رابطة الثانوي: تذكر بمطالبها المزمنة
بوابة التربية ــ عقدت الهيئة الإدارية لرابطــــة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي فــــي لبنان اجتماعــــاً بتاريـــخ 24 / 05 / 2018 الساعة الخامسة عصراً في مقرها الكائن في الاونسكو بيروت، وبعد أن ناقشت البنود الواردة على جدول أعمالها خلصت إلى ما يلي:
تتقدم الرابطة من اللبنانيين عامة ومن الأساتذة خاصة بالتهاني بمناسبة:
– حلول شهر رمضان المبارك شهر الرحمة والبركة آملين أن يكون فاتحة خير على كل الوطن.
– انجاز الاستحقاق الوطني الذي تجسد بإجراء الانتخابات النيابية والتي تكللت بانتخاب دولة الرئيس نبيه بري رئيساً للمجلس النيابي مع هيئة مكتبه وتوجت بالمشاورات السريعة التي أفضت إلى التكليف الوطني الجامع لدولة الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة الوطنية التي تعقد عليها الآمال للانطلاق بسرعة لمواجهة التحديات وحل جميع المشاكل والأزمات العالقة وصولاً لبناء الدولة القوية والقادرة والعادلة.
– انجاز افتتاح المركز الجديد للامتحانات بمواصفات عالمية وذلك برعاية معالي وزير التربية والتعليم العالي وبجهود كبيرة من سعادة المدير العام للتربية وبمتابعة يومية من رئيسة دائرة الامتحانات ما سيعطي للأساتذة الراحة والمكانة وللامتحانات التطور في كل مندرجاتها.
– عيد المقاومة والتحرير الذي انتصرت فيه إرادة الدم على القوة العسكرية، فدماء المجاهدين الابطال على مساحة الوطن حققت نصراً للوطن والأمة.
ومع نهاية الامتحان النهائي وقرب انتهاء العام الدراسي في الثانويات الرسمية كل التحية والتقدير لكم يا مشاعل النور وصناع الأجيال على الجهود التي بذلتموها والعطاء اللامتناهي في اعداد الأجيال وإعطاء أفضل النتائج.
ومع اقتراب اجراء الامتحانات للشهادات الرسمية (المتوسطة والثانوية) التي تعتبرها الرابطة بمثابة الهوية التربوية للوطن، تتوجه الرابطة:
– إلى طلابنا الأعزاء كي يكونوا على أهبة الاستعداد بعد أن استكملوا كامل تحضيراتهم للامتحانات وصولاً إلى النجاح الباهر.
– إلى الأساتذة الكرام العامود الفقري للتربية بأن يكونوا العين الساهرة على الطلاب وعلى الشهادة الرسمية ونتمنى عليهم المشاركة الفعالة في الامتحانات لأنهم عصبها الأساسي وعلى عاتقهم يقع نجاحها.
و خلال اجتماع الرابطة مع رئيسة دائرة الامتحانات طلبت الرابطة منها ما يلي:
– أن تكون أجواء الامتحانات هادئة ومنضبطة تؤمن فيها كافة وسائل الراحة للطالب.
– أن تكون الأسئلة واضحة ومدروسة وخالية من التعقيدات.
– أن تتبع الأصول الوظيفية والتراتبية في تكليف المراقبين حسب القوانين والأنظمة.
– أن تكون أسس التصحيح واضحة وبعيدة عن التعقيد حتى لا تظهر فروقات بالعلامات بين المصححين.
– اعتماد الشفافية في كل مندرجات الامتحانات حتى تكتمل الصورة البهية والزاهية لها في لبنان ..
ان الرابطة تستغرب تصرف السلطة لجهة تفكيرها بالتعويض على المدارس الخاصة بحجج واهية علماً أن هذه المدارس قد زادت أقساطها عدة مرات من دون أن تدفع حقوق الأساتذة . فالرابطة ترفض رفضاً قاطعاً أن تتحمل الدولة أي أعباء مالية عن المدارس الخاصة.. وللسلطة نقول إذا كان هناك وفر في الميزانية العامة – عليكم أن تقروا الحقوق المكتسبة للأساتذة والمتمثلة بما يلي:
– اقتراح القانون المتعلق بالموقع الوظيفي لأستاذ التعليم الثانوي الموجود في أدراج لجنة التربية النيابية.
