X
جديد الموقع
حزب الله يهنئ الشعب الفلسطيني على كسر قيود الاحتلال عن المسجد الأقصى المبارك
حزب الله: ما قام به أبناء عائلة الجبارين في القدس درس لأحرار الأمة..
الإمام الخامنئي: الجرائم بحق الشعب الايراني لن تزيده إلا كرهاً للادارة الأميركية وأذنابها بالمنطقة كالسعودية
بيان صادر عن حزب الله تعليقاً على اقتحام النظام البحراني لمنزل آية الله الشيخ عيسى قاسم
حزب الله يدين بأشد العبارات : الحكم ضد آية الله الشيخ عيسى قاسم جريمة
السيد حسن نصر الله يهنئ الشيخ روحاني بإعادة انتخابه رئيسا للجمهورية الاسلامية

مقالات :: الحرب الأهلية الأمريكية الجديدة.. وكيفية مواجهة الركود الاقتصادي القادم

img

توماس فريدمان  ـ «نيويورك تايمز»
 
لقد بدأت رحلتي المهنية كصحفي بتغطية الحرب الأهلية في لبنان. ولم أكن أبدا لأتخيل أنني سأنهيها بتغطية الحرب الأهلية في أمريكا.
ولعلنا لم نصل بعد إلى الحرب الأهلية، ولكن إذا لم نستدر الآن، سنصل إليها بكل تأكيد، الأمر الذي جاء وصفه الأفضل من السيناتور جيف فلايك يوم الإثنين: «القبلية تدمرنا، إنها تمزق بلادنا. وهذه ليست بطريقة يتصرف بها أشخاص بالغون عاقلون».
ولقد عانينا، بالطبع، من نوبات صراع اجتماعي حاد منذ الحرب الأهلية الأمريكية عام ١٨٦١. لقد نشأت إبان اغتيال مارتن لوثر كينج الابن واحتدام المعارك في الشوارع على الحقوق المدنية وفيتنام. ومع ذلك، أشعر أن اللحظة الراهنة أسوأ، فهي أقل عنفا لحسن الحظ، لكنها انقسامية على نطاق أوسع كثيرا. وثمة انفصال عميق يحدث في ما بيننا، وبيننا وبين مؤسساتنا، وبيننا وبين رئيسنا.
لسنا قادرين على إيجاد أرضية مشتركة نختلف باحترام عليها، فالجانب الآخر هو «العدو». نصرخ في وجوه بعض على التليفزيون ونتوقف عن متابعة بعض على «فيسبوك» ونلقى بعضنا بقذائف هاون لفظية على «تويتر»، والآن الجميع موجود في ساحة المعركة الرقمية، ليس مجرد الساسة.
وبطول البلاد وعرضها، قبيل حفلات العشاء أو حفلات الـ«بلوك»، يردد الناس بتزايد عبارة «أتمنى أن لا يكون أي منهم موجودا» في إشارة ليس إلى أشخاص من عرق أو دين آخر -وهو أمر سيئ بما كان- إنما لأشخاص من حزب سياسي آخر.
ولم يعد هناك شيئ مقدس. لقد دافع بريت كافانو منذ بضعة أيام عن نفسه بنوع الهجمات الحزبية الكريهة ونظريات المؤامرة القبيحة التي قد تتوقعها من مقدم برامج حوارية إذاعية، ليس أبدا من قاض يرغب في الانضمام إلى المحكمة العليا. مَن منا الآن يتوقع عدلا منه؟
وكل هذا التشقق يحدث بينما ترتفع معدلات البورصة وتسقط معدلات البطالة. هل تتخيلون الوضع عندما نواجه الركود الاقتصادي القادم؟
كما أشعر أن هذا الأمر أسوأ من الانقسامات حول فيتنام والحقوق المدنية، لأن في تلك الأيام كان هناك ٣ قوى كبرى تجمعنا نفتقدها اليوم، وهى الطبقة الوسطى المتنامية والحرب الباردة وحزب جمهوري عاقل.
