|
نشاطاتنا |
المصدر |
1 |
الإتحادات والمنظمات والأطر الشبابية الطلابية العربية: التأكيد على خيار المقاومة |
بوابة التربية |
|
قضايا |
|
2 |
نسبة النجاح بالتاريخ باهرة وكثير من علامات الاستلحاق للطلاب |
المدن |
3 |
الحلبي إلى الطلاب: ترقبوا النتائج الرسمية لامتحانات الشهادة المتوسطة قريبًا |
النشرة |
4 |
قرار لوزير التربية بشأن “العلامات المدرسية” وكيفية الحصول على نتائج الشهادة المتوسطة |
بوابة التربية |
5 |
الهيّئة اللبنانيّة للتاريخ تطلق كتاب مؤتمرها “نحو مسار لتطوير تعليم التاريخ في لبنان” |
بوابة التربية |
|
الوزارة ولجنة التربية |
|
6 |
الحلبي تفقّد امتحانات الكولوكيوم في اختصاص الصيدلة: اتصالات لمساواة الأساتذة الجامعة والمعلمين بالقضاة |
النهار |
7 |
لجنة التربية بحثت بإحتياجات الوزارة والمعوقات التي تواجهها وكيفية اطلاق العام الدراسي المقبل |
النشرة |
8 |
الحشيمي تابع مع الخطيب والأشقر شؤونا تربوية وجامعية |
بوابة التربية |
|
الجامعة اللبنانية |
|
9 |
إضراب الأساتذة المتفرغين بـ"اللبنانية": فتنة القضاة تتمدد |
المدن |
10 |
إضراب الجامعة اللبنانية: إلغاء امتحانات الطلاب وامتعاض في كلية التربية |
النهار |
11 |
أساتذة من اللبنانية يستخفون بقدرة الهيئة التنفيذية الاستمرار بالاضراب المفتوح |
بوابة التربية |
12 |
متعاقدو اللبنانية: نناشد وزير العمل متابعة عقود المصالحة |
بوابة التربية |
13 |
مدربو الجامعة اللبنانية اعلنوا الاضراب حتى قبض مستحقاتهم المتأخرة |
بوابة التربية |
14 |
هيئة عامة لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية غداً لمناقشة وإقرار الخطوات التصعيدية |
النشرة |
|
الشباب |
|
15 |
أيها الطلاب انتفضوا وأنقذوا ما تبقى من جامعتكم |
لبنان الكبير |
|
التعليم الرسمي |
|
16 |
من التعليم الثانوي إلى بيع الخردة: خيار المعلّم أم قهره؟ |
الاخبار |
17 |
مدراء ثانويات محافظة الجنوب: المطلوب تصحيح الرواتب والاجور أو تسلم مفاتيح الثانويات |
بوابة التربية |
|
التعليم الخاص |
|
18 |
مناوشات وتحليلات "وربّ ربكم ما بيعرف وين صاروا"/ 50 ألف "لابتوب" في دائرة الألغاز: وصلت... لم تصل |
نداء الوطن |
الإتحادات والمنظمات والأطر الشبابية الطلابية العربية: التأكيد على خيار المقاومة
بوابة التربية: دعت الاتحادات والمنظمات والأطر الشبابية الطلابية العربية الى فضح اهداف الزيارة الثقيلة للرئيس الاميركي جو بايدن ومواجهة نتائجها بالتأكيد على خيار المقاومة لاستعادة حقوق شعوبنا واراضينا المحتلة..
اصدرت الاتحادات والمنظمات والاطر الشبابية بيانا جاء فيه:
شبابنا وطلابنا أبناء شعبنا العربي الأبي:
نحييكم ونشد على أيايدكم، وننادي فيكم روح الثورة والغضب والرفض للعدوان الصهيوأمريكي السافر على مقدراتنا ومواردنا ، هذا الرفض النابع من وعي وثبات الرؤية والموقف تجاه ما تتعرض له منطقتنا العربية من محاولات دمج الكيان الصهيوني المؤقت الرابض على أرض فلسطين التاريخية، كجسم طبيعي في المنطقة عبر بوابة التطبيع الذي تلهث خلفه بعض الأنظمة العربية الرجعية للحفاظ على عروشها الزائلة حتما.
شبابنا وطلبتنا في ميادين النضال وساحاته، تأتي زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة، كجزء لا يتجزأ من الرؤية الإستعمارية الإرهابية العدوانية، المعادية لشعوب منطقتنا ولقوى المقاومة، وتنكر صريح وواضح لحقوق الشعب الفلسطيني المظلوم، وفي إطار استعادة هيبة الكيان الصهيوني السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية، التي كسرتها مقاومتنا في فلسطين ولبنان، اضافة الى استلاب ثروات شعوبنا في عالمنا العربي عموما والخليج على وجه الخصوص.
واذ تشكل هذه الزيارة استمرارا الأمريكي الصهيوني على شعبنا ومقدراتنا ومواردنا العربية نؤكد على الآتي :
رفض الزيارة وفضح أهدافها الإستعمارية الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية، ومواجهة محاولات المنظومة الإستعمارية دمج الكيان الصهيوني المؤقت في منطقتنا.
ندعو شبابنا العربي في الجامعات والمعاهد وميادين النضال المختلفة لأوسع تحرك رافض لنهج التطبيع والسياسات الأمريكية الداعمة للكيان الصهيوني المؤقت.
ندعو شبابنا العربي المقاوم للتصدي لتداعيات ومخرجات هذه الزيارة الخطيرة بما يحفظ امانة الشهداء والمضحين ويصون حقوق شعوبنا ومصالحهم.
نؤكد على حقوق شعبنا العربي في فلسطين ولبنان وسوريا، في مقاومة المشروع الصهيوني لاستعادة الاراضي العربية المحتلة في لبنان وسوريا وكامل التراب الوطني الفلسطيني.
ندعو الشباب الاحرار المناهضين لسياسة الاستكبار والهيمنة الاميركية الى التضامن مع قضايا عالمنا العربي لاسقاط مشاريع الهيمنة الصهيواميركية في منطقتنا..
ختاماً، تؤكد الأطر والإتحادات والمنظمات الشبابية والطلابية العربية على أننا في خندق المقاومة الشاملة لمواجهة هذا الإستعمار والإرهاب الصهيوأمريكي وحلفائهم، والتصدي لسياسات التطبيع والتعايش مع هذا الكيان المجرم.
ووقع البيان: اتحاد الشباب التقدمي الفلسطيني، جبهة العمل الطلابي التقدمية_ فلسطين، منظمة الشبيبة الفلسطينية – فلسطين، التعبئة التربوية في حزب الله- لبنان، اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني “أشد”، كتلة الوحدة الطلابية – فلسطين، هيئة دعم المقاومة- السودان، شباب التيار الشعبي- تونس، قطاع الشباب في حركة حماس – فلسطين، الحزب العربي الديمقراطي الناصري – مصر، منظمة الشبيبة التقدمية الفلسطينية “جبهة شعبية -ق.ع-، الحشد الإعلامي – العراق، أمانة الشباب بحزب الرفاه- موريتانيا، عمدة التربية والشباب في الحزب السوري القومي الاجتماعي، الرابطة الإسلامية – الاطار الطلابي لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، مكتب الشباب والطلاب المركزي في الحزب العربي الديمقراطي – لبنان، ملتقى الشباب القومي العربي في الجزائر، رابطة بيت المقدس لطلبة فلسطين، الاطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي في لبنان، إئتلاف شباب ثورة ١٤ فبراير – البحرين، منظمة البيت العربي – المغرب.
نسبة النجاح بالتاريخ باهرة وكثير من علامات الاستلحاق للطلاب
وليد حسين ــ المدن ــ في انتظار صدور نتيجة امتحانات الشهادة الرسمية لمرحلة المتوسط فجر الجمعة أو في ساعات الصباح الأولى، حسب تقدم أعمال إدخال الرقم الحقيقي للطلاب مكان الرقم الوهمي، لم يحسم وزير التربية القرار بشأن العلامة المدرسية. فهذه العلامة تشكل علامات استلحاق للطلاب تضاف إلى التسهيلات التي جرت على طرح المسابقات وباريم التصحيح.
رغم الإضراب
أنجزت دائرة الامتحانات هذا الاستحقاق رغم ظل الظروف الحالية التي يمر بها لبنان، وتمنّع الأساتذة عن المشاركة في أعمال التصحيح. وكانت الأخيرة بمثابة تضحية من المصححين الذين حضروا إلى مراكزهم للعمل رغم إضراب موظفي القطاع العام، ورغم أن البدلات المالية المتأتية منها أقل من ثمن المواصلات الذي يتكبدونه. وقد واظبوا على العمل يوم أمس الأربعاء حتى الساعة الثانية فجراً في المركز الرئيسي في بئر، بسبب تأخر وصول ملفات من بعض المراكز مثل منطقة بعلبك وغيرها. وسينتهي العمل من إدخال الرقم الحقيقي للطلاب مكان الرقم الوهمي على المسابقات مساء اليوم، لتصبح النتيجة جاهزة بعد منتصف الليل أو في ساعات الصباح الأولى، وفق ما أكدت مصادر مطلعة لـ"المدن".
التاريخ في الصدارة
وفيما تشير التقديرات إلى أن نسبة النجاح تصل إلى نحو 85 بالمئة، أكدت مصادر "المدن" أن نتائج القطاع الخاص أفضل بكثير من القطاع الرسمي. ففي مادة الرياضيات تصل نسبة النجاح في الخاص إلى أكثر من ثمانين بالمئة، بينما تتراجع النسبة في الرسمي إلى أقل من ستين بالمئة.
وأضافت المصادر أن مسابقة الرياضيات كانت تنال النسبة الأعلى في العلامات بين كل المواد، بينما احتلت مادة التاريخ النسبة الأعلى هذا العام. إذ فاقت نسبة النجاح فيها 95 بالمئة، ولم يسقط فيها إلا بعض الطلاب. ويليها مادة الفيزياء ثاني أعلى مادة بنسبة النجاح. وفيما تتراجع نسب النجاح في المواد الإلزامية (اللغات) تعتبر نسب النجاح في المواد الاختيارية مثل الجغرافيا والتربية وسطية (ملاحظة: قد تصدر الوزارة نسب العلامات لكل مادة وتبيحها للعموم).
انخفاض المستوى التربوي
وتعتبر مصادر تربوية أن تجربة المواد الاختيارية، التي انعكست في نسبة النجاح المرتفعة جداً بمادة التاريخ، انتكاسة تربوية في حال تقرر العمل بها العام المقبل. فهذه الطريقة في امتحان الطلاب بمثابة علامات استلحاق تضاف إلى استلحاق من نوع آخر جرى في طريقة طرح الأسئلة في كل المواد، لمراعاة عدم تعلم الطلاب بالقطاع الرسمي. وأتى قرار اعتماد نسبة عشرة بالمئة من العلامة المدرسية ليخفض من مستوى الامتحان الرسمي أكثر وأكثر.
