|
قضايا |
المصدر |
1 |
نتائج الثانوية الجمعة... ما مصير التعليم؟ |
النهار |
2 |
نتائج الثانوي: علامات الصفر معدودة ونقص حاد بمصححي الإنكليزية |
المدن |
|
الوزارة |
لبنان الكبير |
3 |
الأشقر لـ”بوابة التربية”: وزير التربية هو من يحدد موعد إصدار نتائج الثانوية العامة |
بوابة التربية |
|
الجامعة اللبنانية |
|
4 |
مؤتمر صحافي مشترك بين رئيس الجامعة اللبنانية ووزير التربية بتاريخ 20 تموز 2022 |
لبنانية |
5 |
تعيين البروفسورة إلهام صليبا مديرة لكلية الآداب والعلوم الإنسانية – الفرع الرابع |
لبنانية |
6 |
جامعة الوطن |
النهار |
7 |
الاسمر طالب بوقف تدمير الجامعة اللبنانية |
وطنية |
|
الجامعات الخاصة |
النشرة |
8 |
زمكحل لمتخرجي ادارة الاعمال اليسوعية: أنتم رموز إعادة الهيكلية واستعادة الثقة |
وطنية |
9 |
جلخ: برجائكم وبشجاعتكم ستبنون بلدكم من جديد وتعيدون إليه معناه الفريد بين بلدان الشرق الأوسط |
وطنية |
|
التعليم الرسمي |
لبنان الكبير |
10 |
فرع البقاع في الأساسي عرض لخطة الرابطة المقدمة لوزير التربية |
بوابة التربية |
11 |
بوشكيان عقد اجتماعا لتفعيل التعاون بين التعليم المهني والقطاع الصناعي لتأهيل الطلاب وتدريبهم |
وطنية |
12 |
إدكار طرابلسي: حذار ضرب المركز التربوي |
وطنية |
|
مختلف |
|
13 |
حق التعليم للجميع مشروع واعد مشترك جمع صندوق ملالا وجمعية الدراسات ومهرجانات بعلبك |
وطنية |
نتائج الثانوية الجمعة... ما مصير التعليم؟
ابراهيم حيدر ــ النهار ــ شارفت أعمال تصحيح مسابقات امتحانات الشهادة الثانوية بفروعها الأربعة على الانتهاء، وذلك على الرغم من الصعوبات التي واجهت التربية لجهة النقص في المصححين في بعض المراكز خصوصاً في المحافظات، وأيضاً في بعض المواد، لكن جرى تجاوز هذه المشكلة بالتدخل مركزياً وإنجاز تصحيح القسم الأكبر من مسابقات المواد. وبدأت في المركز الرئيسي للامتحانات في بئر حسن عملية فتح المسابقات لوضع الرقم الأساسي بدل الوهمي تحضيراً للانتهاء من التصحيح والتدقيق وجمع العلامات، والمتوقع أن تصدر النتائج يوم الجمعة المقبل، بعد الانتهاء ليلة غد الخميس من الجمع، للانتقال إلى مرحلة أخرى بالتحضير للدورة الاستلحاقية أو الثانية للشهادتين المتوسطة والثانوية لنسبة 20 في المئة من العدد الإجمالي للتلامذة المرشحين والذين لم يحالفهم الحظ في النجاح.
تشير التوقعات من مراكز التصحيح وعلى ما توافر حول علامات المواد أن نسبة النجاح لن تتخطى الـ80 في المئة للشهادة الثانوية بفروعها الأربعة، وقد تختلف بين فرع وآخر، علماً أن النجاح في البريفيه بلغ 79 في المئة، وهو معدل مقبول يدحض الكلام الذي أشيع عن حدوث عمليات غش في الامتحانات، إذ قبل سنوات كانت نسبة النجاح تتخطى الـ90 في المئة. وحسناً فعلت التربية بإلغاء احتساب العلامات المدرسية للشهادة المتوسطة وهو ينسحب على الشهادة الثانوية بعدما لجأت مدارس خاصة إلى التلاعب بالعلامات ووضعت معدلات مرتفعة للتلامذة. هذا لا يعني أن الامتحانات جرت في هذه الظروف الاستثنائية التي يعيشها البلد والتعليم بطريقة مثالية، إذ تخللتها ثغرات إنما في حدود طبيعية، علماً أن التربية قلّصت المنهاج وحذفت بعض المواد وأدرجت المواد الاختيارية في الامتحانات. ويمكن القول أن امتحانات هذه السنة كانت أفضل قياساً بالعامين السابقين، الأول منحت في نهايته إفادات مع ترفيع التلامذة، والثاني أي العام 2020 – 2021 أجريت الأمتحانات بنكهة الافادات، إذ أن التعليم عن بعد بسبب كورونا لم يعط نتائج جيدة، إضافة إلى تخبط التربية في قراراتها خلال عهدها السابق.
