جريدة النهار
هل تتحول اللبنانية إلى مدرسة بشُعَب كثيرة للمناطق؟
اعتراضات في مجلس الجامعة على فتح الفروع وإهمال المجمعات
ليس أمراً عادياً أن يصبح استحداث شعب للكليات تقليداً في الجامعة اللبنانية، التي تئن تحت أعباء مالية وعجز يقدران بـ109 مليارات ليرة، فكيف تقرر القوى السياسية سلفاً دعم فتح شعب وفروع لأهداف انتخابية؟ ثم تترك مجمعاتها ومستقبلها للمجهول.
تأتي مناسبة فتح شعبة العلوم التمريضية لقضاءي راشيا والبقاع الغربي يوم غد الأحد، للقول أن الجامعة بدأت تتحول الى شعب وفروع بالجملة. بات استسهال استحداث الشعب أمراً على حساب المجمعات، لتفتح شهية القوى السياسية والطوائف على المطالبة بفتح شعب وفروع في اختصاصات مختلفة في مناطق سيطرتها، ولتضع الجامعة أمام تحديات صعبة ليس سهلاً مواجهتها.
في الجلسة الأخيرة لمجلس الجامعة اللبنانية، كادت الأمور أن تنفجر بين العمداء وممثلي الأساتذة ورئيس الجامعة. فتح نقاش في المجلس حول إنشاء الشعب والفروع، والذي يعود الى قرار سابق لمجلس الجامعة يتعلق بإنشاء فرعين للجامعة في عكار وبعلبك - الهرمل يضمان عدداً من الاختصاصات في كليات مختلفة، إضافة إلى فرع لكل من كليتي التربية والسياحة في جبيل، وفرع للعلوم البحرية لمحافظة عكار فقط.
وكان اعترض عدد من العمداء حينها على إصرار رئيس الجامعة الدكتور فؤاد أيوب على إنشاء الفروع، معتبرين أنها ستكون على حساب المجمعات المقررة التي يجري العمل في بعضها في الفنار وزحلة وطرابلس والنبطية، وكأن الجامعة تعود إلى نقطة الصفر، لتتحول إلى صيغة المدارس في الأطراف وتهمل الفروع المهمة، بضغوط من قوى سياسية وطوائف. وتبين في الاجتماع الأخير أن رئيس الجامعة يريد فتح فروع لكليات الزراعة والعلوم في عكار والهرمل، فيما لم يحسم فرع التربية في جبيل، ما أثار حفيظة بعض العمداء، فأعيد تأكيد فتح الفرع من دون صدور قرار فيه حتى الآن. وفي المقابل تساءل عمداء عن جدوى إنشاء كلية العلوم البحرية في عكار، طالما هناك مركز في البترون، فيما اعترض عميد الزراعة سمير مدور على فتح كليات للزراعة قبل أخذ رأي المجلس العلمي للكلية، علماً أن كلية الزراعة منشأة بموجب مرسوم منذ عام 1967 وخصصت بـ154 دونماً لتأسيسها في تل عمارة في البقاع، في منطقة وسطية بين البقاعين الغربي وراشيا وبعلبك – الهرمل، وتحديداً في قضاء زحلة، فيأتي قرار بإنشاء فرع للزراعة في الهرمل، ويبقى إنشاء الكلية في تل عمارة مهملاً. لكن الاعتراض الأساسي كان على فتح الفروع والشعب على أسس سياسية وطائفية وبضغط من القوى التي تريد تجيير فتحها لحسابات انتخابية.
أصرّ رئيس الجامعة الدكتور فؤاد أيوب على قرارات فتح الفروع، لافتاً إلى أنه تلقى وعداً من رئيس الحكومة سعد الحريري بدفع 89 مليار ليرة للجامعة، ما يغطي عجزها ويسمح بفتح الفروع في الشمال، علماً أن أحد العمداء اعترض على طريقة مناقشة موازنة الجامعة من دون وثائق بالأرقام. وفي اقتراح أيوب وموجباته، أن الجامعة لديها فروع في كل المحافظات باستثناء عكار وبعلبك – الهرمل، "وأن غياب الجامعة عن هاتين المحافظتين يدفع الشباب للإنتقال الى زحلة وطرابلس ويرتب عليهم أعباءّ مادية كبيرة.
