قليلاً، ليس مهم الوقت المهم إنها في آخر آخر المرحلة الأخيرة من خلال التطورات والإنجازات العسكرية الضخمة التي تحققت اليوم في البو كمال وفي البادية السورية وفي دير الزور وفي الميادين وفي مدينة القائم وتلاقي القوات العراقية والسورية وفصائل المقاومة عند الحدود العراقية ـ السورية وعند المعابر الدولية هناك.
اذاً هذا ايضاً من بركات وتضحيات الشهداء، واليوم ما لدينا في لبنان من كرامة ومن عزة ومن قوة ومن قدرة ومن إقتدار إنما هو ببركة هؤلاء الشهداء، وأنا لا أتحدث هنا فقط عن شهداء حزب الله، عن شهداء الجميع في كل حركات المقاومة، وفصائل المقاومة، وشهداء الجيش اللبناني، والقوى الأمنية الرسمية، والشعب اللبناني، والشهداء الفلسطينيين، والسوريين، الذين أيضاً إستشهدوا على الأرض اللبنانية، والذين يقدمون الشهداء اليوم على إمتداد المنطقة.
لكم يا عوائل الشهداء أن تفخروا بشهدائكم في الدنيا هؤلاء مفخرة، اليوم نحن اذا نشعر بأمان، اذا نشعر بالسلام، اذا نشعر بالقوة، اذا نشعر بالعزة، اذا نشعر بالكرامة، بالحرية، حتى بالحرية السياسية، في كل شيء، انما هو ببركة هؤلاء.
لكم ايضا أن تستبشروا بهم في الآخرة لأنهم ذخيرتكم في ذلك اليوم، اليوم المهول، اليوم العظيم، واليوم الرهيب، يوم موازين الحق والعدل، هؤلاء الشهداء هم ذخيرتكم وهم شفعائكم عند الله سبحانه وتعالى، وبعض من الكرامة الإلهية عند الشهداء هو هذا حق الشفاعة، هو بعض الكرامة الإلهية المعطات للشهداء.
نحن مؤتمنون على إرث هؤلاء الشهداء، وعلى إنجازات هؤلاء الشهداء، ما حصلنا عليه كان ثمرة هذه التضحيات الجسام، ومعها دماء، وجراح، وآلام، وتهجير، وبيوت مهدمة، وقلق، وخوف، وكل ما عشناه خلال كل السنوات الماضية في كل هذه الحروب، ومسؤوليتنا ومسؤولية الجميع لأن عطاء الشهداء كان للجميع لم يكن لحزب، لم يكن لحركة، لم يكن لفصيل، لم يكن لطائفة، أو لمذهب، أو لمدينة، أو لقرية، أو لمنطقة جغرافية معينة، هذا العطاء كان لكل اللبنانيين دفاعاً عن كل لبنان، عن كل شبر من أرض لبنان، عن كرامة كل لبناني، وكان عطاء للأمة كلها التي تتهددها إسرائيل وتغتصب إسرائيل جزء من أعز وأكرم أرضها في فلسطين المحتلة، ولذلك مسؤوليتنا أن نحافظ على هذا الإرث العظيم وعلى هذه الإنجازات العظيمة.
من هذا الموقع ندخل إلى وضعنا الحالي، وإلى الإستحقاق الحالي في لبنان في هذه الأيام، منذ يوم السبت الماضي تم إدخال لبنان في أزمة سياسية ووضع لبنان أمام مرحلة جديدة ومهمة، الأن خطيرة أو ليست خطيرة هذا يرتبط بفعل اللبنانيين وإرادة اللبنانيين، نسمع تهديدات وتهويلات من هنا ومن هناك، إذاً ما هو الوضع؟ لنتكلم قليلاً بهذه القصة ومنها يأتي بالسياق الوضع الاقليمي ـ وأنا لا أريد أن تكون كلمتي عن الوضع الإقليمي بقدر عن المستجد المحلى الذي ما زال يتابع من كل اللبنانيين، وأيضا المنطقة كلها تتصل وقلقة على لبنان ـ إذاً ما هو الوضع حالياً؟
نحن خلال سنة اذا قمنا بتقييم سريع خلال سنة إلى الآن دخل لبنان في حالة إستقرار سياسي وكان لدينا حالة جيدة، يعني تم إنتخاب رئيس للجمهورية، وتم تسمية رئيس للوزراء، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وهذه الحكومة بدأت العمل بشكل فعّال وجاد، وتم تفعيل عمل مجلس النواب، تم وضع قانون إنتخاب للإنتخابات المقبلة إن شاء الله، تم إقرار الموازنة لأول مرة منذ 12 سنة، تعينات عسكرية، وأمنية، وإدارية، وديبلوماسية، عمل على الملفات المختلفة، لجان فاعلة، حوار وتلاقي بين القوى السياسية بعد سنوات من التصعيد السياسي ومن الخصومة والإبتعاد والجفاء، أمن وإستقرار لا مثيل لهما، أعود وأقول لكم لا مثيل لهما لا في المنطقة ولا في العالم.
في المرة الماضية انا قلت أنه يوجد أمن في لبنان أكثر من أميركا بعض الناس قالوا انني "كبرت الطحشة" قليلاً، رأيتم منذ يومها إلى اليوم ـ كنت أتحدث ليلة العاشر ـ أي منذ أربعين يوماً، منذ أربعين يوماً إلى اليوم انظروا ماذا يوجد أحداث في أميركا، من الخمسين الذين قتلوا في الملهى، الى السبعة والعشرين الذين قتلوا البارحة في الكنيسة، وما بينهما من أحداث ودهس وقتل وغيره، هذه أميركا، الولايات المتحدة الأميركية.
لدينا أمن وإستقرار لا مثيل لهما، لدينا حالة من الهدوء النفسي عند الشعب اللبناني بشكل عام راحة نفسية، هذا لا يعني أنه لا يوجد مشاكل، يوجد تطور في البلد ملحوظ، حتى الإحصاءات الرسمية، حتى الرئيس سعد الحريري قبل إسبوعين كان يتكلم إحصاءات عن مطار بيروت مطار الشهيد رفيق الحريري الدولي، وقال خلال هذه السنة المسافرين الذين دخلوا والذين خرجوا من هذا المطار ـ وهذا فقط مطار بيروت ولا نتكلم عن الموانئ ولا نتكلم عن المعابر الحدودية ـ عددهم 9 مليون إنسان، فقط في تموز وأب 2 مليون، هذا مؤشر على ماذا؟ على الأمن، والإستقرار، والإرتياح العام، والهدوء الذي ساد البلد خلال هذه السنة.