كارثة العلامة المدرسية
وأضافت المصادر إنه إلى حد الساعة لم يحسم وزير التربية مسألة اعتماد العلامة المدرسية من عدمها، رغم الكوارث التي أقدمت عليها العديد من المدارس الخاصة والرسمية أيضاً. فقد تبين من مراجعة معدلات الفصل الأول للطلاب والفصل الثاني فوارق كبيرة في كيفية إعداد علامات الطلاب. ففي بعض المدارس كان معدل علامات الطلاب أقل من ستة على عشرين بينما في الفصل الثاني ارتفع المعدل إلى عشرين على عشرين، كي يصبح المعدل العام للطالب نحو 12 على عشرين. وإذا كان رفع بعض المدارس الخاصة لمستوى تقييم طلابها للحصول على معدلات نجاح كبيرة في الامتحانات الرسمية "طبيعياً" في لبنان، خصوصاً في ظل انتشار المدارس "التجارية"، فإن رفع المدارس الرسمية المعدلات بهذه الطريقة العشوائية تشي بوجود ضغوط محلية أو سياسية على المدراء لإنجاح طلاب محظيين. وهذا يلغي عملياً المفاعيل التقييمية للطلاب في الامتحان الرسمي بكثرة علامات الاستلحاق التي يحصلون عليها.
وكذلك أظهرت معدلات بعض المدارس الرسمية المنخفضة جداً عدم جدوى فتحها من الأساس. ففي بعض المدارس وصلت معدلات الطلاب إلى أقل من ثلاثة على عشرين، بما يشي أن الطلاب لم يدخلوا الصفوف طوال العام.
تجربة اعتماد العلامة المدرسية تفتح الباب على أهمية إبقاء الامتحانات الرسمية للشهادة المتوسطة كمرحلة تقييمية، للحد من تلاعب العديد من المدارس التجارية بمعدلات النجاح فيها. فإلغاء الشهادة يجب أن يترافق مع تشديد الرقابة على المدارس والمستوى التربوي فيها. غير ذلك تبقى هذه الشهادة الرسمية وسيلة رسمية للحفاظ على جودة التعليم، باعتماد امتحانات غير شكلية كما حصل في السنتين المنصرمتين.
الحلبي إلى الطلاب: ترقبوا النتائج الرسمية لامتحانات الشهادة المتوسطة قريبًا
توجه وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي، إلى الطلاب، أنه "ترقبوا النتائج الرسمية لامتحانات الشهادة المتوسطة قريبًا"، لافتًا إلى أنه "يُمكن للطلاب المرشحين الاطلاع على النتيجة الرسمية لإمتحانات الشهادة المتوسطة عبر تحميل تطبيق MEHE"، كما "يستطيع أيضاً المرشح التحقق من نتائجه عبر زيارة الموقع الرسمي لوزارة التربية والتعليم العالي: https://results.mehe.gov.lb، ولكل مرشح تقدم برقمه سوف تصله رسالة نصية SMS بالنتيجة الرسمية".
قرار لوزير التربية بشأن “العلامات المدرسية” وكيفية الحصول على نتائج الشهادة المتوسطة
بوابة التربية: أعلن وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي، “أنني اتخذت قرارا بتعليق احتساب العلامات المدرسية ، بعدما تبين للإدارة أن عددا من المدارس الرسمية والخاصة، تصرفت بهذا الموضوع بغير مسؤولية”.
كما اعلن الوزير حلبي على حسابه عبر “تويتر” عن طرق معرفة نتائج الشهادة المتوسطة، وكتب “يمكن للطلاب المرشحين الاطلاع على النتيجة الرسمية لإمتحانات الشهادة المتوسطة عبر إعتماد هذه الوسائل:
1- تحميــــل تطبيـــــق MEHE على جهــــازي:
الأندرويد bit.ly/3yIfjnt
الأبل apple.co/3z76pRZ
2- يستطيع أيضاً المرشح التحقق من نتائجه عبر زيارة الموقع الرسمي لوزارة التربية والتعليم العالي: results.mehe.gov.lb
ولكل مرشح تقدم برقمه سوف تصله رسالة نصية SMS بالنتيجة الرسمية.
في حين اعلن مدير عام التربية رئيس اللجان الفاحصة عماد الأشقر ان نتائج امتحانات الشهادة المتوسطة ستصدر عند الساعة الواحدة من ليل الخميس الجمعة.
الهيّئة اللبنانيّة للتاريخ تطلق كتاب مؤتمرها “نحو مسار لتطوير تعليم التاريخ في لبنان”
بوابة التربية: أطلقت الهيّئة اللبنانيّة للتاريخ كتاب مؤتمرها (الذي نظّمته السنة الفائتة 2021) “نحو مسار لتطوير تعليم التاريخ في لبنان، خلاصات وتوصيات مؤتمر دردشة في تحوّلات ومقاربات تعليم التاريخ في لبنان” في ندوة نظّمتها في السادس من تموز 2022 في دار النمر في بيروت كليمنصو، حيث أدارت الأستاذة نايلة حمادة نقاشًا مع الدكتور المؤرّخ أنطوان الحكيّم، والدكتورة هيفاء الإمام والأستاذ المتخصّص في صناعة المناهج أمل وهيبة.
وكان رئيس الهيّئة الدكتور أمين الياس قد أطلق الندوة بكلمة مقتضبة شرح فيها لإطار هذا الكتاب ولرؤية الهيّئة ومقاربتها لتعليم التاريخ في لبنان والتي تسعى لجعل التاريخ في المدرسة مجالًا معرفيًّا يتمّ من خلاله بناء ملامح الإنسان المرتجى في لبنان، ثم تلت المديرة الإقليميّة لمكتب بناء السلام في الـUNDP الأستاذة ريما زعزع في كلمة شدّدت فيها على الشراكة الاستراتيجيّة بين المكتب والهيّئة في سبيل بناء المواطنة والسلام المستدام في بلدان الشرق الأوسط.
الحكيّم
ثم انطلق النقاش مع المنتدين، حيث عبّر بداية الدكتور أنطوان الحكيّم في مداخلته عن إعجابه بالمحتوى العميق والشامل والدقيق للكتاب؛ لكّن الدكتور الحكيّم لم يتوقّف هنا، بل ذهب إلى مناقشة الكتاب والتعبير عن رأيه في المقاربة المطروحة. ومن النقاط التي شدّد عليها إنما تتعلّق بصورة الأستاذ والمتعلّم. برأيه قد يكون هناك شيء من المثاليّة في تصوير الطالب قادرًا على أن يكون “مؤرِّخًا صغيرًا” متسائلًا: أين الطالب من كل ذلك”، وهنا توجّه إلى الحضور قائلًا علينا أن نكون واقعيّين في التعاطي مع المتعلّمين وأن نسعى للعمل على بناء “فكر متوازن” لديهم لا أن نسعى لأن نبني عندهم “فكرًا ممتلأ”. كما عبّر الدكتور الحكيّم عن خشيته من أن يتمّ رفع السقف عاليًا جدًا فيما خصّ المتعلّم، وعندما نأتي إلى الواقع نُصاب باليأس. فالواقع، بحسب الدكتور الحكيّم، إنما يرتبط أكثر بتجاوب المتعلّم واستعداد المعلّم.
ولم يتردّد الدكتور الحكيّم في الذهاب أعمق في التفكّر في مسألة التربية ككلّ وتعليم التاريخ بشكل أدقّ ليربطها بالواقع المجتمعي والسياسي في لبنان. وهنا تساءل: “هل إن عمليّة تأهيل الأستاذ تكفي لتحريره من انتمائه الديني والحزبي؟”، ليكون جوابه: “أنا أشكّ في ذلك”. برأيه، إنّ المعضلة التي نواجهها في لبنان ليس فقط تربويَّة بل هي في عمقها اجتماعيّة وطنيّة. وقد ذكّرنا الدكتور الحكيَّم بنظريته حول أسّ المشكلة منذ تأسيس لبنان الكبير في العام 1920 والتي تتمحّور حول وجود قوّتين في لبنان: قوّة جاذبة متمسّكة بالكيان اللبناني ومدافعة عن هويّته اللبنانيّة، وقوّة طاردة تدفع بالكيان نحو الخارج فتؤدّي إلى تعريضه لكل أزمات المنطقة وتذبذب تياراتها الدينيّة السياسيّة والقوميّة.
الإمام
في مداخلتها، وبعد أن أكدت أن المشكلة تبدأ بالسياسة وتنتهي فيها، اعتبرت الدكتورة هيفاء الإمام أنّ الأهم في مسألة تعليم التاريخ هو بلورة قاعدة إدراك متبادلة للآخر، وتدريس مجموعة من القيم المجتمعيّة والوطنيّة.
وهيبة
الأستاذ أمل وهيبة المتخصّص في المناهج اعتبر في كلمته أن مشكلة مادة التاريخ تتلخّص في أنّه تمّ إيرادها في اتفاق الطائف. فكان من نتيجة ذلك أن رُبطت مادة التاريخ بالسياسة وباتت أسيرتها. فالطائف من خلال مطالبته بإقرار كتاب تاريخ موحّد، أعطى مادة التاريخ وظيفة سياسيَّة. وعليه، فإن كلّ محاولات إقرار هذا الكتاب إنّما اصطدمت بأنَّ كتاب التاريخ هذا كان يتمّ تقييمه من قبل السياسيّين على “أسس سياسيَّة” وليس على “أسس علميّة أو تعلّميّة (ديداكتيكيّة)”. مؤكّدًا أنَّ كتاب التاريخ ليس هو المسؤول عن تحقيق الوحدة الوطنيّة، اعتبر الأستاذ أمل وهيبة أنَّ المُمسكين بالسلطة السياسيَّة في لبنان إنّما يهمّهم من كتاب التاريخ في لبنان الحفاظ على سلطتهم من خلال السيطرة على المعرفة التاريخيَّة.
