X
جديد الموقع
حزب الله يهنئ الشعب الفلسطيني على كسر قيود الاحتلال عن المسجد الأقصى المبارك
حزب الله: ما قام به أبناء عائلة الجبارين في القدس درس لأحرار الأمة..
الإمام الخامنئي: الجرائم بحق الشعب الايراني لن تزيده إلا كرهاً للادارة الأميركية وأذنابها بالمنطقة كالسعودية
بيان صادر عن حزب الله تعليقاً على اقتحام النظام البحراني لمنزل آية الله الشيخ عيسى قاسم
حزب الله يدين بأشد العبارات : الحكم ضد آية الله الشيخ عيسى قاسم جريمة
السيد حسن نصر الله يهنئ الشيخ روحاني بإعادة انتخابه رئيسا للجمهورية الاسلامية

التقرير التربوي اليومي :: التقرير التربوي اليومي 13-5-2017

img

جريدة الأخبار
البحث العلميّ: ضرورة لتغيير الواقع


يمرّ العيد الـ 66 للجامعة اللّبنانيّة، و «يمرّ» معه الواقع المزري على وقع الخطابات الرّومانسيّة الرّنّانة. منذ أشهر، وفي إطار حملة «الجامعة اللّبنانية بدّها»، الّتي أطلقتها المؤسّسة اللّبنانيّة للإرسال LBC، والّتي عبّر فيها مئات الطّلّاب عن معاناتهم وحاجاتهم، قام نادي «نبض الشّباب» في الجامعة بإنتاج فيديو قصير يتناول أهميّة تحوّل الجامعة الوطنيّة إلى مركز للبحث العلميّ، وبالتّالي حاجتها إلى الموارد المادّيّة، فما الذي قد تقدّمه لنا الجامعة الوطنيّة إذا ما تحوّلت إلى مركز إنتاج علميّ وبحثيّ فعليّ؟

حكمت غصن
 

إنّ البحث العلميّ، في إطار نهج سياسيّ عام يهدف إلى تطوير المجتمع واقتصاده، هو حجر أساس في أيّ عمليّة تخطيط، تنفيذ أو حلّ، وتحقيقه شرط في نجاح أيّ مشروع، ذلك لأنّ القوانين العلميّة هي الّتي تحكم حياتنا بمجمل تفاصيلها، وفهمنا لها وتطوير معرفتنا فيها يجنّبنا الخطأ، الّذي يؤدّي غالباً إلى الفشل.
والفشل في حلّ المعضلات في لبنان، على أنواعها، هو السّمة الأكثر انتشاراً، لا بل تفاقماً، ومن هنا نستنتج، عبر منطق الرّبط ودون لغة الأرقام، كم أنّ البحوث العلميّة في لبنان ما زالت بدائيّة في أحسن الأحوال، والأهم أنّها لا تلبّي حاجات المجتمع والاقتصاد اللّبنانيّ، لذلك، لا بدّ من طرح بعض الأمثلة الّتي قد توضّح كيفيّة حلّ بعض المشكلات، وما أكثرها في وطننا العزيز.

أمثلة من الواقع

تفتك بنا أزمة النّفايات منذ تمّوز 2015، وكانت نتائجها كارثيّة على البلاد بكلّ ما تعنيه الكلمة من معنى، ولجأت السّلطة دائماً إلى حلول أقلّ ما يقال أنّها "جنونيّة"، كان آخرها "جريمة النّورس". لقد كان في جعبة الكيمياء والهندسة الصّناعيّة والإحصاءات حلول علميّة وجذريّة، أساسها الفرز الّذي يحتاج إلى دراسة أنواع النّفايات المنتجة في لبنان ونسبها وكيفيّة معالجتها، الّتي تتمّ على أسس كيميائيّة وفيزيائيّة (هنا ضرورة البحث والتّطوير في علوم المادّة وخصائصها). أمّا عن التّهويل المملّ الّذي أتخمنا به المسؤولون وأبواقهم عن صعوبة تنفيذ الفرز، فإن سلّمنا جدلاً بصحّته، فما كان ليكون معضلة لو تمّ وضع خطّة ممنهجة لتوضيح عمليّة الفرز المستندةً إلى إحصاءات الدّراسة الأساسيّة.

أما في الاقتصاد، يتكبّد لبنان يوميّاً خسائر فادحة نتيجة زحمة السّير اليوميّة على مداخل العاصمة، ناهيك طبعاً عن الضّغط النّفسيّ والتّوتّر النّاتجين عنها. أحد الحلول الأكثر عمليّة لمعالجة هذه المعضلة هو تطوير شبكات النّقل العامّ من باصات ومترو وسكك حديد، ولتحقيق هذا المشروع "الحلم"، لا بدّ من الدّراسات في التّنظيم المدنيّ والهندسة وفي مجال المعلوماتيّة والاتصّالات لتنظيم الشّبكات وتحسين خدماتها كما الإحصاءات المسؤولة عن تقدير حركة المواطنين وأوقات الذّروة لتنقّلاتهم.

وفي قطاعات منتجة كالزّراعة والصّناعة الغذائيّة، فلا يمكن أن تتقدّم دون الهندسة الزّراعيّة القادرة على معالجة المشاكل الّتي تفتك بالمزارعين أو المستهلك، كتحديد كمّيّات المبيدات وأنواعها، أو إنقاذ شجرة الصّنوبر المهدّدة بالانقراض في لبنان، أو معالجة أزمة الزّراعات الجبليّة النّاتجة عن العشوائيّة دون العودة إلى البحث والتّخطيط، فبعد تغيّر المناخ، مرّ لبنان لسنوات في شتاء "دافئ" دفع بمزارعي الجبل إلى الاستثمار في الفاكهة الاستوائيّة (كالأفوكادو) نظراً إلى إنتاجيّتها المرتفعة ومردودها المادّيّ المهمّ، ولكن للأسف وبسبب عدم استقرار المناخ، عاد الصّقيع إلى لبنان عام 2015 فأدّى إلى ضرب المواسم وتكليف المزارعين خسائر فادحة.

ولأزمة اللّجوء في ظلّ الحروب الّتي تعيشها منطقتنا حصّة من الحلول، فأساس مشكلة عدم استيعاب هذا اللّجوء هو سياسة الدّولة الاقتصاديّة الاجتماعيّة الّتي لم تنظّم وجود اللّاجئين ولم تبن اقتصاداً يستوعب طاقاتهم، وبدلاً من وضع دراسات في علم النّفس والاجتماع بهدف إطلاق مشاريع توعويّة لمعالجة التّطرّف والآفات الاجتماعيّة مثلاً، لجأت إلى الحلول الأمنيّة، أي بدل معالجة الأسباب، ذهبت لمعالجة النّتائج.