– تعديل قانون إعطاء المديرين تعويض بدل إدارة والتي اقرته لجنة التربية النيابية.
– إعطاء الأساتذة المعينين في الأعوام 1995 – 1996 و2004 – 2005 شهادة كفاءة ينال صاحبها درجة من تاريخه.
– اقتراح القانون المتعلق بالأساتذة المتعاقدين الذين تجاوزا شرط السن.
– اقتراح القانون المتعلق بالأساتذة الفائض 2008 و2016.
– حل قضية الأساتذة المستعان بهم وأساتذة المواد الإجرائية بحيث يصبح تعاقدهم حسب الأصول.
– رفع قيمة المساهمات المالية للمساعدات الاجتماعية في تعاونية موظفي الدولة بما يتناسب مع ارتفاع الأسعار.
إن الرابطة تطالب أصحاب المعالي وزيري التربية والمالية تعديل قرار رفع أجر الساعة للأساتذة المتعاقدين في التعليم الثانوي على أن تحتسب الزيادة من بداية العام الدراسي الحالي كما حصل مع متعاقدي التعليم المهني.
الهيئة الإدارية لرابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي في لبنان
طلّاب لبنان يستعدون للامتحانات الرسمية... إحذروا فخ «الترجيحات»
الجمهورية ـ ناتالي اقليموس ــ يومان وينطلق قطار الامتحانات الرسمية التي يُمتحَن فيها 41 ألف و157 مرشّحاً في الثانوية العامة، و59 ألف و505 مرشّحين في الشهادة المتوسطة. إستحقاق يتجنّد له لبنان بأجهزته التربوية والأمنية، سباق تتنافس فيه معظم العائلات اللبنانية عبر أولادها المرشحين، إختبار يَمتحن أعصابَ الأهالي وقدرات التلامذة. فما هي أبرز التغييرات التي أدخِلت على خط الإعداد للامتحانات الرسمية؟ ماذا عن طبيعة الأسئلة وأسسِ التصحيح لهذا العام؟ ما جدوى الترشيحات في اللحظات الأخيرة؟... أسئلة كثيرة حملتها «الجمهورية» إلى رئيس دائرة الامتحانات في وزارة التربية هيلدا الخوري.
كخلية نحل تغلي وزارة التربية من رأس الهرم حتى القاعدة، العد العكسي إنطلق، حال تأهّب في الطوابق كافة لا سيما في الطابقين العاشر حيث مكتب المدير العام والاجتماعات المكثفة، وفي الأول دائرة الامتحانات والطريق إلى بنك أسئلة الامتحانات. المذكرات والتعليمات التي ضاقت بها «البانوهات»، لُصقت على الأبواب والجدران، باختصار «الإستحقاق وطني بامتياز، ممنوع الغلط»، وفق ما أجمعت عليه الاجتماعات اللوجستية كافة.
يشارك في المحطة الاولى من الامتحانات الرسمية، والتي ستنظّم في قطر وكنشاسا وغانا في الوقت نفسه، طلاب الشهادة المتوسطة، 52 ألف و914 لبنانياً، و6 آلاف و591 غير لبناني. من بينهم 1199 طلب حر: 1069 لبناني، و130 غير لبناني. أما في الدفعة الثانية من الامتحانات فيشارك طلاب الثانوية العامة والتي تبدأ في 6 حزيران حتى 12 منه، وتضم 41157 مرشحاً: 38772 لبنانياً و2385 غير لبناني. وقد بلغ مجموع الطلبات الحرة 2021، من بينها 1816 لبنانياً، و205 غير لبناني.
حيال هذه الاعداد الضخمة للمرشحين، جنّدت الوزارة مدارس رسمية واستعانت بمجموعة من المدارس الخاصة، توزّعت على النحو التالي: 112 مركزاً في جبل لبنان، 27 في بيروت، 63 في الشمال، 23 في بعلبك الهرمل، 27 في البقاع، 35 في الجنوب، 25 في النبطية.