طبعاً لا نقول انه ليس لدينا مشاكل، يوجد مشاكل سياسية، ومعيشية، وإنمائية، وفساد، ولكن هذه كلها يجب أن تُعالج ولا يجوز أن تُغطي الصورة الإيجابية والمشهد الإيجابي للبلد، وهذا المشهد الإيجابي للبلد يعود الفضل فيه إلى تعاون كل القوى السياسية، ولا يقف أحد ويقول انا الذي مكًنت أو أوصلت البلد إلى هذه الحالة، إرادة الجميع، تعاون الجميع، تلاقي الجميع، التنازلات التي قدمها الجميع هي التي أوصلت الى هذه النتيجة، وتوج هذا العام ايضاً بتحرير الجرود عند الحدود اللبنانية ـ الشرقية في جرود عرسال والقاع وغبرها.
في ظل هذا الوضع الجيد، والطيب، والمعقول، والغير مسبوق في لبنان، وفي ظل النوايا الحسنة عند مختلف القوى السياسية لمواصلة الجهد والعمل في الحكومة الحالية الى الإنتخابات، ومعالجة ما أمكن من الملفات القائمة والعالقة، فجأة وضربة واحدة تقوم السعودية بإستدعاء رئيس الحكومة على عجل وتطلبه بلا معاونيه وبلا مستشاريه ويذهب إلى السعودية، ويفرض عليه، يجبر على تقديم الإستقالة وعلى تلاوة البيان الذي كتبوه هم، وبالتالي تم وضع لبنان أمام مرحلة جديدة.
وبعدها بدأت طبعاً ـ قبلها ومعها وبعدها بدأت ـ مجموعة من التصريحات السعودية، والتهديدات، والتهويلات، والإجراءات، وصولاً الى ما نشهده اليوم وأعود اليه بالتفصيل.
ما الذي فعلوه إلى الآن؟ يعني ماذا فعلت السعودية حتى الأن وماذا تفعل يعني هذا الإستحقاق الذي يعيشه البلد:
اولاً تدخل سعودي علني غير مسبوق لا من السعودية ولا من غير السعودية، يعني في حال كان يتدخل أحد في الماضي ليقول لرئيس الحكومة أن يستقيل لم يكن بهذه الطريقة، حتى بالشكل "مش هيك"، تدخل علني غير مسبوق لإجبار رئيس الحكومة على الإستقالة، عندما تحدثت الأحد كنت أذكر معطياتي الشخصية أو القريبة ولكن اليوم أعتقد أن جميع اللبنانيين باتوا على يقين وعلى علم من خلال المعلومات والمعطيات والتي سأتحدث عن بعضها وكل العالم بات يعرف، كل العالم حتى وزارة الخارجية الأميركية تقول نحن لم نكن على علم ولم يتم إستشارتنا، ممكن وممكن أن يكون ترامب على علم بإعتبار التنسيق الخاص القائم، ولكن أنا أصدق الخارجية الاميركية أنه ربما نعم لم يكن لديهم علم. يجبر على الإستقالة ويتلو بيان هم من كتبه بأدبياتهم، وبعد ذلك يفرض على رئيس الوزراء اللبناني الإقامة الجبرية، ويمنع من العودة وهذا الأن أصبح أمراً قطعياً ويقينياً.
في حال كان هناك أحد يحطاط أو يشكك أو ينتبه بالتعابير الخاصة به، "معليش" دعونا نتكلم نحن الأمور بصراحة الرجل محتجز في السعودية وممنوع حتى هذه اللحظة من العودة إلى لبنان، هذا الأمر يجب أن يقال بوضوح وبصراحة، رئيس حكومة لبنان محتجز في السعودية وممنوع من العودة الى لبنان، ولأكمل وأعود فيما بعد الى الموقف، محاولة سعودية لشطب وليس اسقاط الرئيس سعد الحريري من الحكومة، بل هو أيضا (لشطبه) من زعامته ورئاسته لتيار المستقبل. بالنهاية قوة سياسية لبنانية كبيرة ومحترمة، ونحن على خلاف سياسي معها، يمكن أن يرقى الخلاف السياسي إلى مستوى الخصومة ولكن ما نشهده الآن أمر يجب التوقف عنده، محاولة فرض زعامة جديدة بدون استشارة تيار المستقبل أو حتى بدون علم تيار المستقبل، إجبار تيار المستقبل على السير خلف زعامة جديدة وقيادة جديدة.
حسنا أكثر من ذلك، محاولة فرض رئيس حكومة جديد على الشعب اللبناني، على رئيس الجمهورية وعلى رئيس المجلس وعلى المجلس النيابي وعلى اللبنانيين جميعا، إنه غداً تأتي السعودية وتقول أنا أريد فلاناً رئيساً للحكومة، إما أن تأتوا به وإما الويل والثبور وعظائم الامور، أليس هذا ما تذهب اليه السعودية؟ بهذا الاداء الشغّال، وبالتالي هم يفكرون أنهم باستطاعتهم أن يفرضوا على لبنان رئيس حكومة جديد ضمن تصورهم هم بالرئيس الجديد للحكومة والمهام المطلوبة منه. والى أين يريد أن يأخذ اللبنانيين، حسنا، أيضا فيما فعلته وتفعله، تحريض اللبنانيين على بعضهم البعض. كل الخطاب الآن هو خطاب تحريضي للبنانيين وتريد من اللبنانيين ان يشتموا بعضهم بعضاً وأن يهينوا بعضهم بعضاً وان يتظاهر بعضهم في وجه بعض، وأن يحارب بعضهم بعضاً، اليس هذا ما تطالب به؟ وعندما لا تجد استجابة، تتهم اللبنانيين بالضعف والجبن، وهذا طبعاً شكل من أشكال الاستمرار في الاهانة.
حسنا، تحريض الدول العربية والخليجية بالخصوص على اتخاذ اجراءات تصعيدية باتجاه لبنان، بحق لبنان، سحب الرعايا السعوديين والضغط على دول الخليج بسحب رعاياها من لبنان ومنع رعاياها من السفر الى لبنان، تحريض دول العالم على لبنان، لكن الأخطر، الأخطر، لكن قبل أن أقول ما هو الأخطر والذي هو لا يخيفنا بالتأكيد، الأخطر هو تحريض اسرائيل على ضرب لبنان. أنا لا أتحدث عن تحليل أيها الاخوة والاخوات وكل اللبنانيين يسمعونني، أنا أتحدث عن معلومات، السعودية طلبت من اسرائيل ضرب لبنان، وحاضرة أن تقدم في أداء ذلك عشرات مليارات الدولارات.
