جريدة اللواء
عون للمتفوّقين في الإمتحانات الرسمية:
كونوا النخبة القادرة على تسلُّم مقاليد الوطن
دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المتفوّقين في الامتحانات الرسمية الى «عدم الاكتفاء بما حصلوه، بل الى اعتباره منطلقا للمراحل الاخرى، لا سيما في الجامعات وفي تحصيل الثقافة، وهو الطريق الذي لا ينتهي»، مطالبا إياهم بـ»إكمال مسيرتكم فتكونوا نخبة المجتمع القادرة على تسلم مقاليد الوطن في المستقبل».
كلام الرئيس عون جاء خلال تكريمه قبل ظهر أمس في قصر بعبدا، الطلاب المتفوّقين في الامتحانات الرسمية اللبنانية الذين حازوا المراتب الاولى والثانية والثالثة في الشهادتين المتوسطة والثانوية العامة بفروعها الاربعة، في حضور وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة، المدير العام لوزارة التربية فادي يرق ورئيسة دائرة الامتحانات بالتكليف هيلدا خوري وذوي الطلاب.
وقد أمضى الطلاب قبل الظهر في القصر، وجالوا على قاعاته واطلعوا على سير العمل فيه.
بداية اللقاء، القى الوزير حمادة كلمة، فقال: «لقد انتزع المتفوقون بجهدهم وسهرهم المراتب الاولى وعلينا نحن أن نوفر لهم المناخ والفرصة لمتابعة التفوق ودخول سوق العمل وتحمل المسؤوليات الوطنية. نعرف متابعتكم للتقارير الامنية والعسكرية في كل لحظة، وعلى الرغم من كل ذلك فقد خصصتم الوقت لإستقبال نخبة متفوقي لبنان، وهذا مؤشر واضح على موقع الشباب في أولوية اهتماماتكم…».
ثم كانت كلمة للطالبة لين العريضي الحائزة المرتبة الاولى في الشهادة المتوسطة، والطالبة دارين عقل الحائزة المرتبة الاولى في الشهادة الثانوية العامة فرع الآداب والانسانيات، اللتين قدمتا التفوق إلى الرئيس عون، وأكدتا أن عهده لن يمر دون القيام بنهوض تربوي شامل.
واعتبر الرئيس عون ان «التميز الذي حققه المتفوقون هو نتاج ثلاث فئات من الشعب اللبناني الطلاب انفسهم، اساتذتهم، واهلهم الذين يعود لهم الفضل الاول في تربيتهم»، متوجها الى الطلاب بالقول: «انكم النخبة وستكونون النموذج للشعب اللبناني في المستقبل، فكما مررنا في المدارس وجهدنا لتحصيل شهاداتنا كذلك ستفعلون وتبقى المدرسة الاهم هي مدرسة الحياة والثقافة المستمرة. ان الجامعات تفتح لكم ابواب العلم الا انكم انتم من ستدخلون هذه الابواب بكل ما ستدرسونه وتحصلونه فتستفيدوا من تجارب اسلافكم وتضيفوا عليها تجاربكم».
وشدد على ان «العلم والثقافة يكملان بعضهما بعضا، فالعلم بمفرده جاف، اما الثقافة فهي التي تمكن الكائن الاجتماعي من التواصل مع الاخر»، داعيا المتفوقين الى «عدم الاكتفاء بما حصلوه، بل الى اعتباره منطلقا للمراحل الاخرى..»..
وبعد انتهاء اللقاء، انتقل الجميع الى «قاعة 25 ايار» للمشاركة في حفل كوكتيل ،كما زاروا غرفة الصحافة، حيث استمعوا الى شروحات قدمها مدير الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا حول عمل مكتب الاعلام، وجالوا في ارجاء القصر.
بوابة التربية
د. أحمد رباح عميداً لكلية الآداب
صدر عن رئيس الجامعة اللبنانية فؤاد ايوب القرار الرقم 2257 تاريخ 21 تموز 2017 عين بموجبه الدكتور أحمد محمد رباح (أستاذ في ملاك كلية الآداب والعلوم الإنسانية) بمهام عمادة كلية الآداب وذلك إعتباراً من 11 آب 2017. وجاء تكليف د. رباح بناء لقرار مجلس الجامعة الرقم 454/9/م.ج تاريخ 3/3/2017 (ترشيح ثلاثة اسماء لمركز عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية، وحيث أن عميد الكلية الحالي د, محمد أبو علي سيبلغ السن القانونية في 11/8/2017.