في أزمة المناهج

تتّفق معظم الكوادر التّربويّة والعلميّة على تخلّف مناهجنا أكان في المدارس أم في الجامعات، وبدلاً من العمل على تطويرها، قامت السّلطات المختصّة المتمثّلة بالمركز التّربويّ للبحوث والإنماء في عهد وزير التّربية السّابق الياس بو صعب بتعديلها عبر إلغاء الكثير من المحاور في مختلف المواد؛ على صعيد الفلسفة مثلاً، ألغيت معظم المحاور الّتي تساهم في تطوير الفكر النّقديّ، كما الّتي تعالج المسائل الاقتصاديّة، في التّربية الوطنيّة، ألغي كلّ ما له علاقة بالعمل التّطوّعيّ والجماعيّ، أمّا في الكيمياء، ألغيت محاور تعتبر جوهريّة في هذا العلم، كمحور "التّوازن التّفاعليّ"، وقس على هذا المنوال في باقي المواد.

في مناهج الجامعة اللّبنانيّة، الّتي تعاني من أزمات في الأساس، حصلت محاولات للتّعديل، لا سيّما في كلّيّة العلوم، وصفها أحد الأساتذة بـ "التّدميريّة"، وكان هدف هذا التّعديل كما قال المسؤولون عنه تقليص نسبة التّسرّب من الجامعة اللّبنانيّة إلى الجامعات الخاصّة.

في الحقيقة، ومع الإدراك الحتميّ بأنّ هذه التّعديلات بجوهرها لا تهدف إلّا لتدمير القطاع التّربويّ والرّسميّ وعلى رأسه الجامعة اللّبنانيّة، فإنّ الأزمة تكمن في وضع مناهج لا تتلاءم مع حاجات المجتمع ولا بالتّالي مع ضرورات تطوير النّموذج الاقتصاديّ أو حتّى تغييره، جلّ ما تفعله السّلطات في إطار السّياسة اللّيبراليّة الاستهلاكيّة هو استيراد مناهج غربيّة مبنيّة لتحقيق حاجات مجتمعات الغرب، لإسقاطها على طلّابنا ومجتمعنا الّذي تختلف حاجاته جذريّاً، في ظلّ نظام تبعيّ يسعى لتصدير شبابه إلى الدّول الأقطاب وعلى رأسهم الولايات المتّحدة، وهنا تتجلّى "لا علميّة" السّلطة والنّظام السّياسيّ، الّلذين بات من الضّروريّ تغييرهما، عبر بديل يسعى للبحث كأداة لتقدّم المجتمع والاقتصاد، فيفتح فرص عمل هائلة أمام الطّلّاب والباحثين والمهندسين بدلاً من تصديرهم إلى الخارج. هذا البديل لا يمكن أن يتحقّق إلّا بعلميّته، أكان في مشاريعه أم في خطابه، نحو تحسين لشروط العيش، تصليب للاقتصاد وإنتاجيّته، وتوزيع عادل للثّروة، هذا البديل بات ضرورة حتميّة، وقد بدأت ملامحه تلوح في الأفق.


فضلو خوري ودور الجامعة الأميركيّة في بيروت

لم يتسنَّ لي إلا قبل أسبوع أن أشاهد تلك الحلقة التي خصّصها برنامج «كلام الناس» للجامعة الأميركيّة في بيروت. وللكلام عن الحلقة شقّان في الإعلام. أوّلاً، يميّزون في أميركا بين ما هو إعلام وبين ما هو دعاية تجارية وبين ما هو بين المنزلتيْن في الظاهر: أي الدعاية التجاريّة المرتدية لباس المعلومات.

والـ«إنفومرشيل» وصل إلى بلادنا: (..) لكن الـ«إنفومورشيل» يظهر أحياناً في البلاد العربيّة من دون إشارة للإفصاح عن هدفه التجاري. فبعض المصارف بات يُعلن في الصحف لكن على شكل مقالات غير ممهورة بتوقيع. وبرنامج «كلام الناس»، يجب أن يُدرج في خانة الـ«إنفومرشيل».

(..)

أما الحلقة عن الجامعة الأميركيّة وعن بطلها، فضلو خوري، فكانت ترويجيّة بالكامل( في برنامج كلام الناس ). هي افتقرت إلى أدنى معايير المهنيّة الصحافيّة التي لا يعيرها أي اعتبار مُضيف الحلقة، لكن هو يتذرّع بها عندما يريد أن يقطع كلام ضيف معارض لأصدقائه السياسيّين أو رجال الأعمال، أو أصحاب «الأيادي البيضاء» في النظام السعودي. حلقة دامت لأكثر من ساعتيْن لم تستضف ولا ناقداً أو معارضاً واحداً للجامعة. هل يُعقل أن بين الآلاف من خرّيجي وخرّيجات الجامعة لم يوجد ضيف واحد معارض لها أو ناقد لدورها؟ قد يقول قارئ إن الحلقة تضمّنت ظهور معارضين من النادي اليساري، «السنديانة الحمراء»، لكن بمجرّد أن ظهرت المجموعة المعارضة الصغيرة وهي ترفع لافتات سلميّاً، بدأ التعكير عليهم من قبل المحطّة والجامعة. سخر منهم مارسيل، وقبل أن يسمع ما لديهم، أشاد بالجامعة وبحريّاتها لأن هناك بين الحضور بعض المعارضين. وقبل أن يتفوّه طالب معارض بكلمة، وعظه مارسيل (الذي لم يقاطع أياً من مادحي ومادحات الجامعة) حول ضرورة الاختصار. هذا يمرّ على أنه تنوّع للآراء. لكن ظهور المجموعة لم يكن بترتيب من الحلقة، وهي أحرجت — كما الجامعة — بظهورهم.