لكن الأخطر، وفق عمداء، يبقى في إهمال المجمعات الجامعية المقررة لمصلحة إنشاء فروع جديدة بلا دراسات ولا تخطيط مسبق، فتلك مسألة تحتاج الى وقفة تدقيق ونقاش حول الجدوى، وما إذا كانت الفروع التي ستستحدث تؤمن تعليماً جامعياً نوعياً يقوم على الجودة، قبل أن نتأسف عندما نجد أن الجامعة صارت مثل المدارس، بعدما باتت الفروع والشعب منتشرة في كل مكان، حتى أن كل قرية باتت تطالب بفرع جامعي أو معهد. وفي هذا الخصوص، يشير أحد العمداء إلى أن الجامعة فتحت خلال 8 سنوات 6 شعب للعلوم بينها في مناطق حلبا ودورس في بعلبك، ويتبين أن عدد الطلاب في الشعب لم يتخط الـ350 طالباً وطالبة لكل الاختصاصات، إلى حد أن العدد المطلوب للسنة الثانية لم تتمكن الشعب من تأمينه. ويقول إن التفريع عندما يحل مكان الدمج في مرحلة تتطلب جمع الطلاب وليس فصلهم على مستوى الطائفة والمذهب، يعني أن هناك مشكلة كبيرة، فالدمج هو سمة التعليم الجامعي أولاً، ومركزته في المدن الكبرى، فإذا كان انتشار المدارس في القرى مسألة طبيعية، إلا أن انتشار الفروع الجامعية والشعب على النحو الذي تتناسل فيه مناطقياً، هو مسألة غير طبيعية، ما يحد من إمكان التواصل بين الطلاب من المناطق ويؤدي الى تراجع المستوى، وتحويل الجامعة الى المفهوم القروي الذي لا ينتج بحوثاً علمية ولا يعزز العلاقات الأكاديمية الوحيدة القادرة على نقل الطالب من فضاء القرية الى المدينة والعصر.
ويرى عمداء أن الاستعجال في التفريع الجديد ليس حلاً لمشكلة الطلاب، ولمشكلة الجامعة أيضاً. فهي تحتاج إلى النهوض مجدداً على قواعد مختلفة، تبدأ بتحديد وظيفتها كجامعة تتميز بالبحث وبالاستقلالية، ثم تأتي الأبنية الجامعية والمجمعات والمختبرات والموازنة، للدفع باتجاه بناء مؤسسة متكاملة بمراكز دراسات بحثية وعلمية وتكنولوجية، إلى ترتيب أوضاع الأساتذة على أساس الكفاءة الأكاديمية والبحث. فأن تصبح الضغوط طلباً لفرع هنا وشعبة هناك بعنوان الإنماء المتوازن، ذلك يحول الجامعة الى مدرسة بشعب كثيرة.
ابراهيم حيدر
بوابة التربية
6 ملايين ليرة جائزة حسن كامل الصباح لابتكارات الشباب
نظمت بلدية مدينة النبطية بالشراكة مع الهيئة الوطنية للعلوم والبحوث احتفال تسليم جائزة “حسن كامل الصباح لابتكارات الشباب”. فاز بالجائزة فيدال أمين، شارل فرح، جورج حداد، بيتر أبي خليل من مدرسة سيدة الجمهور ومحمد حرب، فراس مكي، علي ترحيني، حسن موسى من ثانوية المهدي – الشرقية وذلك ضمن فعاليات السنوية الرابعة عشرة لمباراة العلوم 2017. حضر الاحتفال جهاد جابر ممثلاً النائب ياسين جابر، محمد قانصو ممثلاً النائب محمد رعد، سعد الزين ممثلاً النائب عبد اللطيف الزين، عضو المجلس البلدي صادق اسماعيل ممثلاً رئيس بلدية مدينة النبطية، رئيس الهيئة الوطنية للعلوم والبحوث الدكتور أحمد شعلان ورئيس مجلس الإدارة رضوان شعيب، الشيخ نزار سعيد، رئيس لجنة الصباح الوطنية، ممثلين عن وزراة التربية والتعليم العالي ومدراء ثانويات وأعضاء هيئة التحكيم وفريق العمل التطوعي ووفود سياسية وإعلامية وشبابية وأهلية. افتُتح الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني، ثم ألقى رئيس مجلس ادارة الهيئة الوطنية للعلوم والبحوث رضوان شعيب كلمة شكر فيها بلدية النبطية لرعايتها مباراة العلوم على مدى السنوات الماضية. ثم ألقى رئيس الهيئة الوطنية للعلوم والبحوث الدكتور أحمد شعلان كلمة أشار فيها إلى ضرورة مكافحة الفساد بثقافة العلم والمعرفة. وشكر شعلان الهيئة التحكيمية وفريق العمل التطوعي في فعاليات السنوية الرابعة عشرة لمباراة العلوم 2017 على عطائهم ومساهمتهم في نشر العلم والمعرفة بأبهى صورة بين الطلاب المخترعين. وألقى أمين الشؤون الثقافية في لجنة الصباح الوطنية الدكتور عباس وهبي كلمة رحّب فيها بالحضور وبارك للمبتكرين الشباب فوزهم بجائزة “حسن كامل الصباح لابتكارات الشباب”، فهم سائرون على خطى العالم الكبير حسن كامل الصباح وأثنى على جهود الهيئة الوطنية للعلوم والبحوث التي تتجلى عامًا بعد عام بفعاليات مباراة العلوم منذ 14 عامًا. كما ألقى عضو بلدية مدينة النبطية صادق اسماعيل كلمة أعرب فيها عن سعادة بلدية مدينة النبطية بهذه الزيارة ودخول أعضاء الهيئة التحكيمية وفريق العمل التطوعي في مباراة العلوم 2017 المدينة من باب العلم والمعرفة. وشكر الطلاب والأساتذة والمحكمين المشاركين في فعاليات المباراة لنقلهم العلم والمعرفة لكافة الأجيال، وأعرب عن اهتمام بلدية النبطية بدعم المشاريع العلمية والتكنولوجية ومن هنا تأتي الشراكة الدائمة بين بلدية النبطية ومباراة العلوم لدعم الطلاب وتحفيزهم.
الابتكارين الفائزين
ثمّ جرى تسليم الشهادات التقديرية لهيئة التحكيم والمتطوعين، وبعدها عرّف الطلاب عن ابتكاريهما بعرض سريع. ابتكار “Le cousin intelligent” لفيدال أمين، شارل فرح، جورج حداد، بيتر أبي خليل وهو عبارة عن وسادة ذكية تعمل على مساعدة المستخدم على النوم وتوقظه عندما يريد، كما تعمل على قياس نبضات القلب وفي حالات المشاكل والأمراض ترسل تنبيهات للأقارب والمستشفيات القريبة. ابتكار “Power line – data communication system” لمحمد حرب، فراس مكي، علي ترحيني، حسن موسى وهو عبارة عن تكنولوجيا تساهم بنقل داتا الانترنت أو الستالايت عبر الكهرباء دون الحاجة إلى تمديدات وكلفة. ثمّ تسلّم االطلاب الجائزة النقدية ودرعاً تقديرية وتم التقاط صور تذكارية مع الحضور.
وكان قد سبق الاحتفال زيارة وفد أعضاء هيئة التحكيم لقلعة الشقيف- أرنون وفريق العمل التطوعي لمغارة الريحان وزيارة ضريح العالم والمخترع حسن كامل الصباح. واختتم النهار بحفل غداء تكريمي أقامته بلدية مدينة النبطية على شرف الحضور.
الوكالة الوطنية
يرق ممثلا حماده في ندوة التعليم من أجل المواطنة العالمية:
عصر أجهزة التواصل يستدعي مقاربات جديدة تتماشى معه
نظم مكتب اليونيسكو الاقليمي للتربية في لبنان، وبالشراكة مع وزارة التربية والتعليم العالي، وكلية التربية في الجامعة اللبنانية ندوة وطنية عن "التعليم من اجل المواطنة العالمية ومنع التطرف العنيف"، في اطار البرنامج الوطني لإعداد المعلمين في لبنان، برعاية وزير التربية والتعليم العالي مروان حماده ممثلا بالمدير العام للتربية فادي يرق.