بري وقع قانوني السلسلة والموارد واحالهما الى رئاسة مجلس الوزراء
وقع رئيس مجلس النواب نبيه بري قانون سلسلة الرتب والرواتب وقانون الموارد اللذين اقرهما المجلس في جلسته العامة يومي الثلثاء والاربعاء الاسبوع الماضي واحالهما الى رئاسة مجلس الوزراء. وعلم أن المادة 37 رحلت إلى الحكومة، بحيث يصار إلى تقييم الموظف من خلال أجهزة التفتيش الرقابية.
فارس تابع أوضاع فائض الثانوي الناجحين منذ الـ 2008
استقبل عضو لجنة التربية النائب مروان فارس في منزله في القاع، وفدا من لجنة الفائض 2008 لامتحانات اساتذة الثانوي الناجحين في امتحانات مجلس الخدمة المدنية. وبعد اللقاء صرح فارس: “صونا لقوانين الدولة اللبنانية وصونا لمجلس الخدمة المدنية، اتصلت برئيسة لجنة التربية النائبة بهية الحريري، وتوافقت معها على عقد اجتماع للجنة التربية بعد عودة وزير التربية مروان حماده من زيارته للولايات المتحدة برفقة رئيس الحكومة سعد الحريري”.
وأضاف: “لا بد في هذه الجلسة من أن يعيد مجلس النواب اللبناني تأكيد مواقفه، خصوصا أن قانون تثبيتهم كناجحين كان قد أقر في المجلس النيابي من الهيئة العامة للمجلس.
ولذلك كان موقفي الى جانب هؤلاء الاساتذة منذ 2008، على أن يؤخذوا جميعا لانهم ينتظرون تثبيتهم منذ عشر سنوات، وهذا حق لهم كما هو حق لزملائهم. وانا دائما مع قضايا الناس وهمومهم ومع كل ما يؤمن لهم العيش الكريم”. وشكر رئيس لجنة الفائص 2008 نبيل غضبان لفارس اهتمامه بقضيتهم المحقة منذ عشر سنوات.
موقع العهد
اقرار السلسلة انجاز استثنائي للداعمين لها:
المعترضون حاولوا تطييرها وحجموا الاصلاحات
خطوة اقرار سلسلة الرتب والرواتب في الجلسة التشريعية يوم الثلاثاء الماضي، تشكل انجازاً جديداً ليس فقط للعهد، انما بالدرجة الاولى للكتل النيابية التي اصرّت ان يتم اقرار هذه الحقوق في الجلسة الاخيرة بعد مماطلة استمرت خمس سنوات من الكتل الرافضة تصحيح الاجور واعطاء العاملين في الدولة جزءا من حقوقهم، ولهذا فبتّ السلسلة حصل تحت اصرار كل من كتلة الوفاء للمقاومة وكتلة التحرير والتنمية وباقي كتل 8 آذار، حتى ان الرئيس نبيه بري استبق الجلسة بوضع المعترضين في الزاوية من خلال تأكيده اما السير في السلسلة واما ايقاف الجلسة، وبالتالي ابقاء انعقاد الجلسات اللاحقة باقرار السلسلة قبل بحث اي بند آخر، وذلك بحسب مصدر نيابي قريب من حركة الاتصالات التي سبقت الاقرار، وصولا الى ما حصل من مناورات من الكتل المعترضه خلال الجلسة لتطيير السلسلة، من كتلة المستقبل الى كتلة "القوات اللبنانية " واللقاء الديمقراطي وحتى حزب الكتائب، وبدا هذا "المايسترو" واضحا ولو بصورة مبطنة وهو يحاول باساليب مختلفة تطيير السلسلة او في الحد الادنى اعطاءها مجتزأة، من السنيورة الى آخرين وما قاله عضو "المستقبل" النائب غازي يوسف خلال الجلسة من ان "السلسلة ستخرّب البلد" دليل على عداء هؤلاء لقضايا الفئات الفقيرة ودعمهم لمصالح اصحاب الريوع المصرفية والعقارية.