طبيعة المسابقات
مع اقتراب المواعيد يتحوّل بنك الأسئلة إلى نجم الإستحقاق، فيخطف أنظار الأساتذة الذين يغذّونه على الدوام بأسئلتهم ويطمحون ليتم اختيار أحدها، ويحبس أنفاس المرشحين متمنيين «انشالله تكون الاسئلة سهلة». في هذا السياق، توضح الخوري «ليس المطلوب «تعجيز» الطلاب وإثارة بلبلة حول مسابقة معيّنة لشدة صعوبتها، كل ما في الامر أنه يتم اختبار مهارات طلابنا وقدراتهم الفكرية». وتضيف مؤكدة: «لا تغيير هذه السنة في طبيعة منهج الاسئلة، فهي تنسجم مع تصنيفات مركز البحوث التي صدرت منذ نحو سنتين، وهي قياس المعلومات التي يملكها الطالب، وقياس الكفايات التي تعلّمها. لذا، ما من مفاجآت أو تعديلات في طبيعة الاسئلة».
إحذروا «الواتس آب»
كالنار في الهشيم تنتشر اسئلة وأحياناً مسابقات بالكامل على هواتف المرشحين في اللحظة الاخيرة من موعد الامتحان، فتؤكّد الخوري «انّ الاسئلة المتداولة عبر الواتس آب هي مجرد «ترجيحات»، لا جدوى منها، هدفها إضاعة الطلاب وتشتيتهم فكرياً. فالمسابقات يتمّ اختيارها عشوائياً من بنك الاسئلة الذي تحيط به مراقبة أمنية مشددة ويغيب عنه الإرسال». وتضيف: «عشيّة كل مسابقة تلتئم مجموعة من اللجان الفاحصة المعينة من المدير العام فادي يرق، وتبدأ بوضع الأسئلة وتنسيق المسابقة ليتم إرسالها إلى المناطق التربوية عند الرابعة فجراً بمغلفات خاصة محميّة لا يمكن فتحها، إنما يُمزّقها المراقب أمام أعين المرشحين في الصف، فلا يمكن أبداً الحديث عن تسريبات أو «ترجيحات».
أما بالنسبة إلى الوقت المخصص لكل مسابقة، والذي يتحوّل إلى عدو للطلاب، فتؤكد الخوري «انّ اللجان الفاحصة لا تتجاهل قطعاً مسألة الوقت، وتُحدد المسابقات بحسب الوقت المخصص لها، ولكن من يتلهّى في الصف سيضيق أمامه الوقت ويعجز عن إنهاء مسابقته ضمن الوقت المحدد لها فيعتقد أنّ الوقت قصير وما شابَه».
أسس التصحيح جديدة؟
في المقابل، تلفت الخوري إلى انّ تعديلاً استجَدّ على أسس التصحيح والذي يصبّ أكثر قي صالح المرشحين، فتوضح: «لبنان من أكثر البلدان دقة في التصحيح، لأننا نقوم سنوياً بعملية تقييم مع مقرري اللجان الفاحصة لتحسين نوعية التصحيح القائمة لأنّ المسابقة تخضع لمصححَين، وإذا كان فرق العلامات شاسعاً بينهما تخضع المسابقة لمدقق ثالث. فنحن نطمح إلى تصحيح دقيق تجاه الطلاب، وتخفيض هامش الوقوع في خطأ قدر المستطاع. لذا، هذه السنة اعتمدنا آليّة جديدة مع المصححين والمدققين».
وتتابع موضحة: «بعد الانتهاء من الامتحانات، سنمضي يوماً كاملاً مع المدققين في كل مادة، وسيتم أخذ 25 مسابقة مجهولة الاسم، من كل مادة، يتمّ تصويرها على عدد المدققين الذين سيجلسون معاً لتصحيح تلك المسابقات سعياً لتوحيد اللغة في ما بينهم وتحديد أسس التصحيح إنطلاقاً من عَيّنة المسابقات بين أيديهم، يُحددون الاجوبة الصحيحة والاخرى الخطأ، بهدف الوصول إلى دقة عالية من التصحيح وعدم ظلم أحد من الطلاب». وتتابع: «أسس التصحيح هذه سينقلها المختصون إلى المدققين بالمادة والمشرفين عليها في المناطق التربوية، بالتالي يخضع المرشحون كافة لمعايير التصحيح نفسها ولا يُظلم أحد».