اليوم هناك نقاش داخل الكيان الاسرائيلي حول هذا الموضوع، اليوم وامس في الاعلام الاسرائيلي اذا تتابعون، كلام كثير عن ان حرب تموز 2006 كانت بطلب سعودي وبتحريض سعودي، وعندما أراد العدو أن يوقف الحرب في الأيام الاخيرة، كانت اتصالات السعودية تطالبه بمواصلة الحرب حتى القضاء على المقاومة في لبنان، هذا أخطر ما يحصل الان، لكن طبعاً حسابات اسرائيل هي حسابات مختلفة، اسرائيل كيف ستعمل، أيضا سأتكلم بالموضوع بعد قليل، لكن ليس الحرب، لأن هذا لديه حسابات اخرى، حسنا، وبكلمة مختصرة، من الواضح ان السعودية والمسؤولين السعوديين أعلنوا الحرب على لبنان، على حزب الله في لبنان، لكن اسمحوا لي أن اقول لكم أن هذه حرب على لبنان وليس فقط حرب على حزب الله في لبنان، من خلال كل التفصيل الذي مضى، الذي تكلمت فيه قبل قليل والتفصيل الآتي، أنا اود هنا أن أتوجه الى اللبنانيين جميعاً، بما يلي وبكل صدق ومحبة، وطبعاً لاقترح عليهم للتأكيد على بعض المواقف، نحن ما كنا فيه في هذه السنة نسبة لما يجري حولنا في كثير من دول العالم هو أمر بالغ الأهمية، يعني هذا الحال التي كنا فيها وما زلنا فيها الى الآن لكن دخلنا في الازمة، الى عشية السبت، سبت الاستقالة الاجبارية هو أمر بالغ الأهمية، الدولة والمؤسسات والاستقرار السياسي والاستقرار الأمني والنقدي المالي والخ.....الكثير من شعوب المنطقة يعضون أصابعهم ندماً على ما أخذوا اليه دولهم وبلدانهم، يجب أن نفهم وأن ندرك أهمية وعظمة وقيمة ما نحن فيه في لبنان، ونتمسك به ونحرص عليه. في المقابل، السعودية تدعوكم الى تخريبه، الى اسقاطه، الى الغائه، بالنتيجة هي تدعوكم الى هذا، صحيح عنوان الحرب هي على حزب الله، لكن بالنتيجة هي تدعوكم الى هذا، لأن تخربوا بيوتكم بأيديكم، هل تفعلون ذلك؟ هل حقيقة السعودية من خلال كل الاجراءات التي قامت بها هي تريد ان نتقذ لبنان وانقاذ الشعب اللبناني وتريد مصلحة لبنان هكذا؟ نحن نتفهم وسأقف عند هذه النقطة باختصار بعد قليل، انه يوجد مشكل بين السعودية وحزب الله، نحن لا نتهرب من هذا المشكل، وسأتحدث عنه قليلاً، ولكن هل هذه الاجراءات التي اتخذت حتى الان وهذه اللغة وهذه الهديدات وهذه الحرب هي حرب على حزب الله أم حرب على لبنان؟ يجب على اللبنانيين أن يأخذوا العبرة من كل ما جرى حولهم في المنطقة، في سورية. اليوم الوثائق والمعطيات والاعترافات والشهود والمقابلات التلفزيونية، والسعوديين يتكلمون والقطريين يتكلمون والاميركيين يتحدثون كيف بدأت الاحداث واستمرت. في سورية، كان أمراء سعوديون في عمان، يديرون المعارك، في سورية وفي دمشق وفي جنوب سورية بالحد الادنى، حسنا، ما هي النتيجة في سورية؟ خّربوها ودمّروها، من قُتل قتل، من جُرح جرح، البيوت التي دمرت دمرت، هؤلاء الامراء الذين كانوا يديرون المعركة من عمان أين هم اليوم؟ هذا العراق، هذا اليمن، هذه هي المنطقة. أنا أدعو اللبنانيين الى التأمل كثيراً في هذه المرحلة، أي شخص منا عندما يريد أن يتكلم أو يريد أن يأخذ موقفاً أو يريد أن يلجأ الى خيار، يجب أن نتأمل كثيرا، الى اين نريد ان نأخذ البلد؟ في ظل ما يجري حولنا، اللبنانيون اليوم أمام مرحلة مصيرية وعليهم ان يختاروا طريقهم ومصيرهم. بناءً على ما تقدم أؤكد على ما يلي، أريد ان أتحدث بلغة واضحة وحازمة، نحن ندين هذا التدخل السعودي السافر في الشأن الداخلي اللبناني، لا يحق لهم ولا يجوز لهم من غير الصحيح غير لائق، وندين خصوصاً هذا التصرف المهين مع الرئيس سعد الحريري، منذ وصوله الى المطار، كيف استقبلوه والى اين أخذوه وكيف تعاطوا معه والى أين أدخلوه وماذا البسوه وماذا أعطوه لكي يقرأ وكيف وكيف وكيف... ونحن نعتبر في حزب الله وأعتقد كل اللبنانيين يعتبرون أن إهانة رئيس الحكومة اللبنانيية هي إهانة لكل لبناني، حتى لو كنا نختلف في السياسة، هي إهانة لكل لبنان، لأن هذا هو رئيس حكومة لبنان، ويتم التصرف معه بهذه الطريقة، وصولا الى اجباره على الاستقالة واجباره على تلاوة بيان لم يكتب حرفا واحدا فيه، ومنعه من العودة الى لبنان، اولا، اذا هذا مدان، هذا يجب ان يدان.
ثانياً، نضم صوتنا الى كل اللبنانيين والى ما صدر بالأمس عن الإجتماع المشترك لتيار المستقبل وكتلة المستقبل بالدعوة الى وجوب عودة الرئيس الحريري الى لبنان، يجب ان يعود الى لبنان، دعوه يعود، حسنا، مستقيل، يأتي الى قصر بعبدا ويقول يا أخي انا لا أريد ان اكمل رئيسا للحكومة، فليأتي الى لبنان وليقول ما يشاء ويفعل ما يشاء، يمكن أن يأتي الى لبنان ويقول أنا اريد أن أكمل رئيساً للحكومة، يمكن أن يقول بأنه يريد ان يستقيل، يمكن أن يعلن حرباً على حزب الله، لكن دعوه يأتي، ويعود الى لبنان، ويعبّر عن موقفه من لبنان، ويبنى على الشيء مقتضاه، اما ان يبقى رئيس حكومة لبنان قيد الإقامة الإجبارية هذا لا يجوز ان يقبل به أو يسكت عنه لبنان على الاطلاق ولا عربي ولا اي انسان حر في هذا العالم، وبناءً عليه ايضا نحن نقول وبكل صراحة ووضوح، نعم، ان رئيس حكومة لبنان محتجز في السعودية وعليها ان تطلق سراحه ويجب ان يعمل اللبنانيون على استعادته الى لبنان، وبعد ذلك هو حر، فليذهب حيث يشاء، يمكن ان يعود الى السعودية وبيقى فيها، هذا شأنه.
