التقرير التربوي:
وقفة احتجاجية لأولياء الطلاب في الجامعات الاجنبية امام الاسكوا الاثنين
وطنية - دعت الجمعية اللبنانية لأولياء الطلاب في الجامعات الأجنبية (لجنة اهالي الطلاب اللبنانيين في الخارج سابقا) الى وقفة احتجاجية، عند الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر يوم الاثنين المقبل امام مبنى الاسكوا في بيروت.
وأعلنت الجمعية في بيان لها، انه "مع بدء العام الدراسي في معظم الجامعات في الدول الأجنبية وبعد التحاق الطلاب بمقاعدهم الدراسية عدا العدد الاكبر من الطلاب اللبنانيين المحرومين من هذا الحق الذي تحفظه قوانين الأرض وشرائع السماء، وكون التعليم حقا اساسيا من حقوق الإنسان، وبعد تسعة اشهر من التحرك المستمر والاعتصامات والتظاهرات ومشاريع القوانين التي نامت في الادراج وعشرات التغطيات الاعلامية للطلاب والأهالي الذين لم يتركوا بابا الا طرقوه ونادوا وطالبوا و"توسلوا" حقوقا هي بالاساس لهم من دون جدوى او نتيجة للحفاظ على حق الطالب اللبناني بالحياة اسوة بابناء جيله في الدول الأخرى من خلال:
-اولا: اقرار الدولار الطلابي لحماية حق ذوي الدخل المحدود بالتعلم.
-ثانيا: تحرير الحوالات المصرفية للطلاب الذين يمتلكون حسابات بالعملة الأجنبية لتأمين اقساطهم و مصاريفهم ضمن آليات يحددها القانون لا تسلط المصارف والصرافين.
لذلك، وبما ان السيد يان كوبيتش كان في ايار الماضي قد انضم الى الجمعية اللبنانية لأولياء الطلاب في الجامعات الأجنبية (لجنة اهالي الطلاب اللبنانيين في الخارج سابقا) من خلال مناشدته للمصارف ان يتعاطوا مع الطلاب كالأم الحنون و ليس كالخالة السيئة زوجة الأب (حرفية تغريدته باللغة الانكليزية)، وبعد انسداد الأفق وطرد ومنع عدد كبير من الطلاب من متابعة دراستهم الى حين تسديد اقساطهم الجامعية ورفضا لهذا الواقع المذل والمؤلم والمدمر لعدد كبير من ابناء الشعب اللبناني واوليائهم وذويهم،
تدعو الجمعية الى وقفة احتجاجية، عند الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر يوم الاثنين المقبل امام مبنى الاسكوا في بيروت، يتم خلالها تسليم رسالة الى ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، للمساعدة في الدفع نحو انقاذ الطلاب اللبنانيين المغتربين والتدخل لدى الدول الأجنبية التي يدرس فيها هؤلاء الطلاب لانقاذ مستقبلهم و لمحاولة تأمين دعم مادي مباشر لهم من الدول الموجودين فيها.
ممثلة اليونيسف في لبنان لـ"النهار: المنظمة ستتولى ترميم 20 معهد تقني ومدرسة وتأهيلها في شكل كامل
روزيت فاضل ــ النها رــ أكدت ممثلة اليونيسف في لبنان يوكي موكو لـ "النهار" أن "الإحصاءات الأخيرة لوزارة التربية في لبنان أشارت الى أضرار متفاوتة لحقت بـ 183 مدرسة رسمية وخاصة ومعهد تقني ومهني على الأقل في المناطق المتضررة جراء إنفجار مرفأ بيروت"، موضحة أن "163 مدرسة خاصة ورسمية على الأقل، كان يرتادها أكثر من 70 ألف تلميذ و7600 معلم، وتوزعت فيها الأضرار بنسبة 20 في المئة منها متضررة في شكل كبير، و80 في المئة من هذه المدارس متضررة في شكل جزئي أو بسيط، فيما يصل عدد المعاهد التقنية والرسمية المتضررة الى 20 معهد كان يدرس فيها نحو 7300 تلميذ قبل الإنفجار".