لكن المُذهل كان في طريقة تخاطب رئيس الجامعة، فضلو خوري، مع المحتجّين. لم يسبق أن واجه رئيس الجامعة الطلّاب علناً بهذه اللهجة المُهينة وبسوق الإهانات لهم أمام الملأ وعلى شاشة تلفزيونيّة. عاملهم كالأطفال ــــ والأطفال لا يستحقّون الإهانة طبعاً ــــ ووصفهم بالكذّابين وربطهم بدونالد ترمب، وأضاف أن كلامهم يستحق الرمي في سلة القاذورات. لو أن رئيس جامعة في أي مكان في أميركا خاطب التلاميذ بهذه الطريقة، فإنه سيجد صعوبة بالغة في الاحتفاظ بوظيفته. أذكر قبل سنوات أن لهجة رئيس الجامعة في تخاطبه مع تلميذ كانت حادة بعض الشيء (لكن لم تصل إلى درجة إهانات فضلو) فطلبتُ منه الاعتذار علناً من الطالب، ففعل فوراً ومن دون حرج. لكن أسلوب فضلو التسلّطي في قيادة الجامعة ظهر أمام الجميع، وهو يدلّ على غياب الاحترام للطلبة، وعلى فهم مغلوط لقيادة الجامعة. كنتُ أقول لزميل في موقع إداري في الجامعة هنا أن سلطات القيادة في الجامعة صغيرة جداً، بالمقارنة مع السلطة السياسيّة، لكن البعض يصغر بها بدلاً أن يكبر بها. من لديه رغبة في التسلّط يتسلّط، ولو بسلطات محدودة في قيادة دكّان.

واستعانت الجامعة بـ«الأرستقراطيّة الطلاّبيّة» (كما الارستقراطيّة العمّاليّة التي تستعين بها طبقة الصناعيّين لتأديب وضبط العمّال والحدّ من تنامي وعيهم الطبقي) كي يدافعوا عن الجامعة. لهذه الدرجة وصل غياب الوعي الطلاّبي في جامعة كانت رائدة في الحركات الطلاّبيّة. لكن هناك ما لم يكن مُعلناً في الحلقة. وصلني من مصادر موثوقة (ومتعدّدة) في الجامعة أن إدارة الجامعة زرعت موالين لها بين الطلاّب وكانت بعض الأسئلة معدّة سلفاً كي تستجلب ما كان فضلو يريد أن يقوله. وخلافاً للصفة الديموقراطيّة التي أسبغها مارسيل (قسراً) على الجامعة بسبب وجود طلّاب معارضين (كأن ذلك كان بعلمها وموافقتها) فإن الطلّاب المحتجّين تعرّضوا لمضايقات وتهديدات بعد الحلقة مباشرة. فقد انتظر عميد الطلبة في الجامعة الطلبة المحتجّين (لم يتجاوز عددهم الثمانية) بعد انتهاء الحلقة وسألهم: لماذا فعلتهم ما فعلتم؟ أنتم من «السنديانة الحمراء»، أليس كذلك؟ أما فضلو فقد استدعى طلّاباً من طاقم العاملين في «أوتلوك» (ربما لعلمه بقربهم من المحتجّين) وأعلمهم مُهدّداً بأن النادي الذي رتّب الاحتجاج سيواجه مشاكل جمّة، خصوصاً الطالبيْن اللذيْن تحدّثا في الحلقة. وقال إنه يفتّش عن وسائل معاقبة لهما بما فيها «التعليق»، وأنه قد يكتب على سجلّ تخرّجهم أنهما شاركا في الترويج لأكاذيب عن الجامعة لتغيير الرأي العام. ولم يكتفِ فضلو بذلك، بل دعا إلى اجتماع عام طارئ بعد نحو أسبوعين من الحلقة وقال في رسالة الكترونيّة (من رسائله الحكواتيّة التي يرسلها للطلبة والهيئة التعليميّة) إن واجب المحتجّين تقديم «معلومات صحيحة» وأنهم لم يفعلوا ذلك. والتعامل الفظّ مع الطلاّب ليس جديداً في ظلّ هذه الإدارة. فعميد الطلبة قرّع التنظيم النسائي (المعتدل) في الجامعة لأنه اعترض على صفحات «فايسبوك» على إهانات وتحرّشات من طلبة من الجامعة، وأرسل العميد لهنّ رسالة (حصلتُ على نسخة منها) يحضّهم فيها على الصمت لحرصه على سمعة الجامعة، كما أنه شبّه الاعتراض بالتصرّف القروسطي وبسلوك «طالبان» (الإهانة لهنّ هنا مزدوجة)، وذكّرهن بأنهن كطالبات الجامعة الأميركيّة يجب أن يكنّ أكثر «حضاريّة» («سوفستيكيتد» بالإنكليزيّة).

أي إن إدارة الجامعة تمعن في احتقار حقوق الطلبة والأساتذة. ولن يغرّنا أن الجامعة تعد بإعادة نظام تثبيت الأساتذة الذي ألغته في سنوات الحرب (لكن فضلو ينسب فضل الإعادة لنفسه مع أن القرار اتخذ في الإدارة الماضية، والمماطلة في تنفيذ القرار ستحكم مسار الجامعة على الأرجح). لكن فضلو لن يحقق استقلاليّة للأساتذة مع نظام التثبيت لأنه يريد أن يستولي على معظم أعضاء اللجنة التي ستوافق على أمر التثبيت (حسب الاقتراحات المُناقشة، أراد فضلو أن يعيّن ما يقارب الـ١٤ عضواً من أصل ١٦ عضواً، بدلاً من إتاحة المجال لانتخاب نصف الأعضاء كما هو معمول به خارج لبنان). وأسلوب تدخّل وسطوة فضلو بدأ قبل أن يتولّى رسميّاً في احتفال فولكلوري مبتذل رئاسة الجامعة.

فقد شغلته مبكراً قصة الزميل ستيفن سلايطة. هو تدخّل مع الإدارة السابقة من أجل فصل ستيفن (أو عدم التجديد له) وهو كان صريحاً في أنه لا يريده في الجامعة (وحسب مصدر في الجامعة وصفه بـ«معادي السامية» مع أن ستيفن لم يتفوّه بكلمة يوماً ضد اليهود: كان سلايطة يحاول في تغريداته — وإن لم يكن موفّقاً في الصياغة تماماً — اتهام العدوّ نفسه بإهانة اليهود ولم يقصد أبداً إهانة اليهود كيهود). وما أن وصل فضلو إلى السلطة، حتى تدخّل في عمل لجنة البحث عن مدير لـ«مركز الدراسات والأبحاث الأميركيّة» بذريعة حدوث «سوء في السلوك» و«تضارب في المصالح». ولم ينسَ خوري كعادته في تعيير منتقديه وصفهم بمروّجي الأكاذيب الخبيثين، بحسب ما ورد في تقرير «إنسايد هاير إيديوكشن». لكن فضلو لم يروِ للعلن الخلفيّة السياسيّة لقراره بإلغاء قرار لجنة جامعيّة مستقلّة بتعيين سلايطة. بعيداً عن الإعلام، كان فضلو يزهو بتلقّيه مكالمة هاتفيّة من السناتور الأميركي ريتشرد دربن (من إلينوي، ومن عتاة صهاينة الكونغرس — وكلّهم عتاة الصهاينة في الكونغرس، من برني سندرز إلى جون ماكين) يعترض فيها على تعيين سلايطة. إن قبول رئيس للجامعة، يختبئ دائماً خلف الذرائع الإداريّة والحجج الأكاديميّة والكفاءة، بتلقّي مكالمة سياسيّة من دولة أجنبيّة للتدخّل في قرار تعيين أكاديمي، معروف بأنه ضحيّة لحملات اللوبي الإسرائيلي، سابقة مرّت من دون اعتراض من تلاميذ وأساتذة الجامعة الأميركيّة الواقعين (والواقعات) تحت سلطة إدارة متكبّرة. والرئيس الجديد أعلن قراره عن تعيين وكيل الشؤون الأكاديميّة الجديد في الجامعة من دون بحث مهني من هيئات الجامعة. اتخذ قراره من عنده من دون لجنة اختيار.