مشارفة تصحيح مسابقات الشهادة الثانوية في هذه الظروف الاستثنائية والانهيار الذي يضرب البلد وتآكل رواتب الأساتذة وإضراب القطاع العام، يعتبر إنجازاً يبنى عليه، كما الامتحانات التي جرت بطريقة هادئة من دون مشكلات كبرى، فهو يؤسس للبحث جدياً بالمعضلات التي تواجه انطلاق السنة الدراسية الجديدة، وهو التحدي الأصعب أمام التربية للعبور نحو انطلاقة سليمة، إذ أن الأزمة تعصف اليوم بالمدرسة وكل التعليم الخاص والرسمي، من دون أن تتقدم الحكومة بخطوات لحل انقاذي أو لعقد تسويات تنقذ من خلالها الدراسة وتنصف القطاعات وفي مقدمها الهيئات التعليمية وليس للهروب إلى الامام. والبحث التأسيسي الجدي يتطلب رؤية واضحة تفتح الطريق لاتخاذ قرارات تؤمن الدعم والرعاية وتسهم في اطلاق الدراسة من دون إضرابات أو مقاطعة وتدخلات لمثيري الفتن والشائعات ضد العملية التربوية كلها.
الانتهاء من عملية التصحيح وصدور النتائج الجمعة المقبل، يُسجل للتربية، والكلام عن تسريبات للنتائج من هنا وهناك، لا يطغى على ما تحقق بالفعل في ظل الفوضى التي تعيشها القطاعات والتعطيل المستمر للمؤسسات بصرف النظر عن أحقية مطالب موظفي القطاع العام.
فتح المسابقات والتدقيق مستمران، والمسؤولية تقتضي البحث في تأمين المقومات لاطلاق السنة الدراسية الجديدة وتجاوز الفوضى السائدة.
نتائج الثانوي: علامات الصفر معدودة ونقص حاد بمصححي الإنكليزية
وليد حسين ــ المدن ــ تتسارع أعمال تصحيح مسابقات الامتحانات الرسمية لشهادة الثانوية العامة في محاولة لإصدار النتائج مساء الخميس المقبل أو صباح الجمعة.
اللغة الانكليزية
وعن سير أعمال التصحيح أكدت مصادر مطلعة لـ"المدن" أن التصحيح ما زال قائماً للغة الإنكليزية في مركز صيدا وفي بيروت، بسبب النقص الحاد بعدد أساتذة هذه المادة، بعد الهجرة الواسعة لهم إلى دول الخليج في السنتين الماضيتين، جراء الانهيار المالي وتراجع القدرة الشرائية لرواتب الأساتذة.
أما تصحيح باقي المواد فبات في طوره النهائي، ويخضع لعمليات التدقيق في المرحلة الرابعة، إضافة إلى مراجعة المسابقات التي نال عليها الطلاب علامة كاملة أو صفراً. إذ تخضع هذه المسابقات لمراجعة خاصة، غير عمليات التدقيق المعتادة التي تمر بها جميع المسابقات.
نسبة نجاح مرتفعة
ولفتت المصادر إلى أن أعمال التصحيح تنتهي يوم الخميس، لكن بالموازاة بدأت أعمال تفتيح المسابقات التي اجتازت مراحل التدقيق، لوضع الرقم الحقيقي للطلاب مكان الرقم الوهمي، ما يمكن وزارة التربية من إصدار النتيجة مساء الخميس أو صباح الجمعة.
وتبين من خلال أعمال التصحيح أن النتائج جيدة بشكل عام. فلا علامات صفر حصل عليها الطلاب إلا في بعض المواد. حتى أن عدد المسابقات التي حصل فيها الطلاب على صفر معدودة على أصابع اليد. ومستوى العلامات التي تؤهل الطلاب للنجاح مرتفع. ما يرجح نسبة نجاح عالية في لبنان بمختلف الاختصاصات.
الثانوي أفضل من المتوسط
فبخلاف امتحانات الشهادة المتوسطة لن يكون عدد الطلاب الراسبين مرتفعاً في مرحلة الثانوي. فقد أظهر تصحيح المسابقات أن غالبية الطلاب كانوا أكثر جاهزية للامتحانات من طلاب المتوسط، بمن فيهم طلاب المدارس الرسمية. فرغم أن طلاب المدارس الرسمية لم يتعلموا إلا نحو خمسين يوماً طوال العام الفائت، بسبب الإضرابات المتتالية للأساتذة، إلا أن معظم أهالي الطلاب استعانوا بأساتذة لتعليم أولادهم دروساً خصوصية، وهذا هو السبب وراء النتائج الجيدة التي ظهرت من خلال تصحيح مختلف المسابقات.
علامات الاستدراك
وحول علامات الاستدراك التي يحصل عليها الطلاب الراسبين على علامات بسيطة لدعم نجاحهم، ما يؤدي إلى رفع نسبة النجاح، أكدت المصادر أن القرار لم يصدر بعد في انتظار الانتهاء من تصحيح مسابقة اللغة الإنكليزية لمعرفة نسبة النجاح النهائية. فقد أنهت جميع المراكز في المناطق عمليات التصحيح ولم يتبق إلا مركز صيدا وبيروت، ويفترض أن ينتهي التصحيح صباح الخميس.
وأضافت أنه في العادة، وبعد الانتهاء من التصحيح، تجتمع لجان مقرري المواد ورئيس اللجان الفاحصة لاتخاذ القرار بعدد علامات الاستلحاق، وفق رأي الهيئة الإدارية لكل فرع. لكن وفق القانون يحق لوزارة التربية منح علامات استدراك لهؤلاء الطلاب شرط ألا يتجاوز مجموع العلامات الممنوحة بشكل عام 5 بالمئة من المعدل العام. بمعنى آخر يتوقف الأمر على نسبة النجاح وعدد الطلاب الذين يحتاجون لعلامات الاستدراك، وإلى أي حد يمكن رفع نسبة النجاح. ففي العام 2021 وصلت علامات الاستدراك التي نالها الطلاب إلى تسعة. أما حالياً فلم يأخذ أي قرار قبل الانتهاء من التصحيح صباح يوم الخميس المقبل.