ثالثا، حاليا نحن نعتبر الاستقالة المعلنة غير قانونية وغير دستورية وغير شرعية، ولا قيمة لها على الاطلاق لانها وقعت تحت الاكراه والاجبار وليس لها اي قيمة، تماما، كل السادة والعلماء والقضاة والمحامين يعرفون انه اذا اجبر احد على طلاق زوجته هل تصبح زوجته طالقاً؟ لا، يقولون ان عبارة المُكره، كلمته، عبارته مسلوبة، يعني كأنها لم تكن، ليس لها أي قيمة، ليس لها أي أثر، اذا واحد لديه منزلاً، وباع بيته، قال أنا أبيع بيتي والمسدس برأسه، هل تنتقل الملكية الى المشتري؟ لا تنتقل الملكية الى المشتري، هذه بالشؤون الفردية والشخصية هكذا، كيف بشؤون تعني بلد وأمة ومجتمع وبلد؟ اذا نحن لسنا امام استقالة ولا نعترف بهذه الاستقالة، وهذا يترتب عليه، ان الحكومة الحالية هي حكومة قائمة وحقيقية ودستورية وقانونية وشرعية، وليست حكومة مستقيلة والوزراء ليسوا وزراء تصريف اعمال، نعم يتعذر اجتماع الحكومة لغياب رئيسها واحتجازه في السعودية، وبناءً عليه ايضا لا معنى لاستشارات نيابية كما طالب البعض من المستعجلين بل من المتأمرين، من الادوات المتأمرة، كلا، ليس لهذا أي معنى.
نقوم بإستشارات عندما يكون هناك رئيس حكومة مستقيل، عندما يكون هناك حكومة مستقيلة، هذا الامر ليس قائماً فعلاً، نحن لدينا رئيس حكومة فعلي، وحكومة فعلية، نعم اذا عاد الرئيس الحريري الى لبنان، وقدم استقالته، حتى لو قدمها، نحن نعلم بأنه مضغوط وهو مجبر لكن هنا يا اخي يقدمها بحريته وارادته يأخذ هذا الخيار، حينئذ نصبح امام وضع قانوني ودستوري مختلف، اما الآن بكل وضوح نحن نعتبر اننا لسنا امام استقالة على الاطلاق.
رابعاً، الادارة الحكيمة والهادئة والمسؤولة لفخامة الرئيس العماد ميشال عون وبالتضامن والتشاور مع دولة الرئيس نبيه بري ومختلف القوى السياسية هي يجب ان تكون محل اجماع وتحصين جميع اللبنانيين الذين يجب ان يتضامنوا ويتحصّنوا ويقفوا خلف هذه الادارة الحكيمة لهذه الازمة، وهذه الادارة حتى الآن استطاعت أن تفوّت بالحد الادنى بعض الاهداف المباشرة لفرض الاستقالة، واستطاعت ان تحفظ البلد وأن تصون البلد امناً واستقراراً، ونقده واقتصاده وهدوءه، وهذا يجب ان يقوى ويستمر.
خامساً، الدعوة الى المزيد من الوعي مع الاشادة بوعي القيادات السياسية والقوى السياسية والناس في لبنان ورفضهم الانجرار رغم كل الدعوات بالتلفزيونات. الآن هناك اتصالات بالهاتف، نحن نعرف انه هناك اتصالات هاتفية بفلان وفلان وفلان ويقال لهم: أين أنتم؟ ولماذا لم تصدروا بيانات؟ ولماذا لم تهاجموا ولماذا لم تجتمعوا؟ لما لم تتظاهروا؟ ولكن لبنان يشهد حالة مختلفة الآن الذين يتأمرون على لبنان يجب أن يقيموا هذا الأمر ويعرفوا أين أخطأوا؟ هم ارتكبوا أخطاء جسيمة حتى الواحد إذا أراد الذهاب إلى حرب يخطط لها بهدوء، بحكمة، ويتصرف بها بإتقان. هذه الحرب المعلنة الآن على لبنان وعلى حزب الله في لبنان ولا أريد الهروب من هذه الحقيقة، هي حرب عشوائية، غاضبة، ساخطة، مرتجلة، حتى الذين يديرونها اليوم ما هي خبرتهم وما هي تجربتهم، وعندما يعمل الحقد والغضب سوف تكثر الأخطاء. الوعي اللبناني، إبتعاد الناس عن الشارع، حرص اللبنانيين على الأمن والاستقرار، بقاء التواصل والتشاور بين الجميع لتحديد كيفية التعاطي مع الأزمة، هذا يجب أن يتواصل، نحن من جهتنا مصرون على أن نواصل مع الجميع هذا الأمر.
وكما قلت يوم الأحد، لا تقلقوا ولا تخافوا إن أرادتنا الجامعة، إرادتنا الوطنية الجامعة في الحفاظ على بلدنا هي الضمانة وهي تحميه وهي تصونه.
واليوم نحن اللبنانيين يجب وأكثر من أي وقت مضى أمام الإهانة وأمام الإكراه وامام الإجبار وأمام البغضاء وأمام التهديدات الواضحة التي تريد أن تأخذ البلد إلى مكان آخر، يجب أن نشعر بمسؤوليتنا ووطنيتنا وانتمائنا إلى هذا البلد مع بعضنا البعض. وأن نقف إلى جانب بعضنا البعض، وأن يحمي بعضنا بعضاً، ويصون بعضنا بعضاً، ويدافع بعضنا عن بعض، وأن نتجاوز الحساسيات والخصومات والمخاوف من بعضنا البعض.
سادسا: يجب أن أتوقف وإن كنت توقفت يوم الأحد لكن لأنه جرى إصرار على هذا الموضوع أمام كلام قناة العربية في ذلك اليوم يوم السبت عن اكتشاف محاولة لاغتيال الرئيس سعد الحريري مع العلم أن الأجهزة الأمنية اللبنانية المختلفة نفت ذلك لكن قناة العربية أكملت بهذا الأمر وبنت عليه وأجرت مقابلات وأحاديث أيام الأحد والأثنين والثلاثاء.
إذا الخبر سعودي، وثانياً لأن البيان المكتوب سعودي فالجملة التي تليت في بيان الاستقالة عندما قال الرئيس الحريري أنه أشعر بالخطر على حياتي هذا غير صحيح ولكن هذا كتبه السعوديون هذا ثانيا.