جاء كلام موكو على هامش المؤتمر الصحافي الذي عقدته أمس في الحديقة العامة في الكرنتينا، وعرضت فيه لإنجازات المنظمة في الصحة والتربية بعد مرور شهر على الإنفجار الكبير.
أوضحت موكو لـ "النهار" أن "المنظمة قررت ترميم 20 مدرسة ومعهد تقني وتأهيل كل منها في شكل كامل"، مشيرة الى أن "شركاء عالميين ومحليين آخرين يتكفلون بترميم العدد الآخر المتبقي من المدارس".
ولفتت الى أن "المنظمة تواكب عن كثب تحضيرات وزارة التربية لإنطلاقة السنة الدراسية"، مشيرة الى "أن الوزارة تميل الى إعتماد النظام المزدوج في الدراسة، أي أن ينقسم البرنامج الدراسي بين أيام محددة أسبوعياً لمتابعة التحصيل الدراسي في المدرسة، وأيام أخرى مخصصة لمتابعة المنهج عبر التعليم عن بعد".
وعما إذا كان إعتماد هذا النظام التعليمي المزدوج يشكل خطراً على التلامذة في ظل تزايد أعداد مصابي كوفيد- 19 في لبنان قالت، "إن إطلاق السنة الدراسية وفقاً لهذا النظام يتلازم مع مراعاة السلامة العامة، وإعتماد معايير النظافة الصحية، وضع الكمامات، وإحترام التباعد الاجتماعي بين التلامذة لتفادي تداعيات كوفيد- 19".
عن صعوبة فرض هذه المعايير لتلامذة الصفوف الإبتدائية مثلاً، قالت: "يجب إعداد الجهاز التعليمي وتدريبه على المهارات المطلوبة لتعميم هذه الثقافة بين التلامذة، لتتماشى سلوكياتهم مع قواعد السلامة العامة في زمن كوفيد- 19".
وشددت موكو على أن "اليونيسف ستضع كل جهودها لمساعدة الوزارة في منظومة التعليم عن بعد"، مشيرة الى أننا "نتباحث مع المسؤولين في الوزارة في آلية التعاون بين الفريقين لدعم سرعة توفير الإنترنت للتلامذة اللبنانيين والسوريين".
ولفتت الى أننا "ندرس إمكانية توفير لوحات إلكترونية لبعض التلامذة، التي تسهل عليهم تحصيل التعليم عن بعد وغيرها من التسهيلات للتلامذة".
وعن تقويمها لتجربة التعليم عن بعد التي اعتمدت العام الماضي، قالت: "لقد فرض كوفيد- 19 هذا الخيار على العالم كله. لم تنته عملية التقويم لهذه التجربة بعد في لبنان علماً أن 50 في المئة من التلامذة تمكنوا من متابعة دروسهم عبر التعليم عن بعد، فيما إختار البعض متابعة الحلقات الدراسية عبر شاشة التلفزيون، أو لجأ البعض الآخر الى الطلب من الأهل الحضور الى المدرسة أو المعهد لتسلم أوراق المواد أو الحصة التعليمية".
وتوقفت عند تجربة التعليم عن بعد لذوي الصعوبات التعلمية، مشيرة الى "دور المربي في إيجاد الأطر المناسبة والأدوات التربوية، التي تتناسب مع الصعوبات التعلمية لديه". وقالت: "لا شك في أن هذه الفئة تتفاعل أكثر مع تواصل مباشر بين المعلم والمتلقي. لكن تبرز مهارات المربي عندما يتمكن من خلال منظومة التعليم عن بعد من إيجاد برنامج يتناسب مع كل حالة على حده، أي بما يناسب ذوي الصعوبات التعلمية".
عند مغادرتنا الحديقة، توقفنا عند مجموعة أولاد متضررين من الإنفجار يكبون على الرسم كوسيلة تعبيرية تعكس هول الصدمة، التي فرضت نفسها عليهم يوم 4 آب الماضي، لأن القدوم الى هذه الحديقة مع فريق اليونيسف ينسيهم أشياء كثيرة ولو لبعض الوقت...