الأشقر لـ”بوابة التربية”: وزير التربية هو من يحدد موعد إصدار نتائج الثانوية العامة
بوابة التربية: أوضح مدير عام وزارة التربية رئيس اللجان الفاحصة عماد الأشقر، لـ”بوابة التربية” أنه لم يحدد أي موعد لصدور نتائج الامتحانات الرسمية للشهادة الثانوية، مشيراً إلى أنه كررت ما قاله وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي، لجهة أن النتائج ستصدر نهاية هذا الاسبوع، من دون تحديد أي يوم.
ونفى الأشقر أي موعد لإصدار النتائج، مشيراً إلى أن أعمال التصحيح لا تزال مستمرة، وأن الوزير هو من يعلن موعد صدور النتائج.
مؤتمر صحافي مشترك بين رئيس الجامعة اللبنانية ووزير التربية بتاريخ 20 تموز 2022
يعقد رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران مؤتمرًا صحافيًّا مشتركًا مع معالي وزير التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي، على أن يتم التطرق فيه إلى شؤون الجامعة وأوضاعها في ظل الظروف الحالية.
الزمان: الأربعاء 20 تموز 2022 الساعة الثانية عشرة ظهرًا
المكان: مبنى الإدارة المركزية – المتحف، قاعة المحاضرات
تعيين البروفسورة إلهام صليبا مديرة لكلية الآداب والعلوم الإنسانية – الفرع الرابع
عيّن رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران البروفسورة إلهام إلياس صليبا مديرة لكلية الآداب والعلوم الإنسانية – الفرع الرابع، وذلك اعتبارًا من تاريخ 4 تموز 2022.
البروفسورة صليبا حائزة دكتوراه في اللغة العربية وآدابها من جامعة القديس يوسف في بيروت وإجازة في اللغة العربية وآدابها من كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية.
بدأت التدريس في كلية الآداب والعلوم الإنسانية – الفرع الرابع عام 2011، وهي عضو لجنة شؤون التبادل العلمي بين الجامعة اللبنانية والجامعات والمراكز الثقافية في لبنان (المؤسسات والجامعات الفرنكوفونية) وعضو لجنة قبول مشاريع رسائل الماستر في كلية الآداب والعلوم الإنسانية منذ عام 2016.
درّست سابقًا في عدد من الجامعات الخاصة والثانويات الخاصة والرسمية، كما أنها مترجمة منتسبة إلى جمعية المترجمين الأوروبيين، وفي رصيدها مجموعة كبيرة من الأعمال الأدبية والترجمات المنشورة.
الجامعة اللبنانيّة تفتقد أدنى مقوّمات البقاء: طلاب المسرح «يختنقون في هذه المدينة المغلقة»!
خليل الحاج علي ــ الاخبار ــ لم يكن سهلاً على طلاب المسرح في الجامعة اللبنانية، أن يكملوا ثلاثة أعوام دراسية. أزمات صحية، واجتماعية، واقتصادية، كانت كفيلة بإضاعة الكثير عليهم. مع ذلك، قدّم طلاب السنة الثالثة أخيراً مشروع تخرّجهم النهائي (إشراف: رويدا الغالي. 105.د)، بعد اختيار «حالة طوارئ» (1984)، للكاتب الفرنسي ألبير كامو (1913- 1960) في مبنى الجامعة اللبنانية في منطقة الحدث. «قادش»، المدينة المترامية على سواحل الجنوب الإسباني، كم تتّسق أحداثها مع سياقاتنا الحالية، من بطش السلطات، وانتشار الخراب، والظلم، والأوبئة، حتى صارت الحياة في «قادش» متشابهة مع الموت... متشابهة مع حياتنا.
تدخل حرم الجامعة اللبنانية في الحدث، وأكثر ما يلفت انتباهك، هو ذبول مساحاتها الخارجية الخضراء. ربما اعتاد خرّيجو السنوات التي سبقت الوباء، أن يشهدوا هذه الفوضى، لكن ليس إلى هذا الحدّ. حالة أشبه بالخراب، على مستويات عديدة، منها بيروقراطية، وتلوّث بصري تسببها الشعارات الحزبية، وغيرهما. جرت العادة، أن يقدم طلاب التخرّج، في قسم المسرح، في الفرع الأول، عروضهم النهائية، في حجرة أو «استديو» صغير، لا على خشبات المسارح في بيروت. في هذه الحجرة، ترى الطلاب اليوم، منهمكين في تحضير السينوغرافيا، وإجراء البروفات التقنية، لإقامة أكثر من عرض، يمتد على مدى أيام متتالية، بسبب السعة الاستيعابية الضئيلة للجمهور. اعتاد الممثلون، أن يتصبّبوا عرقاً، نتيجة الانهماك، والتوتر، وقوة الضوء في وجوههم. لكنّ عاملاً آخر، يجعلهم يتعرّقون، هذا العام، وهو توقّف التكييف، في ظل طقس حارّ. يبدأ العرض، ويعيش الجمهور «بهدلة» لا مثيل لها، مستخدماً «المراوح» اليدوية، ليتفرّج على عرض يمتدّ نحو ساعتين. ينقطع التيار الكهربائي في بداية العرض، هذه ليست المرة الأولى، إذ يتكرر الأمر مع الطلاب دوماً.