الا ان المصدر يسجل عددا من المعطيات والخفايا التي كان الهدف منها نسف السلسلة، سواء في الاتصالات التي سبقت الجلسة التشريعية او في خلالها:
_ اولا: ان المعلومات التي سربت من الاجتماعات التي سبقت الجلسة لممثلي الكتل جرت خلالها محاولات للكتل المعارضة للحقوق من اجل تأجيلها على الاقل الى حين اقرار الموازنة، فيما ذهب البعض الى القول بأن تكاليف السلسلة ستنعكس سلباً على الموازنة والاقتصاد، خاصة ما له علاقة بتصحيح الغبن اللاحق ببعض القطاعات.
_ ثانيا: على الرغم من ادعاء هؤلاء عن الانعكاسات السلبية للسلسلة، الا ان جميع هذه الكتل لم تتحدث بكلمة واحدة في الاتصالات وفي الجلسة عن اقفال مزاريب الهدر والتهرب الضريبي وضياع مئات ملايين الدولارات سنويا على خزينة الدولة، جراء استمرار التهرب الضريبي وصفقات التلزيم بالتراضي وهدر مئات المليارات في الموازنة لجمعيات ومدارس وهمية، بحيث تكفي الاشارة الى ما كان كشف عنه عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله والهيئات النقابية عما يحصل من هدر وتهرب ضريبي بينها مثلا تخصيص 300 مليار ليرة سنويا لجمعيات معظمها وهمية او تذهب تنفيعات او ما يحصل من صفقات غير شفافة، بل تحوم حولها شبهات كبيرة نتيجة السمسرات ورالشاوى من مجلس الانماء والاعمار الى ما كشف عنه مؤخرا في وزارة الاتصالات.
_ثالثا: ان اصرار الرئيس بري ومعه كتلة الوفاء للمقاومة على ـ ليس فقط ـ اقرار السلسلة بل تصحيح الغبن الذي لحق بالاساتذة والمتعاقدين اضطّر الكتل المعترضة الى ان تسير في السلسلة، في مقابل تأخير الاستفادة منها لمدة شهر وايضا اعطاء الحقوق للمعلمين وكذلك للمتعاقدين ولو مع تجزأتها الى ثلاث سنوات.
في كل الاحوال، يقول المصدر ان "مسار الامور قبل الجلسة وخلالها يظهر ان هناك "مايسترو" لا يهمه سوى مصالح اصحاب الريوع المصرفية والعقارية والابقاء على الهدر والفساد خدمة لمصالحهم ومصالح كبار المتمولين، ويأتي في مقدمة هؤلاء فؤاد السنيورة الذي استمات لتحجيم الحقوق من جهة والحؤول دون وضع ضرائب عادلة على المتمولين من المصارف الى اصحاب الريوع العقارية والمخالفات البحرية والكثير من المرافق والقطاعات التي كان يمكن لو وضعت عليها ضرائب عادلة وليس اكثر كما هو معمول به في كل دول العالم لكان يمكن ليس فقط تمويل السلسلة بل تأمين موارد مهمة للخزينة للحد من العجز وفوائد الدين العام.
حسن سلامة
جريدة الجمهورية
المغتربون الشباب على مقاعد النواب
نظّم تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم (RDCL World) برئاسة فؤاد زمكحل، زيارة الى البرلمان اللبناني، على شرف وفد الشباب من الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم WLCU، ومن ثم التقى الجميع على مأدبة غداء.
جمع الوفد 200 شاب وشابة مغتربين من أصل لبناني، قدموا من 17 دولة مختلفة (تتراوح أعمارهم بين 18 و 30 سنة)، أكثرهم يزور لبنان لأول مرة.
من مقر مجلس النواب اللبناني في ساحة النجمة، ألقى زمكحل، كلمة قال فيها:
«أقول دائماً بصوت عال إن أهم موارد لبنان، الأغلى، والأقوى، والأكثر إنتاجية هي الجالية اللبنانية من المغتربين الموزعين عبر العالم أجمع ... لا أعدكم أننا سنبني سريعاً قواعد لبنان الذي نحلم به كلنا، لبنان الدولة الديمقراطية القوية والمستقلة، التي أولويتها المطلقة هي المصلحة الوطنية. ولكن أنا أضمن لكم وأعدكم بأن القطاع الخاص اللبناني في العالم سيواصل الكفاح روحاً وجسداً للحفاظ على اقتصادنا الذي سينمو في جميع أنحاء العالم بفضل دعمكم».