وشارك في الندوة الخبيرة الدولية جان برنار و60 استاذا من كلية التربية، على ان تليها جلسات عمل للبحث في الهدف الرابع من اهداف التنمية المستدامة وهو "توفير التعليم الجيد للجميع".
(..)".
الهمامي
وتلاه المدير الاقليمي وممثل المنظمة في لبنان حمد بن سيف الهمامي بكلمة قال فيها:
"يسعدني ان ارحب بهذه النخبة المتميزة من الاساتذة والخبراء التربويين في مكتب اليونيسكو الاقليمي للتربية في الدول العربية. تضع اليونيسكو برامج اعداد المعلمين قبل الخدمة وبعدها في اولى اهتمامها. واسمحوا لي ان اعبر ايضا عن سعادتي بشراكتنا مع وزارة التربية وكلية التربية في الجامعة اللبنانية في تنفيذ هذه الندوة في اطار مشروع دمج مفاهيم التربية على المواطنة ومنع التطرف العنيف في برامج اعداد المعلمين. هذا المشروع الذي يؤكد دور الجامعات الرئيسي في إحداث التغيير وتحقيق التقدم في المجتمع - ودور كليات التربية على الاستجابة للقضايا التربوية المعاصرة التي تواجه عالمنا اليوم، ومنها ارساء اسس السلام والاحتفال بالتنوع ونشر ثقافة المواطنة".
وأضاف: "لم يعد يقتصر دور الجامعة على تطبيق الأبحاث في خدمة المجتمع والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة وتقدم المجتمعات. ولهذا تصبح كليات ومعاهد التربية مطالبة بمراجعة نقدية ودورية لمناهجها والقيام بدراسات وأنشطة غير تقليدية تسهم في رفع الكفاية المهنية والثقافية لطلابها. هذا ينطبق على دور الجامعات عموما وفي حالة كليات التربية يكتسب هذا الدور معنى إضافيا لكونها منوطة بإعداد المعلم الذي هو حجر الزاوية في بناء أسس مستقبل الدول".
وتابع: "كلنا نتفق على جودة أي نظام تعليمي تقاس بمستوى جودة معلميه. فالمعلمون هم الأساس لتوفير التعليم الجيد للجميع وبهم تهيأ عقول الأجيال العتيدة ومواقفها بحيث تتمكن من مواجهة التحديات العالمية الجديدة واغتنام ما يستجد من فرص على الصعيد العالمي. لقد بات التعليم المبتكر والجامع والرامي إلى تحقيق النتائج حاسما إذا ما رغبنا في إتاحة أفضل الفرص لملايين من اطفالنا وشبابنا. لذا، يدعو الهدف الرابع للتنمية المستدامة، توفير التعليم الجيد للجميع والركن الأساسي لجدول أعمال التعليم حتى عام 2030. ويعد تحقيق هذا الهدف عاملا حاسما في تحقيق سائر أهدافنا الإنمائية الشاملة، إذ تعتمد عملية إقامة مجتمعات قوية على وجود مواطنين متعلمين وقوة عاملة مدربة تدريبا جيدا. ولكن لا يمكن تحقيق ذلك الا من طريق الاستثمار في توظيف المعلمين ودعمهم وتمكينهم".
وقال: "كلنا نعرف ان انتشار العنف وخطابات الكراهية والتطرف العنيف هي من أهم التحديات السائدة في منطقتنا. ولمواجهة هذه التحديات، يحتاج الاطفال والشباب إالى فرص تعلمية لاجل تطوير المعارف والمهارات وامواقف التي ا تساعدهمهم في تبني مواقف إيجابية مع الآخر المختلف.
ففي هذا الاطار، تم إعداد هذه المبادرة الفريدة الأولى في لبنان وفي المنطقة مع كليات التربية بهدف تحفيز دور المعلم وإشراكه بشكل ملموس في نشر ثقافة المواطنة ومنع التطرف العنيف. وهي مبادرة رائدة لا سيما أنها تعالج مسائل تعني لبنان مباشرة".