التعليم الخاص: الاقساط والعام الدراسي
مخاوف كثيرة ترافق السنة الدراسية قبل بدئها رحمة: الانطلاق في 28 الحالي وقد يتأخر شهرين في المدارس المتضررة
تحقيق ندى القزح ــ وطنية - ويعود أيلول ككل سنة...أيلول أو شهر "الميم" كما يحلو للبعض تسميته شهر المدرسة والمونة. يحلو فيه الحصاد وجمع الغلات لوداع فصل الصيف وحره وحلول الخريف بهوائه العليل.
أيلول أيضا شهر استعداد العائلة لسنة دراسية جديدة. يفرح الأهل لرؤية أولادهم ينظمون حياتهم بعد عطلة صيفية كثر فيها اللهو والمرح ويفرح الأولاد بالعودة إلى أحضان بيتهم الثاني ولقاء الأصدقاء.
لكن أيلول في لبنان مختلف هذه السنة، عاد حاملا معه أثقالا ترهق الأهل وقلقا سرق فرحة العودة إلى المدرسة وانطلاق العام الدراسي بأمان. فبين الأزمة الاقتصادية والغلاء المعيشي وارتفاع نسبة البطالة في المجتمع اللبناني وتفشي وباء الكورونا، طارت الفرحة بسنة دراسية جديدة وطار معها حلم التلامذة باليوم الأول حيث يحلو اللقاء بعد طول غياب.
أزمة معقدة لا يحسد عليها الشعب اللبناني وعلى ما يبدو لا حلول قريبة في الأفق. فكيف ينطلق العام الدراسي في ظل الضباب الذي يسيطر منذ أشهر على سماء لبنان؟
رحمة
في حديث إلى "الوكالة الوطنية للإعلام"، كشف رئيس اللجنة الأسقفية للمدارس الكاثوليكية رئيس أساقفة أبرشية بعلبك - دير الأحمر المطران حنا رحمه أنه "استكمالا للقاء يوم الأربعاء 26 آب الفائت في الصرح البطريركي في بكركي، إنعقد يوم الإثنين في مقر الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية في لبنان اجتماع لجنة المتابعة التي ضمت المطرانين حنا رحمة وسيزار أسيان، رئيسات عامات لرهبانيات عدة، الهيئة التنفيذية وبعض المشاركين في اجتماع بكركي السابق ومندوبي المناطق، لمناشقة التوجيهات والإرشادات لإطلاق سنة دراسية جديدة".
أضاف: "إثر هذا الإجتماع تقرر دعوة المدارس الكاثوليكية لفتح أبوابها للبدء بالأعمال الإدارية والتحضيرية للعام الدراسي 2020 - 2021، من تسجيل ومعاملات إدارية بدءا من العاشر من أيلول على أن يكون تاريخ 28 أيلول يوم الإفتتاح الرسمي للسنة الدراسية الجديدة. كما يمكن الإفادة أيضا من الفترة الفاصلة بين بدء العمليات الإدارية والافتتاح الرسمي للسنة الدراسية، لإعداد المستلزمات الصحية والتقنية واللوجستية لإنجاح عملية العودة إلى التدريس مهما كان نوعه، ولمواكبة مكونات الأسرة التربوية من متعلمين ومعلمين وأهل إنسانيا ونفسيا، بهدف تهيئتهم وتأمين الدعم الملائم لهم لمعاودة الانتظام في الحياة المدرسية بعد طول انقطاع، مع ما رافق ذلك من اضطرابات بسبب الأوضاع عامة".
كورونا والمدارس
عن تفشي فيروس كورونا وخوف الأهل على أولادهم، أعرب رحمة عن تفهمه لهذه المخاوف وأنه سيتم "إعطاء المدارس هامش من المرونة لتقييم الوضع عموما وتقدير السبل الفضلى لترشيق المنهج ووضع البرنامج اليومي للتدريس، تمهيدا لإطلاق عملية التعلم سواء باعتماد التعليم الحضوري أو المدمج أو الهجين أم التعليم الافتراضي، تبعا لخصوصية كل مدرسة ووفقا للتدابير التوجيهية التي تصدر بهذا الخصوص عن الجهات الرسمية المختصة".