استطرد زمكحل: أستطيع أن أقول بكل قناعة بأنه يجب الإعتماد والاستفادة من الهجرة المنتجة والفعالة التي كانت نتيجتها سفر شبابنا وإكتسابهم الخبرة فيعودون للاستثمار في لبنان ... هجرة بنّاءة يتم من خلالها جلب قسم كبير من الأموال والأرباح إلى الوطن، هجرة إيجابية حيث يحافظ المغتربون اللبنانيون على هويتهم، وجنسيتهم الأصلية، ويصبحون سفراء الاقتصاد اللبناني في جميع أنحاء العالم .
من جهة اخرى، نحن نطلب من شركة طيران الشرق الأوسط MEA، التي نجحت على العديد من الجبهات، بتأمين رحلات مباشرة إلى أميركا اللاتينية، التي تضم أكبر جالية لبنانية في العالم، لتشجيع المغتربين هناك لزيارة لبنان بشكل منتظم وبتكلفة أقل، وتسهيل رحلتهم. بالفعل، إذا قام 10٪ من المغتربين اللبنانيين لدينا في العالم بزيارة لبنان مرة واحدة في السنة فقط، سيستفيد إلى حد كبير من ذلك اقتصادنا برمته.
تابع زمكحل: أؤمن بقوة بأهمية إنشاء صندوق مالي مشترك يجمع المستثمرين اللبنانيين في جميع أنحاء العالم للاستثمار المشترك في مشاريع إنتاجية في لبنان أو في أي بلد وسوق آخر يتطور. علينا إختراق أسواق جديدة معاً، كل واحد منا ضمن تخصصه في العديد من القطاعات لنكون أكثر كفاءة وإنتاجية.
ثم تحدّث السيد كلود جعيتاني - رئيس مجلس الشباب العالمي في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم (WLCU) وقال: «نشكركم لترحيبكم بنا جميعاً. يسرّ الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم (WLCU)، ومن خلال مجلس الشباب، استضافة «LEBolution 2017»، وهي رحلة ثقافية، سياحية، إجتماعية وإنسانية مدتها 10 أيام، تهدف إلى جمع الشباب المنحدرين من أصل لبناني من جميع أنحاء العالم، في لبنان، سيتذكرون إلى الأبد كيف تمّ الترحيب بهم في هذا البلد الذي هو وطنهم الأم».
جريدة الأخبار
عن ما يتجاوز المحاصصة الطائفية و«الإنماء» في الجامعة
أُثيِرت ضجة في الجامعة اللبنانية حول سلسلة من الأحداث، مثل تعيين مدير في معهد العلوم الاجتماعية ـ زحلة والبقاع، سنّي الهوية ومكتمل الأوصاف القانونية والأكاديمية. اشتركت في الضجة القوتان المارونيتان الحاكمتان بأعلى الهرم فيهما وعمداء منهما فيها، تصريحاً واعتصاماً وتظاهراً وتهديداً.
وكذلك حول اعتراض عمداء في أعلى سلطة أكاديمية في الجامعة، أي مجلسها، على تعيين موظفة مسيحية ـ فئة ثالثة بدلاً من موظفة سنية، إذ تدخل رئيس أعلى منصب سياسي فيها لإيقاف القرار.
فما الجديد في الضجة، في وقت يعرف فيه الضاجون، اعتراضاً واعتراضاً على الاعتراض، أنّ المحاصصة الطائفية أصبحت بحكم البديهية في الجامعة، كما في غيرها؟
الجديد يأتي على مستويان:
أولاً، هو جديد سياسي يتمثل باقتراب موعد الانتخابات النيابية، وقد قيل فيها الكثير، إعلامياً، وأغفِلت دلالة الموقع في السياسة. فالقوتان المارونيتان تخوضان معركة لموقع «كاثوليكي» في «عاصمة الكثلكة» ضد «اغتصاب السنة»، وهم مركز الثقل في البقاع، وهي في الحقيقة معركة ضد زعامة زحلة التقليدية التي لم تسطع القوتان ومن لف لفهما إلغاءها في الانتخابات البلدية، وقد عمدتا إلى ذلك، ويعمدان اليوم إلى مصادرة تمثيلها.