نقاش
وقد تلا الكلمات الثلاث نقاشٌ مع الحضور تمحور بعمقه حول دور التربويّين في التأثير على أهل السياسية وأنّ من واجبهم ألا يلقوا السلاح بل أنْ يحاولوا دومًا أنْ يأتوا بأهل السياسة لعندهم. كما طُرحت فكرة تطوير الفكر في هذه المنطقة وهو الأمر الذي لا يمكن أن يحصل إن لم يسع أهل هذه المنطقة للتحرّر من الأيديولوجيّات الدينيّة وتحرير الدين من الأيديولوجيا. فطالما لم يتحرّر إنسان هذه المنطقة من “كوابيس” الأيديولوجيَّات الدينية فلا سبيل لأي تطوير فكري وتربوي. كما جرى نقاش حول التاريخ وماهيّته وأهميّة تعليمه، وهل إذا كان التاريخ علمًا أم لا. وكان من هذا النقاش أن قال بعضهم أن كلّ شيء هو تاريخي ولهذا لا يمكننا إلا أن نعلّم التاريخ كعلم يفرضه علينا ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، كما وأن أهميّة التاريخ وقيمته الأولى أنّه يعكس لنا حقيقة الماضي، حتى ولو تكن هذه الحقيقة غير مطلقة. فالتاريخ يجعلنا نطّلع من خلال الأدلّة التاريخيّة على حقيقة الماضي من منظار محدّد وفي مكان وزمان محدّدين.
وانتهى هذا اللقاء الفكري بكوكتيل صغير استكمل خلاله الحضور النقاش في المسائل التي تمّ طرحها خلال الندوة، كما تمّ توزيع الكتاب على كلّ الحضور.
وكانت الهيّئة اللبنانيّة للتاريخ قد أصدرت حديثًا كتابَ “نحو مسار لتطوير تعليم التاريخ في لبنان، خلاصات وتوصيات مؤتمر دردشة في تحولات ومقاربات تعليم التاريخ في لبنان”، تنسيق الدكتور أمين الياس.
وهو يتضمن تمهيدًا بقلم رئيس الهيئة، وخمسة أوراق: 1 – نحو مسار لتطوير تعليم التاريخ في لبنان بقلم الدكتور أمين الياس، 2 – إطلاق العنان لإصلاح مناهج التاريخ في لبنان بقلم الدكتور باسل عكر، 3 – أزمة منهج التاريخ في لبنان وسُبل الخروج منها بقلم الدكتور سيمون عبد المسيح، 4 – البرنامج المعتمد لإعداد معلّمي مواد الاجتماعيّات (مادة التاريخ) في كلية التربية الجامعة اللبنانية بقلم الدكتورة آسيا المهتار، 5 – حديث في تدريس التاريخ في الجمهوريّة اللبنانيّة بين الواقع والمرتجى بقلم الدكتورة ندى حسن.
وستسعى الهيئة انطلاقًا من هذا الكتاب-المؤتمر لفتح مسار نقاش وتواصل مع كلّ المعنيين في تعليم مادة التاريخ في لبنان بهدف تطوير تعليم هذه المادة بكل ما يتطلّبه هذا التطوير من بناء قدرات المعلّمين والتعاون مع الجهات المعنيّة بهدف الضغط لصناعة منهج جديد يتوافق مع رؤيتنا لبناء الإنسان الحرّ والمبدع في لبنان.
وكانت اللجنة العلميّة للكتاب قد تألّفت من الأساتذة: أمين الياس وباسل عكر وجمال عرفات ومهى شعيب ونايلة حمادة.
الحلبي تفقّد امتحانات الكولوكيوم في اختصاص الصيدلة: اتصالات لمساواة الأساتذة الجامعة والمعلمين بالقضاة
النهار ــ تفقد وزير التربية والتعليم العالي الدكتور #عباس الحلبي ورئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران امتحانات الكولوكيوم في اختصاص الصيدلة للطلاب اللبنانيين المتخرجين من الجامعات خارج لبنان، وجالا لهذه الغاية على قاعات الإمتحان الخطي في كلية الصيدلة في مجمع الرئيس رفيق الحريري في الحدث، في حضور عميد كلية الصيدلة في الجامعة اللبنانية الدكتور عاصم القاق، المدير العام لوزارة الصحة فادي سنان، أمين سر المعادلات والكولوكيوم في #وزارة التربية الدكتور عبد المولى شهاب الدين، والمستشار الإعلامي ألبير شمعون.
بدأت الجولة بإجتماع في مكتب العميد في حضور ممثلين من كليات الصيدلة في الجامعات الخاصة في لبنان، وممثلين عن نقابتي الصيادلة في بيروت والشمال، والطاقم الإداري والأكاديمي والعلمي ولجان وضع الأسئلة التي عملت منذ الفجر.
وجال الوزير والوفد على غرف الإمتحانات وسأل المرشحين البالغ عددهم نحو 52 مرشحاً من أي بلدان تخرجوا ومن أي جامعات، وتأكد أن الأسئلة جاهزة باللغات الثلاث العربية والفرنسية والإنكليزية، كما لاحظ وجود مرشحين يتقدمون من هذا الإمتحان لمرات متعددة، لكي يتمكن الناجحون من مزاولة المهنة.
وبعد الزيارة تحدث الوزير الحلبي فقال "في اليوم الأول لإنطلاق إمتحانات الكولوكيوم في مبنى كلية الصيدلة في الجامعة اللبنانية، جئنا نتفقد سير هذا الإمتحان في حضور رئيس الجامعة البروفسور بسام بدران وعميد الكلية والمدير العام لوزارة الصحة، الأستاذ فادي سنان وعدد من الأساتذة وممثلي الجامعات والنقابات. ورأينا بأم العين مقدار المهنية التي يتمتع بها أعضاء اللجان الفاحصة وطريقة توزيع الطلاب. واطلعنا من الطلاب مباشرةً على موضوع الأسئلة وموضوع سير الإمتحانات، وكنا مرتاحين للغاية لسير هذه الأمور. وطبعاً ستمتد إمتحانات الكولوكيوم حتى نهاية الشهر الحالي".
وبهذه المناسبة ومن مبنى مجمع الحدث في الجامعة اللبنانية، لفت الحلبي إلى أنّه "وقد رأيت أوضاعها والتي أعرفها تمام المعرفة من رئيس الجامعة الذي يطلعنا دوماً على مسار الأمور في الجامعة، أقول بصوتٍ عالٍ وأنا الذي وقفت في مجلس الوزراء أكثر من ثماني مرات مطالباً بحق الجامعة اللبنانية، أولاً أن يكون قرارها مستقلاً بمعزل عن الضغوط السياسية التي تعطل آلية العمل في هذه الجامعة، وثانياً تأمين الإعتمادات اللازمة لسير الأمور، فلا يجوز لجامعة مثل الجامعة اللبنانية أن تكون قاصرة عن القيام بمهامها تجاه أكبر عدد من الطلاب الجامعيين في لبنان وشريحة واسعة من الأساتذة والموظفين والمدربين الذين لن يستطيعوا، بمعدل خمسين أو ستين دولار في الشهر، أن يؤمنوا هذا التدريس".
واعتبر أن "الجامعة اللبنانية هي قاعدة التعليم العالي في لبنان، وعلى السلطة أن تساعد في تفكيك مشاكلها لتمكينها من الإنطلاق مجدداً، لأنني لست مستعداً أن أرى إنهيار هذه الجامعة في عهد وزير التربية الذي يعمل جاهداً لإنقاذ النظام التربوي ووقف إنهياره، لذلك فقد تشاورت مع رئيس الجامعة الدكتور بدران، للقيام بخطوة قريبة، سنعلن عنها في وقت قريب".
وأعلن أنّه بدأ الإتصالات من أجل أساتذة الجامعة، ومعلمي المدارس الرسمية، "لتتم مساواتهم بما خصص لسادة القضاة، لجهة العطاء الذي أقرته الدولة، وأن يكون هناك تساو بين جميع القطاعات العامة والمعلمين وأساتذة الجامعة، وآمل خيرا من هذه المساعي".
بدوره، قال رئيس الجامعة البروفسور بسام بدران إن "أساتذة الجامعة وموظفوها عملوا في الفترة الأخيرة باللحم الحي. واليوم لم تعد هناك إمكانات متوافرة باللحم الحي، والمطلوب إجراءات سريعة جداً جداً لتأمين الحد الأدنى الذي يوفر كرامة الأستاذ الجامعي، فليس مقبولاً الإستمرار بهذه الطريقة، والقول أن المال غير موجود، وقد تبين أن المال موجود".
وشدّد على أن "المطلوب مساواة الأساتذة الجامعيين بالفئات التي حصلت على حقوقها، سيما وأن أستاذ الجامعة والموظف والمدرس أصبحوا غير قادرين على المتابعة، لأننا بلغنا وضعاً خطيراً جداً على مستقبل الجامعة، فالمطلوب اليوم إجراءات سريعة قبل الغد، وإلا فإننا ذاهبون إلى مستقبل سوداوي في الجامعة، وشكراً لمعالي الوزير على إهتمامه وعنايته بكل ما يتعلق بالجامعة اللبنانية".
ولفت إلى أن "الأساتذة عادوا إلى الإضراب والموظفين كذلك والأوضاع الراهنة تجعل من الأستاذ والموظف غير قادرين على المتابعة في ظلها".
من جهة ثانية، ترأس الوزير الحلبي اجتماعا للجنة مزاولة مهنة الهندسة، ضم المدير العام لوزارة الأشغال العامة طانيوس بولس، نقيب المهندسين في بيروت عارف ياسين ونائب النقيب جوزف مشيلح، وأمينة سر اللجنة ميسم فرحات ومستشار الوزير لشؤون التعليم العالي الدكتور نادر حديفة، والمستشار الإعلامي البير شمعون.
ورحب الوزير باللجنة، وتم عرض النقاط الواردة على جدول الأعمال، كما تم اتخاذ القرارات في شأن كل ملف إن لجهة القبول أو إضافة مقررات او المزيد من الدرس.
وفي سياق جدول الأعمال، تم طرح موضوع بعض خريجي الجامعة اللبنانية الفرنسية ULF في اختصاصات الهندسة، وتبين أن 24 طلبا مقدما من الطلاب الخريجين مكتملة، فقررت اللجنة الموافقة عليها وإحالتها إلى وزير التربية، لكي يعرضها على مجلس التعليم العالي ويؤلف اللجان التي ستجري تقييما للمشاريع التي قدموها وفاقا لقرار مجلس التعليم العالي، وبالتالي فإن هذه اللجان ستصدر توصية إلى المجلس وإلى الوزير بالموافقة على إعطاء الإذن من جانب المرجع الصالح وهو وزارة الأشغال العامة والنقل".
ثم استقبل الوزير الحلبي رئيس مجلس الإدارة المدير العام للمؤسسة العامة للإسكان روني لحود، وبحث معه في التعاون بين الوزارة والمؤسسة لجهة بناء مدرسة رسمية في منطقة رمحالا قبرشمون.