الهواتف والساعات الذكية... «محرمات»
نظراً إلى تعمّد بعض الاهالي أو الإدارات بناء علاقة وطيدة مع رؤساء المراكز من عام إلى آخر، تحرص وزارة التربية على إعادة توزيع هؤلاء، فتقول الخوري: «توزيعهم يتمّ عشوائياً ضمن برنامج إلكتروني، كما أنّ صاحب المركز هو آخر من يُبلغ عن المركز المسؤول عنه، على عكس التلاميذ والمراقبين والمراقبين العامّين الذين يتبلّغون تباعاً».
وتلفت الالخوري إلى المسؤولية الكبيرة المنوطة برئيس المركز والفريق المتعاون معه في ضبط الامتحانات والمحافظة على الاجواء الهادئة، فتقول: «هناك من تعب ودرس فمن حقه أن ينعم بأجواء تخوّله التركيز والاجابة عن أسئلة المسابقة، أما من يعتمد على إدخال الهاتف الخلوي أو أي ساعة إلكترونية، فسيتم حرمانه فوراً من المسابقة». وتضيف: «كل عملية ضبط لهاتف ضمن غرفة الامتحان سواء تمّ استخدامه من قبل التلميذ أو لا فإنه يُقصى فوراً من امتحاناته. ممنوع إدخال الهواتف والساعات الذكية والآلة الحاسبة الخاضعة للبرمجة إلى المراكز منعاً تاماً، وإلّا يتعرض صاحبها للإقصاء الفوري».
وحيال تَذرّع بعض المرشحين بأوضاع صحية لإعفائهم من الامتحانات الرسمية، تقول الخوري: «أمضينا شهراً كاملاً ندرس الملفات وأجرينا مقابلات شخصية مع المرشحين للتأكّد من وضعهم الصحي، ولم نعف إلّا 55% من مجمل الذين تقدّموا بطلب إعفاء، أي الذين فعلاً يُعانون مشكلات صحية وطبية معقّدة».
الحصص الإضافية... بين حاجة الطالب و"تجارة الأستاذ"
علي عواضة ــ "النهار ــ أيام قليلة تفصلنا عن الامتحانات الرسمية في لبنان، آلاف الطلاب بدأوا بالتحضير لهذا اليوم المفصلي في حياتهم الدراسية. منهم من اعتمد على الحصص المدرسية، والبعض الآخر فضل الاعتماد على الساعات الاضافية لتحسين حظوظه في النجاح. فالاختبار الرسمي هو الأول من نوعه لطلاب الشهادة المتوسطة، وما قد يشهدونه داخل قاعات الامتحان يختلف كلياً عن الامتحان داخل المدرسة.
استعدادات الطلاب ارتفعت وتيرتها في الأيام الأخيرة، فمنهم من يصل الليل بالنهار لضمان النجاح، ومنهم يفضل الساعات الإضافية كالطالبة سلوى حيدر (طالبة في صف الشهادة المتوسطة)، التي لم يحالفها الحظ في السنة الماضية لضعف المدرسة في إعدادها كغيرها من الطلاب، حسب تعبيرها. أما اليوم فهي تعتمد على الساعات الإضافية، بالإضافة الى الحصص المدرسية.
وتتكلف سلوى ما يقارب 150 دولاراً شهرياً، لقاء مشاركتها في صفوف خاصة مع عدد من الطلاب، لأنها غير قادرة على دفع تكاليف مدرس خاص.
وعلى عكس سلوى، فالشاب بهاء غنام يضطر إلى دفع 20 دولاراً عن كل ساعة خاصة، مقابل تقويته بالمواد العلمية والرياضيات، ما يكلفه مبالغ طائلة شهرياً خصوصاً في الأسابيع الأخيرة قبل الامتحانات حيث تتضاعفت الحصص التعليمية الخاصة.