وتمنى على المعنيين "التزام توجيهات الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية والتقيد بالاجراءات الصحية الوقائية لمواجهة أزمة تفشي الكورونا، من احترام التباعد المكاني وإلزامية ارتداء الكمامة، التعقيم الدوري للصفوف ولمختلف الأماكن المدرسية ولحافلات النقل المدرسي، مراقبة درجة حرارة التلاميذ، استخدام المعقمات والصابون لتعقيم الأيادي والأدوات التربوية المستعملة في عمليات التدريس، تبعا لتوجيهات منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة اللبنانية وسائر التوجيهات الوزارية والإدارية الصادرة عن المراجع والهيئات المختصة".
وأكد أن "المسؤولية التي تقع على عاتق المدرسة كبيرة جدا، فهي تحدد كيفية التباعد الاجتماعي ومدى قدرة استيعابها من خلال دراسة لعدد تلاميذها ونسبة تفشي فيروس كورونا في محيطها. ثم يتم تقسيم الصف إلى قسمين حفاظا على المسافة الآمنة، وقد تتوزع الأيام الدراسية في الأسبوع على نمطين، ثلاثة أيام في الصف وثلاثة أيام عن بعد. أما فيما يختص بالبرنامج التعليمي، سنعمل على خفضه وإلغاء بعض المواد الثانوية والاكتفاء بالأساسي فقط، لئلا يضيع عام دراسي آخر كما حصل هذه السنة. وفيما يتعلق بالمدارس المنكوبة جراء انفجار مرفأ بيروت، قد تتأخر لمدة شهرين إضافيين لتفتح أبوابها أمام تلامذتها بعد تجهيز صفوفها نهائيا".
وشجع رحمة الأهالي على "عدم الخوف من فيروس كورونا والتأقلم في نمط الحياة الجديدة، اتخاذ سبل الوقاية الضرورية والتوجه إلى إدارة المدرسة لعرض هواجسهم وتساؤلاتهم"، طالبا من إدارات المدارس "الإصغاء لمخاوف الأهل والقيام باجتماعات توضيحية إرشادية لمنحهم الثقة، والقيام بإحصاءات لدراسة حاجة كل عائلة وإمكانياتها المتوفرة في ما يختص بأمور التكنولوجيا والإنترنت ودعم المدرسة لهم إذا توفرت الإمكانيات، وإلا سيضطر التلميذ للحضور شخصيا إلى الصف ومتابعة دروسه. ومع إنطلاق العام بشكل إستثنائي لهذه السنة، يعود الخيار للأهل بإرسال أولادهم إلى المدرسة للتعلم في الصف أو عن بعد، إلى أن تتضح الصورة في الأشهر الثلاثة المقبلة ومدى انتشار الفيروس لنعود ونقرر الخطة الدراسية الجديدة للعام 2021، بعد تقييم تجربة الفصل الأول".
وعن الموظفين والأساتذة، قال: "ستعقد اجتماعات ودورات تدريبية لمواكبة المرحلة الآتية وكيفية التعاطي مع التلامذة واتخاذ سبل الوقاية اللازمة في الصف أو في ساحات المدرسة وأقسامها. في هذه المرحلة الدقيقة، نتمنى على المعلمين والمعلمات التحلي بروح التضحية والصبر لأداء رسالتهم التربوية في احتضان جيل يدفع ثمنا باهظًا في سبيل العيش بكرامة وأمان. كما نرجو منهم تفهم وضع المدرسة الصعب ودعمها بكافة الوسائل، كونها تضم أيضا أولادهم الذين يدرسون في صفوفها من أجل استمرارها وبقائها".
الأقساط وغلاء المعيشة
عن الأقساط المدرسية لهذه السنة التي لم تلحظ زيادة أو نقصان، أوضح رحمة أن "الوضع دقيق جدا وعلى الجميع التكاتف والاتحاد لإنقاذ مدارسنا من الانهيار"، وقال: "لم نتسلم حتى اليوم التقديمات المالية من أي جهة، وإذا تأمنت ستتوزع على التلاميذ الذين هم بحاجة فعلية للدعم، لذلك سيتم دراسة ملف كل تلميذ وتقييم وضع العائلة المادي واتخاذ القرار المناسب. ومن أمكنه دفع القسط كاملا، فهو بذلك يدعم بطريقة غير مباشرة من ساءت أحواله ويحافظ على استمرارية المدرسة وعدم إقفال أبوابها".