تبدأ «حالة طوارئ». أشبه بكرنفال احتفالي. مشهديات متناغمة من الرقص، والإيماء، والتعبير الجسماني، ونصوص باللغة المحكية، والفصحى تحافظ على نص كامو الذي يتميز بصنعة أدبية عالية. عجائز المدينة، وصيّادوها، وأطباؤها، يشهدون على موت «مهرّجهم»، وسط حالة من الذهول. البحر يلهمهم الرقص، رغم أن حياتهم قد «أضناها التعب»، في مدينة تملؤها البيروقراطية، والفساد القضائي، والأحكام الروحية المهترئة. يجري النص، مع تشكيلات حركية، في «ميزانسين» مدروس. روح جماعية عالية ومحسوسة، قوة أدائية لمعظم الطلاب، تنفجر إبداعاً في معظم الأحيان. لكن يهمد الإيقاع الحركي والنصي، أحياناً أخرى، بفعل بعض «الكليشيهات» والتنميط في أداء بعض الشخصيات. الوجوه تلمع من شدة التعرّق، «إننا نختنق في هذه المدينة المقفلة». جملة ترد في نص كامو، تشفي غليلنا، وتدخلنا في حالة من «التطهير»، بفعل هتاف الممثلين لها. على الرغم من ذلك، لا تغفل رويدا الغالي، أهمية كسر الجدار الرابع مع الجمهور، لإخراج النص، من صيغته الأدبية والشاعرية، وإدخالنا في حالة من الدهشة والفضول. ينتهي العرض، وقد أنهك الحرُّ، الممثلين، لتبدو صورتهم كأنهم عمّال منجم لا ينضب.
تتطلب الدراسة في المسرح، حضوراً جسدياً، وليس ممكناً تقديم العروض «أونلاين»، وهذا ما يزيد الطين بلّة. فالمسرح ليس كغيره من التخصّصات التي لا تتطلب الحضور إلا لساعتين مثلاً، لتقديم الامتحان. كان الممثلون يقضون أوقاتاً تطول من الثامنة صباحاً حتى الثامنة مساءً، من دون انقطاع. هناك شغف بالمسرح واضح عليهم. تقول إحداهن، «إن المعاناة الأساسية تتمثل في تحمّلنا تكاليف النقل، نتيجة ارتفاع أسعار الدولار». في السياق نفسه، يؤكد أحد الطلاب لنا أنّه لم يكن باستطاعته أن يدفع كلفة عودته إلى بيته في الشمال، ولم يكن باستطاعته أيضاً، دفع إيجار منزل قريب من الجامعة، ما اضطره في بعض الليالي، للنوم في حرم الجامعة. يلفت آخر إلى أنَّ غياب بعض الأساتذة، وعدم قدومهم إلى الصفوف، نتيجة ارتفاع أسعار المحروقات، أمر أثّر سلباً على عملية التعليم. الظروف كانت قاسية، لكنها لم تفرمل اندفاعهم. حالة من الشغف، والمتعة، والاكتفاء، ولّدها البحث في جماليات المسرح، والتتقيب في علومه. «من هنا حاولنا بدء مشوارنا الفني والثقافي، ولم نسمح للسلطات وأنظمتها بثنينا عمّا نريد تحقيقه». «المسرح هو أجمل مرحلة في حياتنا» عبارة تسمعها على لسان جميع أفراد الدفعة الحالية. «الوقت هنا غير ملموس... معظمنا يأتي سيراً على قدميه». لم تحبط الظروف هؤلاء الشباب، بخاصّة أن المسرح شكّل مساحة آمنة للتعبير الحر لهم.
تطلق رويدا الغالي، وهي أستاذة المسرح والرقص المعاصر في الجامعة اللبنانية، على الطلاب المتخرّجين لهذا العام، «دفعة الكورونا». حتّمت الظروف عليها بصفتها مشرفة، وضع خطة مكثّفة، مترافقة مع تثقيف فني للطلاب. «الهم الأساسي في المسرح، هو الإنتاجية، التي لطالما حدّثنا عنها الراحل يعقوب الشدراوي، وجاك لوكوك في فرنسا، إضافةً إلى المواظبة على إنتاج الأعمال الفنية في المسرح، للمساهمة في الإنتاج الثقافي». حرصت رويدا الغالي على البحث عن هوية فنية، للمشاركين في «حالة طوارئ»، والتركيز على مهاراتهم الفنية، وبلورتها. «كل واحد من الطلاب، فتّش عن نقاط قوته، بقدر ما عمل على نقاط ضعفه». على صعيد آخر، تصف المشرفة على مشروع التخرّج، ما يجري اليوم، بـ «فعل مقاومة»، مضيفةً: «لطالما عزلنا أنفسنا عن كل ما يجري خارج حجرة التدريب. لم نكن بمنأى عن كل التحديات، لأننا حوّلناها إلى جماليات ذات أبعاد فنية». يقول رئيس قسم المسرح السابق، في الفرع الأول، في معهد الفنون الجميلة، في الجامعة اللبنانية، والأستاذ المحاضر فيها، وليد دكروب، إنَّ «التحديات الصحية لا تزال تواجهنا، منذ الحجر الصحي الأول والكبير، في آذار (مارس)، وحتى منتصف حزيران (يونيو) 2020. اضطررنا وقتها مكرهين لتدريس موادّ المسرح العملية «أونلاين»، ثم عدنا إلى القاعات متحدّين المخاطر الصحية حتى أنجزنا المواد العملية. علماً أننا في 4 آب (أغسطس)2020 وقع انفجار مرفأ بيروت أثناء تحكيم مادة التمثيل للسنة الأولى. أما تحكيم مشروع التخرّج في التمثيل فكان في 11 آب 2020، أي بعد أسبوع واحد من انفجار المرفأ، في ظل وضع نفسي وصحي سيّئ للجميع، طلاباً وأساتذة. أما خلال عام 2021، ققد تم تعليم معظم المواد العملية حضورياً، مع اضطرارنا للتساهل في احتساب الغياب، بسبب الإصابات بكورونا. أما الوضع المادي، فحدّث ولا حرج».