وصمت فضلو في حديثه مع مارسيل (ولم يسأله الأخير) عن رضوخ الجامعة الأميركيّة لتصنيفات الإرهاب الأميركيّة عن «حزب الله» وتدخّلها في عمل الجامعة. إن التمويل الخارجي للجامعة الأميركيّة (أو لأي جامعة) يجب أن يكون من دون شرائط سياسيّة. لكن أموال المعونات الأميركيّة للجامعة تخضع للقانون الأميركي وليس للقانون اللبناني الذي يجب أن يسود في جامعة محليّة. ولقد حاولت الحكومة الأميركيّة من قبل أن تصنّف كل أهالي التلاميذ الذين يتلقّون معونات من «وكالة التنمية الأميركيّة» حتى تستثني منهم هؤلاء الموالين لحزب الله. وقبلت الجامعة الأميركيّة من دون اعتراض قرار محكمة أميركيّة في نيويورك ضد الجامعة لمخالفتها القوانين الأميركيّة ضد «حزب الله». والتلاميذ الذين يتلقّون معونات ماليّة من الوكالة المذكورة يُستدعون لاجتماعات دوريّة مع ممثّلين عن الوكالة ويخضعون لاستفسارات عن تعليقاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي (يُفرض على كل المُتلقّين للمساعدات الأميركيّة في الجامعة إضافة صفحة «الوكالة» كأصدقاء على «فايسبوك»، ما يتيح لممثّلي الوكالة التلصّص على حسابات الطلاّب لرصد درجة مخالفة السياسات أو القوانين الأميركيّة). هنا، لا يعترض فضلو ولا يتحدّث عن المعايير الأكاديميّة. وتُضاف هذه الفضيحة إلى فضيحة التجسّس الالكتروني في الجامعة، والتي لفلفتها الإدارة كعادتها. (وتزداد حاجة التلاميذ إلى المعونات الخارجيّة لأن الجامعة لا تقدّم إلا عشر منح كاملة بناء على الكفاءة).

إن الحلقة الترويجيّة عن الجامعة زخرت بالمديح الذاتي والادعاء الفارغ. ما معنى أن يتحدّث عميد كليّة الطب، محمد صايغ، مثلاً عن تحويل الجامعة إلى «هارفرد الشرق الأوسط»؟ ولماذا يكون هذا هدف الجامعة؟ وكيف يتوافق هذا الوصف مع رصد الجامعة لـ٢,٤ ميلون دولار فقط من ميزانيّة الجامعة للأبحاث. (سألتُ صديقاً في الهيئة التعليميّة في كليّة الطب في جامعة «هارفرد» عن نفقات مختبره للأبحاث في الجامعة فكان الجواب أنه يبلغ ٨٠٠٠٠٠ دولار في السنة الواحدة). إن نفقات أبحاث الجامعات البحثيّة هنا تفوق الميليار دولار، وحتى جامعة تعليميّة (غير بحثيّة) مثل جامعة ولاية كاليفورنيا في سان برناردينو تنفق نحو ١٥ مليون دولار في السنة على الأبحاث (إن نفقات البحث في الجامعة الأميركيّة في بيروت تتراوح بين العشرة والاثني عشر مليون دولار لو احتسبنا التمويل الخارجي للأبحاث في الجامعة). فلماذا الحديث عن جامعة بحثيّة مع أن الطموح هذا يتطلّب بنية أكاديميّة بحثيّة (وحتى حكوميّة) غير متوفّرة في لبنان؟ وسألتُ صديقاً في كليّة الطب في الجامعة الأميركيّة في بيروت عن تطوّر الأبحاث فيها، فقال إن معظمها هو أبحاث تطبيقيّة عياديّة (وبتمويل من شركات خاصّة). وتمويل الأبحاث الأساسيّة في الجامعة (خصوصاً في كليّة الطب) يكاد يكون معدوماً (مع أن لا أرقام موثوقة حول ذلك) فيما تذهب أموال «مؤسّسة الصحة الوطنيّة» الأميركيّة مناصفة تقريباً بين الأبحاث الطبيّة الأساسيّة والتطبيقيّة.

هناك أطباء وأساتذة ماهرون ومهنيّون (وماهرات ومهنيّات) في الجامعة لكنهم يفتقرون للتمويل البحثي والدعم الأكاديمي المطلوب والبيئة العلميّة التي يفترض أن توفّرها الجامعة للباحثين والباحثات. كما أن الرؤية المستقبلية للجامعة تعتمد اعتماداً كليّاً (وفي هذا يتوافق الرئيس الجديد مع عميد كليّة الطب) على بناء أسرّة الدرجة الأولى لكسب موارد السياحة الاستشفائيّة. والخلاف الأخير بين إدارة مستشفى الجامعة الأميركيّة وإدارة الضمان الاجتماعي يتعلّق بحجّة الجامعة الدائمة أن لا أسرّة لديها إلّا من صنف الدرجة الأولى. إن رؤية الجامعة تهمل ربط عمل الجامعة (في كل كليّاتها) بمحيطها العربي وحاجاته، وتحصر همّها بكيفيّة الاستفادة من المرضى الأثرياء من لبنان ومن الدول المجاورة (خصوصاً من العراق حيث تعمل الجامعة على جذب مرضاها). لكن الصديق في كليّة الطب في جامعة هارفرد يرى أن ذلك صعب لأن دول الخليج استقطبت بواسطة المال خبرات علميّة ورصدت مبالغ ضخمة (حوّلت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن إلى المرتبة الأولى في التصنيفات العالميّة بين الجامعات العربيّة) لفرع مستوى جامعاتها. والجامعة الأميركيّة، كما ورد في كلام فضلو، تبدو جاهلة عن تقدّم البحث الطبّي في إيران (بالرغم من الحصار والعقوبات) وفي تركيا. وقد ربطت بعض دول المنطقة مستشفياتها مع المستشفيات الأكاديميّة المعروفة في الغرب (مثل مستشفى الملك حسين في الأردن مع «مايو كلينيك»، أو كليّة الطب في جامعة كورنيل مع دولة قطر).