وعن روح التضامن والأخوة، دعا رحمة إدارات المدارس إلى "التجاوب مع توصيات لجنة المتابعة التي انعقدت هذا الأسبوع في مقر الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية في لبنان، والتعامل مع الأهالي والأساتذة بروح عائلية شفافة في الأمور المالية على اختلافها، سواء بالنسبة إلى تحديد الأقساط والمعاملات المدرسية وسائر النفقات، ومعالجة كل المواضيع المتصلة بتحصيل الأقساط أو دفع الرواتب والأجور بدرجة عالية من البساطة الإنجيلية والتواضع والتقشف والتضامن الإنساني. من خلال ذلك، تستطيع أن تتساند جميع مكونات الأسرة التربوية في مدارسنا، من إدارة ومعلمين وأهالي لتمرير الأزمة الاقتصادية التي تطال كل القطاعات، بمنطق التفهم والتفاهم وتقاسم الأعباء وتوزيع الأحمال لما فيه إنقاذ العام الدراسي ومؤسساتنا التربوية".
وأمل أن "يتمكن العدد الأكبر من التلاميذ من أن يتسجلوا في المدارس الخاصة، إذ إن نسبة المسجلين حتى اليوم لم تبلغ الخمسين في المئة وذلك يدل على أن قسما كبيرا من التلامذة سيتوجهون إلى المدارس الحكومية، نسبة إلى تردي الوضع المعيشي في لبنان وارتفاع نسبة البطالة".
وأكد "استعداد اللجنة الأسقفية للمدارس الكاثوليكية والأمين العام وكل أجهزة الأمانة العامة من هيئة عامة وتنفيذية وهيئة القضايا، المكتب التربوي ومركز التدريب والتنسيق، قسم التكنولوجيا وسائر الأقسام المالية والإدارية الذين هم على أتم الجهوزية، لتقديم الدعم التقني والأكاديمي والتنظيمي والتكنولوجي والقانوني لمدارسنا كافة بالقدر المستطاع".
وختم: "نجدد ضرورة التواصل الإيجابي بين مكونات الأسرة التربوية، لتعزيز الثقة والتسامح والتعاون في زمن الأزمات المتلاحقة وتذليل الصعوبات، لأن الأساس في التربية هو البشر وليس الحجر. وها نحن اليوم نجدد التزامنا رسالة الكنيسة التربوية، من حيث كونها أولوية ترتكز ليس فقط على جودة التعليم وانفتاحه على التطورات العلمية والتكنولوجية وحسب، بل على التنشئة على القيم الروحية والإنسانية والوطنية".
مخاوف كثيرة ترافق هذا العام الدراسي قبل أن ينطلق. تخوف من خسارة سنة دراسية أخرى إذا تخلف الأهالي عن دفع الأقساط، وإذا تخلف التلامذة عن الحضور بسبب الوباء المتفشي، ومخاوف من ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا في المدارس مع اقتراب بداية فصل الخريف نتيجة الاختلاط بين الانفلونزا والكورونا.
هل تصمد الأسرة التربوية في وجه التحديات والضيقات من كل صوب؟ ومن يضمن صحة أولادنا وأمنهم وسلامتهم؟
العودة إلى المدرسة بين كورونا والأزمة الاقتصادية... هذه خطّة "الإنجيلية"
فرح نصور ــ النهار ـ تبدو انطلاقة العام الدراسي متشنجة في ظل جائحة كورونا والوضع الاقتصادي المتأزم، إذ من الواضح أن لا خطة شاملة لعملية التعليم بشكلٍ عام. فمع اقتراب بداية العام ذي المعالم الغامضة حتى الآن، لم يسَع المدارس سوى أن تتحضّر سواء للتعليم المدمج، الفعلي، أم عن بُعد، أم جميعها. في هذا الإطار، تعِدّ "النهار" ملفاً حول تحضيرات المدارس والصعوبات التي تواجهها مع انتشار فيروس كورونا، لا سيّما مع ما يمرّ به أهالي الطلاب من ظروفٍ اقتصادية صعبة.