وعن أسباب لجوئه إلى مدرس خاص بعيداً من المدرسة، يؤكد والده أن ابنه ضعيف في المواد العلمية، والمدرسة لا يهمها سوى الحصول على الأقساط المدرسية.
أما بهاء فيعتبر أن المدرس الخاص يعطيه دروساً بطريقة سلسلة ويركز على المواد المهمة، "في أحلى من المدرسة بالبيت؟".
قسم كبير من الطلاب يفضل الساعات الإضافية، حتى أصبح الاستاذ يعتمد على تلك الساعات أكثر من اعتماده على راتبه من المدرسة، فتحولت المسألة الى تجارة مربحة، ومضاربة بين أستاذ وآخر للحصول على أكبر عدد من الطلاب، وهو ما دفع بالعديد من المدارس الى اعتماد الساعات الإضافية لطلابها ضمن البرنامج التعليمي، وهو ما تقوم به مدارس العرفان.
قسمان
وبحسب مدير المدرسة الشيخ عماد فرح، فإن طلاب الشهادات المتوسطة ينقسمون الى قسمين منهم من هو بحاجة الى دروس اضافية مكثفة في بعض المواد، والبعض الآخر بحاجة الى تلك الدروس ولكن بوتيرة أخف. حيث يحصل الطلاب ضمن العام الدراسي على الساعات بدون أي مقابل مادي.
ومن ضمن الاستعدادات للامتحانات الرسمية، تقوم المدرسة بإجراء العديد من الاختبارات على الطريقة الرسمية وهو عامل يساعد الطلاب على التعوّد على نمط الامتحانات الرسمية بعيداً من التوتر والإرباك الذي يحدث مع الطالب أثناء الامتحان.
الانجيلية
من مدارس العرفان، الى المدارس الإنجيلية، فقد أكد الأمين العام لرابطة المدارس الانجيلية الدكتور نبيل قسطة أن المدارس الإنجيلية تُخضِع أساتذتها إلى دورات تدريبية لتقديم المعلومة للطلاب بشكل مميز، ليحصل الطلاب على نجاح مميز في الامتحانات، على عكس بعض المدارس التي تستقطب الطلاب المميزين وترفض الطلاب ذوو المستوى الأدنى.
واعتبر قسطة أن المدارس يجب ان تركز على طلابها خلال العام الدراسي، وفي حال احتاج الطالب إلى ساعات اضافية فيعني ذلك وجود خلل، مطالباً بإعادة النظر بالمناهج التعليمية وكمية المواد التي تعطى للطالب خلال العام.
"حدا عندو سؤال"
بدوره يؤكد الرئيس السابق للمركز التربوي للبحوث والإنماء نمر فريحة، أن العديد من الطلاب يعانون من الضعف، نظراً لأن التعليم جماعي. وفي حال سأل الأستاذ "حدا عندو سؤال" بالطبع ستكون الإجابة جماعية "فهمنا أستاذ"، ما يشكل حالة من الضعف لدى العديد من التلاميذ، عندها يلجأ الأهل الى الأستاذ الخاص لدعم قدرات أولادهم التعليمية.
وأكد فريحة أن الطالب يبني معلوماته الفكرية خلال السنة وليس آخر شهر من السنة، فيتحول الطالب الى آلة حفظ يختبر ما تذكر خلال الامتحان، وبعد الانتهاء من التقديم الرسمي ينسى الطالب كل ما حفظه خلال العام الدراسي أو الشهر الأخير، وهنا تكمن المشكلة.
إستفتاء
هل يجب الاستعانة بمدرس لحصص اضافية خلال التحضير للامتحان؟
نعم
كلا
أما الخبير التربوي الدكتور عدنان الأمين فرأى أن الدعم الإضافي واجب على المدرسة تقديمه للطلاب لتعويض بعض الخلل الحاصل في العام الدراسي، ولكن العديد من المدارس لا تهتم بهذه المسألة، وكأن الدعم للطالب هو على المقتدر مادياً، وهذه مسألة خطرة وقد تحولت في بعض المدارس الى تجارة.
وفي استطلاع بسيط لعدد من الطلاب، تلاحظ الحاجة الملحة لمعظمهم إلى المدرس الخاص، أو المعاهد التي تساعد الطلاب حيث يقدم العديد من الأحزاب في المناطق حصصاً تعليمية إضافية نهار الأحد، مقابل بدل مادي رمزي.