لم تكن الأزمة صحية فحسب، بل توالت تداعيات الأزمة النقدية، على كل شيء. «معدات قسمي السينما والمسرح ، تحتاج إلى صيانة دورية. كاميرات، وبروجكتورات، وميكسرات صوت وإضاءة، وغيرها من المعدات، كنا نضطر إلى تصليحها، عبر جمع المال من الأساتذة والطلاب. أما الآن، فمن المستحيل القيام بأي أعمال صيانة في ظل الوضع الاقتصادي، وانهيار العملة، وارتفاع أسعار المحروقات، التي حالت دون الوصول إلى الجامعة. لدينا الكثير من الطلاب الذين يضطرون للوصول إلى الجامعة سيراً على الأقدام من المناطق المجاورة، أو على الدراجات الهوائية».
بحسب دكروب، فإن الأزمة انعكست على رواتب الأساتذة والموظفين، لأنّ معاشاتهم التي لا تزال على حالها، أفقدتهم القيمة الشرائية. «أما المتعاقدون فلم يتقاضوا أتعابهم منذ سنة ونصف سنة». كل ما سبق يؤثر سلباً على مستوى التعليم بلا شك. فهناك المواد التي لا تزال تُعطى «أونلاين»، بسبب تعذّر وصول الأساتذة من المناطق البعيدة إلى الجامعة، إذ لا يكفيهم الراتب ثمن «تنكة البنزين»، والأعباء المادية تكبر على كاهل الجميع، من مصاريف المولّد، إلى البنزين، والآن الإنترنت والاتصالات. كل هذا يؤدي إلى تراجع مستوى الأداء لدى الجميع. «قسم المسرح يحتاج ما تحتاج إليه الجامعة ككل، من مقوّمات البقاء»، يقول وليد دكروب. وحول هجرة الأساتذة والمحاضرين، يؤكد أن لا إحصاءات دقيقة، «إنما على مستوى القسم في الفرع الأول، فإننا نعاني، منذ سنوات، من تناقص حادّ في أعداد الأساتذة، بسبب التقاعد أولاً، ومنع التعاقد مع أساتذة جدد ثانياً. أما الآن، فقد بدأنا نواجه حالات سفر بداعي الهجرة لدى بعض الأساتذة، وحتى المتفرّغين منهم».
الكثير من الطلاب يضطرون للوصول إلى الجامعة سيراً على الأقدام
مَن يتحمل مسؤولية الانهيار الكبير؟ يقول وليد دكروب إنَّ الأستاذ الجامعي منشغل بكيفية تأمين سبل العيش الكريم والطبابة لعائلته، عدا وسائل الحياة البدائية من كهرباء وماء واتصالات وغيرها... أما تأمين البدائل وتوفير التعليم المستدام لطلاب الجامعة اللبنانية ككل، وليس فقط المسرح، فهما من واجبات إدارة الجامعة، ووزارة التربية، ومجلس الوزراء، الذين، مع الأسف، لا يرون في الجامعة إلا عبئاً عليهم». وسط كل ذلك، «لا وجود لخطة واضحة، إذ إن كل طاقاتنا تُهدر على تأمين طرق إجراء الامتحانات، والمازوت، والأوراق، والحبر، والشهادات، وصيانة المعدات. الأمور تجري كل يوم بيومه» يتأسّف دكروب على قوله ذلك.
في قسم المسرح في الجامعة اللبنانية، تسيطر حالة من «اللامعقول» أو «العبث»، وهو التيار المسرحي الذي خلّفته الحروب، والأوبئة، والبطش السياسي للسلطات، في منتصف القرن الماضي. لم تكن أزمة قسم المسرح في الجامعة اللبنانية، وليدة الأزمات الحالية، إذ لطالما عانى الطلاب على مدى عقود، من غياب الدعم المادي، وتهميش الجهات المعنية لهم. اليوم، وبعد تقديم العرض النهائي «حالة طوارئ»، أي مستقبل يحمله الطلاب؟ وما الذي ينتظرهم خارج حجرة التمثيل؟ ترى التأثر العاطفي واضحاً على وجوه الأهالي، في لحظة تخرّج أولادهم، وسط حالة من الضياع إزاء مستقبلهم!
جامعة الوطن
النهار - كريس جبّور ــ هكذا اعتدت أن أسميها… جامعة الوطن.