نبدأ هذا الملف مع المدارس الإنجيلية.
"عودة أولادي إلى المدرسة هي هاجس بالنسبة إلي إذ ليس معروفاً كم ستمتدّ جائحة كورونا بخاصة مع ارتفاع أعداد الإصابات، لكن طمأنتنا المدرسة على وضع أولادنا لناحية الإجراءات التي اتّخذتها من ناحية كورونا ومن ناحية التعليم"، تروي سارة، والدة لفتاتين في المدرسة الإنجيلية المعمدانية.
تتابع "ابنتي الصغرى خسرت مرحلة سنة تعليمية مهمّة السنة الماضية في المرحلة التأسيسية خلال التعليم عن بُعد، بينما ابنتي الكبرى كانت تجربتها في التعليم عن بُعد ناجحة"، وأخذت المدرسة بجميع ملاحظات وشكاوى الأهالي نهاية العام الماضي.
ومن ناحية التكاليف، اضطرّت سارة شراء طابعةٍ منزلية في ظل حالةٍ من الضياع مع التعليم من المنزل في وسط العام الدراسي. كما اشترت الحبر للطابعة وهو مكلف جداً. وحالياً أيضاً ستتكلّف شراء لوحتين رقميتين للدخول إلى عملية تعليمٍ مستحدثة. إضافة إلى دفعها فاتورة إنترنت إضافية لأنّ الدراسة اقتضت تحميل الكثير من الملفات ومشاهدة يوتيوب، وعاشت وبناتها ضغطاً نفسياً في ظلّ عدم توافر الكهرباء بشكلٍ متواصلٍ لحضور الصفوف في وقتها.
تحضّرت المدارس الإنجيلية لجميع أنواع التعليم تحسباً لأي طارئ متعلّق بانتشار الوباء، بحسب ما أفاد أمين عام المدارس الإنجيلية الدكتور نبيل قسطه. إذ كان على الدولة اللبنانية أن تتّخذ قرارًا واضحاً وجلياً بشأن فتح المدارس. لكن ما هو أكيد أنّه يبدو لغاية الآن أنّ العودة إلى المدارس ستكون مختلفة قليلاً عما اعتدناه في السابق. ومن المحتمل أن تفتح المدارس لفترةٍ من الوقت، يُصار بعدها إلى إصدار قرارٍ بإغلاقها من جديد على نحوٍ موقّت، وذلك اعتمادًا على السياق المحلي وكلّ مستجد.
"نحن أمام مسؤولية وطنية، واعتمدنا تعليمات وزارة الصحة ومنظَّمة الصحَّة العالميَّة، من أجل حماية الطلاب والموظفين والمعلِّمين وأسرهم من كورونا، ولضمان عودة آمنة، ومهما تغيّر وضع كورونا سنكون حاضرين لتعليم طلابنا، إذ جهّزنا كوادرنا وأساتذتنا وتقنيّاتنا لجميع أنواع التعليم وسنعتمد النموذج المدمج، النموذج الفعلي والنموذج عن بُعد في حال أُغلِقت البلاد نهائياً"، يشرح قسطه. وفي هذا الإطار، تمّ تجهيز بعض الصفوف في بعض المدارس بكراسٍ واقية من كورونا خلال حصص التعليم المدمج.
وقد وضعت المدارس بعض التدابير لعودة آمنة، أهمّها، تقليص عدد الحصص التعليميَّة، السماح للمدارس بحضور فعلي وبنسبة لا تتجاوز 50% من سعة الصفوف واعتماد برامج تدريس مدمجة، تنظيم الدوام المدرسي على فترات بغية تقليص عدد الطلاب في الصفوف، تعديل وترشيق المناهج التربويَّة لتكون تفاعليَّة، تجهيز منصّات إلكترونية تسمح بإجراء الامتحانات الرسميَّة عن بعد ولكن من خلال المدارس وبإشراف وزارة التربية، وغيرها من التدابير.