لجنة التربية بحثت بإحتياجات الوزارة والمعوقات التي تواجهها وكيفية اطلاق العام الدراسي المقبل
بحثت لجنة التربية والتعليم برئاسة النائب حسن مراد، وبحضور وزير التربية والتعليم في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي، بإحتياجات الوزارة و المعوقات التي تواجهها، وكيفية اطلاق العام الدراسي المقبل في التعليم الرسمي وفي الجامعة اللبنانية وبمعاشات الأساتذة".
الحشيمي تابع مع الخطيب والأشقر شؤونا تربوية وجامعية
بوابة التربية: تابع عضو لجنة التربية النائب الدكتور بلال الحشيمي اتصالاته ولقاءاته التي تتعلق بالجامعة اللبنانية والمدارس الرسمية والخاصة وحقوق الأساتذة ودكاترة الجامعة اللبنانية.
وناقش الحشيمي هذه المطالب في اجتماع عقد في المجلس النيابي مع مدير عام وزارة التربية الاستاذ عماد الاشقر ومدير عام التعليم العالي الدكتور مازن الخطيب .
وتطرق الحشيمي الى موضوع أساتذة الجامعة اللبنانية وضرورة انصافهم والمطلوب اليوم قرار رسمي ينصف كل موظفي القطاع العام الذي يدفع الثمن الأكبر من هذه الازمة.
كما اشار الحشيمي الى موضوع المدارس الخاصة والرسمية وعجزهم عن تأمين الاحتياجات الضرورية التي ترتبط بآلية التعليم ناهيك عن ظروف المدارس وعجزها عن تامين الكهرباء والمازوت والكثير من المستلزمات المدرسية.
إضراب الأساتذة المتفرغين بـ"اللبنانية": فتنة القضاة تتمدد
وليد حسين ــ المدن ـ في خطوة "تخديرية" للأساتذة، دعت الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية، الأساتذة إلى الإضراب المفتوح، ابتداءً من صباح اليوم الخميس في 14 تموز 2022، في كليات ومعاهد وفروع الجامعة اللبنانية كافة.
بعد الفشل الهيئة التنفيذية في اللجوء إلى الإضراب وفكه من دون الحصول على أي مطلب، عادت "الهيئة" ودعت الأساتذة للإضراب تزامناً مع بدء امتحانات الفصل الثاني. فقد سبق وفكت الهيئة الإضراب الذي أطلقته في شهر آذار من دون العودة إلى الأساتذة، في خطوة لاقت الكثير من الاعتراضات، وها هي اليوم تعلن الإضراب وسط تباين في آراء الأساتذة بين مرحب ورافض.
عقد هيئة عامة
ووفق أساتذة من مختلف المناطق، فمرد الرفض ليس الإضراب بحد ذاته بل رفض أي قرار يصدر عن "الهيئة" التي لم تعد تلبي طموحاتهم. فقد اضطرت الهيئة سابقاً إلى إعلان الإضراب بعد تصاعد الانتقادات في صفوف الأساتذة جراء انهيار قدرتهم الشرائية، وعادت وفكت الإضراب من دون تحقيق أي مطلب.
وتزامن الإضراب الذي بدأ اليوم مع دعوة "الهيئة" الأساتذة إلى عقد "هيئة عامة يوم الجمعة في 15 تموز 2022 في قصر المؤتمرات- الحدت، لمناقشة وإقرار الخطوات التصعيدية من أجل حفظ الجامعة الوطنية وكرامة أهلها"، كما جاء في بيان صادر عنها.
ووفق أساتذة في تجمع "جامعيون مستقلون"، فإن تحرك "الهيئة" أتى بعد تلقي القضاة رواتبهم على سعر صرف 8000 ليرة للدولار. ولطالما ميز أساتذة الجامعة نفسهم عن موظفي القطاع العام متشبهين بالقضاة لناحية الراتب والتقديمات الاجتماعية. وهذا ما أثار حفيظة البعض في الرابطة للضغط من أجل الحصول على "مكتسبات" القضاة. فجل ما يطمح إليه البعض هو الحصول على مكتسبات شخصية، فيما مشكلة أساتذة الجامعة مثلها مثل المشاكل التي يعاني منها جميع اللبنانيين في فساد المسؤولين الذي أدى إلى انهيار البلد وليس جامعته الوطنية وحسب.
خطوة تخديرية للأساتذة
ورغم أن "التجمع" لا يرفض فكرة الإضراب كوسيلة ضغط، إلا أن الأساس يبقى بالأفق الذي تفضي إليه الخطوات الاحتجاجية التي تدعو إليها الهيئة التنفيذية. ففي ظل الظروف الحالية للبلد لا يفترض بأساتذة الجامعة عزل أنفسهم وعدم تضامنهم مع القطاع العام كله من ناحية، ومختلف القوى والمجموعات التغييرية في البلد من ناحية أخرى، لجعل قضية الجامعة قضية وطنية تتعلق بمستقبل البلد وطلابه ورأسماله البشري، وليست قضية فئوية أو متعلقة بتحسين الراتب وحسب.
ويعتقد الأساتذة أن قرار الهيئة التصعيدية أتى مع اقتراب موعد الانتخابات الداخلية في شهر تشرين الثاني، كخطوة لتخدير الأساتذة وإعادة سيطرة القوى الحزبية عليها. ففي انتخابات الرابطة السابقة سيطر الثنائي الشيعي بالتعاون مع تيار المستقبل على الرابطة، وكانت النتيجة تعطل عملها النقابي وسيطرة العشوائية على القرارات، سواء لناحية إعلان الإضراب أو فكه.
ويرى الأساتذة أن الرابطة تريد إضفاء غطاء شرعي على خطوتها التصعيدية في الإضراب من خلال عقد الهيئة العامة لجميع الأساتذة كخطوة سياسية وليست نقابية. إذ كان حرياً بالقوى الحزبية التي تسيطر على الرابطة الدعوة لجمعيات عمومية في الفروع كي يتسنى للأساتذة الحضور ونقاش الخطوات الواجب اتخاذها، وليس دعوة جميع الأساتذة في لبنان إلى بيروت. فالقيمون على "الهيئة" يعلمون أنه يستحيل حضور الأساتذة من المناطق وتكبد أكثر من مليون ليرة ثمن البنزين لسياراتهم، فيما هم على علم مسبق بأن الإضراب سيفك عاجلاً أم آجلاً ومن دون تحقيق أي مطلب، كما حصل سابقاً.
إضراب الجامعة اللبنانية: إلغاء امتحانات الطلاب وامتعاض في كلية التربية
"النهار" ــ أعلنت كلية التربية في #الجامعة اللبنانية تأجيل ال#امتحانات التي كانت مقرّرة غداً إلى تاريخ لم يحدّد بعد بسبب الإضراب الذي دعت إليه الهيئة التنفيذية لرابطة العاملين في الجامعة.
بدورهم، عبّر الطلاب لـ"النهار" عن "امتعاضهم من هذا القرار الفجائي قبيل ساعات من الامتحانات"، حيث قالت إحدى الطالبات: "كنت أدرس وفجأة رنّ هاتفي فإذْ بأستاذتي تبلغني بأن الامتحانات تأجلت نتيجة الإضراب، مع العلم أن هذا القرار اتُخذ في وقت سابق ومع هذا لم يبلغونا به".
وكان قد أعلن مدربو الجامعة اللبنانية بوقت سابق، في بيان، "الإضراب القسري حتى قبض مستحقاتهم والطلب من بعض المديرين والعمداء بإقرار عقود المصالحة كاملة عن أشهر ١، ٢ ،٣ ،٤ ،٥ و٦".
من جهته، طالب وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم بـ"تسديد التعويضات والأجور والمساعدات للمدربين في الجامعة اللبنانية فوراً".
ووجه بيرم كتاباً إلى رئيس الجامعة اللبنانية بسام بدران، بناءً على كتاب موجه من مدربي الجامعة يشكون بموجبه "عدم تقاضيهم تعويضاتهم الشهرية منذ بداية العام 2022 ولا حتى بدل النقل وأنهم يجبرون على تأمين حضور يومي والقيام بواجباتهم من دون أن تبادلهم الإدارة بدفع حقوقهم".
أساتذة من اللبنانية يستخفون بقدرة الهيئة التنفيذية الاستمرار بالاضراب المفتوح
بوابة التربية: كتب المحرر التربوي:
ما إن تسرب خبر اجتماع الهيئة التنفيذية لرابطة الاساتذه المتفرغين في الجامعة اللبنانية لاعلان الاضراب المفتوح، حتى تفاعل الاساتذة بشكل مكثف مع النبأ، واللافت مطالبة عدد كبير من الاساتذة، الهيئة التنفيذية بالاستقالة فورا بدل تنفيذ اوامر حزبية بالاضراب او تخفيف احتقان الاساتذة الذين أوشكوا على التحرك الإعلامي والميداني ضد الهيئة..
وتباينت ردود الاساتذة حول الاضراب بين من لا يثق بالهيئة، التي خذلت من تمثل حين اوقفت “التوقف القسري” مقابل لا شيء قبل أسابيع… وبين من يقول لا خيار لنا الا الاضراب لأن الوضع لم يعد محتملا.
وثارت المجموعات “الواتسآبية” على بيان الهيئة، واللافت أن عدد ا من الملتزمين بقرار الهيئة السابق بالتوقف القسري، دعاها مباشرة الى الاستقالة، لان “من جرب المجرب عقله مخرب”.. فالهيئة من خلال ادائها وركونها لوعود السلطة بلا مقابل، اضاعت مكتسبات الجامعة واهلها.
وسأل أساتذة اخرون عن جدوى الاضزاب الان بعدما انتهى العام الجامعي. وهل سيشمل الإضراب الإمتحانات؟ وهل سيقبل رئيس الجامعة والعمدا والمدراء بوقف الامتحانات القريبة؟ ام ان في الامر تبادل ادوار؟ وهل سيكون الاضراب فقط في ايام العطلة؟ علما ان بعض أعضاء الهيئة التنفيذية هم انفسهم يخرقون الاضرابات السابقة ومنهم مدحه الرئيس لانه دبر خرق التوقف القسري السابق..
علما أن السلطة باتت تعرف اللعبة جيدا مع الهيئة لجهة فشل الاضراب المختوم بوعود مكررة ثم تتراجع الهيئة بادعاء حرصها على مصلجة الطلاب!
واللافت ان هناك اصواتا خافتة تدافع عن قرار الهيئة بالاضراب، مع ان الشكوك تراود هذه الفئة لجهة استمرار الهيئة بموقفها ولا سيما انها تتبع قرارات المكاتب التربوية، ولم تكترث لنداء الاساتذة.
وهناك من يؤكد ان الهيئة وجدت نفسها محشورة في ظل مطالب الفئات الأخرى في القطاع العام، عقب “تصحيح” أجور القضاة.