ثانياً، جديد أكاديمي تمثل بحراك سياسي لعمداء مسيحيين ضد تعيين المدير، واحتجاج عمداء وممثلي أساتذة مسلمين على تعيين موظفة، وصمت الهيئة التنفيذية للرابطة عن كل ذلك، وكل من العمداء وممثلي الأساتذة والهيئة التنفيذية هم أعلى سلطة في الجامعة لـ«كل» أساتذتها وطلابها.
ومع أهمية مناقشة هذين الجديدين، وقد ناقشها واستنكرها آخرون، فإنّ هذا المقال سيطرح فرضية أخرى للنقاش استناداً إلى معطيات هذه الضجة وإلى معطيات أخرى (التشعيب والتفريع)، لُمِح لها قليلاً في الضجة ولم تثر اعتراضاً سياسياً عندما أقدم رئيس الجامعة على فتح شعب لفروع لم تستوفِ الشروط الأكاديمية، مبنى ومختبرات وتجهيزات. وتعارض الفرضية ما يجري مع إحدى وظائف الجامعة: إنتاج نخبة موحَدة وموحِدة، من دون التعرض لتعارضها مع وظيفتي الجامعة المعروفتين، التعليم والبحث، الذي يبلغ الوضوح أعلى درجاته في مجافاة نوعي المعطيات لهاتين المهمتين؛ حين تقدم قوى سياسية على استباحة حرم جامعي، شارعياً وسياسياً، وحين يسعى رأس حرم أكاديمي يفترض أنه من الاكفأ، بحثاً وتعليماً، على تصدر خطاب طائفي وحين تبرر أغلبية أعلى سلطة أكاديمية فتح شعب وفروع في مناطق بحجة «الإنماء»، وهذه ليست مهمتها، وتنسى المهمتين الموكلتين حصراً بها، التعليم والبحث.
فالجامعة ـ أية جامعة ـ يفترض قيامها بوظيفتين/ مهمتين: التعليم والبحث، وهذا المتعارف عليه في قانون تأسيسها، ومنها قانون الجامعة اللبنانية، إلا أنّ ما يُغفل ذكره، لبداهته أو لتعطيله، مهمة أخرى هي إنتاج نخبة موحَدة وموحِدة.
فاختيار الاسم للمؤسسة التي تقوم بمهمتي التعليم والبحث ليس من دون معنى واستهداف؛ فالجامعة، بالعربية، من جمع وهو تأليف المتفرق، وهي، باللغات الأوروبية، من الأصل اللاتيني universitas التي تعني، أيضاً، الاجتماع في وحدة أو من universe التي تعنى العام.
ويعني معنى الاسم وقرنه بمهمتي الجامعة أنّ المهمة الثالثة تكوينية وأساسية، فتأسيس جامعة، أياً كان المؤسس ـ دولة أو حزب أو طائفة ـ يستهدف إنتاج جماعة/ نخبة أولاً، عبر العلاقات المجتمعية بين مكوناتها والمعايير الواحدة لاجتماعها، ونخبة فاهمة، تعلماً وتمحيصاً ثانياً.
وهذه الوظيفة/ المهمة للجامعة تفترض وسائل لإنتاجها:
1- رؤية تحكم البرامج والمناهج قائمة على معايير الانتماء الوطني من جهة ومعايير الفكر النقدي من جهة ثانية، ومعايير الانفتاح على الآخر من جهة ثالثة.
2- حرم جامعي يتيح لهذه الرؤية أن تتحقق عبر العلاقات المجتمعية بين مكونات الجامعة، طلاباً وأساتذة وإداريين وعبر التمايز بين هذه المكونات وبين البيئة المحيطة.