وفي السؤال عن مدى استعداد أهالي الطلاب لمواكبة هذه الصفوف من الناحية المادية، يشرح قسطه أنّ المدارس الإنجيلية وفّرت لوحاتٍ رقمية لجميع الطلاب في بعض مدارسها، باستقدامها شحنة من هذه اللوحات من الصين. وقد دُرِّب الأساتذة على مختلف طرق التعليم، ورفعت المدارس سعة الإنترنت لديها منعاً لأي حجة، لضمان تعليمٍ سليم.
وفي ما يتعلّق بالأقساط، لا ارتفاع فيها حتّى الآن، "لكن لن يطول الأمر كذلك، لسببٍ بسيط أنّه علينا أن نواجه الواقع بطريقةٍ عمليةٍ، فلن نستطيع ترك راتب المعلم في مدارسنا 200 أو 300 دولار"، يفيد قسطه.
وهناك أهالٍ نقلوا أولادهم من المدارس الإنجيلية، وتراوح نسبتهم بين 10-15 في المئة.
ووفق قسطه، "هاجموا المدارس الخاصة واتّهموها بغلاء أقساطها، وأعلنوا عدم جهوزية المدارس الرسمية، لكنّني أتمنّى أن تكون المدارس الرسمية جاهزة لاستقبال تلاميذ أكثر، وأن تصبح منافستها تكاملية مع المدارس الخاصة، لكن جميعنا نعلم أنّ المدارس الرسمية لا تمتلك الجهوزية اللازمة، بخاصة للتعليم المدمج والتعليم عن بُعد، وهذا مؤسف، كما يسعدنا أن يرسل الأهالي أولادهم إلى المدارس الرسمية مطمئنّين أنّهم سيحصلون على أفضل تعليم". فالجهوزيَّة في البُنى التَحتيَّة والتَّنظيميَّة والتَّعليميَّة، وأيضًا في وسائط التَّعلُّم والتَّواصُل، والطَّاقة الكهربائيَّة، إن لم تكن على القدرة نفسها في كافة أنحاء الوطن، لن تمنحَ تعليمًا عادِلًا للجميع.
وتساهلت بعض المدارس مع أهالي الطلاب في ما يتعلق بتسديد الأقساط، ومَن لم يسدّد أقساط أولاده العام الماضي، قامت المدارس بنوعٍ من اتفاقٍ معهم يناسب الطرفين. وقدّمت خدمة تقسيط الأقساط، و" كل ما يسهّل للأهالي من الناحية المالية نسهّله، لكن لا ندع أحداً يستغلّنا وذلك كي نستطيع الاستمرار".
خسارة المدارس كبيرة، إن لناحية عدم تسديد الأهالي كامل الأقساط العام الماضي، أو لناحية الأضرار التي لحقت بها جراء انفجار المرفأ، إذ تكبّدت خسائر مادية جسيمة لإعادة الترميم والإصلاح.
وفي إطار تعاون منظمة الأونيسكو مع وزارات التربية حول العالم للعمل على تطوير برامج التعليم عن بُعد في ظل جائحة كورونا، تشرح مسؤولة التواصل في مكتب الأونيسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية- مكتب بيروت، منى جبور، أنّ المنظمة الدولية ستقدّم الدعم التقني والفني لوزارة التربية والتعليم اللبنانية لتطوير برامج التعليم عن بُعد من خلال: أولاً دعم الطلاب بالوسائل التقنية مثل اللوحات الرقمية، إذ ستقدّم شركة مايكروسوفت منصة إلكترونية مجانية للطلاب. وثانياً، من خلال العمل على بناء قدرات الأساتذة للتعليم عن بُعد وإعادة النظر في المناهج وتعميم برامج التعليم المسرَّعة. إذ بدأ تدريب الأساتذة منذ شهر آذار.
وأكّدت جبّور على أن لا جهوزية تامة لجميع المدارس في لبنان للتعلّم عن بُعد، "نحن بعيدون عن ذلك"، لكن جاري العمل بشكلٍ جدي على هذا المستوى.