وتؤكد جهات حزبية ان الهيئة تنفست الصعدا بعد موقف الرئيس نبيه بري الاخير المطالب بتجميد قرار ال8000 الخاص بالقضاة.. ويسأل عدد من الاساتذة هل ستتراجع الهيئة عن الاضراب لمجرد المساواة مع القضاة حين يعود راتب الاخيرين الى سابق عهده؟
باختصار، يتوقع ان تشهد الهيئة العامة التي دعت لها الرابطة يوم غدٍ الجمعة في قصر المؤتمرات- مجمع الرئيس رفيق الحريري الجامعي- الحدت، مشاحنات وكلام جارح يوجه للهيئة فضلا عن دعوتها للاستقالة.
فما دامت الهيئة جادة بمطالبها، لماذا اوقفت مؤخرا التوقف القسري؟ وهل ستتكرر كما يقول اساتذة، المسرحيات السابقة؟
متعاقدو اللبنانية: نناشد وزير العمل متابعة عقود المصالحة
بوابة التربية: تفاجأ الاساتذة المتعاقدون في الجامعة اللبنانية مما حصل بالنسبة لرواتب القضاة الذين بدأوا باستيفائها على سعر صرف ٨٠٠٠ ليرة في وقت ما تزال مستحقات هؤلاء الاساتذة المستحقة منذ اكثر من سنتين نائمة في الادراج من دون ان يرف اي جفن لمسؤول في الدولة اللبنانية من اجل الافراج عنها في اسرع وقت ممكن سيما وأن هؤلاء الاساتذة المتعاقدون يمرون في ظروف اقتصادية لا يحسدون عليها.
وقد ثمن الاساتذة المتعاقدون الموقف الجريء الصادر عن معالي وزير العمل الدكتور مصطفى بيرم الذي انصف بموقفه الاخير المدربين في الجامعة اللبنانية وأقر لهم بحقوقهم.
وفي هذا السياق يناشد الاساتذة المتعاقدون في الجامعة اللبنانية معالي وزير العمل للتتحرك فورا باتجاه كافة المسؤولين الممسكين بيد قابضة بعقود المصالحة الخاصة بهؤلاء الاساتذة والايعاز فورا بالافراج عن مستحقاتهم تطبيقا للشرائع والنصوص القانونية التي تؤكد اهمية دفع الاجر عند تنفيذ العمل من دون اي ابطاء، آملين من معالي الوزير سماع صرختهم وهو العالم بأحوالهم الاقتصادية الضيقة وهم على ثقة بحكمته واستماعه الدائم الى صوت الحق.
مدربو الجامعة اللبنانية اعلنوا الاضراب حتى قبض مستحقاتهم المتأخرة
بوابة التربية: أعلن مدربو الجامعة اللبنانية، في بيان، “الاضراب القسري حتى قبض مستحقاتهم والطلب من بعض المديرين والعمداء بإقرار عقود المصالحة كاملة عن أشهر ١، ٢ ،٣ ،٤ ،٥ و٦”. وجاء في بيان للمدربين:
ها هي إدارة الجامعة اللبنانية ومعها السلطة جوعتنا وجوعت أولادنا وضربت مستقبلنا.
يا أهل السلطة بكل ما تمثل وعلى رأسها وزارة العمل أيعقل أن يترك المدرب لقمة سائغة لرياح الجوع والخطر الاجتماعي؟ أيعقل أننا على مشارف شهر آب ولم نتقاض إلى الآن أي راتب عن العام ٢٠٢٢؟ أيعقل أننا وحتى الآن لم نتقاض أي مساعدة إجتماعية من الدولة عن العام ٢٠٢٢ أسوة بالقطاع العام؟ أيعقل أن نبقى للشهر الرابع على التوالي بدون بدل نقل؟ أيعقل أن ننترك وعائلتنا لمصير مجهول؟
يا أهل الجامعة إن تخاذل رابطة العاملين ونومها العميق عن متابعة النضال لتحصيل حقوق الموظفين في الجامعة أسوة بالنضال القائم في إدارات الدولة يجعلنا نضع علامات إستفهام كبيرة حول الأرضية التي قامت عليها هذه الرابطة وتقاطع المصالح الحزبية والشخصية لمن هم فيها ونقول لرئيسها وهيئتها التنفيذية إن تخاذلكم ولا مبالاتكم لجوع وعوز المدربين سيكون وصمة عار على جبينكم ولو كان لديكم الجرأة لأعلنتم استقالة الرابطة واعترفتم بعدم قدرتكم على حماية الجامعة والعاملين فيها. ونسأل رابطة العاملين في الجامعة اللبنانية أين هم من تحركات رابطة موظفي الإدارة العامة أليست الجامعة اللبنانية مؤسسة عامة أين التضامن والتماسك النضالي للموظفين الذي ناضلتم لأجله بوجه السلطة على مدار السنوات الماضية وأين المطالبة بزيادة سعر رواتب العاملين على سعر ٨٠٠٠ ليرة لبنانية أسوة بمطالبة روابط الادارات العامة.
يا أهل الجامعة بشخص رئيسها وهيئتها الإدارية هل تعلمون بأن معظم المدربين الذين سلطتم عليهم التفتيش ليل نهار وعمدتم إلى إعطاء صلاحيات كاملة للعمداء والمدراء وبعض أمناء السر لأجبارهم على الحضور ٣ أيام تحت وطأة التهديد بالإستجوابات وغيرها أصبحوا مديونين ببدل النقل الذي اصبح يكلفهم بين مليوني ليرة وأربعة ملايين ليرة شهريا لتغطية أيام الحضور التي فرضتموها عليهم فبالله عليكم هل مات الضمير أمام هول ما نرى ؟
يا أهل الجامعة لن نحدثكم بخطوات تصعيدية وسلسلة تحركات فالأمر بات أكبر بكثير ولعل الإنفجار الاجتماعي للمدربين بات قريبا وقريبا جدا ولن نناشدكم للنظر في معناتنا لطالما عميت أعينكم عنها بل نناشد وزارة العمل وعلى رأسها وزير العمل بالتحرك الفوري لإنقاذ المدربين الذين بالحد الأدنى حاصلين على إجازة تعليمية وذلك من خلال إنصافهم كيف لا والمدرب لا يتقاض سوى راتب لا يتجاوز المليوني ليرة لم يتقاض أي شهر منه حتى الآن منذ بداية العام ٢٠٢٢ ولا منح تعليم ولا حوافز وظيفة مع العلم بأن الحد الأدنى للأجور أصبح يقارب ال مليونين وستمائة الف ليرة.
وأخيراً نناشد جميع المعنيين وعلى رأسهم وزير العمل ووزير التربية ووزير المال النظر إلى وضع المدربين والتواصل مع إدارة الجامعة لوقف التدهور الحاصل في وضع المدربين قبل فوات الأوان ونوجه دعوة إلى رابطة الأساتذة في الجامعة اللبنانية لإعادة التحرك ووضع خارطة طريق لمواجهة التدهور الحاصل للضغط على المعنيين لإصلاح ما تبقى من الجامعة الوطنية خصوصا وأن الجامعة قد أعلنت نبتها عن إطلاق العام الجامعي المقبل حضوريا. وإذ نعلن عن تضامننا الكامل مع جميع موظفي الادارات العامة ومع مطالبهم المحقة فوجعهم هو وجعنا وما يسري عليهم يسري علينا.
وبناء” على ذلك يعلن مدربو الجامعة اللبنانية الاضراب القسري حتى قبض مستحقاتهم والطلب من بعض المدراء والعمداء بإقرار عقود المصالحة كاملة عن أشهر ١، ٢ ،٣ ،٤ ،٥ و٦.
عشتم وعاش مدربو الجامعة اللبنانية
هيئة عامة لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية غداً لمناقشة وإقرار الخطوات التصعيدية
دعت الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية الأساتذة، (متفرغين وملاك)، إلى هيئة عامة تعقد عند الساعة التاسعة من صباح يوم غد الجمعة، وبمن حضر في الساعة العاشرة من اليوم نفسه، في قصر المؤتمرات- مجمع رفيق الحريري الجامعي- الحدت، لمناقشة وإقرار الخطوات التصعيدية من أجل حفظ الجامعة الوطنية وكرامة أهلها.
وكانت الهيئة قد دعت الأساتذة إلى "الإضراب المفتوح ابتداءً من صباح اليوم الخميس في 14 تموز 2022، في كليات ومعاهد وفروع الجامعة اللبنانية كافة"، بعد أن "أصبح الاستمرار في أداء الرسالة التربوية الجامعية مستحيلا، ولأن التجاهل المطلق، والصمت المطبق، والإهمال المقصود من قبل المعنيين يحتم على أهل الجامعة اتخاذ كل الخطوات الممكنة للحفاظ على الجامعة وضمان مستقبلها، ومن أجل كرامة الأساتذة في الملاك والمتفرغين والمتعاقدين والمتقاعدين، وحفاظاً على المدربين والموظفين الذين يشكلون عصب الجامعة، وحرصاً على مصلحة الطلاب وحقهم في تأمين تعليم لائق لهم".
أيها الطلاب انتفضوا وأنقذوا ما تبقى من جامعتكم
حسين زياد منصور ــ لبنان الكبير ــ ليست المرة الأولى التي تعلن فيها رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية الاضراب في سبيل تحصيل حقوقهم، ويستمر الاضراب أياماً كثيرة وطويلة يعيش خلالها الطالب حالة من القلق والضياع والتخبط نتيجة التوقف القسري عن الدراسة أو حتى خلال فترات التحضير لاجراء الامتحانات النهائية، ولكن في النهاية يتم إجهاض الاضراب من دون نتائج ملموسة إثر وعود رنانة يسمعها الأساتذة في كل مرة.
نعم، الجميع يعلم أن الجامعة اللبنانية لم تعد قادرة على تأمين أدنى مقومات الاستمرار لموظفيها وأساتذتها وطلابها، وتقديم الدعم لها أمر وطني ملح فهي تكافح باللحم الحي.
صعق الطلاب هذه المرة بإعلان الاضراب وكانت ردود أفعالهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي معارضة له خاصة في توقيته المتضارب مع مواعيد الامتحانات النهائية ومناقشات مشاريع التخرج، الى جانب اتهام الرابطة بالأنانية وتغييب مصلحة الطلاب والأساتذة، الذين يرى بعضهم أن الهيئة لم تعد تلبي طموحاتهم، لاسيما بعدما فكت الاضراب من دون تحقيق أي مطلب ومن دون الأخذ برأي الأساتذة.