وإذا كانت هذه الوظيفة/ المهمة حاضرة ومدركة عند تأسيس الجامعات في الأيام الغابرة، فإنها أصبحت بديهية عند استواء الجامعات وبخاصة في المجتمعات الحديثة، فهل هي كذلك في المجتمعات الهجينة، ومنها لبنان؟ وبكلام آخر، هل تنجز الجامعات في لبنان هذه المهمة؟
في لبنان نوعان آخران من الجامعات: جامعات خاصة قديمة ترعاها مؤسسات ابتغت إنتاج نخب تتماشى مع معاييرها وقيمها، وقد حافظت على وحدتها وحرمها إبان أشد الظروف المجتمعية والاقتصادية قسوة، وكان التفريع مؤقتاً وقصيراً حين استدعته ظروف قاهرة، كما في الجامعة الأميركية إبان الحرب، وكان التفريع إعادة إنتاج للأصل، كليات بكاملها، حين استدعته ظروف ديمغرافية، كما في جامعة بيروت العربية وجامعة البلمند، وكانت المعايير الأكاديمية هي الهاجس الأول والأساسي، تعليماً وبحثاً.
جامعات خاصة حديثة يرعاها فرد، في الغالب أو جمعية، ابتغت في غالبيتها الربح، بالدرجة الأولى، ولم يكن لها بالأساس حرماً، وكان التفريع هو القاعدة، ولا يتيح قصر عمرها الحكم على أكاديميتها، تعليماً وبحثاً، وإن كانت المعلومات المنتشرة غير مشجعة).
تفترض طبيعة الجامعة اللبنانية الرسمية أن تكون هذه الوظيفة «إنتاج نخبة موحّدة وموحِدة» لمكونات لبنان حاضرة، كما تفترض حداثة الدولة في لبنان والتكوين الطائفي الغالب لجماعاته أنْ تكون هذه الوظيفة حاضرة وضرورية في وعي القيمين على السلطة السياسية والقائمين (أساتذة وطلاباً) بوظيفتي الجامعة الآخرين، خلافاً للمجتمعات التي أنجزت وحدتها حيث هذه الوظيفة بحكم البديهية.
وقد كانت هذه الوظيفة/ المهمة واضحة عند التيار الداعم لإقامة الجامعة وطلابها الأوائل، إذ أعلن وزير خارجية لبنان، حميد فرنجية، في عام 1948 «ثم إن لبنان يأمل أن يرى في هذا المكان جامعة لبنانية تكون روحها روح الأونيسكو»، كما أعلن رئيس مجلس الوزراء، رياض الصلح، في جلسة مجلس النواب في 13 شباط 1951. «ليست الجامعة مدرسة للتعليم بل بيئة وطنية تجمع أبناء البلاد جميعاً كما سيجمع الجيش تحت لوائه أبناء البلاد جميعهم... وإني أرجوكم أن تلبوا رغبة هؤلاء الطلاب... لكي تنشئوا لهم جامعة وطنية تصهرهم في بوتقتها وتكون لهم بيئة صالحة» (المقتبسان عن: جورج طعمة، الجامعة اللبنانية في سنواتها الأولى، ص5 و14، وقد ألقى فرنجية الخطاب في حفل اختتام مؤتمر الاونيسكو الثالث في بيروت عام 1948، وقد ألقى الصلح الكلمة أثناء دراسة اعتماد لإنشاء الجامعة اللبنانية، وقد قوبل بالتصفيق)، كما أعلنت اللجنة الأولى لطلاب دار المعلمين في إضرابها في 13 شباط 1953. وهكذا نجد أن قيام الجامعة اللبنانية في العام الفائت، كان بمثابة مقدمة للقضاء على التوجيه الرجعي المقيت، وفاتحة للاستقلال الفكري بعد الاستقلال السياسي... ومدار الإضراب أيضاً تعزيز هذه الجامعة لتكون ملجأ لكل لبناني 4.