يستحق تلاميذ وطلاّب الجامعة إدارة أفضل بكثير. والخلل الرئيس يكمن في كيفيّة إدارة الجامعة، خصوصاً من قبل مجلس الأمناء في نيويورك الذي يدير الجامعة عن بعد ومن دون معايير أو شفافية. يتم اختيار رئيس الجامعة ووكيلها الأكاديمي من دون إشراك الهيئة التعليميّة في القرارات. حتى اختيار الحائزين على شهادات الدكتوراه الفخريّة، لا تتشارك فيه الجامعة في بيروت. القرارات تأتي جاهزة ومعلّبة من نيويورك (ومجلس الأمناء كان يريد منح زالمي خليلزاد، سفير الاحتلال الأميركي في العراق وأفغانستان، الدكتوراه الفخريّة قبل سنوات، لولا اعتراض البعض في بيروت في إدارة الجامعة ضد الاختيار).

ولا يمكن للجامعة أن تغيّر من واقعها وحقيقتها من خلال برنامج تلفزيوني يفتقر للمعايير المهنيّة. الجامعة في ترويجها الذاتي تلجأ إلى خدعة «الحلم الأميركي» (الذي يؤمن به فضلو حسب استشهاده غير المؤثّر باللوحة التذكاريّة على تمثال الحريّة الأميركي. أي أن شهادة القلّة المؤثّرة سياسيّاً من خرّيجيها تصبح كأنها هي القاعدة السائدة، ويصبح عدم جمع ثروة أو الوصول إلى مواقع وزاريّة هو الاستثناء). وتعتمد الجامعة في شهاداتها عن نفسها على الأثرياء والساسة الذين يريدون لنا أن نصدّق أن الجامعة كانت وراء أسباب «نجاحهم» — بالتعريف الرأسمالي. لكن: عندما تسمع مروان المعشّر (وكان ركناً بارزاً في النظام الأردني القمعي، وسفيراً في دولة العدوّ) تتساءل: هل الجامعة الأميركيّة هي التي دعت الملك الأردني يعتمد على خدماته أم الولاء والطاعة للنظام؟ (ومروان المعشّر اعتبر أن اليميني الرجعي، شارل مالك، الذي كان عضواً بارزاً في القيادة السياسيّة للميليشيات اليمينيّة في سنوات الحرب، كان رائداً من روّاد النهضة العربيّة). وهل تخرّج فؤاد السنيورة من الجامعة هو الذي دفع به إلى سدّة رئاسة الحكومة بل ولاؤه لآل سعود ولآل الحريري؟ طبعاً، إن الجامعة الأميركيّة هي المكان المناسب لتطويع وتعليب خرّيجين يتطابقون مع مواصفات الطاعة والولاء الرأسمالي. لهذا، فإن الشركات ترغب في توظيف خرّيجي وخرّيجات الجامعة في مواقع وسطيّة فيها. أما المواقع القياديّة في الشركات الكبرى في دول الخليج فهي حكر على أولاد الأمراء والشيوخ، وعلى الرجل الأبيض. لا أقلّل من مهارة الجامعة الأميركيّة في توفير عناصر طاعة في المؤسّسات الرأسماليّة الشرقيّة والغربيّة.

يمكن للجامعة أن تتطوّر وأن تنمو لو تربط برامجها بحاجات المحيط الحقيقيّة، لكن ليس على أساس الربح وجذب الأموال الخارجيّة. كما أن السياسة الماليّة للجامعة يمكن أن تتغيّر باتجاه تعزيز تمويل الفقراء وتقليص الاعتماد على «وكالة التنمية» التي تستعمل تمويلها للإمساك بقرارات الجامعة وخرق قوانينها وخصوصيّة طلّابها. أما الرئيس الحالي، فهو يرصد المال من أجل المزيد من الأبنية (قد تفوق أكلاف البناء الطبّي الجديد النصف ميليار دولار المعلنة)، وهو يزيد عدد الطلّاب بشكل ذريع (إلى نحو ٨٨٠٠، وهو رقم قياسي مما يقلّص نسبة الأساتذة إلى التلاميذ وهو معيار من معايير الجودة في التعليم) من أجل كسب المزيد من المال (بالإضافة إلى الزيادة المستمرّة في الأقساط). وتعزيز التعليم الجامعي في بلادنا يحتاج بصورة ماسّة إلى التنسيق بين الجامعات الخاصّة والرسميّة من أجل تنويع الاختصاصات وعدم تكرارها بصورة غير ضروريّة، بالإضافة إلى الربط بسياسة حكوميّة وطنيّة — أي لا تنتمي إلى سياسة خارجيّة لدولة ما تتدخّل في قرارات سياديّة. لكن الطبقة الرأسماليّة في بلادنا والعقليّة النخبويّة تعمد إلى نشر ثقافة النخبويّة لترسيخ التفاوت الطبقي، الذي لم يكن يوماً عفوياً — لا هنا ولا هناك.