ثالثاَ الحديث عن أجهزة تشويش على طريق المطار، وسبحان الله، أنظروا للدقة واكتشفوا أن أجهزة التشويش إيرانية الصنع! هذا فيه إيحاء واضح.
رابعاً، أحد أدوات السعودية في لبنان تحدث عن اغتيالات سياسية وهو مصر في الحديث عن الاغتيالات السياسية.
أنا أقول هذا أمر خطير لأن هناك إصرار على هذا المعنى وعلى هذا المنطق وعلى هذا الأمر.
أنا لاأريد أن أخيف أحدا ولكن أريد أن أقول يجب الحذر يجب الانتباه أنه لماذا الإصرار على هذه اللغة وعلى هذا التوجيه وعلى هذه الفرضيات وعلى هذه الاتهامات لماذا يمهد هؤلاء ماذا يحضر هؤلاء؟
سابعاً، في الموضوع الإسرائيلي، بالتأكيد يجب الانتباه إلى الموضوع الإسرائيلي، قصة حرب وإن طلبتها السعودية أنا لا أجزم، بعض الناس يقولون أنتم تجزمون، لا نحن لا نجزم، لا يستطيع أحد أن ينفي نفيا قاطعا ويقسم يمينا على هذا الأمر، لكن نحن نقول، نحن نستبعد بحسب الحسابات والموازين والقراءات والمتابعات والمؤشرات المباشرة التي نحن نتابعها وأيضا المعطيات الاقليمية والدولية والوزارات والسفارات والأجواء الدولية لا يظهر أن الأمر "هيك"، ومما يزيد هذا الاستبعاد أنه اليوم أساسا إسرائيل هي أمام فرصة، فرصة لتصفية الحساب مع حزب الله ومع المقاومة ومع لبنان دون الحاجة إلى الذهاب إلى حرب وتحمل تبعات الحرب وكلفة الحرب التي يعرف العدو الإسرائيلي أنها عالية جدا، جدا، جدا، جدا، نعم الإسرائيلي دخل على الخط ويمكن أن يدخل على الخط بعناوين أخرى، مثلاً اليوم، وهذا تعميم صدر وشاهدتموه في وسائل الاعلام من وزارة الخارجية الإسرائيلية، وزير الخارجية يعني ناتنياهو، إلى كل السفارات الإسرائيلية في العالم لدعم، تقديم الدعم الاعلامي والسياسي والدبلوماسي، ونفترض أن كل اللوبيات اليهودية والصهيونية في العالم ستعمل على هذا الأمر، دعم السعودية في حربها على حزب الله وفي مسعاها لتصنيفه منظمة إرهابية وفي محاصرته وفي وفي وفي.
بالتأكيد الإسرائيلي في هذا الأمر سيعمل في العالم كتفا إلى كتف إلى جانبهم هذا يعمل الإسرائيلي، يبحث عن الفتنة إذا استطاع أن يصنع فتنة في مكان ما لن يقصر. قبل أسبوع أو عشرة أيام تقريبا جرى حادث في جنوب سورية خطير جدا، وهو أن المعارضة المسلحة وبعضها من جبهة النصرة أيضا هؤلاء يقولون إنهم إسلاميين وحركة إسلامية ولا أعرف "شو".. دخلوا عبر تسهيلات إسرائيلية ومن مناطق يحتلها الإسرائيلي، أنا أتحدث عن معلومات دقيقة كيف دخل هؤلاء إلى بلدة حضر السورية والذي يصادف أن سكانها من طائفة الموحدين الدروز .
عندما نقول المهاجمين من جبهة النصرة سيقال للدروز أن المهاجمين من أهل السنة، الإسرائيلي سهّل لهؤلاء أن يصلوا إلى بلدة حضر وفجروا تفجيراً انتحارياً وهاجموها من كل الجبهات وسيطروا على عدد من النقاط لولا بسالة أهل بلدة حضر والجيش السوري والقوات الشعبية الموجودة هناك والهبة الشعبية الرائعة التي قام بها أهل الجولان السوري المحتل والضغط الذي مارسه هؤلاء كانت الأمور تذهب إلى منحا خطير جدا.
ماذا تريد إسرائيل من هذه التسهيلات؟ ولمن، لجبهة النصرة؟ لمن؟أليس من أجل معركة وحرب طائفية في تلك المنطقة. هذا الأمر ربما يعمل عليه الإسرائيلي مقاربة معينة في لبنان، لذا علينا أن نكون دقيقين وحذرين كيف يقارب هذا الأمر؟ بالتحريض، من خلال العملاء، بوسائل أمنية، هذا كله يجب أن يتابع.
أما في موضوع الحرب أو ما هو أقل من الحرب، أنا أريد أن أقول لكم، نحن نراقب الأمور بدقة، نحن والجيش اللبناني والدولة اللبنانية والجميع، وعلى كل الإسرائيليون أنا أقول لكم، هم حذرون، وأنا اليوم أيضا في يوم الشهيد، في يوم الاستشهادي أحمد قصير الذي هز قلاعهم وفرض عليهم الحداد العام ثلاثة أيام سنة 1982 أقول لهم نحن اليوم أشد وأقوى، أقصى عوداً وأقوى وقوداً، وأحذرهم من أي خطأ في الحسابات، من أي خطأ في التقدير، من أي خطوة ناقصة، من أي محاولة لاستغلال الوضع. لا يظن الإسرائيلي أننا نحن الآن مربكين وخائفين وقلقين، لا، لا على الإطلاق، على الإطلاق، ولو إضطلعوا على تقييمنا الحقيقي لهذه الأخطاء التي ارتكبت حتى الآن لأيقنوا أننا اليوم أشد يقينا وحضورا وإحساساً بالقوة في مقابل أي تهديد.
إذا بالموضوع الإسرائيلي يجب أن نكون حذرين ومراقبين ولكن كما قلت الإسرائيليون أنفسهم حذرين. اليوم هناك حديث طويل عريض في داخل الكيان حتى من كبار الإعلاميين وبعض الخبراء أنه هل المطلوب أن تقاتل السعودية بإسرائيل حتى آخر جندي إسرائيلي، هذا شبيه باللغة التي كانت تحكى في لبنان.