واضاف: "لا يمكننا كخبراء تربية أن نغفل المبدأ التربوي الذي يقر أن بناء قيم التسامح والمواطنة لا يمكن تناوله معرفيا وأكاديميا، بل يجب أن يعيشه وبممارسة الطالب كأنشطة داخل المدرسة وخارجها.
كلنا ثقة بأن طلاب كليات التربية في لبنان يمارسون هذه القيم لكي ينقلوها إلى طلابهم مستقبليا".
وختم: "كل الشكر لشريكنا الدائم - وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان، ولرعاية معالي الوزير الاستاذ مروان حماده، ولسعادة المدير العام الصديق الاستاذ فادي يرق، ولعميدة كلية التربية ولجميع الحضور".
الهاشم
والقت عميدة كلية التربية في الجامعة اللبنانية الدكتورة تيريز الهاشم كلمة قالت فيها: "ان التزام كلية التربية في لبنان مواكبة تحقيق اهداف التنمية المستدامة يفرض عليها العمل على تطوير اهدافها ومناهجها وادائها وطرق تدريسها وتطوير قدرات الجهاز التعليمي، ولا سيما ان الكلية هي الجهة الوحيدة على المستوى الوطني الموكل اليها الاعداد التربوي لكل الجهاز التعليمي والاداري للقطاع الرسمي في لبنان".
وأضافت: "ان ورشتنا هذه حول التربية على المواطنة العالمية والوقاية من التطرف العنيف تأتي في وقت دقيق حيث العنف والارهاب والتطرف يهددون السلم والامن الجماعي والفردي وحيث ان لا تقدم ولا تنمية من دون السلم والاستقرار والامن.
لقد تميزت كلية التربية بانها اوجدت في مناهجها مقررا خاصا للتربية على المواطنة وضمنت مفاهيم التنمية المستدامة ولو بشكل جزئي في مقررات اخرى.
نحن كلنا ثقة بأن هذه الورشة ستساعدنا في بلورة وتطوير وتبني المبادئ والمفاهيم التي تسهم في تشكيل شخصية المتعلم، المتفكر، المحصن بالمعرفة والقيم والسلوكيات التي تجعل منه مواطنا صالحا، منتجا، مسؤولا ومسائلا، ومساهما اساسيا في دفع مسارات التنمية في مجتمعنا".
وتابعت: "امام موضوع التطرف نقف حائرين مذعورين كيف يتجسد دور التربية والتنشئة الاجتماعية في مقاومة التطرف او بالعكس دورهما في زرعه وترسيخه".
وتحدثت عن "مفهوم التنشئة الاجتماعية وهو لا يؤمن له لانه يحمل كل التأويلات. هو مطية جذابة مطواعة تعتليها كل الايديولوجيات، تحمل البعض منها الى ارقى تجاذبات الفكر والسلوك وتأخذ البعض الاخر الى اخطر اشكال التعصب والتقوقع والتطرف ورفض الآخر.
وأوضحت ان "الهويات اللاغية، لا تتمثل فقط بالالغاء الجسدي، بل بالالغاء الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والحضاري والى ما هنالك من الغاءات".
وأضافت: "علينا ان نحذر كثيرا منها لان هذه الهويات اللاغية قابعة في كل واحد منا فمنها الظاهر ومنها الخفي، ومنها المدرك ومنها غير المدرك، وهنا تكمن خطورتها ان التربية والتنشئة الاجتماعية في حاجة الى مراجعة مستمرة واعادة تحديد دائمة بسبب انطلاق مستويات الانتماء وعددها وتداخلها، وكأن هذين المفهومين في وضع اعادة تركيب مستمرة لا تثبت على حال.
هي ليست عملية عاطفية فحسب تقتصر على حب الوطن وانشاد الاناشيد الحماسية بل هي، الى جانب ذلك، عملية ارادية متفكرة هادفة شاملة ومستدامة".
وقالت: "التحديات التي تواجه التربويين في مجال التنشة الاجتماعية ومقاومة التطرف كثيرة:
- هناك اولا التحديات الاكاديمية وهي كثيرة منها تغييب او اهمال او عدم ادراك اهداف التربية المواطنية في المواد الدراسية الاخرى او نقص في المنهج او ضعف في اعداد المعلم او نقص في الوسائل التعليمية.