يقول رئيس الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية، عامر حلواني: "هذه السنة الدراسية كانت أونلاين، لم نتمكن من التدريس حضورياً، لا وجود للكهرباء ولا للمازوت، ولا أي مقومات تساعد في ذلك، من أجل ذلك بقي التدريس أونلاين، اذ لا نملك القدرة على التعليم بصورة طبيعية".
ويضيف: "الجامعة تنهار أمام أعيننا، والدولة لا تسأل وغير مهتمة. لقد أضربنا من قبل لمدة شهرين، والدولة لم تسأل، واليوم نحن غير قادرين على التدريس عن بعد حتى، وهذا يدل على أننا ذاهبون الى انهيار كبير، وعلى الطلاب تسجيل موقف وإن كان عن طريق التظاهر والاعتراض أو ضد الأساتذة فليس لدينا مانع بل عليهم التحرك، فهذه الجامعة للطلاب قبل الأساتذة".
ويوضح حلواني أن "راتب الأستاذ الجامعي أصبح يعادل ١٥٠ دولاراً أميركياً، فهل من الممكن أن يكون قادراً على التدريس بطريقة طبيعية وعادية أو يعطي المعلومات من قلبه؟ هل هو قادر على تأمين معيشته بـ ١٥٠ دولاراً في الشهر؟ مستحيل. بكل بساطة ووضوح، الأستاذ يساوي راتبه وسطياً بحدود ٥ ملايين ليرة ونصف المليون، إذا تم احتسابها على أساس الدولار ٣٠ ألفاً يصبح الراتب يساوي بحدود ١٦٠ دولاراً، فكيف سيتمكن من تأمين معيشة له ولعائلته خصوصاً في هذه الظروف التي تنذر بغلاء فاحش؟ بهذا الراتب لا يستطيع حتى تعبئة الوقود، أو دفع فاتورة المولد. ما يجري يجعل الأستاذ يهرب، وهناك العديد من الأساتذة الشبان تركوا البلاد وخاصة من يملكون جنسيات أخرى، اما المشكلة فهي أمام الأساتذة الذين تعدى عمرهم الـ ٥٠ عاماً".
ويذكر بـ "أننا منذ ٢٠١٩ ونحن نحاول لفت الأنظار الى ما تمر به الجامعة اللبنانية، ومنذ ٣ سنوات لم نشهد أي اجراء أو تدخل، وكأن البلاد من دون حكومة أو قيادات فهم يهملون كل شيء ويتركون البلد ينهار"، معرباً عن اعتقاده أن "هناك قراراً بتصفية القطاع العام، ومن ضمنه الجامعة اللبنانية، والدليل الإهمال الذي أصابها من دون تدخل من الدولة وتركها تنهار وتصارع البقاء وحدها".
ويؤكد أن "الوعود المزيفة التي تعطينا أيها الحكومة لن تكفي هذه المرة (ما عاد في وعود) الوعود لا تؤمن لنا معيشة. ألم تتمكن الدولة من إيجاد حل للقضاة؟ يمكنها أيضاً إيجاد حل لأساتذة الجامعة. يستحق القضاة هذا الحل، والأستاذ يحق له أيضاً ذلك فهو ليس أقل منهم بل على العكس الأساتذة والقضاة في الدرجات نفسها".
وعن التصعيد، يقول: "أوقفنا التعليم، وعلى الدولة أن تأخذ موقفاً، ونحن لن نتحرك أو نبادر طالما الدولة غائبة، وان لم تكن هناك مبادرة منها فهذا دليل على هدفها بتدمير الجامعة. الاضراب مستمر ولا توجد بوادر لفكه كما كل مرة قبل إيجاد حل، وقد أبلغنا الطلاب أننا قد لا نتمكن من استقبال عام جامعي جديد".
ويشير الى أن "مصير الامتحانات ومشاريع التخرج معلق الى أجل غير مسمى. يكفينا استعباد للناس وللقطاع العام، الأستاذ أصبح يدرس بصورة مجانية وجاء الوقت الذي سينفجر القطاع العام في وجههم وعليهم إيجاد حلول"، داعياً الطلاب الى "التحرك والنزول الى الشارع، وعدم الوقوف الى جانب الأساتذة بل اتخاذ موقف مناسب والدفاع عن الجامعة اللبنانية وإن كان التحرك ضد الأساتذة".
من التعليم الثانوي إلى بيع الخردة: خيار المعلّم أم قهره؟
داني الأمين ــ الاخبار ــ منذ بدء الأزمة المالية والاقتصادية، لم يلتفت أحد من المعنيين إلى الخيارات الصعبة التي لجأ إليها المعلمون في القطاع الرسمي لسدّ حاجات أطفالهم، والتي قد تساهم في القضاء على التعليم الرسمي، إذ يفترض أن لا يلجأ المدرّس أو الأستاذ الثانوي إلى أيّ عمل "قد يحطّ من كرامة الوظيفة"، كما يشير قانون الموظفين. فكيف سيكون الحال، مثلاً، إذا وجد الأستاذ نفسه يفاوض أحد تلامذته على الأسعار عند عرض بضائعه للبيع، وكيف سيكون موقفه عندما يتصل به أحد زبائنه طالباً منه إيصال الطعام إلى منزله ( ديليفري)، أو عندما يتصل به والد تلميذه ليحاسبه على خطأ أو إهمال بعد تركيبه لألواح الطاقة الشمسية؟
هذه المواقف يرويها أحد أساتذة الثانوي، مؤكداً أن تدهور قيمة رواتب المعلّمين جعل العشرات منهم يستغنون عن "الهيبة" المفترضة لمهنتهم في مقابل تأمين لقمة العيش لعائلاتهم. يعتذر الأستاذ عن ذكر اسم زميل له فاجأه بخياره الجديد عندما بدأ يعمل في بيع القهوة والشاي في كشك صغير على الشارع العام. "كان خبراً سيئاً أصابني وزملائي في الصميم، لكنه في الحقيقة لم يكن مخيّراً، هذا العمل الوحيد ربما الذي لا يحتاج إلى رأسمال كبير".
خيار آخر
عندما قرّر أستاذ الفيزياء في ثانويتي "حسين علي ناصر" و"حسين مكتبي" الرسميتين، بشير جمال الدين، العمل في بيع الخردة لم يكن يفكر إلا في عدم سقوطه أمام أطفاله الأربعة. "حاولت الصمود في بداية الأزمة فغرقت في الديون، وعلمت أن المعاناة الأكبر هي الحاجة وعدم القدرة على سدّ حاجات أطفالي بعد 14 سنة لم ألجأ خلالها إلى أي خيار آخر، حتى إنّني لم أفكر في التدريس الخصوصي كي أقوم بواجبي التعليمي على أكمل وجه".
إهمال الدولة جعله يفكر في البدائل المتاحة "قرّرت ترك كل شيء، والبدء بعمل أستطيع برأسمال بسيط القيام به، ولجأت الى الخيار الأصعب على موقعي المهني والأقرب إلى حقيقة ما وصلنا إليه، هو بيع الخردة". استفاد بشير من صفحته على الفيسبوك ورقم هاتفه على الواتسآب، وبدأ بشراء الخردة من البلاستيك والنايلون والكرتون والحديد وخلافه، "حتى إنني كنت أشتري الخردة من عدد من طلابي ثم أبيعها إلى تجار الجملة، كما ساهم بعض زملائي المعلمين في البداية بتأمين شراء بعض الخردة".
أعيدوا راتبي
ولكي ينجح في عمله الجديد، توقّف أستاذ الفيزياء عن الذهاب إلى مركز عمله، "حيث الدوام المجاني". حتى إن التاجر الذي يتعامل معه طلب منه ترك دوامه متعهداً بإعطائه كلّ ما يريد. يقول: "منذ سنة وشهرين توقفت عن الذهاب إلى العمل، ولم أستجب لأي تنبيه من مدير أو أيّ مرجع آخر. كان جوابي الوحيد هو أعيدوا لي راتبي الذي كان يعادل 2000 دولار، بموجب عقدي الوظيفي، كي ألتزم بواجبي الوظيفي"، مشيراً إلى أن "عقوبة المدير العام كانت بحسم يومين من راتبي الشهري، وأنا أطالبهم بحسم كامل راتبي، الذي لا يكفي لتأمين حاجة واحدة من حاجات عائلتي".
توقّف أستاذ الفيزياء عن الذهاب إلى المدرسة متفرّغاً لعمله الجديد
عمل بشير الجديد أتاح له تأمين كلّ حاجات عائلته، لا بل "فاض عمّا كان سيؤمّنه راتبي طيلة الـ35 سنة المتبقية من عمري الوظيفي". يتحدث بشير بصراحة تامة مؤكداً أن ما استطاع ادّخاره حتى الآن، خلال 14 شهراً من العمل المتواصل في شراء الخردة وبيعها، يقارب الـ80 ألف دولار. وينصح جميع زملائه، بالتوقف عن التدريس في أسرع وقت ممكن، والبدء بأيّ عمل آخر، مهما كان نوعه ومكانته في المجتمع، "لأن الدولة لن ترحمكم ولن تؤمّن لكم حاجاتكم ولا حتى كرامتكم، عليكم أن تستغلوا ما تبقّى من أعماركم لإطعام أطفالكم، أما طلابكم فهم قادرون على تأمين البديل عنكم".
تجربة بشير تشبه تجارب كثيرة مستجدّة بين المعلمين. يشير أحد نُظار الثانويات إلى أنه "اضطر إلى الاستجابة لطلبات العديد من تلاميذه المقتدرين للعمل لديهم في تركيب ألواح الطاقة الشمسية مقابل بدل رمزي". ذاكراً أن "كل هذه الأعمال حتماً سوف تنعكس سلباً على المستوى التعليمي، وربما لن نجد في العام المقبل بين المعلمين من هو قادر على الحضور والالتزام بأوقات التدريس، لأن غالبيتهم ستكون قد وجدت عملاً آخر ولو اقتصر على بيع الخردة".
مدراء ثانويات محافظة الجنوب: المطلوب تصحيح الرواتب والاجور أو تسلم مفاتيح الثانويات
بوابة التربية: تحت عنوان “حماية القطاع الرسمي يكون بصون حقوق وكرامة أساتذته”، تداعى مدراء ثانويات محافظة الجنوب لإجتماع طارئ عقد في ثانوية الصرفند الرسمية (مقر فرع الجنوب في رابطة أساتذة التعليم الثانوي) بحضور مدير التعليم الثانوي د خالد فايد ممثلا بالاستاذ عدنان عبدالله وممثلي رابطة اساتذة التعليم الثانوي حيدر خليفة ونضال عبدالله اضافة لمقرر مكتب فرع الجنوب عباس رقة واعضاء المكتب ومدراء الثانويات.