كما كانت هذه الوظيفة حاضرة في ستينيات القرن الماضي في حراك الأساتذة والطلاب المتناغم مع تيار يساري فاعل والمقبول من قوى غالبة في السلطة السياسية، ولم تحل التباينات بين القوى الفاعلة بين الأساتذة والطلاب من دون نجاعة الاشتغال على إنتاج هذه النخبة، لا بل كانت دينامية النقاش والحوار، وأحياناً الصدام، فاعلة في هذا الإنتاج فكان مطلب «جامعة وطنية» و«حرم جامعي واحد»، ثم الاتفاق على اتحاد طلابي واحد ورابطة أساتذة واحدة في مرحلة الاستواء. وكان اللقاء في المبنى الواحد والصف الواحد وفي المقهى الجامعي الواحد، ولو بحدود الكلية، وفي الساحة النضالية الواحدة والنقاش الصاخب فيها مدعاة للتعارف، أولاً، ولفهم كل منهم لهواجس الآخر، الطائفية والمناطقية والحزبية، وتخفيف غلوائها ثانياً، ولإرساء المشترك بينهم ثالثاً.
إلا أنّ اندلاع الحرب في 1975 ومجرياتها وتعدد مراحلها وطولها فرض تراجعاً عن صيرورة إنتاج النخبة التي كانت فاعلة قبل الحرب، بفعل عوامل عدة: الأعمال العنفية، التشتت الجغرافي لفروع الجامعة، استنهاض العصبيات الأولية، طائفية وعائلية ومناطقية، صعود القوى الطائفية وخمود القوى اليسارية، اشتراكية وعروبية وديموقراطية، من دون أن يجمدها؛ إذ جهد أساتذة الجامعة ورابطتهم ورئاسة الجامعة، ومعهم السلطة السياسية، بمجلسيها، للحفاظ على وحدة الجامعة فتجنبت الهيئة التأسيسية للرابطة الدخول في المواجهة السياسية حول إقامة الفروع الثانية وعملت مع رئاسة الجامعة على تجاوز التشتت في الجامعة في حراكهم في عامي 1980و1981 بإعلان ممثلي الأساتذة في الفروع الثانية «الانعزاليين» وأعضاء الهيىة التنفيذية «اليساريين» الالتزام بوحدة الجامعة، لا بل دعا أمين التربية، شارل غسطين، في حزب شريك في المعارك العسكرية، الوطنيون الأحرار، أساتذة الفروع الثانية إلى «حوار هادئ تفرضه أجواء الجامعة، بعيداً عن الشارع وسياساته» («النهار»، 10/5/1980). كما بشّر اتحاد الشباب الديموقراطي، اليساري الهوى والقريب من تنظيم سياسي شريك بالحرب بتلاقي الأساتذة ووحدتهم («النهار»، 10/2/1980).
وحاولت الهيئات التنفيذية الأولى للرابطة بعد وقف الأعمال العسكرية تجديد إنتاج النخبة عبر تقديم رؤية وطنية حداثية ديموقراطية لدورها، أولاً، والاشتغال على وحدة الأساتذة ثانياً، وقد نجحت، وعلى وحدة الطلاب ثالثاً، وقد تعثرت، وعلى إقامة الحرم الجامعي رابعاً، وقد نجحت جزئياً، وعلى تجديد القانون الواحد والسياسة الواحدة خامساً، وقد تعثرت.
إلا أنّ شعور ميليشيات المسلمين بالانتصار، بعد إقرار الطائف والرعاية السورية له، واستثمار ذلك في مرافق الدولة وشعور ميليشيات المسيحين بالهزيمة وانكفائها، الطوعي أو القهري، عن مرافق الدولة أبقى الحرب ومنطقها مشتغلاً في الجامعة؛ إنْ بإصرار قوى بين المسيحين على الانكفاء المعبر عنه بالإبقاء على الفروع أو بإصرار قوى بين المسلمين على الاستئثار والمعبر عنه بتوسيع دائرة الخدمات، بتوسيع دائرة التفريع.
ولم يؤدّ استواء حضور القوتين الأكثر حضوراً بين المسيحيين، بعد عام 2005 إلى الحدّ من الشعور بالانكفاء، كما لم يؤدّ حضور هاتين القوتين الى الحدّ من الاستئثار، لا بل بُني على ذلك المحاصصة الفجة.