منذ سنوات وعند اقتراب تخرجنا من المدرسة، بدأتُ وزملائي باتخاذ خيارنا الجامعي لإكمال دراستنا. لم أكن متردّدًا أبدًا باتخاذ خيار دخول جامعة الوطن…
لم يكن هذا الخيار مبنياً على العلامات، كون علاماتي كانت جيّدة جدًّا وكانت تخوّلني يومها الدخول بأية جامعة، علمًا أنّ غمار الجامعة اللبنانية أمر صعب في الدخول والاستمرار. كما أنّ الخيار لم يكن مبنياً على القدرة المعيشية، فالحمد لله السند كان موجودًا ومتينًا.
فبدأت مغامرتي في جامعة الوطن…
كانت البداية طبيعية قبل أن ينتهي الفصل الأوّل ويبدأ معه فصل الإضرابات. ثلاث سنوات في الجامعة اللبنانية، ثلاث سنوات من التأخّر في العام الجامعي بسبب إضرابات، وما كانت نتيجتها… بالطبع ليس حلّ المشكلة بل خلق معاناة حقيقية للطلاب فحسب، فلِمَ الإصرار على الإضراب؟ أسبوع من الإضراب ثم العودة إلى التعليم، شهر من الإضراب ثم العودة إلى التعليم،… وفي كل مرّة لا يحصل الأساتذة على أي مطلب، فلم لا تجدون حلاًّ آخر رحمةً بالطلاّب؟
أنا كطالب، بالتأكيد مع حقوقكم الكاملة، لكن الأمور أصبحت غير مقنعة… فما نفع إضراب في ظلّ حكومة تصريف أعمال غير قادرة على إصدار أي قرار؟ والإضراب اعتراض على مسودة موازنة، فهل تجدون كل ذلك مقنعًا؟
وأذكر في يوم من الأيام، عندما نسي مجلس الفرع معاناة جامعة الوطن ونزيفه، واجتمع بشكل طارئ لإصدار قرار يمنع أحد النوادي التربوية في الجامعة من الدخول بقمصانهم… وهنا أدركت أنّ الجامعة اللبنانية هي فعلاً جامعة الوطن…
جامعة الوطن حيث يهتمّ بعض المسؤولين فيها بالتفاصيل الصغيرة وينسون خدمتهم للعلم.
جامعة الوطن حيث تنخرها السياسة، تفسخ أساساتها وتعكّر حياتها.
جامعة الوطن حيث جهات تعرقل إنجازات غيرها فقط لعدم ظهور إهمالها تجاه الطلاب حين يسقط عنها قناع الشرعية، بدل أن يشكل ذلك حافزًا لها للإنجاز والمنافسة بالإنجاز مقابل إنجاز.
جامعة الوطن حيث يتدخّل بعض السياسيين عند وقوع أي إشكال للوقوف على ركامها وإلقاء الخطابات الشعبوية.
جامعة الوطن حيث، وبعد معاناة طويلة، يقرّر الطالب في نهاية المطاف الهجرة منها…
فماذا فعلتم بجامعة الوطن؟
الجامعة اللبنانية كغيرها من المرافق العامة، يعطّلها بعض السياسيين في المافيا لحماية مصالحهم الخاصة… أهي صدفة أنّ معظم الجامعات الخاصة هي مملوكة من سياسيين أو مرجعيات دينية أو مرجعيات خارجية؟
لكن تجربة الجامعة اللبنانية، كغيرها من التجارب في الحياة، تحفر في أنفسنا دروسًا صعب نسيانها…
في الجامعة اللبنانية، طلاّب يعملون ليلاً ونهاراً، إلى جانب دراستهم، ليدفعوا القسط، حتّى وإن اعتبره البعض زهيدًا لكنه لفئة من هذا الشعب المسكين هو استثمار لمستقبلٍ أفضل.
في الجامعة اللبنانية، يدرّس المنهج بشكل مكثّف فتتحضّر للامتحانات في أسبوعين ثم تنصدم بالنتيجة، فتتعلّم أن تتحمّل مسؤولية في الحياة، أن تكافح وتواجه الصعوبات… وفي حال الفشل، أن لا تفقد الأمل.
في الجامعة اللبنانية، تتحمّل مسؤولية نفسك وتدير شؤونك بنفسك، فتتعلّم أنّ في هذا العالم أنت تخلع أبواب فرص مستقبلك ولن يساندك أحد، إلاّ في حالات نادرة.
جامعة الوطن تنزف منذ سنوات وبدأت تدخل شيئًا فشيئًا في غيبوبة قد تودي بحياتها إذا لم يتحرّك أحد والمسؤولية جماعية من الطلاّب، مرورًا بالأساتذة والإداريين والمدراء، وصولاً إلى السياسيين… إمّا أن تتحركوا لإنقاذ الجامعة وإمّا تصبحون على وطن…
الاسمر طالب بوقف تدمير الجامعة اللبنانية
وطنية - اعلن رئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الأسمر "تضامنه مع الجامعة اللبنانية والعاملين فيها، وطالب بوقف تدمير جامعة الوطن"، وقال:"يتعرض أساتذة الجامعة اللبنانية والعاملوم فيها من متعاقدين ومدربين وموظفين وعمال إلى إهمال منهجي مزمن لا يمكن فهمه إلا في إطار حرمان أبناء العمال والفئات الشعبية من حقهم في التعليم العالي ، وحصره في الجامعات الخاصة التي يفرض أكثريتها دفع الأقساط أو قسم أساسي منها بالدولار".