وفى أثناء معظم الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، كان أغلب الأمريكيين على يقين من أنهم سينتمون إلى الطبقة الوسطى وأبناؤهم من بعدهم. فقد كانت الاتحادات القوية والوتيرة الأبطأ للتغير التكنولوجي والعولمة المحدودة تعنى أن عاملا متوسط المستوى بمهارات متوسطة يستطيع الانتماء إلى الطبقة الوسطى. وكان هناك شيئ اسمه «وظيفة متوسطة المهارات، عالية الأجر».
كما أن تصويب السوفييت لمسدس نووي على رؤوسنا كان يعني أنه يجب علينا البقاء سويا إلى حد ما. فقد جعل الحلول الوسط في واشنطن ضرورة، لا رفاهية، في العديد من القضايا.
غير أنه في مطلع الألفينيات اختفت أغلب الوظائف متوسطة المهارات عالية الأجر. والآن، لا توجد سوى وظائف عالية المهارات عالية الأجر، وأخرى منخفضة المهارات منخفضة الأجر. وقد كسر ذلك الطبقة الوسطى وترك خلفه الكثيرين. وكان انتهاء الحرب الباردة معناه أنه لم يعد هناك عدو أجنبي يربطنا ببعض، باستثناء فترة وجيزة عقب ١١ سبتمبر. كما أن الحزب الجمهوري قد فقد وجهته.
ولذلك، فمن الصعب جدا الوصول بحرب جيلنا الأهلية إلى هدنة، وهناك جبهات عديدة. فهناك المعركة بين أولئك الذين يشعرون أن الحلم الأمريكى قد فلت من قبضتهم وأولئك الذين يشعرون أنهم يستطيعون تمريره بسهولة لأبنائهم. وهناك المعركة بين أمريكيي الريف والقرى الصغيرة وأبناء المدن المتحذلقين، مع العلم أن أهل القرى متأكدون من نظرة أبناء المدن لهم بدونية. وهناك المعركة بين أمريكيي الطبقة العاملة البيض الذين يشعرون أن هويتهم تضيع في بلد غالبيته أقليات بشكل متزايد، والأمريكيين الذين يتبنون تعدد الثقافات. وهناك المعركة بين الرجال الذين لا يزالون يعتقدون أن نوعهم كذكور يمنحهم سلطات وامتيازات، والنساء اللاتي تتحدى ذلك. هناك مجالات عديدة للخلاف.
ولم نفقد فحسب المصدات والوسائد التى كانت لدينا ذات مرة، بل جاء جيل من الزعماء، بقيادة دونالد ترامب، جعل من تأجيج الانقسامات نموذجا للعمل.
والمسألة في جوهرها هي أننا انتقلنا من «الحزبية» التي كانت لا تزال تسمح في النهاية بحلول وسط إلى «القبلية» التي لا تسمح بذلك كما شرح العالم السياسي نورمان أورنستين، الذي اشترك مع توماس مان في تأليف كتاب «الأمر حتى أسوأ مما يبدو.. كيف اصطدم النظام الدستوري الأمريكي بسياسات التطرف الجديدة». ففي العالم القبلي، إما تحكم أو تموت، الحلول الوسط خطيئة، ويجب سحق الأعداء والإمساك بالسلطة بأي ثمن.
وأشار أورنستين إلى أنه من السهل لوم الجانبين على هذا التحول، إلا أن هذا ببساطة ليس حقيقيا، إذ قال إن انتهاء الحرب الباردة أعقبه «إدخال السياسة القبلية على يد نيوت جينغريتش عندما جاء إلى الكونجرس منذ ٤٠ عاما»، ثم أتقنها ميتش ماكونيل في أثناء رئاسة باراك أوباما عندما أعلن ماكونيل نيته استخدام تكتله الجمهوري بمجلس الشيوخ ليفشل أوباما كاستراتيجية لإعادة الجمهوريين إلى السلطة.