عند أبواب الامتحانات الرسمية... ما هي هواجس الطلاب الآن؟
مارسل محمد ــ "النهار" ــ تختلف الامتحانات الرسمية عن تلك المدرسية، باعتبارها تُقيّم الطالب بشكل جدي ودقيق رغم بعض الخروقات. ويعيش الطالب فترات عصيبة قبل الامتحانات يرافقها الخوف من جهة وضغط الدرس من جهة أخرى. فما هي هواجس الطالب خلال مرحلة الامتحانات الرسمية؟ وكيف يتخطاها؟
هواجس الطلاب
أوضح جاد الأحمر (طالب بكالوريا – قسم اقتصاد واجتماع) لـ "النهار" أنّ التوتر سيّد الموقف حالياً قبل بدء الامتحانات الرسمية، إذ إنّها تضمن له الانتقال إلى مرحلة جديدة في حياته، أي الجامعة. ويقول: "أخاف أن أكون كل هذه الفترة أدرس شيئاً وتأتي أسئلة مختلفة أو أن الطريقة التي تعلمتها ليست المطلوبة للنجاح، أو أن يأتي السؤال بطريقة مختلفة عن التي تعوّدت عليها في المدرسة".
أما الخوف الآخر فيتأتى من الدروس، إذ في بعض المواد كالتاريخ والجغرافيا والتربية، يُلغى بعض الدروس وبعضها يكتشف التلميذ أنّه مطلوب. أما مادة الفلسفة، فموضوع آخر، إذ تُرعب الطلاب لأنّ كثيرين منهم يقومون بحفظ 3 أو 4 دروس بينما هناك 7 مواضيع مطلوبة.
دور الأهل
ويجمع الطلاب على أنّ دوام المدرسة من 8 صباحاً إلى 2 بعد الظهر ليس كافياً، إذ غالبيتهم تلجأ إلى الساعات الإضافية خلال فترة المساء، ويدفع الأهل مبالغ مرتفعة لضمان نجاح أولادهم لأنّ "أساتذة المدارس يشرحون المنهاج بسرعة، فيحتاج أولادنا إلى مراجعة المواد خصوصاً الأساسية منها كالرياضيات"، بحسب راوية (أم طالبة بكالوريا – قسم رياضيات).
وأضافت راوية: "لاحظت على ابنتي الخوف من المواد التي توضع عليها علامات عالية كالرياضيات والفيزياء في قسم الرياضيات أو الاقتصاد في قسم الاقتصاد والاجتماع وغيرهما، إذ إنّ نجاحهم في هذه المواد الحاسمة يضمن نجاحهم في الامتحانات الرسمية ككل".
للأهل دور بارز في حياة الطالب خلال هذه المرحلة، إذ يتطلب منهم دعماً مستمراً ومتابعة جدية، إضافة إلى تأمين جو مناسب للدرس في المنزل ليساعدهم على ضمان النجاح.
الامتحانات والأهل - ("askIITians Blog")
وتقول منى عواضة (طالبة بريفيه) إنّ خوفها الأكبر هو من الوقت، إذ يكون الامتحان طويلاً أحياناً والوقت ليس كافياً، خصوصاً أنّ بعض الأسئلة تتطلب شرحاً طويلاً، مضيفةً: "يختلف المراقبون عن امتحاناتنا في المدرسة، أحياناً نحتاج إلى توضيح عن السؤال ولا أحد يستجيب". تستعين منى أيضاً بالساعات الإضافية في مادتَي البيولوجيا والرياضيات.
كيف يساعد الأساتذة الطلاب لتخطي خوف الامتحانات؟
أشارت مُدرّسة البيولوجيا سحر سبيتي إلى أنّ فكرة الامتحانات الرسمية بحد ذاتها تسبّب توتراً للطالب، خصوصاً أنّ الأهل يُحمّلونه مسؤولية كونها شهادة رسمية، ويتطلعون لإظهار فخرهم به أمام الأقارب.