أسعد أبو خليل





بوابة التربية
افتتاح المؤتمر العلمي الخامس عشر – كلية طب الأسنان


أقامت كلية طب الأسنان في الجامعة اللبنانية، برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الجامعة اللبنانية الدكتور فؤاد أيوب، حفل افتتاح المؤتمر العلمي الخامس عشر، في قاعة المؤتمرات في مجمّع الرئيس الشهيد رفيق الحريري الجامعي _الحدث، بحضور النائب علي بزي ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، النقيب الدكتور غسان يارد ممثلاً وزير الصحة العامة غسان حاصباني، غسان شكرون ممثلاً وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة، النائب قاسم هاشم، سفيرة دولة تشيلي في لبنان مارتا شلهوب،  العميد الركن طانيوس اسحق ممثلاً قائد الجيش، العقيد بشارة معلوف ممثلاً مدير عام قوى الأمن الداخلي، العميد الطبيب علي السيد ممثلاً مدير عام الأمن العام، العقيد حسن الخطيب ممثلاً مدير المخابرات، نقيب أطباء الأسنان في لبنان- بيروت كارلوس خير الله، نقيب أطباء الأسنان في لبنان- طرابلس الدكتور أديب زكريا، رئيس الجامعة الأنطونية الأب جرمانوس جرمانوس، رئيس الجامعة الاميركية ممثلاً بالبروفسور جو غفري، الأمين العام لاتحاد كليات طب الأسنان العربية، عميدة كلية طب الأسنان في جامعة القديس يوسف د. ندى نعمان ممثلةً رئيس الجامعة، نائب رئيس جامعة بيروت العربية للشؤون الأكاديمية وعميد كلية طب الأسنان البروفسور فؤاد عثمان، عمداء كليات طب الأسنان العربية، عميد كلية طب الأسنان في الجامعة اللبنانية د. طوني زينون، العمداء في الجامعة اللبنانية وأعضاء مجلس الجامعة، المديرون ورؤساء الأقسام الأكاديمية والأساتذة أفراد الهيئة التعليمية وعدد من الطلاب ووسائل الإعلام.

بعد عزف الفرقة الموسيقية، المؤلفة من طلاب السنتين الرابعة والخامسة، للنشيد الوطني اللبناني ونشيد الجامعة اللبنانية، رحّب الدكتور أنطوان شوفاني بالحضور وقال في كلمته:” مؤتمرنا اليوم يحمل شعاراً متميزاً : خطوة خطوة في علوم طب الأسنان. أليس التعلّم مساراً تراكمياً وتصاعدياً؟ ألا تبدأ مسيرة الألف ميل بخطوةٍ أولى؟. لذلك ارتأينا إعادة الأمور إلى مسارٍ سليمٍ وواضح يتيح لطبيب الأسنان العام أن يجد أجوبة محددة وحلولاً لمشاكله اليومية وليس مجرد استعراضٍ لتقنيات متطورة وتكنولوجية تعده بنهاية المسار ولكن من دون تحديد الحطوات الواجب اتخاذها.”
تابع:” أليس هو دور الجامعات وأقسام الأبحاث أن تكون المنارة والدليل الصادق؟ لا بل والضمير العلمي.”
 
(..)
سلامة
ثم كانت كلمة لرئيس اللجنة العلمية الدكتور زياد سلامة(..)
وأشار إلى أن مقاربة ” خطوة بخطوة” لطب الأسنان تشكل الموضوع الرئيسي للمؤتمر الدولي الخامس عر الذي يحمل الهدف الواضح المتمثّل بربط العلم لممارسة العيادة اليومية. هذا المؤتمر الذي جمع 17 متحدثاً من أربع قارات: أميركا وأوروبا وآسيا وأفريقيا، كما جرى التخطيط لسلسلة من 18 ورشة عمل ستكون جلسات عملية متعددة التخصصات على مدى أربعة أيام من أجل إتاحة المجال للتصال العلمي المباشر بين أطبء الأسنان المشاركين.
 
زينون
وألقى عميد كلية طب الأسنان في الجامعة اللبنانية البروفسور طوني زينون كلمة قال فيها:” مؤتمرنا يعرض ويقارب ويناقش لمدة أربعة أيام طب الفم والفكين والوجه، وكل جوانب العلوم السنية السريرية، منها جراحة الروبوتية وجراحة الزراعات السنيّة الموجّهة، جراحة ال Piezo، مداواة لبّ السنان الثلاثية الأبعاد ومبحث لبّ الأسنان تحت تأثير التكبير المجهري، طب الأسنان المبني على البرهان والإثبات، التشخيص بواسطة أشعة ال Scanner من نوع CBT والأعراض الفموية والفكية لتناول النرجيلة ولمرض وقف التنفس أثناء اليوم.”

وتابع:” ستشهدون وتشاركون كل التقنيات الحديثة والعصرية من خلال محاضرات الجلسات الواسعة والندوات المتخصصة والورشات العلمية، يقدمها خبراء بارزون ومتميزون قدموا إلى لبنان لإحياء التبادل المثمر والمتفاعل والملهم والمثير للجدل مع الزميلات والزملاء أطباء الأسنان اللبنانيين والعرب.”
أضاف:” سوياً مع معرض أدوات ومنتجات طب الأسنان الواسع والشامل، سيكون البرنامج العلمي للمؤتمر الخامس عشر لكلية طب السنان منبراً يضجّ بالمعلومات والمعطيات والابتكارات الجديدة، يستفيد منها ويناقشها ويطبّقها أطباء السنان العرب والشرق أوسطيين.

مؤتمرنا سيكون أيضاً فرصةً حقيقية للّقاء مع الزملاء والأصدقاء ولخلق الشبكات المهنية والأكاديمية والبحثية مع أهل العلم والممارسة السريرية ومع العارضين الذين أتوا إلى لبنان من كل أطراف العالم.”
كما دعى باسم أعضاء مجلس كلية طب الأسنان في الجامعة اللبنانية وباسم أساتذتها ومدرّسيها ومحاضريها ومدرّبيها وأمانة سرّها وموظّفيها وتلامذتها،  للمشاركة الفعلية والنشيطة بأعمال المؤتمر بهدف الإستفادة منها واستخدام نتائجها في الممارسات اليومية.
 
أيوب
ثم كانت كلمة لرئيس الجامعة اللبنانية  قال فيها:” أقف معكم هذا الصباح ومن على هذا المنبر والفرحة ترمق قلبي. لا بل هي فرحتان، الفرحة الأولى مصدرها اعتزازي بالجامعة الوطنية التي لي شرف تمثيلها وقد أعطتني الكثير. والثانية متأتية من كلية طب الأسنان التي كانت ومن فترةٍ قريبةٍ كليتي ومنزلي وكان لي فخر عمادتها. فأنا أقف معكم اليوم ليس كضيفٍ أو رئيسٍ للجامعة اللبنانية فحسب، حيث كان لي شرف رئاسة هذا المؤتمر الذي شاركت في وضع أسسه حين كنت ما أزال عميداً.”

تابع:” ولأنّ الجامعة اللبنانية نشأت منذ البداية ثمرة جهود وتضحيات كبيرة لتكون جامعة الوطن وجامعة كل الناس رافعةً راية ديمقراطية التعليم وحق كل المواطنين به بعد أن كان حكراً على الطبقات الميسورة، فشكّل انطلاقتها ثورةً علمية واجتماعية أتاحت للجميع ومن دون أي تمييز أو عوائق الوصول إلى أعلى المراتب وتكريس ديمقراطية حقيقية بما تعنيه من مساواة بين جميع المواطنين.”