- هناك ايضا التحديات الاجتماعية وهي تتلخص في مسؤولية التربية في اعادة استنساخ الاجيال من دون تطويرها.
- هناك ايضا التحديات الناجمة عن الممارسات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تتنافى مع مفهوم المواطنية وممارساتها.
- هناك ايضا وضع المواد الاجتماعية في منظومة التعليم، وغالبا ما تكون مادة التربية المواطنية هي مادة الانفصام والهجرة عن الذات".
شهاب
ثم عرضت ميسون شهاب من مكتب اليونيسكو الاقليمي في لبنان للمشروع، وقالت: "ان موضوع المواطنة العالمية هو من المواضيع التي تأخذ حيزا كبيرا من اهتمامات التربويين عالميا. فمنذ العام 2000 واليونيسكو كمنظمة من منظمات الامم المتحدة اوكلت اليها مهمة متابعة هذاالموضوع وعقدت لقاءات وورش عمل بمواكبة المكتب في بيروت بحيث اطلق، بدوره، ورش عمل عديدة نعمل على مناقشتها بالشراكة مع وزارة التربية وكلية التربية، وستلي هذه الندوة ورش عمل تناول الهدف الرابع من اهداف التنمية المستدامة والمفاهيم والمقاربات المتعلقة بالتعليم من اجل المواطنة العالمية ومنع التطرف العنيف عبر التعليم".
يرق
ثم ألقى يرق كلمة الوزير حماده قال فيها: "كثيرة هي البرامج والأنشطة التي تركز على تعزيز المواطنة بين مكونات المجتمع الواحد والوطن الواحد، وعديدة هي المشاريع التي تشدد على ترسيخ احترام المواطنة العالمية، غير أن الواقع على الأرض يبدو مريرا وقاتما، إذ إن حادثة واحدة ضد مواطن من بلد آخر أو من لون آخر أو عرق آخر أو معتقد آخر، تحدث اهتزازا في الضمير العالمي.
وإذا كنا كتربويين مسؤولين عن آلاف المتعلمين نسعى إلى ترسيخ سلوكيات وتعميم فضائل وأخلاقيات في حياة الناشئة، فإن المسؤولية جسيمة جدا ولا تقع علينا وحدنا بل نتشاطرها مع الأهل ووسائل الإعلام ووسائط التواصل الإجتماعي".
وأضاف: "إن هذا العنوان الكبير لهذه الندوة الوطنية التي ترتدي طابعا عالميا وتدخل ضمن إطار البرنامج الوطني لإعداد المعلمين، هو موضع إهتمام ومتابعة من معالي وزير التربية والتعليم العالي الأستاذ مروان حماده الذي كلفني تمثيله في هذه الندوة، وهو من من موقعه كسياسي ووزير يتابع التقارير التي تصلنا يوميا عن ممارسات التلامذة والمعلمين وتأثرهم بممارسات أبناء المحلة والحي والشارع، فإنه يقدر عاليا الجهود المبذولة في هذه الندوة ويوجه إلى المنظمين والمتحدثين والتربويين والخبراء تحية محبة، كما أنه ينتظر خلاصة هذه الندوة وتوصياتها لأخذها في الإعتبار في إعداد المعلمين والأساتذة وفي دورات تدريبهم".
وتابع: "إن العصر الحالي المبني على أجهزة التواصل بالصوت والصورة والمعلومة، بات يستدعي منا مقاربات جديدة تتماشى مع هذا العصر وتتوجه إلى جيل الصغار والشباب بالوسيلة التي يعتمدونها، وبات أيضا من المهم جدا أن يتحول المعلمون والأساتذة والشخصيات الإجتماعية والثقافية والرياضية والفنية والقيادية على كل مستوى فكري وقطاعي إلى قدوة ونموذج يحتذى. فعلى الرغم من تزاحم المعلومات والأفكار الضاغطة على دماغ المتعلم، غير أن تأثير المعلم يبقى له حتى عصرنا هذا تأثير ملحوظ، وكم من واحد منا فيه أثر واضح من شخصية معلمه".