وتابع:" لقد أجبرت هذه السياسة أساتذة الجامعة الوطنية، في آخر جمعية عمومية لهم الأسبوع الماضي ، إلى إعلان الإضراب العام ومعهم المدربون والموظفون والعمال حتى تحقيق مطالبهم بتصحيح أوضاعهم من تثبيت وتفرغ وأجور وبدل نقل وسواها من المطالب الأساسية، فيما مشروع الموازنة الهزيل أصلا" بحق الجامعة لم يلحظ أي أفق لمعالجة قضايا الجامعة وأهلها".
واعلن ان "الإتحاد العمالي العام يدعم الموقف المسؤول والمميز لرئيس الجامعة الدكتور بسام بدران، ويعلن وقوفه إلى جانب أهل الجامعة بفئاتهم كافة في مواجهة الخطر المحدق بجامعتهم كما في سائر القطاعات الرسمية الأساسية من مستشفيات حكومية وسائر مستويات التعليم الرسمي والخدمات العامة والمصالح المستقلة والمؤسسات العامة ، فإنه يدعو الحكومة اللبنانية إلى التعامل مع هذه القضية بشكل خاص بوصفها قضية وطنية جامعة تطال عشرات الألوف من الطلاب من أبناء الفئات الشعبية ومعالجتها بروح من الجدية العالية والمسؤولية الكاملة".
وختاما تم توزيع الشهادات والمنح على المتفوّقين.
فرع البقاع في الأساسي عرض لخطة الرابطة المقدمة لوزير التربية
عقد فرع البقاع في رابطة معلمي التعليم الأساسي اليوم لقاء مع أساتذة البقاع عبر تقنية زوم وحضره عضو الهيئة الادارية للرابطة الاستاذ محمد عبدالله ومقرر الفرع الاستاذ نبيل عقيل وأعضاء هيئة الفرع الأستاذ حسين يزبك والاستاذة حنان حجاز وأعضاء من لجان المناطق وكذلك عدد من الزملاء الأساتذة الملاك والمتعاقدين
تناول اللقاء شرح لخطة الرابطة المقدمة لوزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي، ودعا المجتمعون الزملاء الأساتذة لتأييد تحركات الهيئة الادارية للرابطة كما تناول البحث التأكيد على مطالب الزملاء المتعاقدين والمستعان بهم جنباً الى جنب مع مطالب الزملاء الملاك.
كما جرى مناقشة بعض الأمور التي طرحها الزملاء كمسألة الاستشفاء وغيرها من الامور المطلبية. وتم الإجابة عن بعض التساؤلات التي تم طرحها.
بوشكيان عقد اجتماعا لتفعيل التعاون بين التعليم المهني والقطاع الصناعي لتأهيل الطلاب وتدريبهم قبل الدخول الى سوق العمل
وطنية - عقد وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال النائب جورج بوشكيان اجتماع عمل قبل ظهر اليوم حضره المديرة العامة للتعليم المهني والتقني الدكتورة هنادي بري، رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين سليم الزعني، نائب الرئيس جورج نصراوي، رئيس نقابة أصحاب الصناعات الغذائية المهندس منير البساط، عضو النقابة عدنان عطايا، المدير العام للجمعية طلال حجازي والمستشار حسام الحاج.
تمّ التداول في وضع آلية تعاون مشتركة بين الوزارة والمديريّة والجمعية، وقد أخذ قرار فوري على هذا الصعيد، قضى بتأليف لجنة مشتركة بين الأطراف الثلاثة تجتمع في موعد قريب، وتحدّد المهام المطلوبة من البرامج التعليميّة المهنية المتخصّصة ومن القطاع الصناعي بمعاونة وزارة الصناعة، ليصار إلى تدريب الطلاب في المهن التي تلائم اختصاصاتهم، وتحضيرهم للدخول الى سوق العمل.
كما تمّ الاتّفاق على القيام بجولة في عدد من المعاهد الفنية والتقنية وعلى مؤسسات صناعية، تبدأ في المعهد الفنّي للصناعات الغذائية في قب الياس، للاطلاع على الأقسام والمختبرات والمصانع التجريبية والبرامج التعليمية. علماّ أن المعهد هو ثمرة تعاون بين القطاع العام الممثل بوزارة التعليم العالي والمديرية العامة للتعليم المهني والتقني، والقطاع الخاص الممثل بنقابة أصحاب الصناعات الغذائية ومدعوم من الاتحاد الاوروبي.
إدكار طرابلسي: حذار ضرب المركز التربوي
وطنية - قال النائب ادكار طرابلسي، مقرر لجنة التربية النيابية، في بيان: "تدور في الافق همسات حول خطة قديمة جديدة لضرب استقلالية المركز التربوي المنصوص عليها بالمرسوم رقم ٢٣٥٦ تاريخ ١٢/١٠/١٩٧١ وسلب صلاحيّاته وإلحاقه مباشرة بوزارة التربية.
بناء عليه، فإننا نُحذّر من المسّ باستقلالية المركز التربوي الذي هو مؤسسة عامة ذات شخصية معنوية تتمتّع بالاستقلال الاداري والمالي من خلال القانون الصادر بناء على المرسوم المذكور، ولقد شاء يومها المؤسسون، والبرلمان اللبناني، والرئيس سليمان فرنجية أن يبقى المركز العقل المخطط للتربية وللمناهج ومستقلاً وبعيداً عن المصالح والتجاذبات السياسية."