إذا هم ينتبهون جيدا أن هذه المعركة لحساب من؟ هم يقاتلون لحسابهم؟ هل حساباتهم الآن تقول لهم إذهبوا إلى الحرب؟ لا يظهر هذا الموضوع، وأعتقد أنهم على ضوء كل التطورات الموجودة في المنطقة، ما جرى في لبنان وما جرى في سورية وما جرى في العراق، التطور الموجود في إيران، في المنطقة، هم يعرفون جيدا أن كل ما قلته في الخطابات السابقة وفي المناسبات السابقة عن الحرب وتقديرات الحرب وميادين الحرب وساحات الحرب هم يعرفون هذه الأمور بدقة ويعرفون أن هذه ليست حرب نفسية وإنما هذه وقائع تصنع، ومعادلات صنعت، والإسرائيلي يأخذها بعين الاعتبار.
ثامناً، ما بيننا وبين السعودية حتى لا يقول أحد أنتم تهربون من حقيقة المشكلة وتحولوها أن القصة هي فقط قصة رئيس حكومة معتقل ومحتجز، لا، هذا جزء من الموضوع.
المشهد الحالي القائم، نعم، نحن لا نهرب من أن هناك مشكلة وهناك غضب سعودي كبير جدا، الغضب الحقيقي على إيران، نحن بالطريق، الغضب هناك، لكن نعم هناك مساحة من الغضب تتوجه إلى حزب الله. وأنا بالحقيقة بهذا المقطع سأعطيكم توصيفاً دقيقاً لما يجري، بالنتيجة هم غاضبون، أنا أتفهم، ويجب أن نتفهم غضبهم، لكن لا نستطيع أن نتفهم ردة فعلهم وأسلوبهم بهذا الشكل المهين، لا نقبل، لكن لماذا نتفهم الغضب؟
بكلمة مختصرة، ينظرون حولهم، في سورية كانت لهم آمال طوال عراض عظيمة يريدون تغيير خريطة المنطقة كلها هذه الآمال ذهبت أدراج الرياح .
اليوم في البوكمال، بقية شرق سورية، تنتهي داعش التي صنعوها والتي راهنوا عليها، وفي العراق كذلك، بالعراق كلنا نعرف من أتى بداعش إلى العراق والهدف منها إسقاط الحكومة في بغداد والسيطرة على العراق ودفع العراق إلى وضع مختلف، فشلوا في إسقاط الدولة الجديدة في العراق، وسقطت داعش، وكلنا يعرف أيضا أنهم كانوا يؤيدون انفصال كردستان العراق وأحبط هذا المشروع أيضا.
في اليمن الحرب تجاوزت 1000 يوم ولا يوجد انتصار، ولا يوجد انجاز، باليمن، بالعكس المزيد من الغضب والمزيد من القصف والمزيد من المجازر، والآن الحصار البري والبحري والجوي ومنظمة الأمم المتحدة تتحدث أنه إذا استمر هذا الأمر سيكون الملايين في اليمن أمام خطر الموت جوعا وسنكون أمام مجاعة لم يشهد لها العالم مثيلا منذ مئات السنين.
إذا خرجت وتقول أنا أدين العدوان على اليمن، أدين المجازر في اليمن، أدين هذه المجزرة.. يا أخي الأمم المتحدة وضعتكم على اللائحة السوداء في قتل الأطفال وجرائم قتل الأطفال، الأمم المتحدة، وليس حزب الله.
أنا أصبح مرتكب لجريمة تاريخية، أنا حزب الله، يصبح حزب الله مرتكب لجريمة تاريخية لأنه يعترض على المجازر وعلى الحرب وعلى العدوان وعلى الكوليرا وعلى المجاعة.
إذا كان هناك كثر صامتين لحسابات معينة، نحن لا يحسن عندنا السكوت في هذا الأمر، "شوي" يغضب منك، هو يحمّل الشعب اليمني كل هذه المجازر ويغضبه أن يعترض عليه أحد ويقول له أنت ترتكب المجازر وأنا أدين أرتكابك لهذه المجازر.
في اليمن فشل وعجز واتهامات لحزب الله، مثلاً أمس سمعتم، وهذا أيضا لتحريض اللبنانيين، أنه "والله الصاروخ البالستي الذي قصف من اليمن إلى مطار الملك خالد في الرياض ،تصوروا مثلاً الاستخبارات السعودية كم هي دقيقة، هذا الصاروخ تم تهريبه - هم يقولون - تم تهريبه من إيران وتسلمه حزب الله في اليمن، حزب الله اللبناني يعني، وحزب الله اللبناني هو الذي أطلق الصاروخ على الرياض من منطقة يسيطر عليها الحوثيون، يعني هناك مشكلة. طبعاً أنا أفهم هذا الموضوع أيضاً من زاوية من الزوايا أنه نتيجة الاستخفاف باليمنيين. هناك مشكلة في العقل السعودي، عقل السلطة، أن هناك استخفاف باليمنيين، يعني مثلاً الآن إذا قلت لهم الشعب اليمني، رجال اليمن يستطيعون أن يصنعوا صواريخ، لا يصدقون! يقولون هؤلاء اليمنيين!! بشكل مهين يتكلمون، نعم هؤلاء اليمنيون، أنا أقول لكم، أنا أعرف، وتريدون يمين أحلف لكم باليمين، اليمنيون خلال هذه السنوات بات لديهم قدرة عالية على تصنيع الصواريخ، عندما السيد عبد الملك الحوثي يتحدث، هذا القائد الشجاع والشريف، يتحدث أن نحن نصنع الطائرات المسيرة في اليمن وسندخل هذه الطائرات ضمن الخيارات المقبلة في الحرب هم لا يصدقون ويستهينون به، لا هذه الطائرات أتوا بها من إيران، لا صدقوا أحبائي، صدقوا وابنوا حساباتكم هكذا، اليمنيون يصنعون الطائرات المسيرة، أنتم تستخفون بالمينيين ولذلك فشلتم في هذه الحرب، عندما يستخف الإنسان بالآخر سواءً كان عدواً أو خصماً، بقدراته، بعقله، بعزمه، بشجاعته، بإيمانه، بقيادته، بقدرته على القيادة، بقدرته على الصبر، بقدرته على التطور، هذه من أهم أسباب الفشل في أي مواجهة. حسناً، ومن يلام؟ إيران، لماذا فشلوا في اليمن؟ إيران، لماذا فشلوا في اليمن؟ حزب الله، يا أخي أين إيران في اليمن؟ أين حزب الله في اليمن؟ ماذا يستطيعون أن يفعلوا؟ هذا شعب يمني صمد وقاتل وضحى، قدم تضحيات جسام، وأذهل العالم في ظل غربة، في ظل مظلومية لا مثيل لها، لا مثيل لها. ومن أجل أن يهرب من عجزه يقول إيران، يقول حزب الله، الآن تتهم إيران، يا أخي إيران قوة إقليمية عظمى، حزب الله!! الآن أنت فشلت في اليمن بسبب حزب الله؟! يعني أنا حابب أنه حتى بعض اللبنانيين الذين لديهم تساؤلات، حقيقة يتساءلون، والله إذا سبب الفشل السعودي بالحرب على اليمن هو حزب الله إذا نحن شيء عظيم جداً "والله ما لدينا علم هالقد يا جماعة" هناك توصيف وهناك مبالغات وهناك تحميل مسؤوليات ليس له أي أساس من الصحة. حسناً، باليمن يريدون أن يلقوا المسؤولية على أحد آخر.