وقال: "هناك دور كبير لكلية التربية من خلال تعديل مناهج دورات التدريب في خلال الخدمة التي تنفذها الوزارة بالتعاون مع المركز التربوي للبحوث والإنماء. واعتقد أن الخبراء والتربويين سيشرحون بالتفصيل مكامن القوة والضعف، والمهارات المطلوب تحقيقها في خلال دورة الإعداد".
وأضاف: "العالم المتحضر الذي ينفق أموالا كبيرة على تطوير مقارباته في إعداد المعلمين وتدريبهم وتطوير المناهج وطرائق التدريس، يركز أكثر فأكثر على منظومة القيم وعلى احترام إنسانية الإنسان، وحرية الفكر والمعتقد والتعبير، كما أن التركيز ينصب على الأنشطة الرياضية والموسيقية والفنية والكشفية، وعلى إيجاد مجموعات من الأصدقاء يتحلقون حول قيم الحق والحرية والخير والجمال وخدمة المجتمع.
وسأل: "كم من الحوادث الدامية يشهدها يوميا شرقنا الحزين على خلفيات دينية وعقائدية بعيدة عن جوهر الأديان؟ وكم من الأبرياء يدفعون الثمن يوميا من حياتهم وأرزاقهم وتشريد عيالهم، ونحن في لبنان نعاني اكثر مما يمكن أن يحتمله أي اقتصاد عملاق نتيجة لأزمة النزوح وانعكاساتها على القطاع التربوي وعلى كل القطاعات الأخرى؟".
وشكر "مكتب اليونيسكو الإقليمي وكلية التربية وجميع المهتمين".
متفرقات
• استقبلت رئيسة الجامعة الاسلامية في لبنان د.دينا المولى في مقر الجامعة رئيس جامعة قم المقدسة د. عسكر دير باز على رأس وفد من الجامعة ضم: معاون رئيس الجامعة للشؤون المالية والادارية د. رضا حسين كندمكار، ومسؤول لعلاقات الخارجية د. حبيب الله رزمي وممثل الجامعة في لبنان د. ضياء النجفي، يرافقهم المستشار الثقافي الايراني د. محمد مهدي شريعتمدار في حضور أمين عام المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى مساعد رئيس مجلس أمناء الجامعة نزيه جمول ومدير العلاقات العامة في الجامعة د. هشام الحسيني.رحبت الرئيسة المولى بالوفد في الجامعة الاسلامية التي تسعى لتقديم انصع صورة عن الاسلام المنفتح والمعتدل وتحمل رؤية وطنية وانسانية في تنمية المجتمعات ورفدها بالطاقات العلمية والبحثية، مشددة على أهمية التواصل والتعاون بين الجامعات لما فيه خدمة للبحث العلمي ومواكبة كل تطور يسهم في رقي الانسان وتقدم المجتمع.وجرى التباحث في القضايا والشؤون الاكاديمية والثقافية والعلمية وسبل تطوير علاقات التعاون البحثية والعلمية بين جامعة قم والجامعة الاسلامية على مستوى عقد المؤتمرات المشتركة وتبادل الطلاب والخبرات.وفي ختام اللقاء تم الاتفاق على وضع مسودة لاتفاقية تعاون مشترك يوقعها الطرفان في وقت لاحق./بوابة التربية.
• تميز اليوم التربوي السنوي الرابع في الجامعة اللبنانية الدولية LIU فرع جبل لبنان، باستقبال الأمانة العامة للمؤتمر العربي الدولي لضمان جودة التعليم العالي، والإحتفال بتوقيع بروتوكول التعاون بين الجامعة ومجلس الجامعات العربية، حيث تستضيف الجامعة المؤتمر السنوي الثامن من أجل ضمان جودة التعليم العالي في لبنان والوطن العربي في العاشر من نيسان 2018.حضر اللقاء الثقافي أمين عام المؤتمر العربي لضمان جودة التعليم العالي د. محمود حسين الوادي، رئيس مجلس إدارة المؤتمر د. محمود أبو شعيرة والوفد المرافق، ومن الجامعة، نائب رئيس الجامعة د. علي طربية ممثلا رئيس الجامعة عبد الرحيم مراد، مدير فرع جبل لبنان د. غابي خوري، مدير فرع النبطية د. حسان خشفة، د. أحمد فرج نائب رئيس الجامعة في البقاع، عميد كلية التربية د. أنور كوثراني وحشد من أعضاء الهيئة التعليمية وطلاب.(..) واعلن إنعقاد المؤتمر القادم في لبنان، في الجامعة اللبناانية الدولية. كما أعلن أن الدكتور أنور كوثراني أصبح عضواً عاملاً في اللجنة المنظمة الدائمة./بوابة التربية.