كورونا والتعليم:
كوفيد-19 يفاقم خطر حرمان الأولاد اللاجئين من التعلم
النهار ـ أكدت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أمس الخميس، أن نصف الأولاد في العالم ليسوا مسجلين في المدارس، في وضع قد يتفاقم مع وباء كوفيد-19. وتوقعت المفوضية في تقرير أنه في غياب تدابير فورية من المجتمع الدولي للتصدي للتبعات الكارثية للوباء على تعليم اللاجئين، ستصبح قدرات ملايين اللاجئين اليافعين المقيمين ضمن مجتمعات تواجه الخطر الأكبر في العالم في مشكلة متزايدة. وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في بيان، "بعد كل ما قاسوه، لا يمكننا أن نسرق مستقبلهم من خلال رفض منحهم تعليما اليوم". وتخشى المفوضية أن يزيد خطر التسرب الدراسي للأولاد اللاجئين بعد الوباء لأن عددا كبيرا منهم لن يكون في مقدورهم على الأرجح استئناف التعلم بسبب إغلاق المدارس وصعوبة دفع قيمة الأقساط الدراسية وباقي المستلزمات من ملابس وكتب مدرسية، وعدم الاتصال بالانترنت أو الاضطرار للعمل من أجل تأمين حاجات العائلة. وتبدي الأمم المتحدة قلقا خاصا على الوضع الدراسي للفتيات اللاجئات لأن نسبة ارتياد المدارس لديهن أضعف في الأساس مقارنة مع الفتيان، كما أن احتمال متابعتهن الدروس في المرحلة الثانوية أقل بمرتين مقارنة مع الذكور.
وفيما تبلغ النسبة الإجمالية لتسجيل اللاجئين في الصفوف الابتدائية 77%، لا تتعدى نسبة التسجيل لدى هؤلاء في المرحلة الثانوية 31%. كما أن 3% فقط من اللاجئين اليافعين يتابعون دروسهم في مرحلة التعليم العالي. ورغم أن هذه الأرقام أدنى بكثير من المعدلات العالمية لدى الأولاد غير اللاجئين، فإنها تشكل بحسب المفوضية الأممية للاجئين تقدما إذ إن نسبة التسجيل في المدارس في مرحلة التعليم الثانوي ارتفعت بنسبة 2 % عام 2019.
اصابات جديدة بكورونا تغلق عددا من المدارس في فرنسا
روسيا اليوم ـ في ظل الوباء المتزايد في فرنسا خلال الاسابيع الاخيرة، اغلقت 22 مدرسة ابوابها في عدة مدن بسبب ظهور اصابات بفيروس كوفيد 19.
وزير التربية الوطنية الفرنسي، جان ميشال بلانكي، اعلن إن 22 مدرسة، من بينها 12 متواجدة على تراب بلاده و10 في جزيرة لارينيون التابعة للجمهورية الفرنسية، قد أغلقت أبوابها منذ بدء الموسم الدراسي في الأول من سبتمبر/أيلول الجاري، بسبب اكتشاف إصابات مؤكدة بالفيروس في أوساط التلاميذ وعمال المدارس من معلمين وإداريين وأعوان على حد سواء.
وفي حديث له مع القناة الإذاعية الفرنسية "أوروبا1" (Europe1)، أوضح بلانكي أن الإصابات المكتشفة تنتشر في بعض جهات العاصمة باريس وفي إحدى ضواحي مدينة ليون وأيضا في مرسيليا وآميين، محددا عدد الأقسام التعليمية المغلقة في المدارس المعنية بالإصابات بأكثر من 100 قسم.
واكد أن الفيروس تسلل إلى هذه المدارس الـ 22 من إصابات موجودة خارج هذه المؤسسات. كذلك شدد على أن عددها يبقى ضئيلا مقارنة بالعدد الإجمالي للمدارس عبر كامل أنحاء الجمهورية الفرنسية البالغ 60 ألف مدرسة تحتضن 12 مليون تلميذ.
وتجدر الإشارة إلى أن الارتفاع المتزايد خلال الأسابيع الأخيرة لعدد الإصابات بكوفيد 19 في فرنسا يثير قلق أولياء التلاميذ. وقد تم تسجيل أكثر من 7 آلاف إصابة جديدة خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
بتوقيت بيروت