حسناً أيضاً نتكلم بالفشل في المنطقة، يا أخي نحن ليس لدينا عمل في السعودية وقطر، هم كانوا سوياً في كل ما جرى في الربيع العربي، لكن اليوم الأزمة الخليجية ونحن لم نأخذ موقف لا مع أحد ولا ضد أحد ولكن أيضاً يسجل فشل لأن السعودية ومن معها أرادوا إخضاع قطر فلم تخضع، هذا نجاح أو فشل؟ هذا فشل.
البحرين، صحيح، في البحرين منعتم المظاهرات العامة، فرضتم الإقامة الجبرية على سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم بعد أن قتلتم شباب البحرين الشهداء الأبطال على باب منزله وزجيتم بعلماء البحرين ورموز البحرين وشباب البحرين الآلاف في السجون، ولكن هذا المسار الخاطئ لم يسقط إرادة الشعب البحريني وأوصل دولة البحرين إلى دولة على حافة الإفلاس، يعني بالمعلومات ملك البحرين كل آخر شهر مضطر أن يذهب إلى السعودية وإلى الإمارات ويأتي بأموال حتى يستطيع أن يدفع معاشات الجيش وقوى الأمن والموظفين، هذه دولة؟ لم تكن كذلك، لكن هذه السياسات الخاطئة توصل دولة تقهر شعبها وتسجن علماءها وقادتها وخيرة شبابها وتقتلهم في الطرقات وتحاصرهم ووو.. إلى هذه النتيجة، يعني هذا نجاح أو فشل؟
بكل الأحوال، السعودي عندما ينظر بكل هذه المنطقة ويرى فشلاً يأتي على لبنان يقول أنا أستطيع أن أعمل شيئاً في لبنان، مع أنه لبنان ليس صحيحاً أنه في دائرة النفوذ الإيراني، ليس صحيحاً أنه خارج النفوذ الإيراني بالكامل، ليس صحيحاً أنه خارج دائرة النفوذ السعودي، لا، السعودية لديها نفوذ في لبنان وهذا كلنا نعترف فيه ولا نستطيع أن نتنكر له، وإيران عندها نفوذ في لبنان وعندها احترام في لبنان، لكن هناك فرق جوهري، أن السعودية تتدخل في الشأن اللبناني الداخلي وإيران لا تدخل في الشأن الداخلي اللبناني، وأنا على مسؤوليتي أقول لكم صادقاً إيران لا تتدخل في الشأن اللبناني، لا تقول ضعوا فلاناً رئيساً وفلاناً رئيس وزراء وفلاناً وزيراً وفلاناً نائباً وهذا القانون الإنتخابي اقبلوا به وهذه الموازنة سيروا بها وهذا النفط سلموه لفلان وهذا الغاز اعطوه لعلتان والكهرباء ممنوع أن تأخذوا من هنا وخذوا من هنا، لا تتدخل في أي شأن لبناني داخلي، نعم لها احترامها، صح، لها نفوذها، صح، عندما تحدث رئيس الجمهورية الأخ سماحة الشيخ حسن روحاني ترجم كلامه بشكل غير دقيق وفهم كلامه خطأً ولكن أنا أقول لكم لإيران نفوذ في لبنان ولكنها لا تتدخل ولا تستخدم هذا النفوذ من أجل الحصول على امتيازات إيرانية، على الإطلاق، وأنا أتحدى العالم كله اليوم الذي هو أمام مشهد صارخ من التدخل السعودي المهين، أعطيني مثلاً واحداً، أعطيني ليس ادعاءات، ليس اتهامات، ليس كلاماً في الهواء، أعطيني مثلاً واحداً تدخلت فيه إيران في لبنان، مثلاً واحداً مع دليل.
حسناً، رأت أن لديها نفوذ في لبنان تستطيع أن تعمل شيئاً في لبنان، فجاءت إلى لبنان وتفتح معركة في لبنان. اسمحوا لي أن أبسط لكم الموضوع ولا تقولوا يا سيد ليس لهذه الدرجة القصة تتبسط، السعودية قادمة لتفش خلقها في لبنان، تفش خلقها بنا، ليست قادرة على إيران. أمس بعض الأصدقاء كان على التلفاز قال إذا أنتم مشكلتكم مع إيران هذه إيران بقربكم اذهبوا واعملوا حرب مع إيران، بعض إخواننا قالوا لي يا أخي كيف يتكلم هكذا؟! قلت له لا بأس يتكلم هكذا، هذا كلام طبيعي، إذا أنت مشكلتك مع إيران تريد أن تستضعف لبنان وتفش خلقك في لبنان وتخرب لبنان وتدمر لبنان لتثبت أن لديك نفوذ، يا أخي نحن معترفين بنفوذك، أما إذا كان هدفك أنه أنت تتصور أنك تستطيع أن تلحق الهزيمة باللبنانيين أو بالمقاومة في لبنان أو بالقوى السياسية التي ترفض الخضوع لإرادتك وشروطك، إذلالك وإهانتك فأنت خاطئ ومخطئ ومشتبه ومآلك إلى الفشل كما في كل الساحات والميادين التي فشل بها حتى الآن، هذا ليس له محل ولا يوصل إلى نتيجة.
حسناً، أكثر من ذلك، لنذهب قليلاً بالدقة، إذا كان الهدف هو الإنتقام من حزب الله، أليس كذلك؟! معاقبة حزب الله، القضاء على حزب الله، أولاً هدف القضاء حتى أساعدهم قليلاً، لا تضعوا هدف القضاء على حزب الله، مهما فعلت السعودية وقامت به وقامت الدنيا وأقعدتها وفتلت الكرة الأرضية وأتت بعاصفة حزم ودفعت إسرائيل إلى الحرب لا يستطيعون القضاء على حزب الله، هذا أمر محسوم وقطعي إن شاء الله. فلا تضعوا هذا الهدف وتفشلوا، يعني ضعوا أهدافاً واقعية أكثر.