وتم خلال الاجتماع نقل صرخة المدراء الى رابطة اساتذة التعليم الثانوية ومديرية التعليم الثانوي والتأكيد على ان المديرين احرص الناس على التعليم الثانوي الرسمي الذي وصل الى ما وصل اليه بفضل تضحيات المدراء والاساتذة.
ورغم تخلي الدولة عن مسؤولياتها استطعنا باللحم الحي انهاء العام الدراسي لكن الصبر والحكمة والمسؤولية يسقطون امام جوع اطفالنا وضياع احلامنا وتحطم طموحاتنا
نحن اخترنا وظيفة استاذ تعليم ثانوي فئة ثالثة لنكون اصحاب رسالة ولانها بذات الوقت بمواصفات تضمن لنا العيش الكريم، وامام انهيار قدرتنا على الحياة والاستمرار ولاننا غيورون على التعليم الثانوي نؤكد على التالي:
١- دعوة كافة الاساتذة والمدراء للالتفاف حول اداتهم النقابية المتمثلة برابطة اساتذة التعليم الثانوي وخوض المعركة القادمة تحت سقف ورقة المطالب التي نوقشت بمجالس المندوبين.
٢- يؤكد المجتمعون نحن لسنا متسولين على ابواب الجهات المانحة من اجل مكرمة من هنا واخرى من هناك نحن موظفون واجب الدولة اعادة قيمة رواتبنا التي اغتصبت كما سرق جنى عمرنا في المصارف
٢- تصحيح الرواتب والاجور فورا على اية قاعدة تريدون شرط عودة القيمة الشرائية لها
٣- رفع ميزانية تعاونية موظفي الدولة حيث كنا بالسابق نخاف الموت على ابواب المستشفيات صرنا اليوم نخاف زيارة الطبيب والصيدلي وصرنا نخاف ان نمرض لاننا لا نملك ثمن علاج
٤- احتساب بدل النقل على قاعدة بعد المسافة وبالليترات : ضمن تدرج في بعد المسافات على ان لا يتدنى بدل النقل عن ٦ ليتر.
امام ما تقدم يشد المجتمعون على يد الرابطة بوضع كافة المسؤولين وعلى راسهم الرؤساء الثلاثة ووزيري التربية والمالية ولجنة التربية النيابية امام مسؤولياتهم الوطنية والبدء بالتحركات الضاغطة منذ الان وعدم الانتظار حتى موعد بداية العام الدراسي وفي حال عدم التجاوب ندعو كل المدراء على مساحة الوطن الى تسليم مفاتيح مؤسساتهم لوزير التربية والتعليم العالي.. نحن لسنا دعاة الاضراب المفتوح لكنه كاس مر سنجبر على تجرعه
تحرير عودة: ظننت أن وظيفتي ستحملني!
فاتن الحاج ــ الاخبار ــ أربعة أشهر مضت على قطع راتب تحرير عودة. ذنب أستاذة التعليم الثانوي الرسمي أنها رفضت أن تستدين أو تبحث عن عمل آخر لتذهب إلى عملها. ببساطة، هي مقتنعة بأن العلاقة الصافية بين الدولة والموظف تقضي بأن يقوم الموظف بالخدمة المطلوبة منه مقابل أن يحصل على مبلغ يمكّنه من العمل والعيش من دون أن يطرق باب أحد. وهذا كان دأبها، على ما تقول، إذ أعطت الوظيفة أكثر من المطلوب، «ليس لشيء إلا لأنني كنت مؤمنة بأن وظيفتي ستحملني في آخرتي».
كيف يؤدي المكلّف واجباته إذا لم يحصل على حقوقه
على مدى 23 سنة، تركت عودة بصمات في تعليم الفيزياء، ونسجت علاقات مميّزة مع طلابها، ونشطت في المجال الحقوقي والنقابي ودفعت، بشهادة عارفيها، ثمن مواقفها الصلبة، ولا سيما في انتفاضة 17 تشرين، إذ اتُّهمت بالحكي بالسياسة في الصف، ونُقلت إلى ثانويات ووُزع نصابها في أكثر من ثانوية. كان هذا الرهان على الدور والوظيفة يوم «كنت آخذ حقي منها وأتعب على إعداد مسابقات نوعية وأناضل من أجل حقوق الأساتذة والطلاب، بخلاف الواقع المخزي الذي أوصلونا إليه: راتب هزيل وتغطية صحية معدومة، وحياة نقابية غائبة». عودة ذهبت أكثر لتقول: «لو كنا في بلد ينفذ محاكمات عادلة، لكنت رفعت الدعوى ضد من أفقدني إحساسي بذاتي وبإنتاجيّتي وجدوايَ كشخص يؤدي مهنة ويبرع فيها».
«السرطان استنزفني»
عندما بدأ العام الدراسي الحالي بعد تعليق الإضراب النقابي، كانت عودة تتابع علاجها لمرض السرطان «الذي استنزف كلّ مدّخراتي، ولم يبق عندي ما أبيعه سوى سيارتي وبيتي. بقيت سنة ونصف سنة غير قادرة على إجراء فحوصاتي الدورية الملزمة كلّ 3 أشهر»، فيما الانتقال إلى ثانويتها يحتاج إلى 8 صفائح بنزين شهرياً، يعني أكثر من راتبها. يومها، لم تقف في طوابير البنزين وقرّرت أنها لن تعود إلى الصف ما لم تقدم لها مديرية التعليم الثانوي حلولاً، إما عبر نقلها إلى ثانوية قريبة من منزلها أو عبر إعطائها بدل نقل «وهنا اكتشفت أن بعض الأساتذة المحظيين يحصلون على بدلات استثنائية من هذا النوع». كان الجواب أن اسم عودة سيكون من بين 176 أستاذاً ثانوياً ستحوّل ملفاتهم على الإقالة بتهمة الانقطاع عن التعليم، علماً أنها دأبت على التوقيع على دفتر الدوام مرة كلّ 15 يوماً. «وبحساباتي إن الـ 15 يوماً هي أيام عمل، ولم يلفت أحد نظري إلى أنها يجب أن تكون 15 يوماً متتالية (باعتبار أن الحضور كلّ 15 يوماً يكسر الانقطاع وفق نظام الموظفين)، بمن فيهم مديرة الثانوية التي أعمل فيها». في 8 آذار الماضي، قرّرت المديرة منع عودة من التوقيع على دفتر الدوام، وعندما سألت الأستاذة الثانوية المفتش التربوي ما إذا كان يحقّ لمديرة الثانوية أن تمنع أستاذاً من التوقيع، أجابها بالنفي «لكنه لم يفعل شيئاً عندما كرّرت ذلك لاحقاً في حضوره».
سلوك إداري تعسّفي
وكانت عودة قد حرّرت كتاباً إلى مديرية التعليم الثانوي، عبر مديرة الثانوية، شرحت فيه بإسهاب أسباب عدم قدرتها على الحضور إلى صفها، وأودعت نسخة من الكتاب المفتشية العامة التربوية والتفتيش المركزي. إلا أن القضية أخذت، بحسب عودة، «مساراً تعسفياً وكيدياً قوامه الإنكار للوضع المأسوي الذي يمرّ به الأستاذ من بعض الموظفين في المديرية الذين يخدمون الأحزاب السياسية التي وضعتهم في الموقع الوظيفي وليس الوظيفة». سمعت عودة خطاباً استعلائياً يقترب من الاسترقاق للأساتذة واتهامهم بأن لديهم أمية قانونية وإدارية من قبيل «روحي تديّني كلنا عم نتديّن، أو اعملي خير لطلابك، أو فتشي عن شغل تاني...». وهنا استدركت عودة: «الجميع يلومني على اللهجة الحادّة التي أتكلم فيها على وسائط التواصل الاجتماعي، لكنّ وقاحة موظفين الذين يفترض أن يتمتعوا بالمهنية والمؤسساتية والمناقبية، يجب أن تقابل بالوقاحة نفسها وقول الأمور كما هي، فقد جرّبنا التورية وعدم المواجهة لسنوات ولم تنفع».
انتقادات للرابطة
الحدّة والصلافة لا يلغيان، بحسب عودة، «حقيقة ما أثيره في كتاباتي عن أداء وزير التربية والرؤساء المتعاقبين لرابطة أساتذة التعليم الثانوي وغياب الرابطة عن معاناة الأساتذة وكأنها في كوما، فمن حق أيّ مواطن مثلاً أن يعرف أين ذهبت الأموال التي رُصدت للتربية والتعليم بغية تسيير عام دراسي طبيعي». بحسب عودة، «لم يفهم أيّ من الأساتذة كيف تكون الحوافز (90 دولاراً في الشهر) مشروطة، وكيف حُرم منها من حصر كلّ نصابه في 3 أيام، بدلاً من 4، وكأنّ المطلوب عدد الأيام وليس الإنتاجية». تسأل عودة رئيسة رابطة التعليم الثانوي الرسمي التي رفعت عليها شكوى أمام مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية اعتراضاً على شتائم وجّهتها إليها، فيما يفترض أنها ارتضت بتسلّم مسؤولية في الشأن وعليها أن تتحمّل الانتقاد «ماذا فعلتِ لأساتذة أصبحوا أمواتاً على قيد الحياة وبات أقصى طموحهم تأمين الخبز الحاف لأولادهم وأجرة الوصول إلى ثانوياتهم؟ هل حاولتِ أن تسمعي حكايات مأساتهم بدلاً من معاونة الوزارة على جمع أسماء غير القادرين على الوصول إلى عملهم؟».
حتى اليوم، ليس في حوزة عودة أي ورقة خطية ورسمية تثبت أنها أصبحت خارج الوظيفة، آخر ما سمعته من مدير التعليم الثانوي قوله لها: «بدنا نشوف كيف بدنا نطلعك من هالمعضلة». هي مقتنعة بأنه ليس هناك أي نصّ قانوني يسمح لمدير التعليم الثانوي أن يقطع راتبها، فموظفو الوزارة وأعضاء الهيئة النقابية يحملون هراوة ما يسمونه قانوناً، فيما لا يحق لهم أن يطالبوا المكلّف بتأدية واجباته، إذا لم يحصل على حقوقه، «رواتبنا باتت تلامس الحدّ الأدنى للأجور الذي بات يُقدّر، بحسب مؤشر الغلاء، مليونين و600 ألف ليرة لبنانية».