وأضاف:”  هذا الفكر وهذه الفلسفة أردناهما روح مؤتمرنا. فمنذ أن اتخذت المؤتمرات العلمية الجامعية والنقابية بعداً تخصصياً مواكبةً لآخر التطورات العلمية والتكنولوجية ، ابتعدت تدريجياً ومن دون أن تدري أو تقصد عن مشاكل وحاجات طبيب الأسنان اليومية، وخاصة أطباء الأسنان العاملين والذين يشكلون الأكثرية الساحقة من الجسم الطبي. وبشكل خاص الأطباء العاملين في المناطق البعيدة. مما أدّى إلى انكفائهم تدريجياً وابتعادهم عن المشاركة نتيجة شعورهم بأن المؤتمرات لم تعد معنية بتقديم ما يحتاجون إليه في ممارساتهم اليومية، وبأنها أصبحت تتسابق على استقطاب الأسماء اللامعة وآخر صيحات التكنولوجيا ناسيةً الأمور الأساسية واليومية للمهنة.”

أردف:”من هنا ارتأينا أن نعيد الأمور إلى نصابها، من خلال الطلب من المحاضرين الالتفات إلى هذه الحاجات الأساسية سواء في المحاضرات النظرية أو المشاغل التطبيقية.
ومن هنا كان اختيار عنوان مؤتمرنا step by step in dentistry بما يعنيه من تدرّج للمعلومات والتقنيات، وكان انطلاقاً من الأسس وصولاً إلى ما هو متقدّم ومتطور.

وهذا يعني بالتالي نزع الصفة النخبوية عن المؤتمر والتوجه إلى جميع أطباء الأسنان. ولكن هذا الأمر لا يعني قطعاً ابتعاد المؤتمر عن آخر الابتكارات والنظريات والأبحاث والتي احتفظت بحيّزها في مؤتمرنا هذا.”
أضاف:”إن أيّ عملية نهوض وارتقاء تقتضي تقليص الفوارق وإتاحة المعلومات للجميع ومن دون تمييز.
أليست هذه رسالة الجامعة اللبنانية؟ أردناها أيضاً هدف مؤتمرنا.”
وختم قائلاً:”عسانا التوفيق في مسعانا وكلنا أمل وثقة بقيمة هذه التجربة وأحقيتها تعزيزاً لديمقراطية في التعليم ورفع شأن مهنة طب الأسنان.”
 
بزّي
(..)

وفي الختام جرى تقديم دروع تكريمية للبروفسور انطوان كرم والبروفسور ايليا صفير والدكتور حسين حماصني لمساهمتهم في تقدم الكلية و ازدهارها. ودروع تكرمية لكل من النائب على بزي ورئيس الجامعة اللبنانية والبروفسور طوني زينون.
كما تخلّل المؤتمر وصلات غنائية للفرقة الموسيقية.



حمادة هنأ تلامذة “سبيل الرشاد” لفوزهم بالبطولة العالمية للروبوت

استقبل وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة وفداً من ثانوية سبيل الرشاد في القرعون – البقاع الغربي وضم الوفد التلامذة الذين يشكلون فريق Robot Builders الذين فازوا للمرة الثانية على التوالي في بطولة الروبوت في الولايات المتحدة وكانوا فازوا لمرتين متتاليتين ببطولة لبنان وذلك في التصميم الميكانيكي كما فازوا بأفضل تصميم ميكانيكي في بطولة العالم في أوستراليا وحازوا أيضاً جائزة الإستراتيجية في التصنيع في إسبانيا. (..)



الجمال: الهيئة التعليمية والإدارية هي العنصر الأهم في الجامعة وليس المباني

أكد المدير العام للتعليم العالي الدكتور أحمد الجمال، أن الهيئة التعليمية والإدارية هي العنصر الأهم في الجامعة وليس المباني. ولفت إلى أنه بفضل تعاون الوزارة ومؤسسات التعليم العالي سننجح بتطوير قدراتنا.
نظمت جامعة الروح القدس – الكسليك، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي والوكالة الجامعية للفرنكوفونية، ورش عمل حول “التميز في التعليم والتعلم” في إطار مشروع “E-TALEB”، الذي حظي بتمويل مشترك من برنامج الاتحاد الأوروبي ايراسموس (European Union Erasmus)، وورشة العمل الثالثة لضمان الجودة في الجامعات اللبنانية.
وجرى خلال الورشة الإطلاق الرسمي للمعايير المهنية للتميز في التعليم والتعلم في الجامعات اللبنانية، في حضور المدير العام للتعليم العالي الدكتور أحمد الجمال، رئيس الجامعة الأب البروفسور جورج حبيقة، مدير مكتب الشرق الأوسط في الوكالة الجامعية للفرنكوفونية البروفسور هيرفيه سابوران، نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية منسق مشروع “E-TALEB” الدكتور جورج يحشوشي، وممثلين عن الجامعات وشركاء المشروع المحليين والدوليين.
يحشوشي
بعد النشيدين اللبناني والأوروبي، تحدث الدكتور جورج يحشوشي، فاعتبر أن مشروع “إطار المعايير المهنية للتميز في التعليم والتعلم في الجامعات اللبنانية، هو نتاج لمسيرة طويلة بالتوازي مع نشاطات مشروع E-TALEB الذي أطلق في شباط 2016، من ورش عمل وطاولات مستديرة جرت في جامعات لبنانية وأجنبية. واليوم، نطلق معايير هذا المشروع رسميا، كما نطلق ورش عمل حول كيفية تطبيق هذه المعايير في الجامعات اللبنانية. وتستند هذه المعايير إلى ثلاثة أبعاد: مجالات التطبيق والاتجاهات والقيم المهنية والمعرفة الأساسية، وهي جاهزة لتخدم المؤسسات والأفراد، علما أنه مستوحاة من إطار المعايير المهنية للتميز في التعليم والتعلم في الجامعات البريطانية وقد وضع بدعم من الشركاء الأوروبيين”.
سابوران
ثم كانت كلمة لمدير مكتب الشرق الأوسط في الوكالة الجامعية الفرنكوفونية البروفسور هيرفيه سابوران، شدد فيها على “أهمية الجودة والابتكار كركيزتين أساسيتين للتعليم الجامعي. ومن هذا المنطلق، تبنت الوكالة هذا النهج الجديد وأدخلته في استراتيجيتها للسنوات المقبلة التي تهدف إلى، أولا: تطوير سياسة الشراكة في الجامعات تتلاءم مع العالم الاجتماعي والمهني ووضع نهج يقوم على ريادة الأعمال، ثانيا: إصلاح طرائق التعليم عبر الابتكار التربوي، ثالثا: تطوير البحوث ومواجهة التحديات الاجتماعية الموجودة في المنطقة، رابعا: وضع نهج مؤسساتي ودولي يخدم الجودة والتقدم، خامسا: تعزيز دور الجامعة كعنصر عالمي للتطور لا سيما من خلال الحوار بين الثقافات والوساطة. ومن الواضح أن المشاريع الثلاث، أي ADIP، E-TALEB، ومحترفات الجودة تناسب أهدافنا، لذا إنه من دواعي سرورنا أن تقوم الوكالة الجامعية الفرنكوفونية بدعمها ومساندتها”.