حسناً، معاقبة حزب الله، الضغط على حزب الله حتى يبدل سلوكه، مثلاً هذا هدف لا بأس هدف واقعي، نريد أن نعاقب حزب الله فنضغط على حزب الله حتى يغير حزب الله سلوكه، أن ينسحب من سوريا، بسيطة، هذه سوريا سوف تنتهي، انتهت إن شاء الله، أنه والله لا أدري في العراق، انتهت في العراق. على كل، أنا لا أبسط الأمور ولكن أقول، حسناً، هدف الضغط على حزب الله ومعاقبة حزب الله وتغيير موقف وسياسات وسلوك حزب الله، طبعاً موقفنا من اليمن لن تبدلوه ولن تغيروه لأن هذا بالنسبة لنا موقف إنساني، إسلامي، أخلاقي، ديني، قومي، عربي، سموه ما تريديون، هذا موق سنجيب الله عليه يوم القيامة، هذا خارج الحسابات السياسية.
حسناً، إذا كان هذا هو الهدف، أو كما قال الجبير يوم أمس، وزير الخارجية السعودي يقول: الشعب اللبناني بريء - نيالكم أيها الشعب اللبناني - الشعب اللبناني يخضع لسيطرة الحزب - لن أناقش الآن اللبنانيين يصدقوا هذا الكلام؟! الشعب اللبناني خاضع لسيطرة الحزب؟! - وعلينا أن نجد طريقة لمساعدة اللبنانيين على الخروج من قبضة الحزب، وعمل عنوان إسمه إنقاذ الشعب اللبناني، عظيم، هل الذي تقومون به الآن هو إنقاذ للشعب اللبناني؟ ما قمتم به من يوم السبت هو إنقاذ للشعب اللبناني؟ هل وسائلكم منسجمة مع هذا الهدف؟ أم أنكم تريدون أن تنقذوا الشعب اللبناني كما تنقذون الشعب اليمني؟! أليس عنوان الحرب على اليمن إنقاذ الشعب اليميني من العصابات والجماعات المتمردة والخارجة على القانون، أليس هذا العنوان؟! كيف أنقذوا الشعب اليمني إلى اليوم؟ عشرات آلاف الشهداء، كثير من النساء والأطفال، مئات الآلاف مصابون بالكوليرا، الملايين مهددون بالمجاعة، لم تبق مدينة أو قرية أو مسجد أو مستشفى أو مدرسة أو جامعة، حتى أثر حضاري تاريخي إلا وقصف، الأسواق والمساجد، هكذا أنقذتم الشعب اليمني؟! تنقذون الشعب اليمني بتجويعه، بمحاصرته، بقتله، بسحق عظامه، بسفك دمائه؟!! هذا الظاهر حتى الآن، هذا أسلوبكم بإنقاذ الشعب اليمني، هكذا تريديون أن تنقذوا الشعب اللبناني؟! هل الإجراءات التي قمتم بها هي لإنقاذ الشعب اللبناني؟! كيف؟! تنقذون الشعب اللبناني بأن تهينوا رئيس وزراء لبنان؟! وأن تهينوا تياره السياسي بل أن تهينوا طائفته أيضاً وكل الشعب اللبناني من ورائه؟! هكذا تنقذون الشعب اللبناني؟! تنقذون الشعب اللبناني أنه عنده حالة إستقرار سياسي وأمني ومالي ونقدي وإلى آخره تأتوا وتخربوها وتدمروها؟! تنقذون الشعب اللبناني بأن تعملوا حالة من الهلع وأنه والله الجيوش ستجتمع والطائرات - أمس قال شخص القاعدة السعودية الجوية في قبرص وهناك عشرات الطائرات وكانت أمس تريد أن تنفذ غارات على أهداف حزب الله هذا على الفايسبوك ووكالات الأنباء - ماذا هذا الكلام "البلا طعمة" متى كان هناك قاعدة عسكرية سعودية في قبرص؟!! وطبعاً الناس تخاف، تنقذون الشعب اللبناني أن تضعوه في دائرة الخوف والرعب والذعر نتيجة بث احتمالات قيام إسرائيل بحرب تدميرية على لبنان، هكذا ننقذ الشعب اللبناني؟! ننقذ الشعب اللبناني أن نحرّض السنة على الشيعة ونقعد نشتم بعض ونقتل بعض ونحارب بعض؟! هذا عقاب للبنان لأن لبنان بلد حقاً بلد حر، بلد مستقل، بلد عزيز، بلد كريم، بلد لا يخضع للإملاءات والإرادات الخارجية، بلد قدم شهداء من أجل أن يكون كذلك، لذلك مطلوب أن يعاقب البلد لأنه لم يسمع الأوامر الملكية الشريفة، لأنه لم يلتزم، لأنه عصى. أمس أنا شاهدت في بعض وسائل الإعلام الخليجية والسعودية كيف يعني كتلة المستقبل تقول من الضروري والواجب أن يعود رئيس الحكومة الزعيم الوطني سعد الحريري إلى بيروت، أن هذه خيانة عظمى، يعني ارتكبوا جريمة الجماعة الآن، والله أعلم كيف سيعاقبوهم!! لأنه ممنوع حتى أن تتنفس لتنقذ زعيمك أو رئيسك إذا كنت تياراً أو حكومةً أو تدافع عن كرامتك، هكذا يكون هناك إنقاذ للشعب اللبناني وللبنان؟!!
بكل الأحوال، يريدون أن يعاقبوا حزب الله يرسلوا لنا أحد أنا أدلهم، يعني أقول لكم هذه خطة إذا تريدون أن تعاقبوا حزب الله، يمكنكم أن تعاقبوا حزب الله من دون أن تعاقبوا اللبنانيين، من دون أن تعاقبوا الشعب اللبناني، من دون أن تعاقبوا الدولة اللبنانية، " شغلوا عقلاتكم شوي بيطلع معاكم شي" لكن إذا فقط الحقد يعمل طبعاً سأصبح " أنا أعمى ما بشوف أنا ضراب السيوف" الذي يحصل الآن بين السعودية ولبنان هو " أنا أعمى ما بشوف أنا ضراب السيوف" وهذا لن يوصل إلى نتيجة.
أيها الإخوة والأخوات، أيها الكرام أيها الأعزاء، في يوم شهيد حزب الله، في يوم الإستشهاديين العظام، في يوم الجود والعطاء والتضحيات الجسام، نحن اليوم جميعاً يجب أن نتمسك بإنجازنا، بإنتصارنا، بأمننا، بإستقرارنا، بدولتنا، بجيشنا، بقوانا الأمنية، بوحدتنا الوطنية، بتماسكنا الداخلي، ولا يجوز أن نخاف أو نقلق أو نهلع من كل التهويلات والتهديدات القائمة لأننا بوحدتنا سنكون أقوى وأقدر على تجاوز هذه المحنة.