وقد قاموا بهذا على الرغم من أنه كان يعنى إحباط خطة أوباما للرعاية الصحية، التي كانت مبنية على أساس أفكار جمهورية، وعلى الرغم من أنه كان يعنى التخلي عن مبادئ جمهورية راسخة -مثل الانضباط المالي وتحالف أطلنطي قوي والتشكيك في النوايا الروسية والتعامل المتوازن مع الهجرة- لجذب قاعدة ترامب.
وقد استدعى فلايك، السيناتور الجمهوري عن أريزونا المنتهية مدته، ذلك هذا الأسبوع: «لقد استسلمنا نحن الجمهوريين للاندفاعات القبلية الرهيبة، التي تخلط أولا بين خصومنا وأعدائنا، ثم ننشغل تماما بالإيمان بضرورة تدمير هذا العدو».
وقد بلغ تحول الحزب الجمهوري إلى القبلية ذروته عندما أنكر ماكونيل على أوباما حقه الدستوري في تعيين قاض بالمحكمة العليا وكان لا يزال يتبقى في فترته ما يقرب من عام. وكما قالت الإذاعة الوطنية العامة «إن. بي. آر»: «كثيرا ما كانت اختيارات المحكمة العليا جدالية. فقد كانت هناك جلسات استماع خلافية ومناقشات مفتوحة وأصوات متنازع عليها». ولكن، أن يتم تجاهل مرشح تماما، وكأنه لا يوجد خلو للمقعد؟ ولم يكن هناك سابقة لتصرف كهذا منذ الفترة المحيطة بالحرب الأهلية.
في خطاب في أغسطس ٢٠١٦، تفاخر ماكونيل قائلا: «كانت واحدة من أكثر لحظاتي مدعاة للفخر عندما نظرت إلى باراك أوباما في عينيه وقلت له: سيدى الرئيس، لن تملأ مقعد المحكمة العليا الشاغر».
تلك كانت نقطة تحول، وكان ذلك غشا. فما قام به ماكونيل كسر شيئا كبيرا جدا. وبالتأكيد، سيميل الديمقراطيون الآن إلى القيام بالأمر نفسه عندما يحصلون على السلطة لذلك، وهكذا يتفكك نظام عظيم للحكم مبني على ضوابط وتوازنات دستورية ومؤسسات قوية وأبسط قواعد اللياقة.
وقد مر عليَّ للدردشة بعد جلسة استماع كافانو الأسبوع الماضي صديقي عقيد المارينز المتقاعد مارك مايكلبى، وتحسرنا على اللحظة، وعلق قائلا: «عندما خرجت من البنتاغون بعد ٢٨ عاما بالزي العسكري، لم أعتقد أبدا أنني سأقول هذا، لكن ما يحدث سياسيا في أمريكا اليوم تهديد أخطر كثيرا من أي تهديد واجهته أمتنا في حياتي المهنية بما في ذلك الاتحاد السوفياتي. ولم أكن أعتقد ذلك لأن هذا التهديد هنا والآن، في ديارنا، يأتي من داخلنا. وأظن أن المفارقة في أن تكون أمة عظيمة هي أن القوة الوحيدة القادرة على إسقاطك هي نفسك».
وعندما أنظر اليوم إلى كل من يدفعون مسيرتهم المهنية إلى الأمام ويعبئون محافظهم بتقسيمنا، لا أملك إلا أن أتساءل: هل يعود هؤلاء ليلا إلى بيوت في جزر في عرض البحر حيث لا يهم أي من هذا؟ هل حقا يعتقد هؤلاء أن أبناءهم لن يدفعوا ثمن السموم التي يبيعونها وينشرونها؟ لا تقلقوا، أعلم الإجابة: لا يفكرون ولن يوقفوا ما يفعلونه.
ما الذي يوقفهم إذن؟ عندما تجتمع أغلبية من الأمريكيين، لا يزالون في يسار الوسط ويمين الوسط، للتصويت فقط لصالح مشرعين لديهم الشجاعة للمطالبة بوقف ذلك، والآن، وحالا، ليس عندما يكونون في طريقهم لترك المنصب أو على فراش الموت.
 

تعليقات الزوار


مواقيت الصلاة

بتوقيت بيروت

الفجر
5:36
الشروق
6:49
الظهر
12:22
العصر
15:29
المغرب
18:12
العشاء
19:03