حبيقة
وألقى رئيس الجامعة الأب البروفسور جورج حبيقة كلمة، فقال: “أفتخر كثيرا كرئيس للجامعة، بأنني أدير مؤسسة ملتزمة التزاما كاملا بالتميز في الحوكمة وبالجودة في التعليم. هي مؤسسة تحمل رسالة تصبو من خلالها إلى أن يكون كل طالب فيها حالما يمتلك جميع المهارات والمعارف المطلوبة لقيادة اقتصاد الغد. ومن المفيد هنا، بهدف بلورة هذه الفكرة، أن أذكر تعريفا لمختلف أنواع المعلمين، قدمه الأديب الأميركي ويليام آرثر وارد: “المعلم العادي يبلغ. المعلم الجيد يشرح. المعلم الممتاز يوضح. والمعلم العظيم يلهم”. ويمكن تحقيق ذلك حصرا من خلال تطوير مستمر لطرائق التعليم والتعلم. وأقتبس هنا من الفيلسوف وعالم النفس والمصلح التربوي الأميركي جون ديويي “إذا علمنا طلاب اليوم كما علمنا طلاب الأمس، فنحن نسلبهم غدهم”.

الجمال
وختاما، كانت كلمة للدكتور أحمد الجمال، اعتبر فيها ان “هذا اللقاء بمثابة احتفال بالتعددية لأنه يجمع عددا من المؤسسات المختلفة. ومن شأن الخطوات التي نقوم بها أن تقوي نظام التعليم العالي اللبناني وأن تحافظ على موقع لبنان المتميز في قطاع التعليم العالي على الساحة الدولية”.

اضاف: “أنا فخور بأن الخطة الإستراتيجية التي اتبعناها في وزارة التربية والتعليم العالي قد نجحت في إقامة تعاون وثيق وتواصل كامل بين الوزارة من جهة، ومختلف مؤسسات التعليم العالي من جهة أخرى، وخلقت تبادلا ديناميكيا بينها. فمن غير الممكن أن نطور قطاع التربية ونظام التعليم من دون هذه العلاقة بين الطرفين. هذا ولحظت استراتيجيتنا قسمين، الأول، يعنى بتطوير ضمان الجودة في مؤسسات التعليم العالي في لبنان، والثاني، يتعلق بتطوير قانون خاص بضمان الجودة، علما أن هناك مشروع قانون في مجلس النواب نتمنى أن يصدر قريبا. إلا أن أحدا لم يول أهمية لقانون ضمان الجودة، لكننا أقمنا شراكة بين القطاع العام والخاص تجلت في تمثيل القطاعين في مجلس التعليم العالي، حيث يشارك القطاع الخاص باتخاذ قرارات مهمة ومصيرية بشأن تطوير قطاع التعليم”.

وتابع: “أفخر بعلاقتي القديمة مع جامعة الروح القدس – الكسليك التي هي إحدى أهم مكونات نظام التعليم العالي في لبنان، وأولى الجامعات التي بدأت بتطبيق خطتنا الإستراتيجية لتطوير ضمان الجودة في الجامعات اللبنانية. ونعتبر مشروع E-TALEB مشروعا يعنى بضمان الجودة لأنه يعالج معايير التعليم والتعلم التي تدخل حكما في إطار ضمان الجودة، خصوصا وأن الهيئة التعليمية والإدارية هي العنصر الأهم في الجامعة وليس المباني. وأنا متأكد بأننا سنصل إلى خواتيم سعيدة بفضل هذه الديناميكية وهذا التعاون بين الوزارة ومؤسسات التعليم العالي وسننجح بتطوير قدراتنا وتحقيق طموحاتنا لنكون الأفضل في المنطقة”.
ثم انعقدت ورشات عمل حول “كيفية تطبيق المعايير لخدمة المؤسسات والأفراد، وصولا إلى ضمان جودة التعليم وتميزه”.



الوكالة الوطنية
من الوكالة


•    احتفل المركز المهني للوساطة في جامعة القديس يوسف في بيروت، بتخريج دفعة من التلامذة الوسطاء من مدارس رسمية عدة في بيروت والشمال والجنوب، برعاية وزارة التربية والتعليم العالي، في حرم كلية العلوم الاجتماعية - شارع هوفلان. (..) يذكر انه، من خلال هذا المشروع تم تدريب 285 تلميذا على التواصل الإيجابي، وعلى الإدارة الحبية للأزمات والوساطة، وبنتيجة هذا المشروع أصبح هناك 107 طلاب وسطاء سيمارسون الوساطة في قلب مدارسهم. هناك ما يزيد على 80 شخصا من الأساتذة وذوي التلامذة تمت توعيتهم على أهمية الوساطة وأصبح 14 أستاذا منهم مدربين على إدارة النزاعات وحلها حبيا".(..)
•    أقامت كشافة المهدي بالتعاون مع بلدية النبي شيت واتحاد بلديات شرقي بعلبك، كرمس ألعاب بمناسبة ولادة الامام المهدي، في باحة مقام الشهيد السيد عباس الموسوي، تخلله تلاوة المولد الشريف، والعاب نفخ، ورسم على الوجوه ، وأنشطة كشفية، وتوزيع هدايا، وإطلاق مفرقعات نارية .



الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز التقارير التربوية في الصحف المحلية،
 وموقع التعبئة التربوية لا يتبنى مضمونها





تعليقات الزوار


مواقيت الصلاة

بتوقيت بيروت

الفجر
5:39
الشروق
6:52
الظهر
12:22
العصر
15:26
المغرب
18:09
العشاء
19:00