وختم:" إننا نحذر من محاولات ضرب المركز تحت أي مسمّى. وللبحث صلة".
حق التعليم للجميع مشروع واعد مشترك جمع صندوق ملالا وجمعية الدراسات ومهرجانات بعلبك
تحقيقات وملفات ساخنة ــ محمد أبو إسبر ــ وطنية- يعتبر التعليم هاجس يؤرق غالبية الأسر اللبنانية التي باتت شبه عاجزة عن تأمين نفقات تعليم أبنائها، بعد تفاقم زيادات الأقساط، وآخر إبداعاتها "الدولرة" التي امتدت لتطال أرقى المهن وأنبلها، والتي وسم بها الأنبياء، فالمسيح هو المعلم، والحديث النبوي الشريف يحث على التعليم، وأولى آيات القرآن الكريم المنزلة وحياً على الرسول الأكرم وردت في سورة العلق ومطلعها "إقرأ باسم ربك الذي خلق".
ونظراً لأهمية التربية والتعليم في بناء الأوطان وفي مسيرة التنمية، كانت التوأمة من قلعة بعلبك الأثرية بين الفن والثقافة، فاختار صندوق "ملالا" العالمي لتعليم الفتيات (Malala Fund)، بالتعاون مع "الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب"، وبالاشتراك مع لجنة "مهرجانات بعلبك الدولية"، الحفل الأخير لمهرجان بعلبك لإطلاق مشروع "حق التعليم للجميع في لبنان" في الأمسية الختامية، فالهدف السامي لدى الأطراف الثلاثة توفير التعليم المنصف والشامل، الذي يعتبر من ركائز العدالة الاجتماعية.
وعلى صخور القلعة الشاهدة على الزمان، وفي المكان الذي تروى فيه حكايا الحضارات المتعاقبة على مدى قرون من الزمن، والذي عاصر تألق بلاد الحرف والأبجدية في غابر الأيام، تم عرض فيديو قصير يحكي قصة "قمر" في صرح هو من عداد المواقع التي اختيرت من قبل منظمة "اليونيسكو" ضمن التراث العالمي، وقصة "قمر" تتماهى مع احوال الكثير من الفتيات في بعلبك الهرمل وكل أنحاء لبنان.
ويشدد الفيلم القصير، على رسالة حق التعليم الأساسي للجميع، او كما عبَّر "12 سنة من التعليم المنصف والشامل والعادل للفتيات والجميع".
وتتضافر جهود صندوق ملالا وجمعية الدراسات ولجنة مهرجانات بعلبك الدولية ضمن مشروع "دعم الفتيات بالتعليم" بهدف دعم تعليم الفتيات والفئات المهمشة، وخلق الفرص التي تعزّز مشاركتهن الفاعلة في المجتمع في محافظة بعلبك-الهرمل، والذي من شأنه تخفيف حدة الفقر واللا مساواة.
الحجيري
ممثلة منظمة صندوق "ملالا" في لبنان رنا الحجيري، قالت "نحن نعلم أن الأوضاع الإقتصادية في لبنان سيئة ولكن ضريبة التعليم لا تعوض، فبانهيار التعليم ينهار جيلا كاملا لن تنتشله خطة أو رزمة مساعدات آنية".
ورات أن "ما نشهده اليوم هو توأمة الفن والتاريخ لدعم أجندة مجتمعية وحق تمكيني ومصيري بالتعليم الشامل للفتيات وللجميع".
وختمت الحجيري: "نريد ان يكون صوت الفتاة وأحلامها قضيتنا، ونحن نؤمن أن التعليم ليس هدفاً أحاديا، وإنما هو جزء من قراءة أكبر، ومنظور أشمل، لأجندة العدالة الاجتماعية التي ترفعها مهرجانات بعلبك بصوت فتيات منطقة بعلبك مع منظمة ملالا وجمعية الدراسات ونطلقها من مهرجانات بعلبك التاريخية".
دي فريج
وبدورها أعربت رئيسة لجنة مهرجانات بعلبك الدولية نايلة دي فريج عن سرورها "لهذه الشراكة مع Malala Fund وأن تكون مهرجانات بعلبك هذه السنة وبعد غياب الجمهور عن بعلبك لمدة سنتين منبرا لصوت قمر ولكل الفتيات القاصرات لإبراز أهمية التعليم في مجتمعنا، ولطالما كان لبنان منارة ثقافية رائدة في العالم العربي والشرق الأوسط”.
اللقيس
واعتبر رئيس الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب الدكتور رامي اللقيس ان "تمكين الناس وإشراكهم بالحياة العامة هدف يدخل ضمن استراتيجية الجمعية، وأهم بعدٍ في هذه الإستراتيجية هو التمكين العلمي والتربوي للشباب والفتيات، وينضوي ضمنها مشروعنا اليوم، الذي سوف نقدم من خلاله خدمات تعليمية وتربوية وتدريبية لمئات الفتيات والفتيان".
وختم اللقيس مؤكداً "سوف نتعاون مع ست ثانويات رسمية في محافظة بعلبك الهرمل وندعمها بالخدمات اللوجستية، ليمتد تأثير هذا المشروع إلى آلاف المستفيدين بشكل مباشر وغير مباشر".
بتوقيت بيروت