وهكذا يظهر جلياً خطان، خط صاعد وخط هابط، في وظيفة الجامعة هذه «إنتاج نخبة موحَدة وموحِدة». ويتمثل الخط الصاعد في إدراك قوى وشخصيات سياسية، وهي قوى ذات تمثيل طائفي، دور الجامعة اللبنانية في إنتاج نخبة تساهم في بناء دولة حديثة عبر إنجاز مهمتين وطنيتين: تجاوز الانقسامات التقليدية، إنماء التفكير العقلاني المنفتح، وقد استمرت هذه القوى والشخصيات «التقليدية» على ذلك إبان الحرب (1975-1990). كما تمثل بحراك نخب متعددة المنابت، السياسية والمناطقية والطائفية، في الجامعة والمجتمع نحو قيام الجامعة بهذه الوظيفة، وواصلت في الحرب وبعده ذلك وما زالت، وإنْ مثخنة بالجراح.
ويتمثل الخط الهابط في إدراك قوى وشخصيات نمت إبان الحرب واستقوت بمنطقه وبالمصالح المتحققة منه في إدراك خطورة قيام الجامعة بهذه المهمة وما سينتج عنها من توجهات وحدوية، في الدولة والمؤسسات والمجتمع، تضر بمواقعها وبمصالحها.
وإذا كانت معطيات المقال، إقامة الشعب والفروع في الأقضية لغير سبب أكاديمي والتدخل الفج في التعيين، المثل على إعاقة القوى الطائفية الحاكمة قيام الجامعة بوظيفتها الوطنية وما يستتبعها، فإنّ أمثلة كثيرة تضرب في هذا السياق منذ توقف الأعمال العسكرية، من دون توقف الحرب، بعد عام 1990، وأبرزها:
أولاً، تعمد تأخير تعيين العمداء المؤدي إلى تعطيل عمل مجلس الجامعة، والمعلن عند المعترضين عليه الخلاف على المحاصصة، لكن ما يتجاوز ذلك تعطيل قيام الجامعة بهذه الوظيفة.
ثانياً، عدم إصدار قانون جديد للجامعة، غير المكلف مالياً، هو، أيضاً، تعطيل متعمد لهذه الوظيفة.
ثالثاً، تعمد عدم استكمال بناء الحرم الجامعي، ولو بمجمعات جامعية في المناطق، وكلفة هذه المجمعات من دون ما ينفق إيجارات وسمسارات في الايجارت وتوظيفات في الفروع والشعب، هو تعطيل للتفاعل بين النخبة الشبابية بما يؤدي الى التعارف والتفاعل وانتاج معايير مشتركة.
رابعاً، تعمد الإطالة والدوغما في التفريغ والدخول الى الملاك وما يستتبع ذلك من «الحاجة» الى استتباع المتفرغين لقيادتهم الطائفية، وبخاصة عندما يصر هؤلاء على المحاصصة.
كما يمكن ذكر مثلين على هذا التوجه، خارج إطار الجامعة:
1- إلغاء خدمة العلم، وما يؤشر هذا الإلغاء إلى إضعاف التفاعل بين الشباب الذي يفترض أن يكون تعزيزه مهمة ملحة، بعد الحرب ونماء الطائفية وإنمائها.
2- استمراء إبقاء خدمة الإداريين والعسكريين، باستثناء الجيش، في مناطقهم الذي فرضته الظروف الأمنية خلال الحرب، خلافاً لسياسة واعية انتهجتها الحكومات المتعاقبة، بعد الاستقلال: الخدمة خارج مناطقهم، وما تحققه من تعارف وتفاعل.
ويعني تعطيل القوى الطائفية الحاكمة، بوعي أو من دون وعي، هذه الوظيفة التوحيدية للجامعة عبر التسابق على الحصص وعلى الكسب الانتخابي تجاوز للمعروف وللمتعارف عليه في الشأن السياسي.
فالمعروف والمتعارف عليه و«المقبول» أنْ تسعى كل قوة سياسية لتحقيق مصالحها، لكن المعروف والمتعارف عليه أيضاً، أنْ يكون الصراع وتحقيق المصالح في الدولة والجامعة و... لا على الدولة والجامعة، أي أن يكون الصراع على قاعدة اشتغال هذه المؤسسات وفق منطقها ومهامها، لا على قاعدة نقض منطقها وحرف مهامها.
* فارس اشتي/أستاذ جامعي
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز التقارير التربوية في الصحف المحلية،
وموقع التعبئة التربوية لا يتبنى مضمونها