• استضافت "Girls Got IT"، وهي مبادرةٍ مشتركةٍ بين خمس منظمات غير حكومية لبنانية تقودها الرابطة اللبنانية لسيدات الأعمال (LLWB) بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، في رعاية اليونيسف، النسخة الثالثة من نشاطاتها في #طرابلس، حيث جمعت أكثر من 460 طالبة، وهي مبادرة تسعى إلى تقديم ورشات عمل مصمّمة خصيصاً للطالبات الشابات في مدنٍ مختلفةٍ عبر لبنان من أجل تمكينهنّ وسدّ الثغرة بين الجنسين في مجالات التكنولوجيا وتعزيز المعرفة الرقمية وتحسين المهارات في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. أمّا المنظّمات غير الحكومية الخمس المتعاونة، وهي الرابطة اللبنانية لسيدات الأعمال (LLWB)، ومنظمة النساء العربيات في مجال التكنولوجيا (ArabWIC)، والرابطة الدولية لتمكين المرأة في مجال التكنولوجيا (WIT)، والنساء في الهندسة (WIE) وصندوق الفرص الرقمية (DOT)، فتعمل على هدفٍ مشتركٍ هو منح الطالبات في لبنان الفرصة لاختبار أحدث الابتكارات في مجال التكنولوجيا من خلال أكثر من 20 ورشة عملية. وتم تقديم ورشات العمل من شركاء وشركات ناشئة وأصحاب مشاريع ناجحين وبارزين. (..) النهار.
• رعى العميد الركن شامل روكز احتفالا أقامته ثانوية "أجيال" الدوير لتخريج تلامذة شهادة الثانوية العامة، بحضور ممثلين عن نواب المنطقة وشخصيات سياسية وحزبية واجتماعية وتربوية وفاعليات وذوي الطلاب المكرمين.(..)/ الوكالة الوطنية.
• نظّمَت جامعة هايكازيان حلقة نقاش عن "وضع الموارد البشرية التعليمية في مدارس لبنان"، شارك فيها مديرو 25 مدرسة. وتميّزت الحلقة بأربع مداخلات أساسية: "توصيف الوضع الحالي للموارد البشرية التعليمية في مدارس لبنان اليوم" تناولته رئيسة مدرسة راهبات القلبين الأقدسين - عين نجم الأخت نوال عقيقي. أما المداخلة الثانية بعنوان "ما هي مواصفات المعلِّم الذي ستحتاجه مدارس لبنان في السنة 2025" فألقاها مدير مدارس الـ Eduvation في بيروت الأب جورج ديماس. وتحدثت المديرة العامة لمدارس جمعيّة المقاصد الخيرية الإسلاميّة في صيدا هنادي جردلي قطب، عن "المعوقات التي قد تحول دون قدرة مدارس لبنان على استقطاب نوعيات جيّدة من المعلمين". وتحدث في ختام الحلقة رئيس الجامعة الدكتور بول هايدوستيان فتطرّق إلى موضوع "كيف يمكن للجامعة أن تساهم في تهيئة موارد بشرية تحتاجها المدارس بعد عقدٍ من الزمن"، فركز عما يمكن للمدرسة والجامعة أن تخطّطا له معاً لكي تبقى المدارس قادرة على استقطاب الأفضل لأولادنا". وقال هايدوستيان إن "جامعة هايكازيان، ومنذ نشأتها طوّرت برنامج التربية فيها، وكانت تتطلّع باستمرار إلى حاجات المدارس في كلِّ مرّةٍ كانت الجامعة تعيد هيكَلَة وتطوير برنامج التربية فيها"./ النهار.
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز التقارير التربوية في الصحف المحلية،
وموقع التعبئة التربوية لا يتبنى مضمونها