أما عن كيفية مساعدتهم، فتشير سبيتي إلى أنّها تُذكّرهم دائماً أنّ الامتحانات الرسمية مجرد ورقة ومن يدرس جيداً يجب ألّا يخاف، مشيرةً إلى أنّ كل تلميذ لديه قدرة معينة، وإن كان ضعيفاً نعطيه وقتاً أكثر ونركز عليه أكثر، وإن كان متفوقاً نساعده للحصول على درجة مميزة.
من جهته، اعتبر علي ماضي (أستاذ في مادة الرياضيات) أنّ التلميذ في لبنان يتعرض لضغط كبير من أستاذه والناظر والمدير وأهله، وبالتالي يشعر بالتوتر، مؤكداً أنّ مساعدة التلميذ على تخطي هذه الفترة يكون على مرحلتين:
- الأولى: تزويده بجميع المعلومات المطلوبة كي يكون مستعداً للإجابة عن كل الأسئلة في الامتحانات الرسمية.
- الثانية: تقديم الدعم للتلميذ. إذ يوضح ماضي أنّه يقابل طلابه في الصباح الباكر ويذهب معهم بالباص إلى مراكز الامتحانات لتقديم الدعم المعنوي المطلوب.
وختم ماضي باعتبار إلغاء الامتحانات الرسمية خطأ كبيراً، لأن هذه الامتحانات مرحلة مفصلية تُقيّم الطالب بشكل صحيح، علماً أنّ بعض المدارس الخاصة ترفّع الطالب إلى صف أعلى حتى ولو كان راسباً، مضيفاً أنّ الطالب في هذه الحال يصل إلى صف البريفيه ضعيفاً وتعمل المدرسة والأساتذة على تحسين أدائه وزيادة معلوماته استعداداً للامتحانات الرسمية.
تلامذة مركز سرطان الأطفال... كيف يستعدون للإمتحانات؟
روزيت فاضل ــ "النهار" ــ ليس أجمل من قضاء بعض الوقت مع مرشّحين لشهادة البكالوريا ومرشحتَين لامتحان "البريفيه" في سانت جود، مركز سرطان الاطفال في لبنان، الذي يوفر العلاج المجاني لهم ولكل من يقصد المركز.
المشهد في الطابق الارضي لا يحتاج إلى الوصف. قد تختصره تلك الفتاة الجالسة هناك، لم تتجاوز العاشرة من عمرها، أو ربما كانت أكبر سناً بقليل، ترتاح قليلاً بعد عودتها من العلاج، تنظر الى اظافرها المطلية بلون يشبه "براءة" عينيها.
الدراسة يومية وعلى مدار السنة
في الطابق نفسه، دخلنا قاعة صف صغير. إلى الشمال، مقعدان لمرشحتين لامتحان البريفيه، وإلى اقصى اليمين، مرشحان آخران إلى امتحان البكالوريا. الكل يبدو منهمكاً في حل قواعد حسابية، وهي تمارين تحضيرية للامتحان الرسمي.
"نحن نتابع الدروس هنا، وهي تمتد على مدار السنة أي 12 شهراً"، قال حسن الداعوق، وهو الأستاذ والمربي المتطوع منذ 14 عاماً في المركز. عرض الداعوق لمساهمته في إطلاق برنامج التعليم في المركز، مشيراً الى اننا نتابع هنا الدراسة لأطفال حال المرض دون ترددهم إلى المدرسة".
"أريد أن أصبح طبيبة أورام"
وتوقف عند "الكتب الخاصة المكيّفة مع حالة الاطفال، التي اعددناها بموافقة المركز التربوي للبحوث والانماء، تعطى من مجموعة من المربين المتطوعين لتعليم التلامذة". وأشار الى ان" مضمونها يرتكز مثلاً على نماذج واضحة لمعادلة حسابية مع شرح بسيط عنها، وهذا مرفق بجملة تمارين تطبيقية عن هذه المعادلة". قال: "يمكن للتلميذ ان يتابع وحده فصلاً من اي كتاب، ويكمل هنا متابعة الدرس مع المعلم". وشدد على اننا "نختار مثلاً في المراحل الأولى دراسة مواد اساسية هي اللغة العربية، الحساب الى جانب لغة اجنبية، ويضاف اليها في مراحل دراسية متقدمة مواد الكيمياء والفيزياء وعلم الحياة، ونستثني خلالها التاريخ والجغرافيا والرياضة البدنية".