مناوشات وتحليلات "وربّ ربكم ما بيعرف وين صاروا"/ 50 ألف "لابتوب" في دائرة الألغاز: وصلت... لم تصل
نوال نصر ــ نداء الوطن ــ في عزّ تموز 2022، عاد الكلام عن وعدٍ قُطع في أيلول 2021، بتقديم هبة عينية من خمسين ألف جهاز كومبيوتر محمول توزّع مجاناً على التلاميذ في المدارس الكاثوليكية في لبنان. وعدُ يستمرّ وعداً. هو أمرٌ قد يكون عادياً في بلدٍ مثل لبنان ننام فيه على وعد ونستيقط فيه على «كمون»، لكن حين يُصبح الموضوع أشبه بلغزٍ يُحيّر «أهل البلد» من ناشطين وغير ناشطين، فعندها مطلوب السؤال: أين «اللابتوبات» يا سادة؟
عادت واشتدّت «المناوشات الكلامية»، حول مصير «اللابتوبات» المنتظرة، وهذه المرة من البترون. نشطاء المنطقة في حال أشبه بخليط من مشاعر الغضب والإستهجان والقلق من أن تكون جهة ما، تنتمي الى مرجعية ما، قد «شفطت» الهبة! أجهزة الكومبيوتر الموعودة هي لطلاب المدارس الكاثوليكية في كل لبنان، لكن البترون اعتبرت نفسها «أم الصبي» في تلك الهبة كون عراب الملف، وصلة الوصل بين المانحين في أستراليا- سيدني ومدارس لبنان الكاثوليكية، هو ابن تنورين وراعي أبرشية سيدني المارونية المطران أنطوان- شربل طربيه.
هكذا بدأت القصة قبل عام. وها هي تشتدّ توتراً اليوم بعدما سأل أحد نشطاء البترون بحنقٍ: أين اللابتوبات؟ فردّ آخر: «رب ربك ما بيعرف وين صاروا». وبدأت اللهجة تقسو مترافقة مع إتهامات واحتمالات: «إما لم تصل إلى لبنان وهذا احتمال ضعيف. وإما جاءت. غطّت وطارت على الطريق وهذا احتمال». ليس بسيطاً توجيه الإتهامات يمنة ويسرة كما غير بسيط القول: ما بالكم بتلك «اللابتوبات» ما دام البلد كله ضائع و»الداخل إليه مفقود والخارج مولود؟» من حقّ طلاب المدارس الكاثوليكية أقله معرفة مصير ما توقعوه وانتظروه.
فلنفتح معهم الملف علّنا نجد جواباً لأسئلتهم الكثيرة.
أربعة مراجع قد يكون- ونكرر قد يكون- الجواب لديها: مطران سيدني المحبوب والطيّب والآدمي أنطوان- شربل طربيه. أمين عام المدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر. رئيس هيئة الطوارئ الشعبية في منطقة البترون المحامي حنا بيطار. والمستشار التربوي في اتحاد ولجان الأهل وأولياء الأمور في المدارس الخاصة نعمة نعمة.
غموض
المحامي بيطار هو من نقل الى الأهالي النيّة بمنح 5000 لابتوب على الأقل الى طلاب البترون. ممتاز. أين أصبحت؟ يجيب «لم أكن أعرف سيادة المطران من قبل لكن اتصلت به يوم اتى الى لبنان في العام الماضي والتقيته مع المونسنيور سمير الحايك وقلت له بالحرف: اولاد البترون اولادك وهم بأمس الحاجة للإستفادة من المنحة. فأجابني: أريد منكم الرقم التقريبي لعدد طلاب المدارس الرسمية في البترون الذين هم بحاجة وأنا مسافر غداً. كلفنا بعض الأصدقاء تحديد الرقم التقريبي لذلك. ومرّت الأيام. بعدها اتصل بي المطران وقال لي: القصة تأخذ مداً وجزراً ولم نستطع حتى الآن إرسال اللابتوبات الى الأمانة العامة. سألته: لماذا؟ أجابني: نتكلم لاحقاً. فلم أسمح لنفسي في متابعة الموضوع. لم أخبر احداً كي لا أفتح باب الجدال. واعتبرت أن دوري انتهى هنا.
رئيس هيئة الطوارئ الشعبية في منطقة البترون يصرّ على التكرار «كم هو المطران طربيه خلوق ونبيل وآدمي» ويقول «بتقديري هو سعى لتصل الهبة الى طلاب المدارس الكاثوليكية لكن، قد يكون حصل سوء تفاهم بينه وبين الأمانة العامة حال دون ذلك». على ما يبدو، لا شيء مؤكد.
نعود لنسمع كثيراً من «المناوشات» بين الناشطين حول مصير الهبة. وهناك من ينقل عن الدكتور نبيل حكيّم قوله: «كنت في نفس الطائرة التي تقل سيدنا طربيه فسألته عن الموضوع أجابني: لم نرسل اللابتوبات حتى اللحظة الى لبنان». نفهم من كلام طبيب التجميل أن الهبة لا تزال عند المصدر. فلنتأكد أكثر علنا نحسم الجدال بين الناشطين وأولياء الطلاب في البترون حول الهبة المنتظرة منذ عام.
لم ينس أحد المؤتمر الصحافي الذي عقده المركز الكاثوليكي للإعلام في تموز 2021 ليعلن: «أنه بمبادرة من أبرشية مار مارون في أستراليا تم إطلاق مشروع تقديم هبة عينية من خمسين ألف جهاز كومبيوتر محمول لتوزع مجاناً على الطلاب في المدارس الكاثوليكية في لبنان بهدف تأمين التسهيلات اللازمة لهم لمتابعة التحصيل العلمي عن بعد». والسؤال، هل الموضوع مثل كمون بلادنا... على الوعد؟
المستشار التربوي في اتحاد ولجان الأهل وأولياء الأمور في المدارس الخاصة نعمة نعمة قد يملك جواباً أو معلومة؟ فلنسأله عن الموضوع - اللغز. هو لا يعرف - أو لم يكن يعرف أيضا - شيئا. ويقول: «حاولنا أن نستقصي عن الموضوع فسمعنا أن الأب يوسف نصر قال أن قسماً من اللابتوبات قد وصل ويوزع على المدارس وقسم آخر سيصل. لكن، ليس لدينا أي دليل أو آلية تحدد صحة ما حصل. وصلت؟ طلعت؟ وزعت؟ لم نعرف شيئاً ولا أحد يعطينا معلومة. ولا نعرف من سيوزع اللابتوبات: الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية أو وزارة التربية أو وزارة الشؤون الإجتماعية أو كاريتاس؟ في كل حال، لا نعرف كل المساعدات التي تصل الى المدارس أين تذهب.
الامانة العامة للمدارس الكاثوليكية يفترض أن يكون لديها جواب. ناشطو وفاعليات البترون حاولوا مراجعتها ولم يحصلوا على جواب شاف. فهل يمكن لأمينها العام الأب يوسف نصر حسم الموضوع؟ يجيب: «إلتقيتُ المطران طربيه في حزيران الماضي وأخبرني أنه يفترض أن تصل الهبة قريباً. وأستطيع أن أحسم عبر «نداء الوطن» أنه لم تصلنا أي حبة من أجهزة الكومبيوتر المحمول حتى الآن. ولا واحد. والسبب قد يكون إقفال الحدود الذي فرضته جائحة كورونا». لكن، لماذا لم يصدر أي بيان يشرح ذلك ويحسم الأمر بالنسبة الى من يحلل فيه؟ يجيب «أنا مع أن تتواصل الفاعليات التي تسأل مع أستراليا. نحن أخبرنا المطران طربيه أن الأجهزة ستصل، إبتداء من أيلول المقبل، على دفعات. أول دفعة ستتشكل من 2000 جهاز، على أمل أن تتوالى الدفعات وتصل الهبة كاملة. ويستطرد: اللابتوبات ستكون من نصيب كل شرائح المجتمع، ونحن نعدّ دراسة في الأمانة العامة حول من يستحقون الحصول عليها لأن الكمية لا يمكن أن تغطي الجميع. هناك خمسون ألف لابتوب يفترض أن تصل. ونحن ننوي أن نبدأ في توزيعها على المدارس في الأطراف وعلى الطلاب الأكثر حاجة بناء على دراسة نعدها. ولن توزّع عشوائياً بل وفق معايير». هل حُددت حصص الأقضية مثلا؟ يجيب «لن توزع في البداية على الأقضية بل، كما قلت، على الأطراف، ويمكن أن تعطى المدارس الكاثوليكية في البقاع والشمال أكثر من سواها لأنها أكثر حاجة».
الدراسات اُنجزت
يتكلم الأب نصر وكأن لا مشكلة في الموضوع، وكأن لا «مناوشات» كلامية في الأقضية ولا كمية من التحليلات والإستنتاجات وبالتالي، ما دام الأمر يسير بشكله الطبيعي فلماذا لا يصدر بياناً يحدد أسباب التأخير ويقول: ستصل اللابتوبات على دفعات إبتداء من أيلول؟ يجيب: «لا بُدّ أن يعرض الموضوع لاحقاً من خلال مؤتمر صحافي حين ننتهي من إعداد الدراسات والمعايير». لكن، هل يجوز أن تكون الدراسات لم تنته بعد على الرغم من كل التأخير الحاصل؟ يجيب الأب نصر: «أنجزنا الدراسات على مئة مدرسة من أصل 320 مدرسة كاثوليكية تضم 185 ألف تلميذ».
المطران طربيه أتى هذا الصيف الى لبنان وغادر. هو الآن في سيدني. فهل يمكن أن نعرف منه مباشرة عن لغز البحث الطويل عن اللابتوبات في لبنان؟ جواب سيدنا الوحيد والمباشر والقصير: «ستصل قريباً. تأخر الأمر لكنها ستصل لاحقاً على دفعات. وما يهمنا من كل الموضوع هم التلاميذ».
لا يريد سيدنا الإسهاب في الكلام كي لا يأخذ منحى آخر.
«يا دارة دوري فينا ضلي دوري فينا». وكأن أغنية فيروز هذه تصلح لتُغنى في الموضوع لأكثر من سببٍ وسبب. فالهبة تأخرت كثيراً في الوصول. لا بيان واضحاً معلناً يشرح سبب تأخيرها. الفاعليات ضائعة. التحليلات كثيرة والأجوبة التي حصلنا عليها اليوم من مصدرين: المطران طربيه والأب نصر وحدها قد تشفي بعض غليل من يسألون. لكن، يحتاج الأمر، نكرر، الى إعلان رسمي من أجل قطع دابر الإتهامات.
لم تصل اللابتوبات المقدمة كهبة من أستراليا الى طلاب المدارس الكاثوليكية في لبنان. قيل هذه هي الحقيقة. ستصل دفعتها الأولى في أيلول المقبل؟ هذا ما وعد به المطران طربيه والأب نصر. نصدق. نريد أن نصدق. ننتظر.
بتوقيت بيروت