23 مرشحاً من "سانت جود"
وشرح قائلاً: "يتقدم 23 مرشحاً من "سانت جود" الى امتحانات الشهادتين المتوسطة والثانوية، ويخضعون لها في الطابق الرابع من المركز . يرتكز مضمون مسابقات مادتَي الجغرافيا والتربية على قراءة مجموعة مستندات وتحليلها مثلاً، وهو ما نعمل على إعداده خلال الأيام الدراسية مع التلامذة".
تابع المرشحون الدراسة وهم يسمعون حديث الأستاذ معنا. سألت احدى المرشحتَين إلى امتحان البريفيه: "ما هو التخصص الجامعي الذي تريدينه؟". نظرت الي مجيبة بكل ثقة: "اريد ان اصبح طبيبة أورام". أما المرشحة الثانية للشهادة نفسها، فبدت اكثر ميلاً الى الفنون، تضع منديلاً جميلاً على رأسها، وتتحدث عن اهمية الدراسة في "سان جود" قائلة: "أخضع للعلاج منذ 4 أشهر تقريباً، وهذا ما اجبرني على التوقف عن الذهاب الى المدرسة. أكمل الدراسة هنا، وأنا جاهزة للامتحان. أبي وأمي وشقيقتي يشجعونني على الدراسة لأنني احب الرسم وتصميم الاشياء كثيراً". سألتها: "هل تهوين العزف على البيانو؟". أجابت: "لا، يتعلم البعض العزف على البيانو الموجود هنا في القاعة. انا افضل العزف على الكمان، احب هذه الآلة كثيراً".
طموح المرشحين إلى شهادة البكالوريا يُختصر برغبة الأول في دراسة ادارة الأعمال والتخصص في عالم المصارف، وآخر يفضل التخصص في عالم المال. الأول يبلغ الـ18 ربيعاً وهو ينهي علاجه بعد شهرين قال: "الدراسة هنا جيدة، اتابعها منذ 3 اعوام وهي جيدة بدعم الاستاذ حسان. أشتاق الى لعبة كرة اليد كثيراً". ماذا يقول لرفاق له في "سان جود"؟ أجاب: "أنصحهم بتقبّل الواقع، والتحلّي بالصبر والايمان بالله والاتكال على الذات".
التواصل مع الطفل وأهله بشفافية ...
كيف يعزز قسم "حياة الطفل" Childlife في المركز الثقة بين الطفل والأهل والمركز؟ تجيب رئيسة القسم الدكتورة رحاب صيداني: "يأخذ هذا القسم على عاتقه متابعة الطفل وذويهم نفسياً وتعليمياً واجتماعياً"، مضيفة: "نحرص على مساندة الأهل في مراحل علاج طفلهم، ونتعامل معهم بشفافية تامة، حيث نوضح لهم اهمية العلاج المجاني المتوفر في المركز مع مواكبة حثيثة من جسم طبي يتمتع بجودة عالية ومهارات استثنائية، وهو على تعاون مع مستشفى الجامعة الأميركية ومركز "سان جود" في الولايات المتحدة". وقالت: "نضع بتصرف أولياء المريض النسب العالية لشفاء مرضى "سان جود" في لبنان والتي تصل الى 80 في المئة".
وشددت على أننا "نعزز التواصل السليم مع الطفل المريض ، ونصارحه بنمط علاجه وضرورة متابعته"، مشيرة إلى "أننا نسهر على انخراطه في برامج لتعليم الموسيقى والفنون على أشكالها، اضافة الى متابعة دراسته داخل المركز".
في "سان جود"، كل شيء يسقط، الطائفية، المذهبية، الطمع، حب الذات، مرض السلطة، وحدها الحياة تستحق والشفاء الهدف الأول والأخير... والعطاء هو من اهل الخير، هو " فلس الأرملة"، الذي اذا ازداد، يوفر فرصة "مقاومة" المرض ... وما اجمل هذه المقاومة!.